صدى المجتمع

حلقة نقاشية عن الكتاب بين الورقي والإلكتروني

عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في فرعه في بيروت، حلقة نقاشية  بعنوان “الكتاب في لبنان – بين الورقي والإلكتروني”. 
افتتح الندوة مدير المركز في بيروت الدكتور خالد زيادة وأدارتها مديرة قسم التحرير تريز سركيس، وشارك فيها كل من: مدير دار النهار القاضي زياد شبيب، ومدير موقع نيل وفرات صلاح شبارو، مدير مكتبة الفرات عبودي أبو جودة، وحضرها عدد من المهتمين بصناعة الكتاب في لبنان.
زيادة
وشدد الدكتور زيادة في كلمته على “أهمية بيروت في عالم النشر وصناعة الكتاب منذ أواسط القرن الماضي”. وركز على “أهمية الكتاب على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، والأمور المعيشية اليومية التي تشغل بال الناس، منذ ما يقرب من 3 سنوات”. واعتبر أن “هذه الندوة هي محاولة لسبر المحنة التي يعانيها الكتاب وأحوال الناشرين في هذه الأيام”.
سركيس
أما سركيس، فشددت بعد ترحيبها وتعريفها بالمشاركين، على “أهمية الكتاب في ظل الظروف الراهنة التي يعانيها لبنان، وعلى أهمية موضوع الندوة في محاولة الإجابة عن سؤال: “هل ينهي الإلكتروني الورقي، أم أن هناك علاقة تكاملية بينهما”، وعن كيفية التعامل مع التحديات التي تواجهها دور النشر، والإصدارات الورقية في مقابل نظيرتها الإلكترونية في السوق اللبنانية”.
وأشارت إلى “إجراء المركز عبر وسائل التواصل الاجتماعي على هامش الحلقة النقاشية، استطلاعا للرأي عبرت فيه أغلبية المشاركين فيه، إلى أنها تفضل الكتاب الورقي على الكتاب الإلكتروني”.
شبيب
أما شبيب، فأجرى بداية مفاضلة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، وبين محاسن كل منهما وأهميته. واعتبر أن “ثمة تعايشا قد تحقق بينهما، وبذلك تبددت خشية كانت قد برزت حين ظهور الكتاب الإلكتروني وانتشاره في الأسواق”. 
ورأى أن “الكتاب الإلكتروني لعب دورا مكملا للكتاب الورقي، وقد أثبتت الدراسات أن القراء من مختلف  الأعمال يقرأون نوعي الكتاب، ويستفيدون من حسناتهما في الوقت نفسه، وذلك تبعا للأوضاع والعناوين والمواضيع”.
شبارو
ورأى شبارو أن سوق الكتاب في لبنان ” قد تضررت كثيرا، حيث أغلقت مكتبات كثيرة أبوابها، وتراجعت مبيعات الكتاب الورقي بنسبة 70%، في حين أن مبيعات الكتاب الإلكتروني لا تزال تشكل أكثر من 10 % من المبيعات”. 
وأشار إلى “تفاقم انتشار مشكلة القرصنة التي تعانيها مبيعات الكتاب الإلكتروني، حيث يمكن تنزيل أي منها مجانا من شبكة الإنترنت”. ورأى أن “أهم العوامل التي تؤثر سلبا في مجال النشر يمكن تلخيصها في سعر الورق وكلفة الشحن الباهظين”. وأشار إلى أن التميز الذي كان يفخر به اللبناني في صناعة الكتاب، أصبح في خطر إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه. 
وشارك شبارو الحضور آخر الإحصاءات الموثقة عن عدد الكتب التي نُشرت في لبنان في السنوات الخمس الماضية، والتي جاوزت 53800 كتاب.
أبو جودة
بدوره، اعتبر أبو جودة أن “المشاكل التي يعانيها الكتاب ليست حديثة عهد، بل هي مشكلة مزمنة، وإن باتت واحدة من الفواجع التي ألمت بلبنان، في ظل الوضع الاجتماعي الصعب الذي يعصف بالبلاد نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعانيها اللبنانيون”. فمعظم المكتبات التي كانت تهتم بالكتاب العربي أقفلت أبوابها، حتى قبل اندلاع الأزمة الحالية، فأزمة الكتاب هي أزمة تجارة وثقافة”. وشدد على أن “الثقة لا تزال قوية في الطبعات التي تصدر في بيروت بسبب الحرية التي تتمتع بها صناعة النشر، في مقابل الصناعة في البلدان العربية الأخرى”.
ورأى أن “أغلبية القراء – بحسب الإحصاءات – لا تزال تفضل الكتاب الورقي على الإلكتروني”.
وانتهت الجلسة بمداخلات للحاضرين سلطوا فيها الضوء على المشكلات التي يعانيها الكتاب، ومنها انعدام الدراسات في هذا المجال.
واختتم الندوة الدكتور زيادة، فشدد على أهمية “الحاجة إلى قراءة أوسع من الـ One Man Show التي تهتم بالربح المباشر”، ورأى أن “على الناشر أن يفكر بالأبعاد الأخرى الثقافية للكتاب”. 
وخلص إلى أن هذه الندوة يمكن أن تكون فاتحة لمناقشة أوسع وأشمل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى