شؤون لبنانية

الكتائب… الرقم الصعب

تكشفُ المُراقبة من بعيدة لسَيْر الإتخابات النقابيّة في لبنان عن حقائق ومُعطيات جديدة، وخَلاصَتُها أنّ “التنسيق بين قوى المعارضة والقوى التغييرية يُمكن أنْ يُحدث فرقاً كبيراً وتغييراً ملموساً وفوزاً حتميّاً مقابل أُفول نجم الأحزاب التقليدية”.

ويتأكّد هذا الإستنتاج في إطلالة على الإنتخابات التي جَرت في 3 نقابات حسّاسة، الأولى نقابة المهندسين حيثُ إستطاع التحالف بين قوى المعارضة المُتمثلة بحزب الكتائب والقوى التغيرية المتمثلة في جبهة المعارضة من تحقيق إنتصار لافت، فيما أدّت الفرقة بينهما إلى فوز مرشّح حزب الكتائب في إنتخابات الصيادلة، كذلك الأمر إقتصر الفوز في إنتخابات المُحامين على فوز أعضاء من حزب الكتائب وخسارة القوى التغييرية.

ومِن باب المُعارضة يخوضُ حزب الكتائب الإنتخابات بقوّة ولا يترك أيّة فرصة إنتخابيّة إلَّا ويستغلّها ويُحقّق من خلالها فوزاً لافِتاً فيما تشهدُ الأحزاب التقليدية “تقهقراً” أو إنتصارات هزيلة لا يُبنى عليها.

وحول المُستقبل أيّ في المرحلة المُقبلة فإن إستطلاعات تُشير إلى ضرورة وحدة المعارضة والقوى التغييرية في إستحقاقات وطنية مُقبلة، ولكنّ هناك محاذير أو شروط يلتزم فيها حزب الكتائب وتنطلقُ من ضرورة رفع 3 ألوية خلال المعارك الإنتخابية:

1-اللواء السيادي وفي مفهوم حزب الكتائب أنّ هذا المفهوم يندرجُ تحت سقف المَوقف الواضح من حزب الله تحديداً.
2-مواجهة أحزاب المنظومة الستة.
3-خوض الإنتخابات بنفس “وطني بحت”، أي أنْ تكون المعارضة وطنية تشمل كافة المناطق وغير محصورة بطائفة مُحدّدة.

وكَما يَبدو أنّ حزب الكتائب يُسجِّل ملاحظات بإتجاه شخصيّات من المعارضة ويتخوّف من عدم سَيرها في حَمل هذه الألوية مُجتمعة، ويُعطي أمثلة على ذلك من خلال المُرشح شربل نحّاس الذي يُمثل المعارضة في مفهوم البعض وخصوصاً لأحزاب السلطة إلّا أنّ حزب الكتائب لديه تحفظات بشأنه على خلفيّة عدم إتخاذه مَوقفاً واضحاً من حزب الله، إلّا أنّ البعض يُعلِّل هذا الموقف المُلتبس لنحاس من الحزب على خلفيّة موقفه “المقاوم” وإعتباره أنّ أية مقاومة للإحتلال الإسرائيلي خط أحمر.

كما ينتقدُ حزب الكتائب في العَلن بعض الأحزاب التي تُصنّف نفسها سيّادية لكنّها في الوقت عينه تقفُ على الرصيف بإنتظار قطار أحزاب السلطة لتنسُج معه تحالفات إنتخابيّة.

ويذهبُ حزب الكتائب وجبهة المعرضة في القابل من الأيّام إلى حمل الألوية الثلاث بنفس الوقت والقوّة من أجل تغيير يُؤمنان به بدون مُسايرة على مصلحة الوطن وبعيداً عن “الغزل المصلحي” لقوى السلطة التي جرّت البلد إلى “الويلات والأزمات”.

المصدر
ليبانون ديبايت

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى