رأي

من هو المسيطر العالمي؟

كتبت “غيتا مشيك” ل”رأي سياسي المقال التالي:

كانت العملة الأوروبية الموحدة “اليورو”، قبل نحو ربع قرن كلمة متكررة في عناوين الأخبار عالميا، مفادها أن “اليورو” سيحل مكان الدولار في النظام المالي والنقدي العالمي. بالتوازي تتحدث وكالات الأخبار العالمية عن اتباع بنوك مركزية في العالم، نهج تقليص حصة العملة الأمريكية في احتياطياتها الدولية بسبب السياسة الاقتصادية العدوانية لواشنطن ، خاصة بعد رد فعل الرئيس الديموقراطي الأميركي الحالي جو بايدن الذي ارتكز على مواجهة حلف روسيا والصين.

وفي السياق نفسه، لا يمكننا تجاوز أي عقبة اقتصادية دون تخطي التجاوزات السياسية، بمعنى أن يقتنع رجل الاقتصاد بأن دوره مهم وفعال، إذ أنه لا يمكن فصل الإقتصاد عن السياسة التي بدورها لا تفيد المجتمع إلا بالاختلاس والهدر والفساد المالي.

كانت “القوى العظمى” الوحيدة في العالم بريطانيا، انتقلت فيما بعد إلى أميركا في إطار سعيها التوسيعي و”الإجرامي” الكبير تحت راية “السلام” وشعار “حقوق الإنسان” الثانوي في حساباتها.

والأمثلة في ذلك عديدة على غرار ما فعلته أميركا في فلسطين المحتلة، إذ أن بلينكن قد قدم مبلغا قدره خمسون مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة المعنية بالفلسطينيين وخمسون مليونا لشعب محتل سلبت منه أرضه، أما المعتدي الإسرائيلي فقد قدمت له أربعة مليارات سنويا مع ورقة بيضاء تتجاهل فيها العنف التي تقوم فيه اسرائيل بحق الشباب والأطفال الفلسطينيين.

 قوى تهبط وقوى تنطلق وما هي دول الشرق الأوسط إلا آداة لهم، فما معنى أن تصبح روسيا القوى العظمى أو الصين أو أي بلد آخر؟

فالأسباب الاقتصادية ستصبح رمز القوة وصاحبة أكبر اقتصاد في العالم لأي من الدول التي تتجه لأن تسيطر على العالم، وستعيد إغراقنا بالديون “المجملة” عبر جمعيات “وهمية” تساهم في إفقار البلدان العربية أكثر من إغنائها.

ختاما، هناك تصاعد في تعاون بعض القوى الحاكمة من خلال إعادة هيكلة مفهومها التوسيعي، فإن التطور التكنولوجي السريع يحدث تحولا كبيرا في مفهوم القوة، ويبرز تحول اقتصادي وسياسي في العديد من الدول الكبرى التي لم يترتب عليها بعد دخول العالم مرحلة جديدة إلا باستخدام القوة قبل استيلاء القوة “العظمى.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى