كتب سيرغي مانوكوف، في “إكسبرت رو”: انتهت أخيرا مفاوضات مديدة وصعبة للغاية بين ألمانيا والدوحة بشأن توريد الغاز الطبيعي المسال، بتوقيع عقد طويل الأجل، لمدة 15 سنة، وفقا لـ “بلومبرغ”. واتفق الطرفان على أن يقوم القطريون وكذلك شركة النفط والغاز الأمريكية كونوكو فيليبس بتزويد الألمان، ابتداء من العام 2026، بنحو مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال كل عام. وثمة تفصيل بسيط آخر هو أن العقد قابل للتمديد.
بدا توقيع العقد مفاجئا. فمع أن سير المفاوضات ظل طي الكتمان، إنما كان من المعروف أنها كانت صعبة للغاية. كانت هناك خلافات بين برلين والدوحة حول عدد من القضايا، وكان أهمها مدة العقد. فالأوروبيون، والألمان ليسوا استثناء، مهووسون بفكرة التحول بأسرع ما يمكن من الوقود الأحفوري، والذي يشمل الغاز، إلى مصادر الطاقة المتجددة. ولذلك أرادوا توقيع عقود قصيرة الأجل. بطبيعة الحال، فإن العقد الموقع أهم بكثير بالنسبة لألمانيا منه لقطر. فعلى الأقل، من الأسهل على قطر العثور على مشترين لغازها من إيجاد الألمان لموردين آخرين. لم يكن أمام برلين خيار سوى تقديم تنازلات بشأن القضية الرئيسية.
وهناك دليل آخر على أن الألمان قدموا تنازلات أكثر بكثير من القطريين هو تاريخ بدء العقد.
حقيقة أن برلين وافقت على توقيع عقد لمدة 15 عاما، تبدأ من العام 2026 تتحدث عن الكثير. على سبيل المثال، لن يتخلى الألمان عن الغاز كجزء من التحول “الأخضر” لا بحلول العام 2030، كما كان متوقعا سابقا، ولا بحلول 2040، إذا تم تمديد العقد. بالطبع، يمكن إعادة بيع الغاز القطري، إذا لم تكن هناك حاجة إليه، في العام 2035. لكن أولا، لا أحد يعرف ما سيحدث في غضون 13 عاما: كيف سيكون الوضع في الأسواق وما حال الأسعار؛ وثانيا، حتى لو لم تستجد مشاكل مع المشترين، فهذا قلق إضافي غير ضروري.