أبرزرأي

زيارة عون الى السعودية تفتح آفاق المساعدات العربية للبنان

حسين زلغوط – خاص- “رأي سياسي” :

إن أكثر ما يقلق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون هو ملف إعادة إعمار ما تهدم جراء الحرب الإسرئيلية على لبنان ، بفعل الضائقة المالية التي يعيشها لبنان ، وقد وضع منذ انتخابه والقائه خطاب القسم هذا الموضوع في سلم أولوياته، ولذلك كان يستعجل تأليف الحكومة لكي يتمكن من التوجه الى الخارج مع الوزراء المعنيين طلباً للمساعدة، وقد سعى لأن تكون أولى محطاته الخارجية بعد توليه منصب الرئاسة، المملكة العربية السعودية، وطلب من دوائر القصر تحضير الملفات المطلوبة بعد أن تلقى دعوة رسمية من القيادة السعودية وحدد موعد هذه الزيارة الأحد المقبل ، أي قبل انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة والتي تكتسب أيضاً أهمية بالغة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان.
وما من شك أن اختيار الرئيس عون المملكة العربية السعودية لتكون محطته الأولى، تؤكد بما لا يدعو الى الشك بأن العهد الجديد ، سيولي أهمية كبيرة لإعادة بناء علاقاته مع الدول العربية والتي تعرضت في السنوات الماضية الى بعض الشوائب والتوتر، وذلك باعتبار أن هذه العلاقات تشكل أولوية استراتيجية من أجل استعادة لبنان عافيته الاقتصادية خصوصا وان السعودية تكرر دائما على لسان المسؤولين فيها الاستعداد الدائم لتقديم يد العون للبنان الذي له ميزة خاصة لدى القيادة السعودية.
ومن نافل القول أن هذه الزيارة التي أعّد لها بعناية ستكون مثمرة جدًا، خاصة وأن المملكة أبدت ارتياحا كبيرا بوصول العماد عون الى سدة الرئاسة ، لا بل انها رأت في ذلك امكانية كبيرة في فتح آفاق واعدة من الإنجازات، وبدء عملية الإصلاحات الضرورية التي ينتظرها المجتمع الدولي بفارغ الصبر كونها في تقديره تشكل الممر الالزامي لتقديم المساعدات ان بشكل مباشر أو عن طريق المؤتمرات الدولية، أو صندوق النقد الدولي الذي يقال انه سيعاود قريبا مواصلة عملية التفاوض مع الحكومة اللبنانية لمعرفة حاجياتها والعمل على تلبيتها، في اطار اتفاق يوقع بين الجانبين.
واذا كان من المبكر معرفة النتائج التي ستفضي اليها الزيارة ، فإن مجرد حصولها تشكل فاتحة خير للبنان الذي يريد ان تكون هناك افضل العلاقات مع دول الخليج التي طالما وقفت الى جانبه في أحلك الظروف.
ويتوقع ان تثمر هذه الزيارة توقيع جملة من الافاقيات الثنائية ، بما يشجع على فتح آفاق الاستثمار السعودي في لبنان ، ورفع الحظر عن مجيء السعوديين الى لبنان بعد انقطاع قسري عنه لسنوات، ناهيك عن امكانية أن تقوم المملكة بتحديد حصة مالية تدفعها للمساعدة في اعادة الاعمار ، وكذلك إمكانية ان تضع وديعة في مصرف لبنان وهناك اكثر من سابقة في هذا المجال لتعزيز الواقع النقدي والمساعدة في انجاز المشاريع الحيوية.
وفي دلالة واضحة على ان المملكة لن تتخلى عن لبنان في هذا الظرف ما كان اعلنه وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال زيارته الأخيرة الى لبنان عن استمرار دعم السعودية للبنان وشعبه، وتأكيده على ثقة السعودية بالقيادة الجديدة لتحقيق الإصلاحات والاستقرار، وتشديده على أن المملكة تنظر بتفاؤل إلى مستقبل لبنان، وتعتبر أن تطبيق الإصلاحات سيعزز ثقة العالم فيه، كل ذلك يعتبر اشارة واضحة بأن القيادة السعودية لن تبخل في تلبية ما يطلبه رئيس الجمهورية خلال زيارته لها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى