هل تصيب نيران الأزمة الروسية الاوكرانية لبنان؟!
كتب المحلل السياسي :
يحبس العالم انفاسه على وقع قرع طبول حرب روسية – اوكرانية محتملة لن تتوقف عند حدود البلدين، اذ انها قد تطال دولا اوروبية مجاورة، خاصة في ظل الاصطفاف الاميركي الاوروبي الى جانب اوكرانيا التي من المحتمل ان تتعرض لاجتياح روسي في اية لحظة، فقد حشدت موسكو قواتها على حدود اوكرانيا و حركت اساطيلها البحرية بانتظار ساعة الصفر في حال فشلت التحركات الاوروبية في نزع فتيل الحرب و اقناع الطرفين بالذهاب الى الخيار السلمي.
و لا تقتصر التداعيات على الناحية العسكرية، بل ستكون تداعياتها الاقتصادية كارثية، و سوف تؤدي الى خفض حجم التجارة العالمي و خاصة على منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا.
و لبنان سيكون من اكثر الدول تأثرا لان اكثر من ٥٠ بالمائة من صادرات اوكرانيا من القمح و الذرة يستوردها لبنان.
كما يحل لبنان في المرتبة الثانية، بعد مصر، في استيراد القمح الروسي.
و عند اضطراب المعروض الروسي و الاوكراني (من القمح و الذرة) سيتعين على لبنان زيادة وارداته من مصادر اخرى باسعار اعلى، مما يؤدي الى اثار اقتصادية كبيرة على هذا البلد الغارق بازماته الاقتصادية و الرازح تحت نير الديون الهائلة التي تتجاوز المائة مليار دولار اميركي.
و تجدر الاشارة الى انه مع بداية الازمة قفزت اسعار القمح و الذرة الى حوالي ٦ بالمائة فما بالك اذا ما اندلعت الحرب؟؟؟
كما ان لبنان يتعرض لضغوط عالية جدا على مستوى الدين العام، و مساحة تحركه في السياسات المالية و النقدية ضئيلة جدا، و سيكون الوضع اكثر سوءا اذا ما تدهور الوضع بين روسيا و اوكرانيا.
و على صعيد اخر فان روسيا تعتبر من اكبر منتجي و مصدري النفط في العالم، و تبلغ نسبتها ١٣ بالمائة من انتاج و صادرات النفط الخام في العالم.
و ليس مستبعدا ان تؤدي حرب محتملة بين البلدين الى بداية تشكل نظام عالمي جديد.
ازاء الوضع القائم فان نيران الحرب المحتملة سوف تصيب لبنان ليس على الصعيد الاقتصادي فحسب، لان هذا البلد القابع على صفيح ازمات ساخن و الذي يتحضر لانتخابات نيابية في الخامس عشر من شهر ايار المقبل، و كما يقول المثل “اينما تحمل سوف تلد في لبنان”، سوف يصاب بتداعيات الحرب المحتملة، مما يطرح تساؤلات عن مصير تلك الانتخابات؟؟!!
ان ما يدفعنا لطرح هذه التساؤلات هي الاجواء الحقيقية النقيضة لما تشيعه معظم الاطراف السياسية عن رغبتها و اصرارها على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، بينما الحقيقة عكس ذلك، اذ ان معظم اطراف السلطة لا ترغب باجراء الانتخابات لان المؤشرات تدل على خسارتها للعديد من مقاعدها التي حصلت عليها في الانتخابات الماضية، كما ان انسحاب تيار المستقبل بشخص رئيسه الرئيس سعد الحريري خربط المعادلات التي كانت سائدة في الدورات الانتخابية التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث تشكلت كتلة وازنة لتيار المستقبل و الذي حاز معظم مقاعد الطائفة السنية.
قد تكون حربا مفترضة فرصة سانحة للهروب الى الامام لدى بعض القوى السياسية من هذا الاستحقاق الذي يعول عليه البعض الاخر في احداث تغيير في الخارطة النيابية و ما سوف يليها من استحقاقات..