شؤون دولية

مجمع الملك سلمان العالمي يواصل مبادراته لتعزيز اللغة العربية

 أصدر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية كتاباً توثيقياً بعنوان “اللغة العربية في منظمة التعاون الإسلامي”، بهدف رصد واقع اللغة العربية في هذه المنظمة الدولية، وأجهزتها المختلفة.
وجاء إطلاق الكتاب خلال “ملتقى اللغة العربية للشعوب الإسلامية” الذي نظمه المجمع في جدة الخميس الفائت بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي.
يأتي إصدار الكتاب في إطار مبادرات مجمع الملك سلمان العالمي لتمكين اللغة العربية في المنظمات الدولية، ودعم مسارات الترجمة العربية، وبناء سياسات لغوية داعمة لواقع اللغة العربية، انطلاقاً من رؤية المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، لنشر العربية على الصعيد العالمي، خدمة للغة القرآن الكريم.


في سياق هذه الرؤية، عقد المجمع يومي 6-7 كانون الاول 2022 مؤتمره الدولي عن “اللغة العربية في المنظمات الدولية” برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمشاركة وحضور نخبة من وزراء الثقافة العرب، ورؤساء ومسؤولي المنظمات الدولية، ونخبة من العلماء والمفكرين والمهتمين باللغة العربية.
وشملت مبادرات المجمع العالمية المنظمة الدولية الأكبر، منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة، حيث احتفل المجمع باليوم العالمي للغة العربية 2022، في مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة تحت عنوان “اللغة العربية في الأمم المتحدة: مسيرة 50 عاماً”.
تضمَّنت الاحتفالية التي أقيمت على مدى يومي 19-20 كانون الاول 2022، برعاية من الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء المجمع، جلساتٍ متخصصة قدمها عددٌ من الشخصيات والخبراء اللغويين البارزين، حول “التعدد اللغوي والثقافي في منظمة الأمم المتحدة”، و”الترجمة من اللغة العربية وإليها في الأمم المتحدة”، و”مسيرة اللغة العربية في الأمم المتحدة”.
كما تضمَّنت أيضاً حلقات نقاشية عن “الإدارة اللغوية في وسائل التواصل الاجتماعي”، و” اللغة العربية والفنون “، و”مبادئ الترجمة في المنظمات الدولية”.


يعدُّ الإصدارُ الأخيرُ للمجمع الخاص بمنظمة التعاون الإسلامي امتداداً لهذه المبادرات النوعية لتعزيز استعمال اللغة العربية في هذه المنظمة التي تضم في عضويتها 57 دولة، وتعد ثاني أكبر منظمة دولية حكومية بعد الأمم المتحدة.


في تقديمه للكتاب، أكد الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي الدكتور عبدالله الوشمي أن “الإصدار يأتي في إطار بيان جهود المملكة العربية السعودية في دعم حضور اللغة العربية في المنظمة وأجهزتها المختلفة، للنهوض بمهماتها في تعزيز العمل الإسلامي المشترك في مختلف المجالات”.


وأشار الوشمي إلى أن “الكتاب يسعى لأن يكون مرجعا لكل ما يتعلق بتعزيز حضور اللغة العربية في منظمة التعاون الإسلامي”.


كما أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمة قدَّم بها للإصدار أنَّ “الكتاب يعكس واقع اللغة العربية في أروقة المنظمة وما ساهمت به من إثراء معرفي وثقافي، داعياً إلى بذل مجهودات أكبر تسهم في تعزيز حضور هذه اللغة الغنية والمبدعة في المحافل الدولية”.


تضمَّن الكتاب عدداً من الأبحاث لرصد واقع استعمال اللغة العربية في المنظمة، علماً بأن اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية الثلاث للمنظمة، إلى جانب الإنكليزية والفرنسية.
وفي بحث بعنوان: “اللغة العربية في المنظمات الدولية: منظمة التعاون الإسلامي أنموذجاً؛ الواقع والآفاق”، تناول المندوب السعودي الدائم لدى المنظمة الدكتور صالح بن حمد السحيباني واقع العربية واستعمالها في المنظمة وأجهزتها المختلفة، سواءً فيما يتعلق بالوثائق الرسمية والمنصات الرقمية، أو في ما يتعلق بالمبادرات التي تقوم بها المنظمة ومؤسساتها لدعم استعمال العربية وتعزيز انتشارها.


وأكد الدكتور السحيباني في بحثه أن “مستقبل اللغة العربية في منظمة التعاون الإسلامي مرهون بمدى التزام المجموعة العربية بالحديث بلغتها والاعتزاز بها في إطار المنظمة وأجهزتها المتعددة وكذلك كتابة مذكراتها وخطاباتها بهذه اللغة وتبني مبادرات نوعية لتعزيز حضورها”.


وأشار إلى أنَّ ذلك إنما يكون بالتنسيق والتكامل والتعاون بين دول هذه المجموعة وكذلك بعض المؤسسات الإقليمية العربية المعنية بهذا المجال.


وفي دراسته عن “اللغة العربية في اتحاد يونا والوكالات الأعضاء: رصد وتحليل”، قدم المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) الأستاذ محمد بن عبدربه اليامي رصداً مفصلاً لحضور العربية في أنشطة يونا ومؤتمراته وهياكله الإدارية والتنفيذية، إضافة إلى إسهامات الاتحاد في تعزيز استعمال اللغة العربية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.


كما تضمنت دراسة اليامي عرضاً شاملاً لأوجه استعمال اللغة العربية في وكالات الأنباء الأعضاء (57 وكالة رسمية)، من حيث مصادر المحتوى وتحديات إعداده والوسائط المستخدمة في عرضه، إضافة إلى القضايا اللغوية المتعلقة بالتحرير والترجمة.


 وقدَّم اليامي توصياتٍ لتعزيز المحتوى العربي في وكالات الأنباء في الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية، وذلك بهدف مساعدة صانعي السياسات في الدول الأعضاء على اتخاذ أفضل القرارات في هذا الصدد.


وتناول الدكتور هشام خوجلي في بحثه “اللغة العربية في منظمة التعاون الإسلامي” مكانة اللغة العربية في المنظمات الدولية سواءً في الأمم المتحدة أم في منظمة التعاون الإسلامي، وضرورة التمييز بين اللغة الرسمية ولغة العمل في مصطلحات المنظمات الدولية.
وتتبَّع الدكتور خوجلي بالتفصيل مواضع استخدام اللغة العربية في منظمة التعاون الإسلامي وأجهزتها من خلال وثائق المنظمة الداخلية والخارجية، وكلمات الأمين العام، ومحتوى المواقع الإلكترونية، والمؤتمرات والفعاليات.


وأشار خوجلي إلى دور الجامعات التابعة للمنظمة في نشر اللغة العربية في الأقاليم التي تخدمها وضرورة التعاون مع عدد من المؤسسات الدولية التي تعمل على دعم اللغة العربية ونشرها.


وتناول الدكتور مجدي حاج إبراهيم “حضور اللغة العربية في منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة – الإيسيسكو”، مستعرضاً جهود الجهاز في إقامة العديد من المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية في مجال تعليم اللغة العربية، وإصدار الكتب والمجلات العلمية والترجمات العربية.
كما تطرَّق إبراهيم إلى مشاريع الإيسيسكو لخدمة العربية مثل مشروع “كتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف القرآني” وإنشاء العديد من الكراسي الجامعية، مقدماً توصيات ومقترحات لتعزيز حضور اللغة العربية في المنظمات الدولية.


تضمَّن الكتاب ورقة موجزة أعدَّتها مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، للتعريف بالجهود التي يبذلها البنك في دعم اللغة العربية من خلال وضع برامج ومشاريع ومبادرات لتمكين اللغة العربية، ودعم إنشاء مدارس للتعليم الأساسي والمهني، ومعاهد لإعداد معلمي اللغة العربية في المجتمعات المسلمة بإفريقيا.


وفي “ورقة موجزة عن اللغة العربية في اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي”، استعرض رئيس الاتحاد الدكتور عمرو الليثي مبادرات الجهاز في الحفاظ على اللغة العربية في الإعلام.
كما تطرق الليثي إلى اللغة الإعلامية ودور العولمة في انفتاح اللغات على بعضها البعض، مشيراً إلى دور الصحافة في الحفاظ على اللغة.


وتناول المدير التنفيذي لصندوق التضامن الإسلامي الأستاذ إبراهيم بن عبدالله الخزيم “دور صندوق التضامن الإسلامي بمنظمة التعاون الإسلامي في نشر قواعد اللغة العربية وترسيخها”، مشيراً في هذا الصدد إلى إنشاء كليات للغة العربية في بعض الجامعات، ودعم نشاط المؤسسات ذات الصلة بنشر اللغة العربية وتعليمها.
تضمَّن الكتاب أوراقا ودراسات استعرضت حضور اللغة العربية في عدد من أجهزة منظمة التعاون الإسلامي مثل “مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (سيسرك)” حيث تناول مدير المركز الأستاذ نبيل دبور، والأستاذ فادي فراسين إسهامات المركز في نشر الدراسات العلمية المتعلقة بالقضايا الاقتصادية والتنموية في الدول الأعضاء باللغة العربية.
كما تضمَّن الكتاب أيضاً عرضاً لواقع اللغة العربية في “مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)” و”اللجنة الإسلامية للهلال الدولي”، و”الاتحاد العالمي للكشاف المسلم”، و”الجامعة الإسلامية في أوغندا”.


اشارة إلى أنَّ مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أنشئ بقرار من مجلس الوزراء السعودي في سبتمبر 2020، ويسعى إلى أن يكون مرجعية عالمية في مجالات اللغة العربية وتطبيقاتها عبر نشر الأبحاث والكتب المتخصصة باللغة العربية، واختبارات اللغة العربية ومعاييرها، والذكاء الاصطناعي في اللغة العربية، والمؤتمرات والمعارض، والمدونات والمعاجم، ومراكز تعلم اللغة العربية، والحملات الإعلامية المعززة لقيمة اللغة العربية ودعم إثراء المحتوى العربي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى