رأي

هل يستطيع “المستقبل” الاحتفاظ بمقاعده الأربعة في عكار؟

كتب جهاد نافع في صحيفة “الديار” جاء فيه: “تدرك اوساط التيار الازرق في كواليسها،ان ظروف انتخابات العام ٢٠٢٢ لا تشابه ظروف انتخابات ٢٠١٨،وان الوقائع تغيرت ومتغيرات طرأت على المشهد الانتخابي العكاري، اولها ان الرئيس سعد الحريري لم يحسم الى اليوم خياراته حول ترشحه شخصيا، او خوض تياره الانتخابات، او ترك خيار الترشح لكل مرشح حسب معطياته، وهذا ما سينعكس على الساحة العكارية التي شهدت في الآونة الاخيرة انحسارا للتيار الازرق نتيجة عدم ايفاء الحريري بوعوده التي اغدقها على العكاريين خلال جولاته الميدانية في القرى والبلدات العكارية، والتي لم تغير من واقع الحال العكاري، لا سيما وان محافظة عكار ازداد تهميشها منذ اليوم الاول لاعلان نتائج انتخابات ٢٠١٨.
البلبلة سيدة الموقف في صفوف انصار التيار الازرق، والضبابية تخيم في اجواء عكار الانتخابية، وما لا يقر به قادة التيار ان محصلة انتخابات ٢٠١٨ لم تكن لولا رافعة القاعدة الانتخابية للنائب السابق طلال المرعبي التي صبت لمصلحة ابنه طارق في لائحة التيار،ورافعة وادي خالد التي صبت لمصلحة ممثلها في اللائحة،وان اي لائحة تخلو من التوازن والتمثيل المناطقي ذات الكثافة السكانية قد تخل بميزان القوى …”

واضاف كاتب المقال: “اما المسألة الاخرى التي ستُحرج التيار الازرق فهي التحالفات المنتظرة،فالناخب المسيحي العكاري موزع بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية،والتحالف بين «تيار المستقبل» و»القوات اللبنانية» دونه عقبات لم تذلل بعد،وإن ذكرت مصادر ان احتمال التحالف بين «المستقبل» و»القوات» ممكن، وتجري اتصالات تحت الطاولة لقيام تحالف بينهما، اما تحالف «المستقبل» مع التيار الوطني الحر فشبه محال كي لا نقول انه مستحيل.
وتبقى بيضة القبان الكتلة العلوية الناخبة التي ستلعب دورا في كفة الميزان، وهي بمجملها لن تكون بجانب «المستقبل» وقوى ١٤ آذار،ولعل ما يحكى عن تشكيل لائحة من احزاب وقوى ٨ آذار اقرب الى الحقيقة، اثر تفاعل هذه القوى مع القواعد الشعبية والمتغيرات التي حصلت في اكثر من منطقة عكارية لصالح هذا المحور، خاصة تفاعل فاعليات ومفاتيح انتخابية مع المقاومة التي خصصت عكار بكميات من المازوت والبنزين،عدا عن مساعدات مالية سريعة خصصتها لعائلات شهداء مجزرة التليل، وقد تركت المبادرة اثرا ايجابيا طيبا لدى الاهالي وابناء عكار عامة في بلسمة جراحهم…
ويتوزع المشهد الانتخابي بين قوتين رئيسيتين: الاولى «تيار المستقبل» رغم انحساره النسبي، والثانية التيار الوطني الحر كونه لاعب مهم على الساحة العكارية،بالرغم من محاولات «القوات» خرق الساحة العكارية بالدخول الى ساحة الناخب الاسلامي السني ماليا وهبات غذائية وخدمات.
عدا عن دخول بهاء الحريري الساحة العكارية وافتتاحه في عكار المكتب الاول له في لبنان مستهدفا عكار كونها المخزون السني الاكبر الذي ارتكز اليه «تيار المستقبل»،ويأتي الاستهداف اثر ما تناهى الى بهاء الحريري من تململ في صفوف انصار «المستقبل»، وبعد صرف العديد من موظفيه وتشردهم. وتوجّه بهاء الحريري في عكار الى مجموعات خرجت من عباءة الحريري وشكلت العمود الفقري لـ « اتحاد ثوار عكار» « وللناشطين في الحراك، وتبنى هذا الحراك على ان يكون منصته في الانطلاق نحو العمل السياسي ، ويبدو ان هذا «الاتحاد» والحراكيين يتجهون لتشكيل لائحتهم التي ستخوض غمار المعركة الانتخابية.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى