رأي

هواجس غربيّة من تفلّت الوضع الإنتخابي في الدوائر السنيّة والمسيحيّة

كتبت ابتسام شديد في “الديار” :

تعمل واشنطن على خط الإنتخابات النيابية، باعتبارها محطة مفصلية من اجل التغيير وقلب الوضع على الساحة اللبنانية، وتراهن ان يطال التغيير حجم الأكثرية النيابية، الا ان اهتمام واشنطن الذي يشمل كل الدوائر، يركز بصورة استثنائية على الدوائر السنية لسببين هما:

– أولا قرار سعد الحريري تعليق العمل السياسي الذي وضع الحالة السنية في حالة ضياع وتشتت.

– ثانياً:على اعتبار ان الدوائر ذات الغالبية الشيعية، والتابعة لمحور ٨ آذار، عاصية على التغيير، من هنا تتطلع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الى الدوائر السنية والمسيحية المشتركة، كما تتابع حركة المجموعات والقوى التغييرية .

فعلى مشارف المئة يوم من الانتخابات، يراقب المجتمع الدولي التفاصيل اللبنانية، وفي مقدمها تداعيات انسحاب الحريري من الانتخابات وانعكاساته على الطائفة السنية، ووصل الأمر الى تنظيم زيارات لوفود أميركية الى مناطق معينة، والتواصل الدائم مع شخصيات سنية من بيئة “المستقبل” ومن ينوون الترشح للإنتخابات.

الخطوة التي قام بها قبل فترة وفد أميركي الى عكار، لم تكن بطابع خدماتي او إنساني، كما درجت العادة، بل حملت أبعادا سياسية وانتخابية بالدرجة الأولى بعد فترة من توقف الإهتمام بالشؤون اللبنانية وحصر العلاقة بملفات محدددة.

وبحسب المعلومات، فان الجولة التي قام بها وفد أميركي في عكار على نواب “المستقبل” وليد العريني وطارق المرعبي وهادي حبيش واضحة المعالم والأهداف ، وهي في اطار استطلاع المزاج السياسي لنواب “المستقبل”، والإطلاع على وضع الأرض، فهناك هواجس لدى المجتمع الغربي من تفلت الأمور في البيئة السنية وحدوث المقاطعة، مع الخشية من الفراغ وتشتت الصوت السني، وأخطر ما يخشاه الغربيون ان يأتي خروج الحريري لصالح حلفاء حزب الله في البيئة السنية ، اضافة الى الخوف من تنامي دور الجماعات المتطرّفة وفلتان الوضع على الحدود اللبنانية – السورية، والاهتمام بملف التهريب والوجود السوري في المناطق السنية. هاجس الخارج يتمحور حول مَن سيرث الحريري على الساحة السنية، بالاضافة الى وضع “القوات” في المناطق السنية بعد توتر العلاقة مع “المستقبل”.

وفق العارفين، فان الولايات المتحدة الأميركية تعوّل على الفوز بكتلة نيابية لاستخدامها في المعركة السياسية ضد حزب الله، بعدما ثبت فشل الوسائل السلمية الأخرى في تطويع حزب الله بالحرب الاقتصادية، على ان النقاش الأساسي يتمحور بين الولايات المتحدة و”قوى التغيير” حول امكانية انتاج لوائح موحدة في المجتمع السني او سائر “القوى التغييرية” الأخرى، وبدأت تظهر تحالفات ودمج بين مرشحي “الثورة” وشخصيات نيابية استقالت من مجلس النواب.

فالاحصاءات الدقيقة التي يملكها المعنيون تشير الى معركة قاسية، حيث ان فريق ٨ آذار من حلفاء حزب الله جاهز للإنتخابات بقوة وأتمّ استعداداته، وهو متمرس في الانتخابات، فيما يسعى “التغييريون” الى كتلة نيابية تقف في المجلس الجديد لاكمال المواجهة مع حزب الله.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى