افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الاخبار
لقاء جنبلاط – حزب الله: اتفاق على رئيس غير استفزازي؟
يسير الواقع السياسي في البلاد نحو مشهد غير عادي يضمر تحولات موازية لتلك التي تشهدها المنطقة والعالم، والتي غالباً ما تُشكّل ضابِط إيقاع للتوازنات في لبنان. وتترافق هذه التحولات مع استحقاقين من شأنهما إبراز مدى التغيرات التي ستصيب لبنان، هما: الانتخابات الرئاسية في 31 تشرين الأول المُقبِل وملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً مع فلسطين المحتلة، في ضوء ما ستحمله الأيام المقبلة.
في هذا السياق كان اللقاء الذي جمع أمس رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بوفد من حزب الله ضمّ المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، في حضور الوزير السابق غازي العريضي والنائب وائل أبو فاعور.
بعد اللقاء الذي اتفق على موعده قبلَ خمسة أيام، بعد اتصالات تنسيقية تولاها العريضي وصفا، أشار الخليل إلى أنه «كانت هناك رغبة مشتركة للتلاقي في ضوء ظروف البلد مالياً واقتصادياً ومعيشياً، واستعرضنا العديد من المسائل الداخلية والاستحقاقات السياسية والمالية والاجتماعية. وكان اللقاء غنياً بامتياز وودياً وصريحاً، وأعتقد أن للبحث صلة في الأيام المقبلة بما يخدم لبنان واللبنانيين». فيما صرح جنبلاط بأن «اللقاء كان ودياً وصريحاً وتركنا جانباً النقاط الخلافية وتحدثنا حول النقاط التي يمكن معالجتها بشكل مشترك في الاقتصاد والإنماء».
مصادر مطلعة أكّدت أن الأجواء كانت «إيجابية وودّية» في اللقاء الذي استمر حوالي خمسين دقيقة. وكان «الطرفان واقعيْين في مقاربتهما للأمور، مع التسليم بوجود شبه استحالة في الاتفاق حول بعض القضايا»، لكن «هناك إدراك جدي لضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة خصوصاً أن اللحظة حرجة جداً».
بحسب المصادر، ركّز جنبلاط على ملف الانتخابات الرئاسية، فكرر موقفه بضرورة انتخاب رئيس يمثل الحدّ الأدنى من التوافق ولا يكون استفزازياً لأحد، وهو ما أيده وفد الحزب الذي اعتبر أن «الأمر بحاجة إلى التشاور بينَ الأطراف الأساسية والتفكير سوياً خصوصاً في ظل الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على لبنان»
واستفسر جنبلاط حول دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ذكرى عاشوراء، إلى تشكيل حكومة حقيقية كاملة الصلاحيات تتحمل المسؤوليات في حال الشغور الرئاسي، وسأل ما إذا كان لدى الحزب مؤشر على عدم انتخاب رئيس للجمهورية، فأكد الخليل «أننا نسعى للإثنين ولا نريد الفراغ في أي من المؤسسات».
وأبدى جنبلاط اهتماماً كبيراً بملف الترسيم، سائلاً عمّا إذا كانت المسيّرات الثلاث التي أطلقت فوق سفينة التنقيب في الثاني من تموز الماضي رسالة إيرانية لتحسين شروط التفاوض حول الملف النووي، فجاءه الجواب بالتأكيد أن «إيران ليست بحاجة إلى مسيّرات لتحسين موقفها، وهذه المسيرات هي لتحسين موقع لبنان في عملية التفاوض البحري والضغط من أجل السماح له باستخراج النفط والغاز والاستفادة من ثروته. عندها سأل جنبلاط: «هل نصل إلى الحرب؟»، فكان الرد: «إذا أصرّت إسرائيل على حرمان لبنان من حقه ومنعت عنه ثروة قد تكون خشبة خلاص للبلاد، فلن نموت في الطوابير. وكل الخيارات موضوعة على الطاولة».
وفيما اتفقَ الطرفان على استكمال التشاور والتنسيق بينَهما في الفترة المقبلة، لم تحدد آلية التنسيق بعد، وهو ما سيجري الاتفاق عليه خلال أيام.
*********************
النهار
“عملية الحمراء”: الإنذار الأخطر في أزمة الودائع
اذا كان لقاء #كليمنصو الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط والوفد الرفيع المستوى ل”#حزب الله” استحوذ على الاهتمامات السياسية لجهة دلالاته وابعاده وما يؤسس له لاحقا، فان هذا التطور على أهميته لم يرق الى مستوى الخطورة العالية التي ارتسمت بإزاء “عملية الحمراء” التي قام بها مودع مسلح فاتحا على الغارب ازمة الودائع بكل توهجها ماليا واجتماعيا وامنيا. ذلك ان تحصيل الحقوق في “الودائع الرهائن” لدى المصارف بقوة السلاح بدا اخطر الإنذارات اطلاقا الى التداعيات المتفاعلة لازمة الودائع التي لا تزال الدولة والحكومة ومجلس النواب والمصارف ومصرف #لبنان سواء بسواء يتصرفون بإزاء تفاعلاتها وتداعياتها المدمرة باستهانة وتاخير قاتلين، بحجج وذرائع لم تعد تقنع أحدا ولا تحمي من غائلة سلوكيات عنفية كتلك التي اتبعها المودع المسلح الذي عاشت الحمراء على اعصابها طوال نهار امس مترقبة نهاية غير دراماتيكية لعملية الاطباق المسلح على المصرف. ولم يكن اخطر من العملية بذاتها سوى التعاطف الشعبي مع المودع المسلح بما يكشف عمق المعاناة التي يكابدها اللبنانيون منذ بدء الازمة المالية وأزمة الودائع المرتهنة لدى المصارف. جرس الإنذار المتقدم هذا في الحمراء فجر ازمة احتجاز اموال الناس في المصارف على شكل احتجاز مواطن الموظفين والزبائن داخل مصرف فيدرال بنك، بقوة السلاح، حيث طالب المودع المسلح بالحصول على 200 الف دولار من امواله. وهدد المودع بسام الحاج حسين الذي حمل معه مادة البنزين، بإشعال نفسه وقتل مَن في المصرف، وقد شهر سلاحه في وجه مدير الفرع. ورفض المودع المسلّح مبلغ 10 آلاف دولار عرضه عليه المصرف، بحسب ما افاد احد المفاوضين. واذ حضرت عناصر من القوى الأمنية والجيش الى المكان، تجمع ايضا عدد من المودعين في الخارج دعما للحاج حسين.
وجرت مفاوضات لاحقا مع المودع المسلّح لتسليمه مبلغ 30 ألف دولار من وديعته، إلا أنّه رفض مصرًا على استرداد وديعته كاملة. وبعد مفاوضات شاقة، تمكنت القوى الأمنية من إخراج المودع المسلح من المصرف بعد الاتفاق على إعطاء شقيقه 35 الف دولار من اصل وديعته البالغ قيمتها 209 آلاف دولار وتسليم نفسه .
واخرج الموظفون المحتجزون من المصرف تباعا. وقام المودعون المتظاهرون أمام المصرف برشق القوى الأمنية بعبوات المياه بالتزامن مع إخراج المحتجزين.
وقد حمّلت جمعية المودعين مسؤولية ما حصل لأصحاب المصارف والحكومة ومجلس النواب ومصرف لبنان مجتمعين محذرة من ان “سرقة جنى عمرنا ستؤدي الى مزيد من ردات الفعل”.
لقاء كليمنصو
اما في المشهد السياسي فبرز لقاء كليمنصو كتطور يرصده الوسط السياسي لجهة احتمالات تأثيره على ملف الاستحقاق الرئاسي في المقام الأول . وقد استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو وفد “حزب الله” الذي ضم المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا، في حضور عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، والوزير السابق غازي العريضي.
وأشار خليل بعد اللقاء الى أن “هناك أموراً في السياسة نختلف عليها وهذا لا يفسد في الود قضية وهذا لا يمنع الفرقاء جميعاً من الوقوف على حل وهناك مساحة مشتركة اللبنانيون قادرون على النقاش فيها”. وأضاف ان جنبلاط ” أبدى وجهة نظره حول ملف ترسيم الحدود البحرية ونأخذها بعين الاعتبار وعرّجنا على غالبية الاستحقاقات السياسية لكننا لم ندخل في التفاصيل”.
وقال “نتمنى التوصّل إلى مرحلة يكون رئيس الجمهورية فيها جزءًا من إنقاذ البلد وهذا التلاقي ضروري” وقال ان “الخلاف كبير في السياسة والفهم والاستراتيجية بيننا وبين “القوات اللبنانية ” ولكن ما يجمعنا مع وليد بيك يختلف عن القوات”.
من جهته، قال جنبلاط “اللقاء كان ودياً وصريحاً وتركنا جانباً النقاط الخلافية وتحدثنا حول النقاط التي يمكن معالجتها بشكل مشترك في الاقتصاد والإنماء وهذه فرصة والحوار سيستكمَل للوصول إلى حد أدنى من التوافق على أمور بديهية تهم المواطن” .
في انتظار هوكشتاين
وسط هذه الأجواء حضرت قضية ترسيم الحدود البحرية في لقاء رئيس الجمهوية العماد ميشال عون ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي اعلن اثر اللقاء “ان الوسيط الاميركي #آموس هوكشتاين مستمر في جهوده، وذلك بناء على الاجتماع الاخير الذي حصل في بعبدا”، مشيرا الى ان “هوكشتاين انتقل الى اسرائيل يوم غادر بيروت ولم يعد اليها مرة ثانية، ونحن نتابع هذا الملف وعلى تواصل معه في هذا الموضوع”، لافتا الى ان “الاعتداء على قطاع غزة أخّر ملف الترسيم وليس لدينا وقت مفتوح الى ما لا نهاية وحفاظا على الاستقرار من المفترض ان تنتهي المهلة قبل ايلول”.
وفي سياق غير بعيد أعلنت قيادة “اليونيفيل” أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو ترأس امس اجتماعا ثلاثيا مع كبار ضباط الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة . ولفتت الى انه “في مناقشات الاجتماع الثلاثي ، ركز قائد اليونيفيل على الحوادث على طول الخط الأزرق والانتهاكات المستمرة للمجال الجوي، بالإضافة إلى التطورات والقضايا الأخرى المتعلقة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والقرارات الأخرى ذات الصلة”. وفي سياق معالجة الحوادث على طول الخط الأزرق، حث لاثارو كلا الطرفين على “تجنب أي عمل من شأنه أن يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر. فلا ينبغي اعتبار استقرار الخط الأزرق أمرا مفروغا منه. إن الخطاب العدائي يؤدي إلى تصعيد التوتر ويزيد من الشعور بالتوجس بين السكان المحليين”، وشجعهما على “الاستفادة الكاملة من هذا المنتدى لإيجاد حلول عملية وإيجابية كخطوة أولية تهدف إلى حل القضايا الجوهرية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 1701”.
اما التطور الإيجابي في ملف الطاقة فبرز مع اعلان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي موافقة الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي في اجتماعها امس على الطلب الذي تقدم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمديد تزويد لبنان بالفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان لمدة سنة بالشروط نفسها التي كانت متبعة حتى الان.
شيا في معراب
ووسط هذه الاجواء، عرض رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في لبنان #دوروثي شيا في معراب، للتطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وبعد أن أطلعت شيا رئيس “القوّات” على المستجدات التي يشهدها ملف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، ناقش الطرفان ملف استجرار الطاقة من مصر، بحيث تبيّن أنّ هذا الأخير متوقفٌ اليوم عند مطلب تشكيل الهيئة الناظمة من قبل البنك الدولي، وهو أمر لم تحرز فيه الحكومة أي تقدم حتى الساعة، ممّا يحرم اللبنانيين من الكهرباء ويبقيهم في الظلمة. بدوره شدّد جعجع على ضرورة مواكبة لبنان في المرحلة الدقيقة المقبلة وضمان إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري
***************************************
نداء الوطن
الفاتيكان يحثّ اللبنانيين على ابتكار “صيغة تعدّدية جديدة”
جنبلاط لـ”حزب الله”: لا للحرب ولا لرئيس من 8 آذار
لم يكن بسام الشيخ حسين “الرجل المحترم الذي لم يقم بأي عمل غير أخلاقي طيلة حياته” كما عرّف عنه شقيقه أمس، إلا واحداً من اللبنانيين الذين نهبت مافيا المال والسلطة جنى أعمارهم وزرعت اليأس والبؤس في نفوسهم ليتحولوا بين عشية وضحاها إلى شعب عزيز أذلّته الزمرة الإجرامية الحاكمة وأمعنت في إذلاله وقهره وسلبه كل مقومات العيش بكرامة… وما موجة التضامن الجارفة التي أبداها الرأي العام مع عملية اقتحام الشيخ حسين فرع مصرفه في الحمراء للمطالبة بوديعته لكي يتمكن من تسديد تكاليف علاج والده في المستشفى، سوى جرس إنذار جدّي بأنّ المودعين باتوا يستحسنون فكرة السطو على البنوك لتحصيل ما يمكن تحصيله من أموالهم المسلوبة على قاعدة: ما أخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة!
وبينما تتدهور أحوال الناس من سيئ إلى أسوأ، ولهيب “جهنّم” بات يحاصر حياتهم من كل حدب وصوب تحت سطوة حكم قوى 8 آذار، لا تزال هذه القوى تبحث عن سبل تمديد ولاية حكمها وسطوتها على البلد وأبنائه، وعينها شاخصة اليوم باتجاه الاستحقاق الرئاسي المقبل لضمان إبقاء قصر بعبدا في عهدتها ست سنوات إضافية بعد انقضاء العهد العوني. غير أنّ ما سمعه “حزب الله” أمس لا يشي بأنّ “طريق كليمنصو” ستكون معبّدة أمام محاولة إيصال رئيس جديد من 8 آذار إلى بعبدا، إذ كشفت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء الذي عقد بين رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط والمعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين خليل أنّ جنبلاط أكد بصريح العبارة لخليل أنه “يرفض انتخاب رئيس جمهورية ينتمي إلى فريق الثامن من آذار أو أي رئيس يشكل تحدّياً لهذا الفريق أو ذاك”.
ونقلت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ لقاء كليمنصو سادته “أجواء بالغة الصراحة” فاستهله وفد “حزب الله” بالإعراب عن “الرغبة بفتح صفحة جديدة” بين الجانبين، فبادر جنبلاط إلى طرح “جملة أسئلة” واضعاً الإجابة عليها برسم قيادة “حزب الله” في الأيام المقبلة. ففي الملف الرئاسي سأل: “هل أنتم مستعدون للقبول بانتخاب رئيس جمهورية من خارج صفوف 8 آذار؟”، وفي ملف الترسيم توجّه إلى خليل بصراحة متسائلاً: “هل قضية التصعيد الحدودي أكبر من مسألة شد الحبال التفاوضية مع إسرائيل وهل لها أبعاد إيرانية وروسية في إطار الصراع مع الغرب؟” وأردف: “نحن لا نوافق على خيار الحرب لأنكم إذا دفعتم الأمور في هذا الاتجاه ستقضون على البلد وعلى آخر فرصة متاحة لإنقاذه واستنهاضه من خلال ثروته النفطية والغازية”. وكذلك في موضوع صندوق النقد الدولي طالب جنبلاط “حزب الله” بموقف واضح وصريح إزاء عملية التفاوض مع الصندوق، منبهاً “حزب الله” إلى أنّ الخلاص المالي والاقتصادي للبنان لن يكون إلا عبر صندوق النقد “أما إذا تركتم البلد ينهار فسينهار عليكم وعلى الجميع”.
وإذ حرص وفد “حزب الله” الذي ضم إلى خليل، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، على عدم إعطاء أجوبة شافية ونهائية على أسئلة جنبلاط، نقلت المصادر أن الوفد اكتفى في الموضوع الرئاسي بتأكيد “الانفتاح على النقاش في كل الخيارات”، وأبدى في ما يتصل بصندوق النقد عدم وجود “اعتراض مبدئي” على المفاوضات معه لكنه شدد على الحاجة إلى “التمعن في درس العديد من التفاصيل”. أما في قضية الترسيم البحري مع إسرائيل، فكان جواب “حزب الله” قاطعاً: “ليس لدينا هوس الحرب لكن إذا تمادى الإسرائيلي وتخلت الدولة عن دورها فلن نبقى مكتوفي الأيدي” في إشارة إلى جدية الجهوزية لكافة السيناريوات بما فيها سيناريو “الحرب”.
في الغضون، استرعت الانتباه أمس المواقف التي أطلقها السفير البابوي جوزف سبيتيري أمام الرابطة المارونية، لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، فهو إذ طمأن المجتمعين إلى “اهتمام الكرسي الرسولي” بمصير وطن الأرز وأوضاعه، لفت في الوقت عينه إلى أنّ “الفاتيكان ما زال يراهن على رسالة لبنان التعددية كواحة لحوار الأديان”، لكنه حثّ في هذا المجال اللبنانيين أنفسهم على “إبتكار صيغة جديدة تنقذ نظامهم التعددي المميّز”.
سبيتيري الذي شدد على ضرورة “إتمام الانتخابات الرئاسية بحسب الأصول الدستورية”، أكد أنّ “الكرسي الرسولي على تواصل دائم مع كل الدول المعنية بالأزمة اللبنانية”، مشيراً في ما يتصل بموقف الفاتيكان من موضوع الحياد إلى أنّ “الحياد الناشط الذي طرحه البطريرك (الماروني بشارة) الراعي على طاولة البحث مع الدول المعنية، وقد تتغير التسمية لكن النتيجة واحدة”.
***************************************
الشرق الأوسط
لقاء بين جنبلاط ومعاون نصر الله وتأكيد على وضع الخلافات جانباً
بعد فترة طويلة من الخصومة السياسية تخللتها مواقف عالية السقف من قبل «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حزب الله»، عُقد، يوم أمس، لقاء جمع رئيس «الاشتراكي»، وليد جنبلاط، والمعاون السياسي لأمين عام الحزب حسن نصر الله، الحاج حسين الخليل، حيث خرج الطرفان مؤكدين على وضع الخلافات جانباً، وعلى نيتهما استكمال الحوار في المرحلة المقبلة.
وبعد اللقاء الذي عُقِد في مقر جنبلاط بمنطقة كليمنصو في بيروت، قال رئيس «الاشتراكي»: «تحدثنا في النقاط التي يمكن معالجتها فيما يتعلق بالاقتصاد والإنماء، وهذه فرصة، والحوار قد يُستكمل للوصول إلى الحد الأدنى من التوافق حول أمور بديهية تهم المواطن اللبناني»، مشيراً إلى أن «هناك نقاطاً خلافية بيننا وضعناها جانباً».
من جهته، وصف خليل اللقاء بـ«الودّي والصريح»، وقال: «كانت هناك رغبة مشتركة للتلاقي انطلاقاً من الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، واستعرضنا العديد من الأمور الداخلية من الاستحقاقات السياسية والمالية والاجتماعية»، مشيراً إلى أن «اللقاء كان غنياً بامتياز وودياً صريحاً»، مضيفاً: «أعتقد أن للبحث صِلةً، وسيستمر في الأيام المقبلة لبحث المسائل بما يخدم لبنان واللبنانيين».
واعتبر خليل أن «الاختلاف السياسي لا يفسد للود قضية، وربما هناك عناوين سياسية كبيرة حولها بعض الخلاف، لكن هذا لا يعني ألا يتناقش اللبنانيون ويضعوا النقاط الاستراتيجية الكبيرة على الطاولة لمناقشتها»، متحدثاً عن «مساحة مشتركة يستطيع اللبنانيون أن يتناقشوا خلالها إلى أن يصلوا إلى نتيجة بقواسم مشتركة»، مؤكداً بذلك أن «الجلسات ستكون مفتوحة مع وليد بيك».
ولفت إلى أن «هناك وجهات نظر لدى جنبلاط أبداها بكل صراحة، وسنأخذها بعين الاعتبار، وعرجنا على أغلب الاستحقاقات السياسية، ولم ندخل بالتفاصيل، ولم يكن هناك مواصفات لرئيس الجمهورية المقبل، ونتمنى أن نصل إلى مرحلة يكون فيها رئيس جمهورية جزءاً من خطة إنقاذ هذا البلد».
ورداً على سؤال ما إذا كان هذا اللقاء قد يزعج مَن ظن أنه الأكثرية، قال: «التلاقي ضروري، ومن سينزعج فلينزعج، وندعو أنفسنا وغيرنا للانفتاح مع جميع الأفرقاء»، وفيما لفت إلى أن ما يجمعهم مع جنبلاط علاقة خاصة، اعتبر أن هناك خلافاً كبيراً مع «حزب القوات اللبنانية» بالسياسة والاستراتيجيات.
وعن ملف الكهرباء، اعتبر الخليل أن «أي شيء يعطي المواطن اللبناني نصف ساعة كهرباء إضافية نحن معه».
ويأتي هذا اللقاء الذي جمع خصمين لدودين في السياسة، قبل أسابيع قليلة من استحقاق رئاسة الجمهورية، الذي بدأ الأفرقاء اللبنانيون يتحضرون له، وإثر مواقف لافتة لرئيس «الاشتراكي»، اعتبر خلالها أنه لا بد من حوار مع الحزب وغيره لبناء دولة قوية، وقال: «طلبت أن ألتقي بممثلين عن (حزب الله)، لأجل التباحث في بعض القضايا التي لا علاقة لها برئاسة الجمهورية، وذلك لأجل الكهرباء، ولإنشاء شركة سيادية نفطية كي لا تذهب الثروات في جيوب الخواص».
***************************************
الجمهورية
أموال المودعين: غضب.. فيول عراقي.. وإيجابيات الترسيم تذوب
عندما يفقد المواطن الأمل بوجود دولة تحميه وترعاه، وتصون حقه من عصابات الأزمة، لا يعود أمامه سوى ابتداع الوسائل التي يعتقد انها تمكّنه من استعاده امواله المنهوبة، حتى ولو كان ذلك ارتكاب الغلط واستخدام القوة والضغط.
لا يعني توصيف هذا الواقع، تبرير هذا الغلط، او تبرير مخالفة القانون، بل التنبيه إلى ما يَختلج نفوس المودعين من غضب واحتقان على لصوصية المصارف التي سَطت بكلّ وقاحة ومن دون وجه حق على ودائعه ومدّخراته. وفوق ذلك تتعاطى بعنجهية منكرة مع المودع وتذلّه كمتسوّل على ابوابها لحقوقه المكدسة في خزائنها، فيما امواله يتنعّم بها اصحاب تلك الخزائن ممن ليس لهم اي حق فيها، وتصرفها «ديناصورات مصرفية» على ملذاتها وسفراتها ورحلاتها وليالي الأنس والسهر والسمر؟!
ما حصل بالامس في احد المصارف في بيروت، يؤكد بلا أدنى شك انّ كيل المودع قد طفح، وانّ مثل هذا الغلط الذي تجلى بدخول احد المودعين عُنوة الى المصرف ضاغطا لاسترداد أمواله المسروقة، قابِل لأن يتكرر في أي لحظة امام ديكتاتورية المصارف التي لم يشهدها بلد في العالم. واكثر من ذلك ولعلّه مؤشر الى أنّ غضب المودعين بات يقترب في غليانه من انفجار كبير في وجه جميع اللصوص.
لقد صبر المودع ثلاث سنوات لعله يلقى فرجاً، وما يفترض انها سلطة مسؤولة عنه، غافلة وفي قمة اللامبالاة حيال عملية السطو الجماعي على ودائع اللبنانيين، ولم تحرّك ساكناً حيال لصوصية المصارف، حتى ولو بإجراء زجري شَكلي من باب رفع العتب او حفظ ماء الوجه. واضِعة نفسها في موقع الشريك بالتكافل والتضامن مع اللصوص، بتراخيها وتركها المواطن اللبناني فريسة مكشوفة لهم بلا حماية ولا أمان. ومبيحة في الوقت نفسه للمودع المسروق على عينك يا تاجر، ان يحاول بشتى الطرق أن يسترد بنفسه مسروقاته حتى ولو بالقوة، من اللصوص المزهوّين بأنفسهم، والذين يفاخرون بلصوصيتهم ويعتبرون مصارفهم مقامات مقدسة تشرّع لنفسها سرقة الودائع.
إن الذي جرى بالامس في أحد المصارف، هو أشبه بجرس انذار يفترض أنّه قرع في آذان السلطة كما في آذان المغارات المصرفية، دخول المصرف عنوة وترهيب الموظففين غلط لا يجيزه القانون، الا انه على جسامته، يبقى غلطا صغيرا جدا في موازاة الجريمة المُرتكبة بحق المودعين والمتمادية منذ ثلاث سنوات. والمجرم وقح، وفالت، ويعتبر مغارته المصرفية حصناً عاجيّاً ممنوعاً مقاربته، او الاعتراض على ما تفرضه من احكام عرفية وعشوائية على المودعين.
بات الكلام الإنشائي عن الودائع وحقوق المودعين الذي يصدر من هنا وهناك لغة فارغة، بل مَمجوجة لم يعد لها مطرح في قاموس اصحاب الاموال والمدخرات المسروقة، وينبغي هنا اخذ العبرة من مشهد المودعين الذين انتصروا لزميلهم وتضامنوا معه وبرروا له طريقة استرداد امواله. وتبعاً لذلك، فإنّ ما حصل بالامس ينبغي أن يكون قد هزّ المشاعر الجامدة لدى ما تسمّى سلطة، وأيقَظ المسؤوليات النائمة على أسرة التخاذل والعجز، ونَبّهها إلى أن الوقت قد حان لإجراءات عملية وقاسية من الجهات المسؤولة في الدولة، تضغط اللصوص وتضع الودائع على سكة العودة الى اصحابها.
ماذا حصل؟
وكان هذا الحدث قد سجّل أمس، حيث دخل احد المودعين ويدعى بسام الشيخ حسين عنوة إلى فرع مصرف «فدرال بنك» في الحمرا، واحتجز الموظفين مهددا بالسلاح، وطالب بالحصول على امواله المودعة في المصرف وقدرها 210 آلاف دولار، قائلا: «بَدي مصرياتي يا قاتل يا مقتول». وأفيد بأن الشيخ حسين قد رشّ مادة البنزين في المصرف مُهدداً بإشعالها، ومنعَ الموظفين من استخدام هواتفهم.
وفيما تابع وزير الداخلية بسام المولوي هذه المسألة، من غرفة عمليات المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، مع كلّ من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللّواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود، جَرت مفاوضات مع الشيح حسين عرض بموجبها المصرف ان يدفع له 10 آلاف دولار من امواله فرفض، ثم رفع المبلغ الى 30 الف دولار فرفض ايضاً، وظلت المفاوضات مستمرة، وشاركت فيها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي. وفي وقت لاحق عصراً بَدا انّ المفاوضات قد انفرجت، وخرج بسام الشيخ حسين من المصرف ترافقه عناصر امنية، حيث تردّد ان المصرف وافق على دفع مبلغ 35 الف دولار له من اصل وديعته المقدرة بـ210 آلاف دولار. فيما اعلنت زوجته التوصل الى تسوية ترضي الجميع، مشيرة الى انّ «من هم في المصرف بخير».
وسبق ذلك تأكيد مصدر امني مسؤول لـ«الجمهورية» ان «الخيار الأمني مستبعد نهائيا لحل هذه المسألة، ونعتقد أن الامور ستعالج عبر المفاوضات التي يفترض ان توصل الى حل».
ولدى السؤال اذا كان سيتم القاء القبض على الشيخ حسين اذا ما انتهت المفاوضات الى حل لهذه المسألة؟ اكتفت المصادر بالقول: لا مجال للحديث الآن عن الخطوات التي سيتم اتخاذها، نحن نركز الآن على انهاء هذه المسألة من دون ان يتعرض احد لأي أذى.
المودعون
وأيدت جمعية المودعين حركة الشيخ حسين مؤكدة التضامن معه. وقال رئيسها حسن مغنية إن عائلة المودع أبدت إمكانية تجاوبها مع المصرف في حال تم رفع قيمة العرض، وأن المصرف رفع عرضه من 10 آلاف دولار إلى 30 ألفاً وقد رفض بسام الشيخ حسين العرض المقدم».
وردا على سؤال، قال: «في حال تم توقيف بسام الشيخ حسين فيجب توقيف صاحب المصرف معه لأنهما جانِبا نِزاع».
وشددت رابطة المودعين على أنها «تصرّ دوماً على اعتماد المسار القانوني في تحصيل الودائع، محمّلة السلطات السياسية والمصرفية وبعض الجهات القضائية مسؤولية أي عنف في الشارع أو في وجه المصارف، في ظل اصرارهم على مُحاباة النظام المصرفي الفاسد وحماية الظالم والمعتدي على المودع المظلوم».
واعتبرت الرابطة في بيان أن تحصيل الحق شأن قانوني يمكن لكل مودع اللجوء اليه في ظل تقاعس بعض أجهزة القضاء، مؤكدة استعدادها الدفاع عن أي مودع يمارس حقه القانوني لتحصيل حقه، من دون أن يعرّض سلامة الآخرين للخطر، كما فعلت في قضية السيد عبدالله الساعي.
السياسة.. مراوحة
سياسياً، راوح الوضع على حاله من الجمود الكامل من دون تسجيل اي حركة على الصعيدين الحكومي والرئاسي، فيما برز امس لقاء في كليمنصو بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع وفد قيادي من «حزب الله» ضَم المعاون السياسي لأمين عام «حزب الله» حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا. وحضر اللقاء النائب وائل ابو فاعور والوزير السابق غازي العريضي.
وقال جنبلاط، بعد اللقاء: «تحدثنا عن النقاط التي يمكن معالجتها في ما يتعلق بالاقتصاد والإنماء، وهذه فرصة والحوار قد يُستكمل للوصول إلى الحد الأدنى من التوافق حول أمور بديهية تهم المواطن».
وأضاف: «اللقاء كان ودياً وصريحاً، وتركنا جانباً النقاط العالقة الخلافية وتحدثنا حول النقاط التي يمكن معالجتها بشكل مشترك وهذا الحوار قد يستكمل للوصول إلى الحد الادنى للامور».
بدوره، قال الحاج حسين خليل: «الجلسات مفتوحة لمناقشة اسم لمنصب رئاسة الجمهورية وهناك خلافات سياسية بين «حزب الله» وجنبلاط، وهذا لا يفسد في الود قضية وهناك مساحة مشتركة». وأفيد بأنّ وفد «حزب الله» أبدى كل الاستعداد خلال الاجتماع للخروج باتفاق مع صندوق النقد الدولي، أما جنبلاط فطلب من الحزب الضغط لإقرار خطةٍ للكهرباء تكون نقطة توافق بين جميع الاطراف، كما دعا إلى إنشاء صندوق سيادي بعد ترسيم الحدود وكان جواب «حزب الله» إيجابياً.
ولفت في هذا السياق، ما أعلنه السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري خلال زيارته الرابطة المارونية «أن الفاتيكان ما زال يراهن على رسالة لبنان التعددية كواحة لحوار الاديان»، مُعرباً عن تفاؤله بأن «اللبنانيين يستطيعون بإمكاناتهم الفكرية ابتكار صيغة جديدة تنقذ نظامهم التعددي المميز». وقال: «بالنسبة إلى الشأن اللبناني الداخلي، لا شيء يمنع الدولة التي أنجزت الانتخابات النيابية الأخيرة بنجاح، من إتمام الانتخابات الرئاسية بحسب الاصول الدستورية».
الترسيم مؤجّل
وعلى صعيد آخر، سجّل امس اعلان غير مباشر عن ان الايجابيات التي جرى ضخّها مع زيارة الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين كان مُبالغاً فيها، حتى لا نقول انها ايجابيات وهمية، وذلك ربطا بما اعلنه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عن ان ملف الترسيم قد تأخر.
وقال بوصعب بعد زيارته رئيس الجمهورية امس: «ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين مستمر في جهوده، وذلك بناء على الاجتماع الاخير الذي حصل في بعبدا»، مشيرا الى ان «هوكشتاين انتقل الى اسرائيل يومَ غادر بيروت ولم يعد اليها مرة ثانية، ونحن نتابع هذا الملف وعلى تواصل معه في هذا الموضوع»، لافتا الى ان «الاعتداء على قطاع غزة أخّر ملف الترسيم وليس لدينا وقت مفتوح الى ما لا نهاية، وحفاظا على الاستقرار من المفترض ان تنتهي المهلة قبل ايلول».
كتلة الوفاء
موضوع الترسيم تناولته كتلة الوفاء للمقاومة في اجتماعها امس، حيث اعلنت في بيان «أنها ترقُبُ باهتمام، مسار مسألة الترسيم لحدود لبنان البحريّة، والمنطقة الاقتصاديّة الخاصّة وحقول الغاز الواقعة ضمن السيادة اللبنانيّة، وذلك بلحاظ الحقّ الوطني الذي يجب استنقاذُه وحمايته، ولأهميّة الموارد البتروليّة في معالجة أزمات لبنان النقديّة والماليّة والاقتصاديّة والتنمويّة»، مُثمّنة «الأداء الدقيق للمقاومة، وهي تُراهن على يقظتها وجهوزيّتها الفعّالة من أجل تكريس حق لبنان السيادي»، مؤكدة أن «الوقت ليس مفتوحاً أمام الصهاينة لإنهاء هذه المسألة».
ودعت الكتلة من جهة ثانية، «جميع القوى الوازنة على المستوى الوطني في لبنان إلى تحسّس مخاطر الانزلاق نحو الفراغ على مستوى السلطة التنفيذيّة، وإلى عدم تضييع الوقت إزاء المساعي التي ينبغي أن تنشط بشكلٍ جدّي ملحوظ لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات ومؤهلة فعلاً للقيام بواجباتها في مواجهة التحديات الدستوريّة والوطنيّة، والنهوض بأعباء البلاد». مشددة على اقرار الموازنة، ومستغربة «التأخير غير المفهوم في إقرار خطة شاملة للتعافي المالي والاقتصادي والتباطؤ في اعداد ما يتصل بها من تشريعات اصلاحية».
فيول عراقي
الى ذلك، وفي سياق متصل بالكهرباء، اعلن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان الحكومة الحكومة العراقية برئاسة السيد مصطفى الكاظمي وافقت في اجتماعها اليوم (امس) على الطلب الذي تقدم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمديد تزويد لبنان بالفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان لمدة سنة بالشروط نفسها التي كانت متبعة حتى الان. وقد شكر الرئيس ميقاتي الحكومة العراقية والسيد كاظمي شخصياً على اهتمامهم بلبنان ودعمه لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها.
وأكد الرئيس ميقاتي «ان العلاقات بين لبنان والعراق ستبقى متينة كما كانت عليه تاريخيا، وسيستمر التعاون بين البلدين بروح الاخوة».
وتمنى الرئيس ميقاتي للعراق الشقيق «تجاوز الصعوبات السياسية التي يمر بها وأن تعود الاوضاع في هذا البلد الشقيق الى طبيعتها بأسرع وقت».
***************************************
اللواء
«يأس المودعين» ينفجر بوجه مغالاة المصارف وتقصير السلطة
جنبلاط يسأل حزب الله عن الرئاسة والترسيم والكهرباء… وحكومة الكاظمي تُؤمِّن الفيول لسنة
تابع اللبنانيون منذ ما قبل ظهر امس، على نحو مثير وخطير حدثاً حساساً، هو واحد من سلسلة احداث تكاد تتحول الى ظاهرة مغالاة المصارف في الامتناع عن تسديد المودعين ودائعهم، او حتى اعانتهم على قضاء حاجة او اغاثة مريض من الاسرة نفسها او من العائلة، بما في ذلك تسديد الاقساط والمصاريف الشهرية التي يكاد المودع يتحول الى متسول للحصول عليها او سلوك طريق «استعادة الحق» بالقوة الشخصية او النفوذ، وصولا الى التضحية بالنفس او بالغير واستخدام السلاح الحربي المرخص او غير المرخص، ومع انعدام السلطة الضابطة او القادرة عبر القوانين والقضاء من تنظيم الاستعادة او حتى توزيع الخسائر..
سنوات ثلاث تكاد تنصرم، والوضع المصرفي والنقدي يزداد تفاقماً وتأزماً بين المصارف والسلطات، وبين المصارف والمودعين، وحتى الموظفين والمتقاعدين الذين امتدت اليد المصرفية للتحكم بدفعها او صرفها.
الحادث الدراماتيكي المثير، انتهى بعيد السادسة من عصر امس عندما خرج المودع بسام الشيخ حسين من المصرف (فدرال بنك) باحتضان شعبي واهلي، وبرفقة عناصر من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.
وكشف ان المبلغ الذي تم الاتفاق عليه هو بحدود 35 الف دولار اميركي من اصل وديعة قوامها 209 آلاف دولار.
حزب الله في كليمنصو
اما سياسياً، فالحديث كان في كليمنصو، اذ استقبل النائب السابق وليد جنبلاط وفدا من حزب الله ضم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ويرافقه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وحضر اللقاء النائب السابق غازي العريضي والنائب وائل ابو فاعور.
ووصف جنبلاط اللقاء بالودي، واعتبر اللقاء فرصة، كاشفا ان هذا الحوار سيستكمل، لاننا طرحنا عددا من الاسئلة، للوصول الى حد ادنى للتوافق حول امور تهم المواطن.
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: «أي تبدل بالأراء»؟ ثمة نقاط خلافية تركناها جانباً، وبحثنا بالنقاط المشتركة، وطرحنا الأسئلة.
واتفق خليل، باسم حزب الله مع جنبلاط على ان اللقاء كان ودياً، ولن يكون الاخير، بل سيكون هناك لقاءات في الايام المقبلة، للرد على الاسئلة والتوصل الى نتائج مشتركة، معتبرا ان من المأمول التوصل الى مرحلة يكون فيها رئيس الجمهورية جزءاً من الحل، مشيرا الى خلاف كبير بين حزب الله، والقوات اللبنانية في السياسة والاستراتيجية، وما يجع الحزب «مع وليد بيك يختلف عن القوات» على حد تعبير معاون السيد نصر الله.
وحسب المعلومات المتوافرة، فإن جنبلاط طرح اسئلة حول امكانية التفاهم حول رئيس الجمهورية، من غير 8 آذار، ويمكن ان يقبل به الفريق الآخر.. ومن اسئلة جنبلاط المدى الذي يمكن ان يذهب اليه ترسيم الحدود، وكيف يمكن الاستفادة من الفرصة المتاحة، فضلا عن امكانية التعايش مع وضع يجري فيه فصل الحياتي عن السياسي والاستراتيجي.
و اعتبرت مصادر سياسية ان لقاء جنبلاط مع وفد حزب الله، حرك الساحة السياسية من جديد، بعد الجمود التي سادها، قبل الانتخابات النيابية الاخيرة وبعدها، واستفحال الخصومة السياسية بين مختلف الاطراف، وفتح الباب امام البحث حول الاوضاع العامة، ولا سيما منها التدهور والفوضى والانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي الحاصل وسبل المعالجة بشكل عام، والانتخابات الرئاسية على وجه الخصوص ايضا.
وقالت المصادر انه بالرغم من عموميات النقاش بمواضيع البحث، وضرورة استبعاد كل ما يوتر الوضع وخصوصا في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ورؤية كل طرف لكيفية ملاقاة المرحلة المقبلة، الا ان كل طرف طرح وجهة نظره من القضايا المطروحة وكيفية مقاربتها، وكان تبادل وجهات النظر، حول الاستحقاق الرئاسي، ومواصفات الرئيس الجديد، لكي يكون مقبولا من اكثرية الاطراف، ويتمكن من القيام بالمهمات المنوطة به لانقاذ لبنان وجمع اللبنانيين من حوله.
واستنادا الى المصادر المذكورة، فإن اللقاء انتهى الى الاتفاق على معاودة البحث في المواضيع المطروحة لاحقا، بعد عرض خلاصة ما جرى مع قيادة الحزب، فيما لوحظ ان النقاش الذي تناول الاستحقاق الرئاسي، ركز على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري خشية الفراغ ومؤثراته السلبية على الوضع العام، بعدما وصلت الامور الى الوضع الكارثي الذي لا يحتمل مزيدا من الانقسام والخلافات السياسية، بينما بقيت مواصفات الرئيس المقبل تميل إلى تحقيق تفاهم مقبول حوله، في ظل انقسام معظم القوى السياسية، وعدم وجود تكتل يمثل الاكثرية، لايصال من يرشحه للرئاسة الاولى.
وفي السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى أن لا شيء جديدا يتصل بملف ترسيم الحدود لكن الأجواء لا تزال ميالة نحو الايجابية. وقالت المصادر أن الجهد لا يزال قائما لأنجازه بشكل نهائي في اقرب وقت ممكن.
إلى ذلك لاحظت المصادر أن مرسوم تعيين محاكم التمييز لا يزال عالقا وإن مجلس القضاء الأعلى غير قادر على تعديله.
وفي مجال آخر افيد أن ما هو مبتوت لدى رئيس الجمهورية عدم موافقته على موضوع الدولار الجمركي بفعل انعكاساته على جميع القطاعات.
اجتماعات بعبدا
وفي قصر بعبدا، استقبل الرئيس ميشال عون امس، نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الذي اكد «أن الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين غير موجود في المنطقة»، وقال: انه انتقل الى اسرائيل يوم غادر بيروت في آخر زيارة ولم يعد اليها مرة ثانية، ونحن نتابع هذا الملف وعلى تواصل معه في هذا الموضوع والاجواء مخالفة لما يُشاع في الاعلام.
واشار بو صعب إ لى ان «الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة أخّر ملف الترسيم، وليس لدينا وقت مفتوح الى ما لا نهاية وحفاظا على الاستقرار من المفترض ان تنتهي المهلة قبل ايلول» .
واضاف في مجال آخر، ننتظر في اليومين المقبلين جوابا من مجلس القضاء الاعلى حول مرسوم التعيينات القضائية، وفي ضوئه ستُحدد المرحلة المقبلة في تحقيقات أنفجار المرفأ، واذا لم يصدر مرسوم جديد عن القضاء الاعلى يصبح مشروعا ان نسأل عمّن يعطل التحقيقات.
ورداً على سؤال حول مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قال: هناك قوانين يجب ان تبت في مجلس النواب وهي الموازنة، وهذا الملف ينتظر ان ترسل الحكومة الى لجنة المال ارقامها، كما قانون السرية المصرفية، ورئيس الجمهورية اشرف على نهاية دراسة هذا المرسوم وسيتم توقيع قانون السرية المصرفية.
وكان موضوع ترسيم الحدود مدار بحث ايضاً بين بو صعب والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وكبير مسؤولي التنسيق علاء عبد العزيز، إضافة الى مسار اقرار القوانين الاصلاحية ضمن خطة تنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
والتقى عون وزير المهجرين عصام شرف الدين وعرض معه أوضاع وزارته، إضافة الى موضوع النازحين السوريين في لبنان. وبعد اللقاء، قال الوزير شرف الدين: تناولت ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وزيارتي المرتقبة الى سوريا اواخر الأسبوع الجاري، يومي الاحد والاثنين. وقد حظيت بتشجيع ومباركة من الرئيس لأن هذا الموضوع حيوي وانساني، وله ضرورات اقتصادية في ظل ما يعاني منه لبنان.
اضاف: وان شاء الله ستكون لدينا نتائج إيجابية بحلول يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، لا سيما وان الهيئات السورية المعنية تمد يدها للتعاون، كما ان هناك تحضيرات لانجاح اللقاءات، وورقة عمل تتضمن خريطة عودة كاملة، وفكرة تأسيس لجنة رباعية من الدولة اللبنانية تنسق وتتابع مع اللجنة في سوريا، واني متفائل جدا.
في الموازاة، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال :ركزنا خلال اللقاء على ما أثير في ملف النازحين واللاجئين والتصريحات المنسوبة لمعاليه، وقد أصغيت لقراءة لم تفاجئني لاني كنت قد سمعتها منه سابقا، وكذلك سمعتها من الرئيس عون. وأكد الوزير بوحبيب ان القيادة المعنية في لبنان تعرف جدية الدولة السورية والرئيس بشار الاسد وكل المفاصل المعنية بتقديم كل التسهيلات لأن هذه مصلحة سوريا. وانا اصطحبت معي المراسلات والكتب التي تؤكد ان سوريا لم تدخر جهدا ولم تترك نقطة الا وقامت بمعالجتها لان مصلحة سوريا ان يعود السوريون الى سوريا لبناء ما تهدم منها.
شكراً للعراق
وفي تطور ايجابي آخر، وقبيل وصول مؤسسة كهرباء لبنان الى العتمة الشاملة، اعلن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان الحكومة العراقية برئاسة السيد مصطفى الكاظمي وافقت في اجتماعها امس، على الطلب الذي تقدم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمديد تزويد لبنان بالفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان لمدة سنة بالشروط نفسها التي كانت متبعة حتى الان.وقد شكر الرئيس ميقاتي الحكومة العراقية والسيد كاظمي شخصيا على اهتمامهم بلبنان ودعمه لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها.
وأكد الرئيس ميقاتي «ان العلاقات بين لبنان والعراق ستبقى متينة كما كانت عليه تاريخياً، وسيستمر التعاون بين البلدين بروح الاخوة. وتمنى للعراق الشقيق تجاوز الصعوبات السياسية التي يمر بها وأن تعود الاوضاع في هذا البلد الشقيق الى طبيعتها باسرع وقت».
ولاحقاً اتصل رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي بالمدير العام للأمن اللواء عباس ابراهيم، وابلغه إضافة مليون طن من الفيول كمساعدة للبنان.
بانتظارالهيئة الناظمة!
وفي سياق موضوع الطاقة، عرض رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في لبنان دوروثي شيا في معراب، لآخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وأطلعته على المستجدات التي يشهدها ملف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية.
وحسب بيان معراب، ناقش الطرفان «ملف استجرار الطاقة من مصر، بحيث تبيّن أنّ هذا الأخير متوقفٌ اليوم عند مطلب تشكيل الهيئة الناظمة من قبل البنك الدولي، وهو أمر لم تحرز فيه الحكومة أي تقدم حتى الساعة، ممّا يحرم اللبنانيين من الكهرباء ويبقيهم في الظلمة».
وشدّد جعجع «على ضرورة مواكبة لبنان في المرحلة الدقيقة المقبلة وضمان إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري».
استرداد بعض من وديعة
وكان طغى حدث استرداد المواطن باسم الحاج حسين بعض من وديعته المالية البالغة اكثر من 200 الف دولار بقوة السلاح من «فيديرال بنك»، على الحدث السياسي– المعيشي المتمثل بموافقة العراق على طلب لبنان «لتمديد تزويد لبنان بالفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان لمدة سنة بالشروط نفسها التي كانت متبعة».
انفجرت ازمة الودائع
ففي تطور خطير انفجرت ازمة ودائع المواطنين في المصارف عندما اقتحم المواطن المودع بسام الحاج حسين مصرف فدرال بنك في الحمرا، واحتجز الموظفين والزبائن داخل مصرف بعدما حمل معه مادة البنزين وهدد بإشعال نفسه وقتل مَن في المصرف، واستحصل على بندقية بومباكشن من مدير المصرف، مطالبا بالحصول على 210 الاف دولار من امواله لزوم علاج ابنه المريض ووالده المقعد في مستشفى الزهراء وسداد ديون عليه، وحضرت عناصر من القوى الأمنية والجيش الى المكان، وتجمع ايضا عدد من المودعين في الخارج دعما للحاج حسين، الذي خاطبهم من احدى النوافد، وقال متوجها الى الجميع: «خدوا حقكن بإيدكن!»، كما يتم التداول عبر مواقع التواصل. كماحضرممثلون عن محامي اصحاب الحقوق ورئيس جمعية المودعين اللبنانيين حسن مغنية مع أعضاء من الجمعية، في محاولة منهم لاقناع المودع المسلّح وثنيه عن القيام بأي عمل مؤذ، في حادثة أعادت الى الذاكرة ما اقدم عليه مواطن آخر قبل 9 اشهر هو عبد الله الساعي في جب جنين.
ودخل مغنية المصرف للتفاوض مع المودع الذي كان أطلق طلقتين في الداخل، الا انه لم يلقَ تجاوبا وأصر على أخذ وديعته كاملة من المصرف وتسليمها لشقيقه.وحمّل مغنية المصارف مسؤولية ماحدث، وحذر من انه اذا لم تعالج الامور فإن الوضع سيتفاقم اكثر وسنشهد حالات مماثلة إذا لم يعلن المعنيون والحكومة على اي اساس ستحفظ حقوق المودعين.
وجرت مفاوضات بين الشيخ حسين وبين ادارة المصرف والقوى الامنية لكنه رفض مبلغ 10 آلاف دولار عرضه عليه المصرف، بحسب ما افاد احد المفاوضين.لكن المفاوضات الشاقة التي استمرت 6 ساعات انتهت قبيل المساء بعدما حصل المودع على مبلغ 35 الف دولارمن اصل وديعته وسلم نفسه للقوى الامنية. واقتادت شعبة المعلومات المودع للتحقيق معه ورافقه شقيقه، فيما خرج الموظفون المحتجزون من المصرف تباعا. وقام المودعون المتظاهرون أمام المصرف برشق القوى الأمنية بعبوات المياه بالتزامن مع إخراج المحتجزين.
وبرّر الشيخ حسين البالغ من العمر 42 سنة، تصرفه ودخوله المصرف بهذه الطريقة للمطالبة بأمواله التي تبلغ 210 آلاف دولار (ولدى أخيه مبلغ 500 الف دولار)، بأن والدهما دخل المستشفى منذ فترة لاجراء عملية من دون استطاعته دفع تكاليفها.
وأوضح شقيق المودع ان شقيقه «لم يدخل الى المصرف حاملا أي سلاح، انما كان يحمل مادة البنزين، والسلاح الذي في حوزته عائد للمصرف، وانه لم يكن مع شقيقه في الداخل، لكنه أعلن تضامنه وتأييده لخطوة شقيقه لاسترجاع وديعته والتمكن من متابعة علاج والدهما» .
أضاف: ان شقيقه أقدم على هذه الخطوة بعد وعود كثيرة حصل عليها من ادارة المصرف للحصول على الاقل على ما قيمته 5000 آلاف دولار لدفع تكلفة العلاج في المستشفى، الا ان كل هذه الوعود لم تنفذ.
وتابع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي من غرفة عمليات المديرية العامة لقوى الامن الداخلي مع كل من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود، المفاوضات التي تجريها شعبة المعلومات لتحرير المحتجزين داخل المصرف في الحمرا، والاجراءات المتخذة من قبل القوى الأمنية. واكد مولوي حرصه على حماية أمن المواطنين.
وحمّلت جمعية المودعين «مسؤولية ما يحصل لأصحاب المصارف والحكومة ومجلس النواب ومصرف لبنان مجتمعين». وقالت: ان سرقة جنى عمرنا ستؤدي الى مزيد من ردات الفعل.
ولاحقاً، عقد اتحاد نقابات موظفي المصارف اجتماعاً طارئاً عقب اقتحام مصرف «فدرال بنك»، وخرج بسلسلة قرارات كشفها رئيس الاتحاد جورج حاج لـ»المركزية»، وجاءت خالية من أي دعوة إلى الإضراب. وقال: نحن نستنكر حادثة اليوم، وقرّرنا عدم اللجوء إلى الإضراب… لكن إذا هدرت نقطة دم واحدة وانتهت عملية الاحتجاز بإصابة أحد الموظفين، فسنتوقف عن العمل تلقائياً… لقد أجرينا اتصالاً مع إدارة «فدرال بنك» التي أكدت لنا أن الموضوع سيُعالَج من الآن وحتى ساعات المساء.
وتعليقاً على ما جرى اعلن التيار الوطني الحر في بيان مساء، «إن المشهد الذي حصل في أحد المصارف في الحمرا، والذي تزامن مع تهرّب القضاء من الادعاء على حاكم المركزي واللجوء إلى إعادة التحقيق، يؤكد ضرورة الذهاب سريعاً الى تأليف حكومة، ومن دون مماطلة الى إنجاز خطة تعافي عادلة وكاملة، وإقرار القوانين الاصلاحية وعلى رأسها الكابيتال كونترول وإعادة هيكلة المصارف واستعادة الاموال المحوّلة، لكي يتمكن المواطنون من الحصول على جزء من ودائعهم ووقف استنزافها».
ونبّه التيار «من أن ترك الامور كما هي سيجعل هذا المشهد متكرراً، ويضع المواطنين الذين يعانون من الأزمة نفسها، في مواجهة بعضهم البعض، بينما يتفرّج الفاسدون والمقصّرون والمتورطون من بعيد».
1581 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 1581 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مع 4 حالات وفيات، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1192687 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
***************************************
الديار
لبنان يُحذر واشنطن من «لعبة الوقت» وقلق من مُغامرة «اسرائيلية» عشية الإنتخابات
لقاء ودي وصريح شمل كل الملفات «كسر جليد» علاقة جنبلاط ــ حزب الله : الى أين ؟
حادثة «فدرال بنك» تدق ناقوس الخطر… تمديد للفيول العراقي وغموض حول الإيراني! – ابراهيم ناصرالدين
على وقع مشهد «سريالي» تمثل باحتفالات حكومية بتمديد عقد استيراد الفيول العراقي لمدة سنة لمنح اللبنانيين «كحل» ساعتين من التغذية الكهربائية بدل «العمى» الكامل، تحرك «الجمود» «القاتل» من خلال ثلاثة تطورات غير متصلة»ظاهريا»، كلام «حذر» في ملف «الترسيم» لنائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، اعاد «فرملة» الاجواء الايجابية المفرطة التي سادت قبل ايام، باعلانه عن تاثيرات سلبية للحرب على غزة ادت الى تاخير البحث في الملف. عودة الحراك السياسي من «بوابة» كليمنصو مع حصول لقاء «كسر الجليد» بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله. واعادة فتح النقاش حول «السرقة» الموصوفة لودائع المواطنين من «بوابة» فرع «فدرال بنك» في شارع الحمرا بعد تكرار سيناريو حصول احد المودعين على جزء من وديعته بقوة السلاح. واذا كان الحدث الامني- الاخلاقي انتهى باقل الاضرار الممكنة هذه المرة، فان الاسئلة داخليا تبقى مفتوحة على مصراعيها حول «سر» انفتاح النائب السابق وليد جنبلاط على «حارة حريك» في هذا التوقيت المفصلي على «ابواب» الاستحقاق الرئاسي، علما ان اللقاء حصل في موعده على الرغم من زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا «الاستطلاعية» «لزعيم» المختارة. ويبقى الانتظار سيد الموقف لمعرفة ما اذا كان جنبلاط يسعى لبناء علاقة وفق قواعد جديدة تفضي الى تفاهمات على الاستحقاقات المقبلة؟ ام انه يسعى فقط الى لفت انتباه «الرعاة» الاقليميين والدوليين الى محورية دوره بعدما شعر ان ثمة من يريد فرض «معراب» «زعيمة» للمعارضة؟!
«رسالة» تحذير
في هذا الوقت، وعلى وقع تحذيرات من استخدام الجيش الاسرائيلي اداة حرب في خدمة الانتخابات الاسرائيلية، عاد ملف «الترسيم» الى الواجهة بعد نفي نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب حصول زيارة مؤخرا «للوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين الى اسرائيل، كما زعمت سابقا المصادر الاسرائيلية، لكن المفارقة الدالة في كلامه من القصر الجمهوري، كانت تذكيره للاميركيين بان «الزمن» بات ضيقا، ونحن على مشارف شهر ايلول. وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة «رسالة» تحذير للاميركيين من مغبة العودة الى «تمييع الوقت» في ظل اختلال سياسي داخلي في اسرائيل على مشارف انتخابات مبكرة قد تدفع المتنافسين على السلطة، للقيام بحسابات خاطئة لتامين مصالحهم السياسية. وقد اعلن بوصعب عقب لقائه الرئيس ميشال عون ان العدوان الإسرائيلي على غزة أحدث تأخيراً في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وقال إنّ ترف الوقت ليس متاحاً إلى ما لا نهاية بل بتنا في وقت حرج وحفاظاً على الاستقرار يُفترض أن ينتهي ذلك قبل أيلول. وقال ان الموقف الرسمي سواء كان سلبياً أم إيجابياً مغاير لما يُحكى في الإعلام. وأشار الى أنّ الجهد ما زال قائماً ولم يتوقف، وهوكشتاين حريص على متابعة هذا الجهد…
تشكيك اسرائيلي؟
وفي السياق نفسه شككت صحيفة «اسرائيل اليوم» باخبار التنازلات الاسرائيلية عن كامل حقل قانا، لكنها قالت انه اذا حصل ذلك فهو تجنبا لاي مواجهة مع حزب الله، لكنها اعتبرت ان أمل اللبنانيين سيخيب حتى لو تلقوا حقل قانا كله وجرى ترسيم الحدود البحرية وفقاً للخط 23لان هناك احتمالاً كبيراً بألا تظهر التنقيبات شيئاً مثلما حصل في المياه اللبنانية من قبل. ثانياً، لأن الفساد اللبناني متجذر لدرجة إذا ما رأت فيها بيروت أرباحاً في غضون وقت قصير، فإنها ستبتلع في البئر التي حفرها السياسيون. حسب تعبير الصحيفة الاسرائيلية.!
لماذا القلق من الحرب؟
وفي سياق حديثها عن سوء التقدير الذي يمكن ان يحصل في اي وقت على الصعيد العسكري، حذرت صحيفة «هآرتس» من تحول الجيش الاسرائيلي الى اداة في «الحروب الصغيرة» للسياسيين، وقالت ان العلاقة بين الجيش والجمهور تقوم على الثقة التي تآكلت؛ وبحسب مؤشر معهد الديمقراطية، بدت ثقة الجمهور بالجيش هي الأدنى منذ 13 سنة نتيجة سلسلة طويلة من الأكاذيب… ولفتت الصحيفة الى أن الجيش الاسرائيلي يشارك في طقوس الانتخابات. وقالت «من الواضح أن القيادات لا تحسب للاسرائيليين حسابا وباتوا الجزء الأقل أهمية. فالجنود تقول الصحيفة تحولوا الى «أوراق لعب» في اللعبة السياسية. وفي خلاصة واضحة لتسلسل الاحداث تشير الصحيفة الى الاتي: الجيش يمتثل للحكومة، الحكومة تريد القتل؟ الجيش يظهر لها كيف. لبيد يريد الحصول على شهادة ثانوية في المعارك؟ حصل عليها. بنى لنتانياهو مدرسة! فلبيد يعرف هو الآخر كيف يقتل!
الحرب القادمة؟
وقد عزز هذا الموقف النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي، الذي توقع ان تشن اسرائيل حرباً مماثلة لما حصل في غزة قبل ايام، وقال» من الآن إن عملية عسكرية شبيهة قادمة، وأستطيع تحديد موعدها. فالانتخابات القريبة ستسفر عن أزمة وستضطر إسرائيل للذهاب إلى انتخابات جديدة، تكون السادسة في غضون أربع سنوات. وعشية الانتخابات ستُشن هذه الحرب. بدورها اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية ان كل الخوف يبقى من أن يؤدي النجاح العسكري المحدود في غزة إلى تشجيع الحكومة على «مغامرات» جديدة.
حذر لبناني ولكن…؟
وتعليقا على هذه الاجواء المفعمة بالتوقعات السلبية في اسرائيل، ترى مصادر لبنانية معنية بالملف انها جديرة بالمتابعة، لانه لا يمكن تجاهلها، واذا كانت المناخات الدولية والاقليمية لا تساعد الاسرائيليين على الدخول في مغامرات عسكرية كبيرة،ما حصل في غزة مؤخرا يشكل دليلا على ذلك، لكن الاحتقان السياسي الداخلي يجعل اسرائيل دولة مازومة على مختلف المستويات وهذا يجب ان يبقي «العيون» مفتوحة على ما يمكن ان يكون «دعسة» ناقصة من قبل الاسرائيليين. لكن تبقى نقطة اساسية يجب التوقف عندها، وهي ان الحرب مع لبنان ليست «نزهة» وتداعياتها ستكون كبيرة، ولن يتمكن اي من الساسة في اسرائيل صرفها في صناديق الاقتراع.فهي حرب لا يمكن «هضمها»بسهولة.
لقاء «كسر الجليد»
في هذا الوقت، كسر لقاء «كسر الجليد» بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزب الله الجمود السياسي في البلاد، فعلى مدى نحو ساعة من الوقت استقبل جنبلاط المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا، بحضور عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور، والوزير السابق غازي العريضي.ووفقا لمصادر مطلعة كانت الاجواء ودية للغاية غابت عنها التشنجات،وبقيت النقاشات عامة وشملت كل المواضيع المفصلية سياسيا واقتصاديا،وكانت جولة افق لامست الاستحقاقات الداهمة دون الغوص في تفاصيلها، وقد ابدى الجانبان حرصهما على فتح صفحة جديدة في العلاقة بعيدا عن التوتر ومعالجة التباينات بالحوار. وفي هذا السياق، لفتت تلك المصادر ان رفع حزب الله لمستوى التمثيل بحضور خليل الى كليمنصو اشارة الى رغبة «حارة حريك» بملاقات جنبلاط في «منتصف الطريق»، وخطوة «الالف ميل» ستنتهي حكما بلقاء السيد حسن نصرالله- جنبلاط في حال تطورت الامور الى تفاهمات حول الملفات الاساسية.
لا نقاش بالنقاط الخلافية
وفي تصريح واقعي، قال جنبلاط بعد اللقاء «أن النقاط الخلافية تركناها جانباً، وتحدّثنا طويلاً حول النقاط التي يمكن معالجتها بشكل مشترك في ما يتعلق بالاقتصاد وغير الاقتصاد، والانماء، وهذه فرصة، وهذا الحوار سيستكمل لأننا طرحنا عدداً من الأسئلة، للوصول إلى الحد الأدنى للتوافق حول أمور تهم المواطن». ورداً على سؤال حول تبديل موقفه من الحزب، قال جنبلاط «أي تبدل بالأراء؟ ثمة نقاط خلافية تركناها جانبا، وبحثنا بالنقاط المشتركة، وطرحنا الأسئلة. رافضا الرد على سؤال حول موقف السفيرة الاميركية دورثي شيا التي التقته قبل ساعات،قائلا لسنا في لقاء مع السفيرة اليوم.! ووفقا للمعلومات لم يبد وفد حزب الله اي اعتراض على تسريع حصول اتفاق مع صندوق النقد الدولي، كما وعد بدراسة طرح جنبلاط لانشاء صندوق سيادي بعد استكشاف النفط. وضرورة حل ازمة الكهرباء.
«المساحة المشتركة» و«الترسيم»
من جهته، قال خليل أن «ثمّة نقاطاً استراتيجيةً وسياسيةً نختلف حولها، لكن ثمة مساحة مشتركة يستطيع اللبنانيون النقاش والجدال فيها إلى أن يصلوا إلى نتيجة تكون في خدمة المواطن.وعن ملف ترسيم الحدود وتصعيد السيد نصرالله، أشار خليل إلى أن «لجنبلاط وجهات نظر أبداها بكل صراحة سنأخذها بعين الاعتبار، ونترك للنقاش أن يوصل الأمور إلى نتائج مشتركة.وعلم في هذا السياق بان جنبلاط دعا الى الهدوء في مقاربة الملف كي لا تخرج الامور عن «السيطرة».وقد جرت طمانته بان الحزب لا يريد الحرب وانما يصعد لدفع الاسرائيليين لمنح لبنان حقوقه.وبالنسبة لطرح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، قال خليل «عرجنا على أغلب الاستحقاقات السياسية لكن لم نخض التفاصيل، ونتمنى أن نصل إلى مرحلة نصل فيها إلى رئيس جمهورية يكون جزءاً من خطة إنقاذ هذا البلد. وختم خليل مؤكداً أن «التلاقي ضرورة، ولا وضع أسوأ في البلد لننتظر ونبقى بعيدين، يجب أن نتلاقى لنناقش سوياً هموم المواطن».
تحصيل الودائع بالقوة؟
ميدانيا، تحول شارع الحمرا الى الحدث بالامس، حيث انتهت ازمة احتجاز مواطن الموظفين والزبائن داخل مصرف «فدرال بنك»، بقوة السلاح، مطالبا بالحصول على 200 الف دولار من امواله، بحصول المودع بسام الحاج حسين الذي حمل معه مادة البنزين وهدد بإشعال نفسه وقتل مَن في المصرف، على35 الف دولار بعدما رفض عرضا اوليا بالحصول على 10الاف دولار فقط. وقد سلم نفسه للقوى الامنية بعد الموافقة على مطالبه. وقد تجمع عدد من المودعين في خارج المصرف دعما لمطالبه، وأوضح شقيق الحاج حسين أنّ الأخير «لم يدخل إلى المصرف حاملاً أيّ سلاح، إنّما كان يحمل مادة البنزين، والسلاح الذي في حوزته عائد إلى المصرف، وأشار إلى أنّه أقدم على هذه الخطوة بعد وعود كثيرة من إدارة المصرف للحصول على ما لا يقلّ عن 5 آلاف دولار لدفع تكلفة علاج والدهما في المستشفى، إلا أنّ كلّ هذه الوعود لم تنفذ. وذكرت «جمعية المودعين»، عبر «تويتر»، أنّ والد المودع يحتاج إلى علاج بقيمة 50 ألف دولار، حاول على مدى 3 سنوات طلب وديعته من المصرف لكنّ الأخير رفض تحريرها مكتفياً بصرف مبلغ ألف دولار فقط من أصل وديعته.
من يتحمل المسؤولية؟
وفيما حمّلت جمعية المودعين «مسؤولية ما يحصل لأصحاب المصارف والحكومة ومجلس النواب ومصرف لبنان مجتمعين قالت ان سرقة جنى عمرنا ستؤدي الى مزيد من ردات الفعل. قالت مصادر مطلعة ان السيناريو سيؤسس لمرحلة خطيرة يتحمل مسؤوليتها كل هؤلاء لانهم ليسوا آبهين بهموم الناس، ولم يقروا اي خطة جدية تنصف المودعين الذين سرقت منهم ودائعهم، وهذا يضع الجميع موظفين ومودعين في خطر داهم خصوصا ان نجاح الحاج حسين بالحصول على جزء من وديعته سيمنح الامل لباقي المودعين بسلوك هذا «الطريق» المحق ولكن الحافل بالمخاطر! فمن يحمي كل هؤلاء؟
فيول عراقي فاين الايراني؟
في غضون ذلك، ضمن لبنان عدم العودة الى العتمة الشاملة بعد الاعلان الرسمي العراقي الموافقة على تمديد عقد تبادل الفيول بالخدمات مع لبنان سنة جديدة، لكن الحكومة اللبنانية ستكون امام اختبار للمصداقية في نهاية ايلول موعد استفادة العراق من الخدمات الموعودة على الصعيد الطبي، وتدريب الطيارين، والحصول على منتجات زراعية وصناعية، بقيمة 500 مليون دولار. في هذا الوقت لم يطرأ اي جديد بالنسبة للفيول الايراني، ووفقا لمصادر وزارة الطاقة لم يتلق لبنان بعد اجوبة ايرانية حول مطابقة الفيول للمواصفات المطلوبة لتشغيل المعامل، فيما ينتظر وزير الطاقة وليد فياض تفويضا رسميا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبدء التفاوض الرسمي مع الجانب الايراني. علما ان المعضلة الرئيسية تبقى ايجاد دولة مستعدة لتبديل الفيول الايراني اذا لم يكن مطابقا، بسبب العقوبات الاميركية؟
موافقة بشروط قديمة
وقد جاءت الموافقة العراقية، على طلب لبنان تمديد عقد توريد الفيول إليه لمدة عام، بالشروط السابقة ذاتها، أي من دون الزيادة التي طالب لبنان بها من حيث الكمية او زيادة المدة الى عامين. وينصّ العقد على توريد مليون طن من زيت الوقود إلى لبنان، مقابل خدمات يُقدّمها الجانب اللبناني إلى العراق. وقد فشلت زيارات أجراها إلى بغداد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في زيادة الكمية المُورَّدة إلى مليونَي طن. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية حسن ناظم قد أعلن، عقب جلسة لمجلس الوزراء، الموافقة على طلب لبنان تمديد عقد بيع مادة زيت الوقود، استجابةً للظروف الصعبة التي يمرُّ بها اللبنانيون في هذه الأيام.
ملف اللاجئين الى دمشق
في هذا الوقت، تجاوز لبنان قطوع تصريحات وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي اتهم السلطات السورية بعدم المساعدة في عودة مواطنيها، وانتهى لقاء «التوضيحات» مع السفير السوري علي عبد الكريم علي في الخارجية الى «طي» الملف. ومن المقرر اي يزور وزير المهجرين عصام شرف الدين دمشق يومي الاحد والاثنين لتحريك خطة العودة. ولليوم الثاني على التوالي، بقي الاهتمام الرئاسي بملف النازحين حاضرا بقوة في بعبدا واستقبل رئيس الجمهورية وزير المهجرين الذي اعلن ان زيارته المرتقبة لسوريا حظيت بتشجيع ومباركة الرئيس وتمنى ان تكون النتائج إيجابية بحلول يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لا سيما وان الهيئات السورية المعنية تمد يدها للتعاون، كما ان هناك تحضيرات لانجاح اللقاءات، وورقة عمل تتضمن خريطة عودة كاملة وفكرة تأسيس لجنة رباعية من الدولة اللبنانية تنسق وتتابع مع اللجنة في سوريا، وقال «انا متفائل جدا».
***************************************
الشرق
العنف ضد المصارف مستمرّ .. وانفراجة فيول عراقية
هو سيناريو عبدلله الساعي الذي استحصل على وديعته المصرفية من بنك بيروت والبلاد العربية في جب جنين مطلع العام، يتكرر في الحمرا مع باسم الحج حسين، علّه يحصّل بالسلاح والنار امواله المحجوزة. المشهد ذاته تكرر ومرشح للتكرار في المستقبل، إن لم تقم في لبنان دولة تعيد للبنانيين جنى اعمارهم، وتحمي المصارف وموظفيها من ردات الفعل، وتجنّب سائر المودعين من اصحاب الحظ السيىء المتواجدين في المصارف إبان عمليات مماثلة خطر “لحظات الجنون” وفقدان السيطرة على الذات.
فبينما الجمود سيد الساحة سياسيا وحكوميا، كان الحدث امس في الحمرا حيث انفجرت ازمة احتجاز اموال الناس في المصارف على شكل احتجاز مواطن الموظفين والزبائن داخل مصرف، بقوة السلاح، مطالبا بالحصول على 200 الف دولار من امواله. وهدد المودع باسم الحاج حسين الذي حمل معه مادة البنزين، بإشعال نفسه وقتل مَن في المصرف، وقد شهر سلاحه في وجه مدير الفرع. وقد رفض المودع المسلّح مبلغ 10 آلاف دولار عرضه عليه المصرف، بحسب ما افاد احد المفاوضين. واذ حضرت عناصر من القوى الأمنية والجيش الى المكان، تجمع ايضا عدد من المودعين في الخارج دعما للحاج حسين.
سعر الصرف
وبينما لا خطة اقتصادية حكومية واضحة بعد، تحدد مصير ودائع الناس، أقرت لجنة المال والموازنة امس عددا من المواد في موازنة ٢٠٢٢ وصولاً الى المادة ١٠٩ ودعا رئيسها النائب ابراهيم كنعان الى جلسات متتالية الاسبوع المقبل لإنجاز المواد المتبقية والبت بسيناريوهات وزارة المال المتعلقة بتوحيد سعر الصرف.
إخبار الاهالي
على صعيد آخر، وعلى خط تحقيقات المرفأ، قصد أهالي ضحايا فوج الإطفاء قصر العدل لتقديم إخبار بحق 27 شخصية رسمية ومعنوية. وقال وليم نون “نحن نبحث عن الحقيقة في انفجار المرفأ ولن ننتظر حتى صدور النتيجة”. وبعد خروجهم من القصر، قال نون: نحن قدمنا كل المعلومات والأدلة المتعلقة بهذا الإخبار الى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لكننا لم نر أي تجاوب جدي من قبله، مضيفا “لن نزيل اي اسم من الاخبار المقدم الى القضاء”.
عريضة للجنة دولية
وفي السياق، أطلق أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت، في مؤتمر صحافي عقد في نادي الصحافة، عريضة إلكترونية لدعمهم بالمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية. وتلا وليم نون بيانا اشار فيه الى ان الاهالي زاروا يوم الجمعة الماضي مقر الامم المتحدة، والسفارات الفرنسية، البريطانية، الاميركية والروسية وتم تسليمهم الرسالة التي اعلن عنها في تحرك ٤ آب اذا لم يعد التحقيق في قضية انفجار المرفأ الى الانطلاق خلال ٩٠ يوما. وتتضمن الرسالة مطلبين، الاول هو لجنة تقصي حقائق دولية والثاني دعم الدولة اللبنانية والقضاء اللبناني لهذه اللجنة ووضع الملف والوثائق التي توصل اليها القاضي طارق بيطار، لجنة تستكمل التحقيق وتصدر القرار الظني”.
المرفأ والترسيم
وسط هذه الاجواء، حضرت قضية جريمة 4 آب وتحقيقاتها المعطلة، وملف الترسيم في نشاط بعبدا. فقد استقبل رئيس الجمهوية العماد ميشال عون نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي اعلن اثر اللقاء “ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين مستمر في جهوده، وذلك بناء على الاجتماع الاخير الذي حصل في بعبدا”، مشيرا الى ان “هوكشتاين انتقل الى اسرائيل يوم غادر بيروت ولم يعد اليها مرة ثانية، ونحن نتابع هذا الملف وعلى تواصل معه في هذا الموضوع”، لافتا الى ان “الاعتداء على قطاع غزة أخّر ملف الترسيم وليس لدينا وقت مفتوح الى ما لا نهاية وحفاظا على الاستقرار من المفترض ان تنتهي المهلة قبل ايلول”.
الى سوريا
ولليوم الثاني على التوالي، بقي الاهتمام الرئاسي بملف النازحين قويا. اذ استقبل رئيس الجمهورية وزير المهجرين عصام شرف الدين وعرض معه أوضاع وزارته، إضافة الى موضوع النازحين السوريين في لبنان. وبعد اللقاء، قال الوزير شرف الدين سعدت اليوم بزيارة رئيس الجمهورية وتناولت معه ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وزيارتي المرتقبة الى سوريا اواخر الأسبوع الجاري، يومي الاحد والاثنين. وقد حظيت بتشجيع ومباركة من فخامته لان هذا الموضوع حيوي وانساني وله ضرورات اقتصادية في ظل ما يعاني منه لبنان. وان شاء الله ستكون لدينا نتائج إيجابية بحلول يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لا سيما وان الهيئات السورية المعنية تمد يدها للتعاون، كما ان هناك تحضيرات لانجاح اللقاءات، وورقة عمل تتضمن خريطة عودة كاملة وفكرة تأسيس لجنة رباعية من الدولة اللبنانية تنسق وتتابع مع اللجنة في سوريا، واني متفائل جدا.
في الخارجية
في الموازاة، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال :ركزنا خلال اللقاء على ما أثير في ملف النازحين واللاجئين والتصريحات المنسوبة لمعاليه، وقد أصغيت لقراءة لم تفاجئني لاني كنت قد سمعتها منه سابقا ، وكذلك سمعتها من الرئيس عون الذي عرفت انه رأس اجتماعا ضم الوزير بوحبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار والمدير العام للأمن العام لمناقشة هذا الملف. وأكد الوزير بوحبيب ان القيادة المعنية في لبنان تعرف جدية الدولة السورية والرئيس بشار الاسد وكل المفاصل المعنية بتقديم كل التسهيلات لان هذه مصلحة سوريا. وانا اصطحبت معي المراسلات والكتب التي تؤكد ان سوريا لم تدخر جهدا ولم تترك نقطة الا وقامت بمعالجتها لان مصلحة سوريا ان يعود السوريون الى سوريا لبناء ما تهدم منها.