رأي

“الغرب” لن يصنع الحقيقة

إن “الهستيريا” الإقتصادية لا مفر منها في مواجهة مأساة اللبنانيين، إذ أنهم على وشك انضاج عملية النزول إلى الشارع، وسد حاجاتهم التي تتطلب بوتقة تنصهر فيها أزمات العالم مجتمعة في بلد يعتبر من أصغر الدول عالميا. وخسارة المعركة القضائية في قضية انفجار مرفأ بيروت ليست جديدة على المستوى المحلي، إذ أن المعارك القضائية مجتمعة تخسر أمام أي انفجار هز البلد. ويبقى السؤال، هل أن لبنان يستطيع بمؤسساته القضائية على كشف تفاصيل ما حصل في انفجار مرفأ بيروت؟

شهد لبنان عددا كبيرا من الإغتيالات التي تسبب بعضها في مقتل شخصيات مؤثرةعلى الصعيد اللبناني وعشرات الأبرياء، فيما بقت الجهة المنفذة مجهولة.

وبحسب تقرير نشرته “الشركة الدولية للمعلومات” وصلت عمليات الاغتيال في لبنان إلى مئة وسبع عمليات نضيف إليها عملية مرفأ بيروت، وشهدت الساحة اللبنانية أربع وتسعون محاولة اغتيال شملت رؤساء، وزراء،نواب، سياسيين،إعلاميين، دبلوماسيين ورجال دين.

إن الفاعل أو المحرض ظل مجهولاً ولم تثبت التحقيقات أدلة على تورطه. ويبقى القرار مستندا في العالم الثالث إلى تقارير ترده من “المخابرات” الدولية أو الإقليمية، إذ يفتقر لبنان إلى القرارات الرشيدة والحكيمة.

معرفة الحقيقة “غربية” بامتياز

وبالرجوع إلى أميركا، تقوم أقمارها الإصطناعية بتزويدها كافة المعلومات المطلوبة لمعرفة حقيقة ما حدث في مرفأ بيروت، كما وتعمل مراكزها وقواعدها “المحصنة” في لبنان على ترشيد القرارات بين الأحزاب والمجتمع، فما الذي يقف كعائق أمام الدولة “العظيمة”؟

إن مغادرة رئيس مصلحة الأمن والسلامة في مرفأ بيروت، محمد زياد العوف، الى الولايات المتحدة ليست وليدة اللحظة، بل إن القضاء اللبناني “صانع القرار” قد أشرف على هذه العملية بعد مراجعات عديدة خلال الأشهر الماضية من أميركا التي لا تساعد أي دولة “مريضة” إلا إذا كانت تحمل “الجنسية الأميركية”.

وفي وقت الحاجة الوطنية، إن استشراف المستقبل لن يصنع منظار جديد لقضية انفجار المرفأ، ولن يأتي الخارج ليصنعه، بل هو معلوم وموجود. 

كما أن الغموض الذي لا يزال يحيط بتفجير 4 آب، أصاب اللبنانيين بحالة من الذهول، نتيجة استهداف العدالة والديمقراطية معا كون تحذيرات الخبراء والأخصائيين ذهبت أدراج الرياح آخذة معها كل الحقيقة التي كانت  العزاء الوحيد لضحايا الانفجار.

وبعد عامين و أكثر على التفجير، لا يعرف الناس في لبنان عن الانفجار أكثر مما انتشر من نظريات في الأيام الأولى، وما زالوا الأهالي بانتظار مساندة من أي دولة غربية التي إن علمت شيئا ستتصرف وكأنها لم ولن تعلم شيئا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى