
حسين زلغوط, خاص- “رأي سياسي” :
بقي عدم الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي التي احتلتها في الجنوب خلال الحرب الأخيرة، من خلال احتفاظ جيش العدو بخمسة نقاط استراتيجية في عدة اماكن في القطاعات الشرقي، والأوسط ،والغربي، الشغل الشاغل للدولة رئاسة ومجلسا وحكومة، حيث سجل استنفار دبلوماسي على عدة جبهات قام به رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي جمع اعضاء السلك الدبلوماسي العربي، بعد ان كان التقى عدة سفراء اجانب طالبا المساعدة في الضغط على اسرائيل للانسحاب الكامل، وكذلك فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعكف على عقد لقاءات دبلوماسية ومع قيادة “اليونيفل” وكذلك الحال بالنسبة لرئيس الحكومة نواف سلام ، ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي الذي طلب دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي لكي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
غير ان هذه الحركة ما تزال بلا بركة، حيث لم يتلق لبنان أي وعد من اي دولة بتلبية مطالبه، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية التي ضغطت باتجاه الانسحاب الذي حصل في الثامن عشر من الشهر الحالي، لكنها لم تحرك ساكنا بالنسبة لبقاء اسرائيل في النقاط الخمس، وهي بذلك كمن يعطي الضوء الأخضر لهذا البقاء في التلال آنفة الذكر تلبية للرغبة الاسرائيلية التي تعمل بشتى الوسائل على اعادة المستوطنين الى “الشمال”، علما ان الكثير من الإحصاءات داخل الكيان الاسرائيلي تفيد بأن 50 بالمئة لن يعودوا حيث ان البعض منهم قرار الاستقرار حيث هو، والبعض الاخر قرر مغادرة اسرائيل، وهذا الأمر يشكل عامل قلق لإسرائيل التي هي تعاني في الاصل من الهجرة المعاكسة .
ويؤكد مصدر نيابي في هذا السياق لموقع “رأي سياسي” ان الدولة اللبنانية ستواصل السعي الدبلوماسي للضغط باتجاه انسحاب اسرائيل وفق مندرجات القرار 1701، وهي تحمل الدول الراعية لهذا الاتفاق مسؤولية عدم تطبيقه بالكامل غير انه حتى الآن لا حياة لمن تنادي، علما ان الجيش اللبناني أتم انتشاره في النقاط المحددة جنوب نهر الليطاني.
ويلفت المصدر النظر ان لبنان سيتوجه بالمباشر لدى فرنسا للقيام بأي عمل لكي لا يصبح الوجود الاسرائيلي في التلال الخمس أمراً واقعاً، وعدم الاكتفاء بالكلام، لأن المطلوب تحركا واسعا وجديا لتنفيذ كامل مندرجات القرار الاممي، فأهل الجنوب الذين دخلوا قراهم قبل الانسحاب الاسرائيلي لن يقبلوا ببقاء العدو الاسرائيلي في شبر واحد من أرضهم، وهذا يعني ان التوتر سيبقى سيد الموقف، وسيكون مصير القرار الدولي على المحك.
وفي رأي المصدر انه بعد تشييع السيد حسن نصرالله، وأخذ الحكومة الثقة ، سيتفرغ لبنان لمتابع هذا الملف على المستوى الدبلوماسي، سيما وان الرئيس عون بصدد القيام بعدة زيارات عربية وأجنبية وان مسألة بقاء العدو الاسرائيلي في اماكن معينة في الجنوب ستكون من ابرز النقاط التي سيثيرها خلال هذه الزيارات، اضافة الى طلب المساعدة لإعادة اعمار ما تهدم.
ويرى المصدر ان واشنطن تعمل على خداع لبنان، والا كيف تضغط للانسحاب الاسرائيلي من القرى، فيما تغض النظر عن استحداث مواقع اسرائيلية في التلال التي تشكل خطرا كبيرا على اهالي القرى المواجهة لهذه التلال، وهنا على ما يبدو فان اسرائيل هي التي ضغطت على واشنطن بدل ان يكون العكس.