شؤون لبنانية

عناية عز الدين: سنعمل لتكون صور بوصلة لكل من يريد ان يرى لبنان بأبهى حلة

رأت رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائب الدكتورة عناية عز الدين، خلال لقاء عبر تطبيق Club House، نظمه “ملتقى الشباب اللبناني” أن “العمل النيابي مهم جدا لمأسسة السياسات”.
 
وقالت: “إن نواب الجنوب لهم دور أكبر من غيرهم، لأن الجنوب على تماس مع فلسطين المحتلة وأطماع العدو الاسرائيلي لم تتوقف، وهي تتركز اليوم على ثروتنا النفطية والغازية”. واعتبرت ان “احد اهم المسؤوليات النيابية هو الرقابة على الاداء الحكومي في هذا المجال من اجل حماية هذه الثروة الوطنية، بالاضافة الى العمل على تشريعات تساعد على عيش المواطنين بحرية وكرامة وتثبيتهم في أرضهم”.
 
وتحدثت عن تجربتها السياسية، فأشارت الى أنها أتت إلى الشأن العام من السياق الحزبي متدرجة من العمل الطلابي في الجامعة الأميركية الى المكتب السياسي، ومن ثم اختارتها قيادة حركة أمل والرئيس بري لتولي موقع وزاري، وثم موقع نيابي وكانت أول إمرأة من الطائفة الشيعية تدخل البرلمان في لبنان. 
 
وأكدت أنها تمثل “شريحة من جيل الجنوبيين الذين شهدوا التحول الذي أحدثه الإمام الصدر الذي أيقظنا من غفوتنا ونفخ فينا روح الكرامة والمحبة والعزة”، مشيرة إلى أن “هذا المسار استمر وأدى إلى نهضة علمية في الجنوب الذي شهد فائضا من الكفاءات في مختلف المجالات عملوا في لبنان وفي دول العالم”.
 
وقالت: “إن التجربة في العمل السياسي هي خليط من الإنجازات والإخفاقات وخيبات الامل، ولكن الناس هم من يقيمون مدى النجاح أو الإخفاق”.
 
وتطرقت الى بعض المحطات لأخذ العبر، وتحدثت عن فترة توليها وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية ضمن “حكومة استعادة الثقة”، وانها ركزت حينها على ملفين وجدت ان هناك “امكانية من خلالهما لتشكيل رافعة الإصلاح وتطوير الإقتصاد هما: مكافحة الفساد والتحول الرقمي، ولكن خيبة الأمل ان الاستراتيجيتين اللتين اعدتا حول هذين الملفين لم توضعا على جدول أعمال مجلس الوزراء آنذاك، وشكل هذا الأمر إضاعة للكثير من الفرص، وهذا بحد ذاته يعتبر فسادا”.

وتحدثت عن مدينة صور وقضائها، قائلة: “عبر التاريخ عندما كانت كل مدن الساحل تسقط أمام الغزاة كانت صور تصمد”، مشددة على ان “منطقة صور مليئة اليوم بالإمكانات وإقتصادها له ركائز عدة، واننا نعمل من اجل الاستفادة من كل هذه الامكانات البيئية والطبيعية والتاريخية ونسعى لتفعيلها وخلق فرص عمل وتنمية المشاريع وإعطاء قيمة إقتصادية للكثير من التراث”.
 
ولفتت الى أهمية “العمل على تمكين المرأة اقتصاديا، بخاصة في المجال الزراعي والصناعة الغذائية، موضحة انها اشرفت على مشروع في منطقة صور يقوم على تدريب النساء من اجل الحصول على مهارات في هذين المجالين.
 
وعن التشريعات المتعلقة بالمرأة، أكدت “اقرار عدد من القوانين مثل قانون تجريم التحرش الجنسي، بالاضافة الى ادخال تعديلات على قانون العنف الأسري التي دعمناها داخل مجلس النواب وحاربنا من أجلها ونجحنا في إقرارها”.
 
وعن الكوتا النسائية، قالت: “الجميع يتحدث عن دعم المرأة ووصولها الى مواقع القرار،  ولكن عندما تقدمنا بإقتراح قانون لم يأخذ النقاش فيه أكثر من دقيقتين، فتقدمنا بإقتراح القانون من جديد ولم يقر في هذه الدورة”، واعدة “النساء بأنها ستتقدم بإقتراح القانون مجددا وستتابع الأمر لأن الكوتا ممر إلزامي من أجل تغيير ثقافة الناخب والمرشح”.
 
ولفتت الى انه “تم تقديم اقتراح قانون حول تعديل بعض المواد المتعلقة بالضمان الإجتماعي التي فيها تمييز ضد المرأة، ولكنها لم تعرض على اللجان المشتركة او تناقش فيها، ذاكرة أن هناك العديد من التعديلات التي يتم العمل عليها”.
 
واشارت الى “تجربة جلسات الاستماع التي شهدها المجلس النيابي لأول مرة وخصصتها لجنة المرأة والطفل النيابية لموضوع “الأمن الاقتصادي للمرأة في ظل الأزمات”، ليتاح لهن التحدث عن تجاربهن والعوائق المالية والاجتماعية والتشريعية والتي يمكن إزالتها من خلال اعتماد سياسات معينة”، واكدت أن “هذا التواصل مع المواطن يعطي ديناميكية لعملية التمثيل، فلا تقتصر علاقة النواب بالمواطنين على الزيارات والعلاقات الاجتماعية، انما تأخذ هذه العلاقة طابعا ممأسسا”. 
 
وتحدثت عن ملف فرز النفايات من المصدر الذي بدأته سابقا، وكان يجب أن تتلقفه السلطات المحلية ولكن بسبب الظروف توقف العمل به، مؤكدة العمل على إعادة تفعيله لاحقا.
 
كما ذكرت العديد من الورش الهادفة التي تم تنفيذها، مثل تدريب طلاب من المدارس الرسمية على مشاريع الذكاء الاصطناعي.
 
وعن قانون المنافسة، رأت ان “ما أنجز مهم جدا، فالاقتصاد اللبناني قائم على الامتيازات والاحتكار، وخلال الجائحة شاهدنا كيف استفاد المحتكرون من هذا الامر من خلال رفع الاسعار خصوصا المستلزمات الطبية وحليب الأطفال وغيرها، فتبين أن الإقتصاد خاضع للوكالات الحصرية، مشيرة الى أن قانون المنافسة كما أقر سوف يخلق وضعا مختلفا في السوق وسيفسح المجال امام الجميع للمنافسة ويفتح فرص عمل ويساهم في انخفاض أسعار بعض السلع، ويبقى النقاش لاحقا على نسبة المساهمة في السوق”.
 
وختمت: “نأمل أن تكون مسيرتنا هي المسيرة التي يثق بها الناس سنمد ايدينا للجميع ونقدر الثقة التي حصلنا عليها في المرحلة السابقة، فما قمنا به أقل بكثير مما كنا نطمح له في ظل الإمكانيات المحدودة، نأمل بالحصول على ثقتهم مجددا من اجل الحصول على غد افضل لهم وللبنان، وسنعمل لتكون صور بوصلة لكل من يريد ان يرى لبنان بأبهى حلة”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى