أبرزشؤون لبنانية

جعجع: التعطيل اليوم أبعد من السياسة وعلى رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء مسؤوليات يجب تحملها

رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن، “ما يحصل اليوم في الواقع السياسي، يتخطى كل ما يمكن أن نفكر به، ففيما حجم المآسي التي يعيشها الناس يوميا لا يمكن تصورها، لا تجتمع الحكومة لكي تبحث المعالجات بحدها الأدنى وتخفف على المواطن”، مشيرا الى أن “تعطيلها اليوم أبعد من السياسة”. وقال: “اعتدنا على حزب الله وعمله، ولكن هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزراء عليهم مسؤوليات يجب تحملها. لا حل إلا بالانتخابات النيابية، وهي فرصة لن تتكرر للخروج من هذا الواقع الأليم، فإما يأخذ المواطن القرار الصائب أو يعمق الأزمة”.

كلام جعجع جاء خلال احتفال تسليم البطاقات الحزبية للدفعة الأولى من المنتسبين الجدد في منطقة بيروت في الحزب، على مسرح مدرسة القلبين الأقدسين – السيوفي، في حضور عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم، الوزيرة السابقة مي شدياق، رئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان، غابي قطيني ممثلا الوزير السابق ميشال فرعون، الأمين العام لحزب “القوات” غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، عضوي مجلس بلدية بيروت راغب حداد وإيلي يحشوشي، المختارين خليل واكيم وسمعان الخوري ومي فلوطي وساسين شهوان وغابي موراني، منسق “القوات اللبنانية” في بيروت سعيد حديفة، رئيسة مصلحة الصيادلة في “القوات اللبنانية” إيلين شماس، المنسقين السابقين دانيال سبيرو وبول معراوي، رؤساء المناطق في المنسقية منويل الطحش وإيلي بشعلاني وطوني عويس وعدد من رؤساء المكاتب وأعضاء المجلس المركزي في الحزب ورؤساء المراكز وعدد من المنتسبين والحزبيين.

وقال: “فيما كل الأحزاب تصارع للحد من خسائرها، تجتمع القوات اللبنانية في بيروت لتسلم مئات بطاقات الانتساب، كما ستفعل في كل المناطق، مما يدل على ان الجيل الجديد لم يتأثر بالشعارات والحملات المغرضة التي شهدناها في السنتين الأخيرتين، تلك الحملات التي منها ما هو سلبي وآخر يساري بألوان وأنواع مختلفة، والتي أصلا غير موجودة في المجتمع، فهي حملات حاول أصحابها من خلالها الاستفادة من أوجاع الناس لكي يجدوا لأنفسهم موطئ قدم وخرجوا بشعارهم الشهير كلن يعني كلن”.

وشدد على أن “هذا الاحتفال الحزبي يؤكد ما لا يقبل الشك والجدل بأن مقولة كلن يعني كلن غير صحيحة، فالتعميم الأعمى الذي حاول هؤلاء تسويقه في أوساط الشعب حين كان غارقا في مصائبه وبأصعب المراحل، هو جزء من المؤامرة على لبنان وجزء من الفراغ الذي يحاول البعض التسبب به”. ولفت الى ان “خيار المنتسبين الجدد أكبر دليل على أن هذه الدعاية الخبيثة السلبية والعدائية لم تنجح، فهم يؤكدون أن هناك أحزابا جيدة كالقوات وأخرى سيئة”.

وتوجه الى المنتسبين: “لا تظنوا أن شعار “مش هيني تكون قوات” مجرد شعار بل حقيقة ستلمسونها في كل لحظة. لا أعلم إذا كنتم تقدرون المسؤولية التي تحملونها مع هذا الخيار، لأنكم لا تنتسبون الى حزب بل الى تاريخ وقضية، مما يعني تضحية مستمرة وتجردا مستمرا والتزاما مستمرا”.

وذكر بأن “القوات في عهد الوصاية، عانت الضغوط والحظر والمنع ولكنها بقيت، وأثبتت الحوادث والظروف أنها ضمير المجتمع ووجدانه، فهي هكذا كانت وما زالت وستبقى الى ابد الآبدين”.

وشدد على أن “ما يحصل اليوم في الواقع السياسي يتخطى كل ما يمكن ان نفكر به”، وقال: “الحليب وهو حاجة أساسية للأطفال مقطوع وكذلك الأدوية، فيما الضغط مستمر لرفع سعر الخبز، وأسعار المحروقات ترتفع وكذلك الدولار، وبالتالي فلنتصور حجم المآسي التي يعيشها الناس يوميا، مقابل حكومة لا تجتمع لكي تبحث المعالجات بحدها الأدنى وتقوم ببعض الترتيبات، فيما اجتماعها واتخاذها أبسط القرارات يمكنه ان يخفض سعر الدولار وبالتالي يخفف عن المواطن. فالجزء الكبير من ارتفاع سعر الدولار مرتبط بفقدان الثقة”.

وسأل: “ماذا يريد حزب الله اليوم؟ أسيستمر بهذا الأسلوب حتى موت آخر لبناني في البلد؟ إن تعطيل الحكومة أبعد من السياسة بل بات مرتبطا بتحقيقات انفجار المرفأ، التي ولأجلها يعطل البلد بشكل عام، كما لم يعجبه التحقيق في أحداث الطيونة فخرج بنظريات أظهر التحقيق انها خاطئة ومزيفة. حزب الله اعتدنا عليه وعلى عمله، ولكن هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزراء عليهم مسؤوليات يجب تحملها. على الحكومة اتخاذ مواقف ولو انها لا تجتمع، وعلى كل وزير رفض أن يكون شاهد زور على ما نمر به. أما  المسؤولية فتقع على الأكثرية النيابية الموجودة أيضا”.

ورأى أن “الواقع يتخطى كل المقبول والمعقول فالبلد فلتان”، وجدد التشديد على أن “الحل فقط بالانتخابات النيابية، فهي فرصة لن تتكرر للخروج من هذا الواقع الأليم، فإما يأخذ المواطن القرار الصائب أو يعمق الأزمة”. وأشار الى أن “نظرية أن التغيير في لبنان مستحيل، غير صحيحة، فالتغيير وارد في كل لحظة ولكنه يعود للخيارات الصحيحة التي على اللبناني اتخاذها متجنبا التقليد السياسي والمحسوبيات والزبائنية والرشاوى، وإلا ستبقى النتيجة عينها”.

وتوجه إلى اللبنانيين: “خلاصنا بيدكم. خلاص البلد بيدكم. إذا اخترتم بشكل صحيح سنخرج من جهنم، أما إذا كان قراركم خاطئا ففي جهنم باقون. إمكانية التغيير موجودة في كل لحظة، والقوات ستكون لديها لوائح في كل المناطق بحثا عن التغيير المنشود.”

وتمنى جعجع أن “يتفهم اللبناني أهمية المسؤولية التي تقع على عاتقه، فالأكثرية التي يمكن ان تتحقق مختلفة عن الأكثريات السابقة، إذ سيكون هدفها إحداث التغيير وتحقيق الإصلاحات وإخراج البلاد من أزمته، والأكثرية التي تكون ذات اتجاه واضح لا يمكن لأحد ان يقف بوجهها”.

واكيم

من جهته، قال واكيم في كلمة: “اليوم 16 كانون الاول 2021، تذكروا جيدا هذا التاريخ، لأنه يوم مجيد في تاريخكم الشخصي. هو يوم انتسابكم للقوات اللبنانية – المقاومة اللبنانية الحقيقية”.

أضاف: “حاول السياسيون التقليديون وحفاظا على كراسيهم شيطنة العمل الحزبي، فزرعوا في عقول الناس فكرة ان الانتساب عيب، حتى البعض بات يفاخر ويقول: لا تبعية حزبية لنا كعائلة، متناسين ان العمل كمجموعة يأتي بنتائج تتخطى بكثير العمل الفردي، وان الدول تطورت من خلال تنافس الاحزاب”.

وتوجه الى المنتسبين الجدد: “أنتم اليوم تكسرون الخطأ الشائع عن الانتساب الحزبي في مجتمعنا. وقفت على منابر كثيرة وفي ظروف مختلفة وامام حضور متعدد الاتجاهات، واحيانا، امام أطراف لا يشبهوننا، وسط اختلاف سياسي واجتماعي وثقافي وحضاري وأخلاقي كبير. المكانان الأكثر رهبة بالنسبة إلي، هما أولا خلال مناقشة النظام الداخلي لأنه يعتبر أفضل عمل حزبي يمكن ان يقوم به أي شخص، وثانيا، أمامكم، لأن انتسابكم يذكرني بلحظة انتسابي، وهذه اللحظة بالنسبة إلي مهمة في مسار العمل الحزبي، ففيها نحمل كل الطموح والأفكار والطاقة والأحلام، ومثلما قال المؤسس: عادة نحنا بالقوات منحقق احلامنا”.

وتمنى من المنتسبين الجدد أن يتذكروا دائما كلام الرئيس الشهيد بشير الجميل عن مسألة “تحقيق الاحلام”.

ورأى أن “البلد يمر بانهيار كبير، وسط وجود أكثرية حاكمة لا تعمل لمصلحته، ولو لم تكن القوات موجودة في المشهد اللبناني، لكان الاحتلال، والانهيار الأسرع والهجرة الاوسع، ولكان اليأس مسيطرا، مع تغيير شعبي وديموغرافي ومزيد من تآكل الدولة وتمدد الدويلة”. واعتبر أن “لا أسوأ من الحرب والقتل والخطف والقصف وقطع الارزاق وتقسيم المناطق، ولكن لولا وجود القوات في تلك اللحظة لكان الوضع أسوأ وأصعب وأخطر وأبشع آلاف المرات. انطلاقا من هنا، نحن نحقق أحلامنا، وسنبقى نحلم ونحقق هذه الأحلام، إذ لولاها لأصبح لبنان محافظة جديدة داخل سوريا أو قطرا بديلا أو ملحقا أو محكوما من الجمهورية الإسلامية في إيران. وبفضل وجود القوات وطموح القواتيين وزخمهم وقوتهم وأحلامهم، لن يسقط لبنان تحت اي احتلال، ولن يستطيع أي فريق مهما اعتبر نفسه قويا أن يسيطر على لبنان ويغير هويته. وهذا حلم نعيشه كل يوم، وسنبقى نعيشه إلى حين قلب المشهد المتردي، وفرض مشهد لبناني جديد يشبهنا كقواتيين”.

وتوجه مجددا الى المنتسبين: “الخط الذي ترسمونه، هو خط الاستقامة والنبل والشهامة والبطولة. تنتسبون إلى القوات اللبنانية جسدا وروحا، لحما ودما. تلتحمون بكل رفاقكم الذين أتوا قبلكم. انتصاراتهم هي انتصاراتكم، هزائمهم هي هزائمكم وعلينا ان نقبلها. تاريخهم هو تاريخكم، وهذا التاريخ هو فخرنا وشرف مجتمعنا وحجر الزاوية لوطننا. على المستوى الشخصي، كلما مررت بلحظة وجع وتعب، تعود بي الذاكرة إلى اللحظة والأسباب التي جعلتني انتسب إلى القوات اللبنانية، فأنفض وجعي وتعبي، لأكمل المواجهة من جديد، وهذا يجب ان ينطبق عليكم. اليوم هو يوم جديد في حياتكم، وفي هذا اليوم انتم تكتبون تاريخا جديدا، ومرحلة جديدة، وصفحة جديدة للبنان جديد يشبه أفكاركم واحلامكم، على أمل، مع كل الذين سبقوكم، والذين سيأتون من بعدكم، ان تحققوا هذه الأحلام وتحققوا لبنان الجديد. الطريق ليست سهلة، بل وعرة وصعبة، والتضحيات المطلوبة كثيرة، والنتائج ليست دائما على مستوى التمنيات، ولكن هذا الأمر لن يمنعنا من إكمال المسيرة والاستمرار بالتقدم. علينا ان نقوم بواجباتنا وقناعاتنا، واتكالنا على الله، وتأكدوا ما بصح الا الصحيح”.

أضاف: “في 2005، بعد 4114 يوما من السجن الانفرادي والتضحية الشرسة في سبيل القضية والمجتمع، اختار أكثر من 70% من مجتمعنا الشخص الذي، عند اول طلقة رصاص واول طائرة سوخوي، ترك لبنان وجنوده وسفينته وهرب، والسخرية انه يحتفل بهذه الذكرى. اختار اللبنانيون هذا الشخص وثبتوه ناطقا باسم مجتمعنا ومحصلا لحقوقه، فيما القوات اللبنانية، التي قاتلت بشرف وبطولة، دفاعا عن كل لبنان حتى الاستشهاد، ظلمت، وقوبلت بالحقد والكره والافتراء ومحاولة تشويه صورتها، ورغم ذلك لم نتعب ولم نيأس ولم نرحل، لأننا اعتبرنا اننا نقوم بواجبنا، ونسعى لإحقاق كل ما هو مناسب لبلدنا ومجتمعنا، وإذا أراد مجتمعنا ملاقاتنا نستطيع بسرعة ضوئية ان نعيد لبنان إلى ما كان عليه سابقا أي سويسرا الشرق، واذا لم يرد ذلك، لن نرحل، او نستقيل، بل على العكس، سنزيد من زخمنا، ولن نقبل بتحويل لبنان إلى ارض محتلة. سنواجه ونقاوم ونتصدى للمشاريع العدوة، وخصوصا أن هذه المشاريع لو لم تكن كبيرة، لما اتسمت أيامنا بالسواد. الباطل لا يدوم إلى الأبد، ومرة جديدة، ما بصح الا الصحيح”.

أضاف: “من أتوا في الماضي على غفلة، لا يستطيعون اليوم مواجهة الناس، التي تترقب الانتخابات النيابية لتسحب منهم 70 مرة ال 70% التي اعطتهم إياها في السابق، ولتكف يدهم عن السلطة وعن البلد ولتنصف القوات. هذا سيحصل بفضل جهودنا، وجهد كل واحد منا، فردا فردا”.

ورحب بالمنتسبين الجدد، وقال: “بالأمس كانت القوات بالنسبة إليكم مجموعة تحبونها، واليوم، أصبحت القوات انتم، وانتم اصبحتم القوات. كل واحد منا هو صوت القوات في بيته ومحيطه ومجتمعه وعمله. ستلمسون ان الآخرين لا يشبهوننا بشيء. على سبيل المثال الوزراء والنواب الذين تشاركنا معهم مجالس واحدة، قسم كبير منهم لا يجمعنا بهم شيء، معظمهم فاسدون متعاملون بلا وطنية، وفي المقابل، ورغم كل المحاولات لضرب صدقية القوات، لا احد قادر على استهداف نوابنا ووزارئنا بكلمة سيئة”.

وأعرب واكيم عن ثقته بأن “أوقاتا ستأتي نرى فيها الناس بجانبنا وحتى أمامنا، وعلينا ان نستغل هذه اللحظة لتحقيق أحلامنا وأحلام أهلنا ومجتمعنا ووطننا بطريقة سريعة. هذه هي القوات. كل الدعم لكم، وكل التوفيق في مسيرتكم”.

حديفة

من جهته، قال حديفة: “اليوم نحتفل بفرحة ولادة منتسبين جدد للقوات اللبنانية مع ذكرى ولادة المخلص، واليوم نحتفل ب 100 شقيق جديد وهناك اكثر من 250 شقيقا جديدا بانتظار بطاقته الحزبية. ومع كل دفعة جديدة من الانتسابات، ستكبر بيروت قواتيا، وستتنظم أكثر فأكثر. خلال 6 أشهر فقط، جددنا كل المراكز مع تجهيزاتها، وخصوصا في الحكمة والجعيتاوي وكرم الزيتون وحي السريان، وطالبنا بترخيص رسمي من الأمانة العامة لمركزين جديدين: مار متر ومار مخايل. افتتحنا منسقية جديدة، تضم أجهزة ومكاتب عدة. والمركز استطاع خلق جهوزية عالية لمواكبة كل الأحداث القاسية من ساحة ساسين والانتخابات السورية، للغزو الحاقد في الجميزة والغزو الغادر في منطقة عين الرمانة، وواكب كل النشاطات بانضباط وحرفية عالية”.

وكشف عن “تحضير 3 حفلات مميزة للأطفال الجمعة والسبت والأحد، في الأشرفية والرميل والصيفي، اضافة الى منح مدرسية ستوزع على الأطفال الأسبوع المقبل”.

وتوجه الى المنتسبين الجدد: “رفاقي الجدد، اذكركم بأن المنطقة التي انتسبتم اليها هي منطقة بيروت، نقطة انطلاق حزب القوات اللبنانية مع الرئيس الشهيد بشير الجميل، بيروت مقر قيادة القوات ومقر الحكيم لأطول فترة، بيروت أرض الصمود والانتصار في حرب ال 100 يوم وحرب الانتفاضة وحرب الإلغاء، بيروت هي أجمل مزيج من الروم والموارنة والكاثوليك والسريان والانجيليين والكلدان والأشوريين والأرمن والسنة والشيعة والدروز، بيروت أجمل نموذج للتعايش، عاصمة الوطن والفرح والثقافة والطب والعلم، بيروت التي في الانتخابات المقبلة، ستصبح قلعة القوات اللبنانية”.

واستطرد: “رفاقي الجدد، أنتم تنتسبون للحزب الذي لم يترك رئيسه عائلته وهرب، الحزب الذي دخل رئيسه 11 سنة الى السجن ولم تتغير قناعاته، الحزب الذي قدم ألوف الشهداء والمصابين والمعوقين لبقاء الوطن، الحزب المسيحي الوحيد الذي احترم ويحترم كل المذاهب وكل الأديان شرط المحافظة على لبنان، الحزب الذي قدم أفضل تجربة وزارية، وأفضل المناضلين والمثقفين والمخلصين في البرلمان، الحزب الذي لم يسرق ليرة من دولته”.

وختم: “بطاقة الانتساب الى حزب القوات اللبنانية كبطاقة الهوية، تقدم الوطن والشرف والتضحية، فكونوا على قدر المسؤولية”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى