شؤون دولية

تعرف إلى المادة الـ 99 التي استخدمها غوتيريش وأثارت غضب إسرائيل

إدانة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الاول على غلاف غزة، لم يشفع له أمام الغضب الإسرائيلي من إدانة هجماتها المستمرة علي قطاع غزة والتي تسببت في كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليوني فلسطيني وشردت بالفعل مليوناً منهم، ولاسيما بعد رسالته لمجلس الأمن التي لفت خلالها انتباهه للخطر الأمني الذي يمكن أن ينتج عن التصرفات الإسرائيلية في القطاع المحاصر.
وأحال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، رسمياً الأزمة التي يشهدها قطاع غزة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحث أعضاءه على «تجنب وقوع كارثة إنسانية» في القطاع المحاصر.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، في بيان، إن غوتيريش سلّم رسالة إلى رئيس مجلس الأمن خوسيه دي لا جاسكا، الأربعاء، استشهد فيها بالمادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف دوجاريك: «هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها أنطونيو غوتيريش ذلك منذ أن أصبح أميناً عاماً في عام 2017».
وتمنح المادة الـ 99 الأمين العام صلاحية «لفت انتباه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين».
وقال غوتيريش، في رسالته، إن الصراع خلق «معاناة إنسانية مروعة ودماراً مادياً وصدمة جماعية في جميع أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة».
وسلّط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على «محنة المدنيين في غزة»، الذين قال إنهم يواجهون «خطراً جسيماً يومياً»، وأضاف: «لا توجد حماية فعالة للمدنيين، لا يوجد مكان آمن في غزة».
وتابع: «وسط القصف المستمر من قبل القوات الإسرائيلية، وبدون مأوى أو الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، أتوقع أن ينهار النظام العام قريباً بسبب الوضع اليائس، مما يجعل المساعدة الإنسانية المحدودة مستحيلة»، محذراً من أن الوضع «قد يتفاقم إذا وصل انتشار الأمراض إلى أبعاد وبائية، ويؤدي النزوح الجماعي إلى خلق ضغوط على البلدان المجاورة».
وفي الفقرة الختامية من رسالته، حث أعضاء مجلس الأمن على «الضغط من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية»، ودعم دعوته لوقف إطلاق النار الإنساني في غزة.
ومن جانبه، عبّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عبر «إكس»، عن تأييده لمبادرة غوتيريش، وأضاف أن لجوء الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وفق المادة الـ ٩٩ من الميثاق لأول مرة منذ توليه منصبه «يشهد على فداحة الموقف، ولابد أن يتحمل المجلس مسؤوليته بعد هذا الإفشال المتكرر».
وفي المقابل، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، عبر منصة «إكس»، إن غوتيريش «بلغ مستوى جديداً من التدني الأخلاقي» لاستخدامه المادة الـ99، وأضاف أن الأمين العام قرر «تفعيل هذه المادة بشكل نادر فقط عندما يسمح له بالضغط على إسرائيل».
ووصف إردان خطوة غوتيريش بأنها «دليل إضافي على الانحراف الأخلاقي للأمين العام وانحيازه ضد إسرائيل»، وكرر دعوته للأمين العام إلى الاستقالة على الفور.
كما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى استقالة غوتيريش، قائلاً إن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة «تشكل خطراً على السلام العالمي».
وكتب كوهين، على «إكس»، أن قرار غوتيريش بتفعيل هذا المادة هو «تأييد لقتل كبار السن واختطاف الأطفال».
واندلع خلاف دبلوماسي غاضب بين إسرائيل والأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول، حيث دعا مسؤولون إسرائيليون إلى استقالة غوتيريش بعد أن قال إن هجمات «حماس» في 7 أكتوبر «لم تحدث من فراغ».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين «هناك تهديدات للأمن الإقليمي وتهديدات للأمن العالمي يمثلها هذا الصراع، لقد أوضحنا تماماً أن أحد الأشياء التي نحاول القيام بها هو منع اتساع هذا الصراع».
وتقول إسرائيل إن 1200 شخص قُتلوا واحتُجز 240 شخصاً خلال هجوم حماس، وتشن مذاك على غزة قصفاً عنيفاً وتفرض حصاراً مطبقاًعليها وتنفذ هجوماً برياً عنيفاً.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن 16015 شخصًا قُتلوا حتى الآن في القطاع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى