أبرزرأي

451 يوما على الشغور فهل نكون امام انتخاب رئيس قبل الربيع؟

حسين زلغوط – خاص: رأي سياسي

اليوم يكون عمر الشغور الرئاسي قد أصبح 451 يوماً، من دون أن يكون هناك اي معطيات جدية تجزم بأن انتخاب الرئيس بات وشيكاً، لكن جملة قالها رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال جلسة مناقشة الموازنة، اعطت انطباعاً بأن هناك مستجدات ايجابية من الممكن أن تطرأ على الاستحقاق الرئاسي، فخلال مداخلة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ابدى فيها خشيته ان يأتي العام المقبل ونناقش فيها الموازنة في ظل غياب رئيس للجمهورية قال الرئيس نبيه بري : ان شاء الله انتخاب الرئيس في أسرع وقت.

هذا الكلام المقتضب لرئيس المجلس سرعان ما وضع تحت مجهر التحليل والتفسير النيابي، واعرب بعض النواب عن اعتقادهم بأن كلام الرئيس بري لا يأتي من عدم بل هو مستند الى اشارات وصلته من سفراء زاروا عين التينة مؤخرا ، كانت مغايرة لفترات سابقا وانه يمكن التأسيس عليها في سبيل انعاش ملف رئاسة الجمهورية من جديد. وما زاد من منسوب التفاؤل هو ما حكي عن اجتماع سيعقد بين سفراء دول اللجنة الخماسية في مقر سفارة المملكة العربية السعودية ، للبحث في آلية التحرك الرامي الى ملاقاة “اللجنة” التي ستجتمع قريبا”، وكذلك عن تواصل مع ايران للمساعدة على حلحلة بعض العقد، وهو ما المح اليه السفير المصري علاء موسى بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، حيث قال، ردا على سؤال حول ما اذا كان يتوقع توسيع اللجنة الخماسية لتصبح سداسية أو أكثر: الآن الأمر غير مطروح بالنسبة لتوسيع اللجنة، إنما نحن نقول ان اللجنة ليست فقط تعمل بمعزل عن أصدقاء وأشقاء ودول في الإقليم وغير الإقليم، إنما هناك تنسيق دائم، وهذا من الممكن ان يعطي الخماسية وزنا وأهمية أن لديها علاقات جيدة مع جميع الأطراف وهي تعمل دائماً على استغلال هذه العلاقات في الخروج بأشياء إيجابية وملموسة في الفترة القادمة ، متمنيا أن نشهد ثمرة عمل اللجنة الخماسية وما تسعى إليه من أجل الانتهاء من قضية الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن.

هذه الأمور مجتمعة تؤشر الى ان طريقة جديدة بدأ العمل بها في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، وانه بات هناك قناعة تامة لدى كل الاطراف السياسية بضرورة انتخاب رئيس ليكون لبنان قادرا على التفاعل ومواجهة المستجدات والاستحقاقات الداخلية والخارجية، وأن ما قاله النائب السابق وليد جنبلاط من انه شخصيا لا يمانع في انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ،يأتي في سياق المقاربات الجديدة محليا وخارجيا للملف الرئاسي، سيما وأن هذا الكلام الجديد جاء بعد تلبيته دعوة على العشاء في السفارة الايرانية في بيروت.

واذا كانت المناخات الخارجية توحي وكأن الملف الرئاسي سيسلك طريقه الى الحل في غضون بضعة اسابيع،أي ربما يكون ذلك في الربيع، غير أن اوساطاً سياسية لبنانية تعرب عن الخشية من أن نكون امام نوع من المبالغات في امكانية الخروج من المأزق الرئاسي قريبا مع أن المستجدات في المنطقة تحتم ذلك، وهي تبني موقفها على ان ما من شيء تغير على مستوى المواقف السياسية للقوى الفاعلة في بيروت، وان ما عبّر عنه رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل خلال جلسة الموازنة بأن التسوية في المنطقة لن تغير موازين الداخل، الا دليل ساطع على أن الرياح الايجابية القادمة من الخارج لم تلفح بعد الداخل اللبناني، وهو ما يدعو الى عدم الافراط في التفاؤل وانتظار ما سينجم عن التحرك المستجد للجنة الخماسية والتي قد تلعب فيه المملكة العربية السعودية دورا متقدما في سبيل انجاز الاستحقاق الرئاسي على عكس الفترات الماضية حيث نأت بنفسها عن التدخل المباشر، ناهيك عن التواصل مع ايران عبر سفيرها في بيروت وهو أمر يدعو الى التوقف عنده لجهة أن ايران يمكن لها ان تلعب دورا في تسهيل العملية الانتخابية، مشيرة الى اننا علينا الانتظار على قاعدة المثل القائل”ما تقول فول حتى يصير بالمكيول”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى