المرعبي ل”رأي سياسي”: لا طائف جديد … والمملكة لها الدور الكبير في انهاء الأزمة القائمة
إستطاع بلباقته وحنكته أن يتجاوز الحواجز السياسية ، ونجح في نسج علاقات صداقة وثقة مع مختلف الأطياف السياسية ، وقدّم كل الجهود الممكنة لخدمة وطنه ومساعدة أهله وناسه والقيام بالخطوات اللازمة لتقريب وجهات النظر في الأزمات ، داعياً الى الحوار بين الأطراف من أجل انقاذ البلاد والعباد.
عُرف عن الوزير السابق ورئيس رابطة النواب السابقين طلال المرعبي بأنه حامي اتفاق الطائف ، فهو يدعو دائماً الى تطبيقه بحذافيره ، معتبراً نه ليس مطلباً بل حاجة وطنية لاستمرار لبنان.
وخلال حديثه ل”رأي سياسي”، ورده على تساؤلاتنا عن امكانية انعقاد مؤتمر تأسيسي جديد لتعديل اتفاق الطائف وحل الأزمة اللبنانية القائمة ، استبعد المرعبي ذلك ، فهو لا يرى امكانية انعقاد أي مؤتمر أو اجتماع طائف جديد في هذه الظروف ، فالمرحلة اليوم في لبنان ، كما يقول، تقتضي البحث بتعديلات دستورية وانتخاب رئيس للجمهورية ، هذا الاستحقاق يجب أن يتم من دون الدخول بمتاهات ، فالدخول في طاولة طائف جديدة ستوصل البلد الى هلاك ، مشدداً على ان “هذا الامر مرفوض والطائف موجود منذ سنوات، فلينتخب رئيس وتُشكّل حكومة جديدة بالإضافة الى البدء بالقيام بإصلاحات من أجل عودة الاستقرار الاقتصادي والمالي وبعدها لكل حادث حديث” .
ويؤكد المرعبي أن المملكة العربية السعودية حريصة على ان يطبّق اتفاق الطائف ، معتبراً أن هذا الاتفاق لو طُبّق بحذافيره لما وصلنا الى ما نحن اليوم ، ومتسائلاً في الوقت عينه، اذا كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد.
واستذكر الحقبة الماضية ، قائلاً إن الطائف قبل انعقاد الاجتماع وتوقيع الاتفاق ، تميز بالاجماع العربي والدولي واللبناني عليه، وعملت اللجنة العربية آنذاك لشهور وأيام لصياغته ، أما الاختلاف اليوم يتجلى بأن اللجنة الخماسية التي تنعقد ، هي من أجل التشاور بانتخاب رئيس للبنان.
وفيما نوّه بالدور السعودي المساعد للشعب اللبناني ، وضع عشاء السفير وليد بخاري واللقاء مع السفراء من بينهم الإيراني والسوري في سياق المصالحات التي تمت وأبرزها اتفاق بكين بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك العربية – العربية ، داعياً الى تلقف هذه المصالحات والاستفادة منها. وشدد على ان المملكة لها الدور الكبير وتعمل من أجل انهاء الوضع القائم في لبنان من خلال دعم انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
ورداً على سؤال حول الغاية من المماطلة والاستمرار بالفراغ ، أشار الى ان ” ثمانية أشهر على ترك البلاد من دون رئيس فترة طويلة جداً، يجب أن لا تستمر” ، داعياً الفرقاء الى محاولة التقارب فيما بينهم وإجراء حوار إيجابي بين الكتل النيابية يمهّد لاتفاق سريع ، معرباً عن ثقته بأن “الحل يبدأ من لبنان عبر الحوار بين الأطراف لأن المبادرات الخارجية لن تنفع في ظل التمترس خلف المواقف “.
أما المبادرة الفرنسية وزيارة الوزير السابق جان ايف لو دريان الى بيروت فوضعها في خانة الجولة الاستطلاعية التي اعتبرها “تحصيل حاصل”،وقال: “كان من المفترض أن يحمل لو دريان معه الحلول المطلوبة لانهاء الأزمة، والمبادرة الفرنسية لم تتغيّر لجهة دعم المرشح سليمان فرنجية . وما يهم اليوم هو الوصول الى نوع من التفاهم ، فالدور الفرنسي مهم الاّ أن الرأي العربي وفي طليعته الدور السعودي هو الأساس لمساعدة لبنان”.
ومن هنا، لفت الى ان “مشكلة اللبنانيين منذ سنوات طويلة هي اعتمادهم على الخارج لحل مشكلاتهم ، آن الأوان كي يتخذ اللبنانيون قرارهم بنفسهم وإيجاد الحل المناسب لأزماتهم المستمرة”.
وفي ختام حديثه، تمنّى المرعبي على المجلس النيابي أن يبدأ الحوار بين الكتل ، ويثبت النواب أنهم جديرون بحمل الأمانة التي حمّلهم إياها الشعب اللبناني الذي انتخبهم ، ويسيروا على الطريق الصحيح لانتخاب رئيس جديد يعمل مع حكومة تقوم بالإصلاحات السريعة لإنقاذ البلد.