أبرزشؤون لبنانية

ازمة الدولار في مواجهة فرحة عيد الميلاد

كتبت ميليسّا دريان في “السياسة”:

أثقل الوضع الاقتصادي المواطن اللّبناني وأرهقه إلى حدّ لم يعد باستطاعته أن يقف من جديد.

عيد الميلاد يحل هذا العام، بغصّة ويصل مبتورًا، بعيدًا من الفرح والهدايا. فاللّبناني يكفيه همه ويركض ليل نهار لتأمين الخبز لعائلته.

الأطفال، الذين ينتظرون عيد الميلاد، ليطلبوا الهدايا آملين بالحصول عليها، نالوا نصيبهم من الأزمة هذه السنة. لأن عددًا كبيرًا من الأهالي سيكون عاجزًا عن شراء الألعاب والهدايا بسبب الارتفاع الكبير للأسعار.

وعلى وقع هذه المصائب، كيف سيتعامل الأهل مع أطفالهم خلال هذه الفترة؟ وكيف سيتمكنون من إقناعهم بأنّ لا هدايا هذا العام؟

المعالجة النفسية يارا سنجب، توضح أنّ “الأطفال ليسوا غريبين عن الجو العام بل يعلمون بما يحصل من خلال ما يسمعونه في المدرسة أو بين الأصدقاء”.

وتشرح سنجب في حديث لـ “السياسة”: “هذا يعني أنه عندما يتوجه الأهل لأطفالهم، لن يكون الموضوع غريبًا عليهم، حتى أنّ بعض الأطفال يكون قد توقع هذا الوضع، وحتى يمكن للأهل أن يصارحوهم بطريقة طريفة: “بابا نويل عندو أزمة دولار”.

وتضيف سنجب: “التواصل عبر التكنولوجيا خاصة في السنتين الماضيتين ساهم في وضع الأطفال في أجواء البلد الاقتصادية والاجتماعية. وعدد كبير منهم بدأ يعلم أنه لا وجود لبابا نويل في الأساس، ولهذا يمكن أن يلجأ هؤلاء إلى طلب الهدية مباشرة من أهلهم”.

ابتعدوا عن هذه الخطوة!

تؤكد سنجب أنّ “المهم في الموضوع أن يبتعد الأهل عن فكرة “مش قادرين” وإيصال الرسالة للأطفال بطريقة أكثر سلاسة، من خلال إقناعهم بأنّ الألعاب مثلًا ليست من الأولويات في هذا الظرف، لأنّ عبارة “مش قادرين” تأخذ الطفل للتفكير بعيدًا كأن الأهل لن يستطيعوا تأمين حتى الطعام”.

وتضيف سنجب: “يمكن للأهل أن يقنعوا الأطفال خطوة بخطوة بفكرة أن قيمة الهدية ليست مهمة بقدر معناها”.

لافتة إلى أنه “يمكن أيضًا للأهل أن ينظّموا يومًا ويحضروا فيه هدايا يدوية في حال عدم قدرتهم على شرائها”.

وتشير سنجب إلى أنّ “كل هذه الأمور ستؤثر بالطبع على نفسية الأطفال، ولكن كما تتبدل أولويات الكبار تباعًا، كذلك أولويات الصغار ستتبدل أيضًا، لأنهم يعيشون في هذا العالم ويدركون ما يحصل. إلا أنّ الأهم يبقى في إبعادهم عن تفاصيل الضائقة المادية وإدخالهم خطوة خطوة بالجو العام”.

وعليه، الوضع المأسوي سيوصل أغلبية الأهالي إلى هذه الخطوات، في بلد لا ترحمه سلطته الحاكمة وتستمر في قتله وتعذيبه يوميًا!

المصدر
السياسة

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى