حسين زلغوط.
خاص رأي سياسي…
بالرغم من كل الضجيج الداخلي وحركة التموضعات السياسية ، والضغوط الخارجية لم يغادر الاستحقاق الرئاسي المربع السلبي، لا بل ان هناك من بدأ يستبعد حصول انتخاب رئيس في حزيران معللا ذلك الى صعوبة المشهد السياسي المعقد الذي على ما يبدو ما تزال كل الوساطات الاقليمية والدولية وعلى وجه الخصوص الفرنسية عاجزة عن حلحلته بعد.
واذا كان الشغور الرئاسي قد بدأ شهره الثامن فان التخبط السياسي ما زال سيد الموقف، بما يمنع على اي مراقب ان يكون في استطاعته تحديد اي مدة زمنية محددة لانهاء هذا الشغور، او اعطاء اشارات معينة تدل على الطريق الصحيح الذي يسلكه هذا الاستحقاق.
من هنا فان الساحة الداخلية تتحضر للدخول في الايام القليلة المقبلة في مرحلة من معارك عض الاصابع حيث سيحاول كل فريق استخدام كل ما يملك من اوراق بين يديه بمواجهة الخصم ، على اساس ان المعركة الرئاسية هي معركة مصير وتحديد اوزان ، تحدد على اساسها الاحجام السياسية في اي استحقاق قادم.
وفي المعلومات ان قوى المعارضة ما تزال تعيش حالة من التبعثر على الرغم من المحاولات الحثيثة لنسج تحالفات في مواجهة الفريق الاخر باتجاه حمل الرئيس نبيه بري على عقد جلسات متتالية بغية انتخاب الرئيس ، غير ان الرئيس بري الذي وصل الى مسامعه هذا التوجه ، ابلغ من يعنيهم الامر وبشكل صارم بانه لا يخضع لاي نوع من الضغوطات وان هناك محطات كثيرة مماثلة شاهدة على ذلك ، وانه ليس في وارد الدعوة الى اي جلسة انتخاب تكون نتائجها على شاكلة ما سبقها من جلسات وان على من يظن انه قادر على حمل الرئيس بري تغيير قيد انملة من قناعاته المبنية على احترام الدستور والحفاظ على الاستقرار العام فهو مخطئ وعليه ان يخيط بغير هذه المسلة، فالرئيس بري ثابت على موقفه القائم بعدم الدعوة الى جلسة فلكلورية يكون مصيرها الفشل المحتوم.
وفي راي مقربين من رئيس مجلس النواب ،فان “الثنائي المسيحي” هو من يتحمل وزر تفاقم الامور واستيطان الفراغ قصر بعبدا برفضهم الدعوة الى الحوار مرتين للتفاهم على انتخاب رئيس، وها هم اليوم يتهمون “الثنائي الشيعي” بالتعطيل، ف”الشمس طالعة والناس قاشعة” والقريب والبعيد يعرف من هو اصل العلة في عدم انتخاب رئيس الى هذه اللحظة.
ووفق المعلومات فان الكلام عن اقتراب الاعلان عن انضمام “التيار الوطني الحر” الى الفريق المؤيد لترشيح الوزير السابق جهاد ازعور الى سدة الرئاسة هو كلام غير دقيق وان المفاوضات الجارية بهذا الشأن لم تصل الى مرحلة الجزم بتحقيق هذا الهدف، وان الاجتماع الذي حضره الرئيس ميشال عون لـ”تكتل لبنان القوي” لم يكن حاسما بهذا الاتجاه لا بل كان عاصفا، ولو لم يكن الرئيس عون حاضرا الاجتماع وعمل على ضبط ايقاع المداولات لكانت الامور ذهبت في اتجاه اخر حيث برزت مواقف رافضة لمثل هذا التوجه لاعتبارات تتعلق باسم ازعور نفسه من جهة ، ومن جهة ثانية تتعلق بموقع “التيار”، حيث اعتبر البعض ان سمير جعجع يحاول اخذ “التيار” الى خيارات تصب في مصلحته لا اكثر ولا اقل مستفيدا بذلك من الوضع القائم حاليا بين “حزب الله” و”التيار”.
ووصفت مصادر في المقلب الاخر ان المعارضين لسليمان فرنجية يقفون على ارض دائمة الارتجاج ، وان كل ما يقال عن نسج تحالفات جديدة للمواجهة اشبه بشيك من غير رصيد لا يمكن صرفه في اي مكان، وان الاستمرار في الهروب الى الامام من واقع الحال سيرفع من منسوب العد في ما خص عمر الفراغ، وهو ما سيرتد سلبا على مجمل الوضع اللبناني الذي وصل الى مرحلة من الخطورة لم يبلغها في عز الحروب التي عصفت بلبنان.
وفي رأي المصادر ان الامور ذاهبة الى المواجهة السياسية ، الا في حال طرأت متغيرات اقليمية ودولية ادت الى تغيير المشهد السياسي القائم على نحو يمكن معه انتخاب رئيس توافقي.