أبرزرأي

العلاقات السعودية الايرانية تتقدم، وملفات متشعبة يحملها عبد اللهيان إلى الرياض.

تيريز القسيس صعب

خاص_ رأي سياسي

تشهد العلاقات السعودية – الإيرانية تطورات وتقدمات بطيئة على الرغم من بعض التباينات في القضايا الدولية والاقليمية، وآخرها أزمة حقل غاز الدرة على الحدود بين الكويت والسعودية.
الا ان هذه الازمة لن تشكل مسارا معقدا ومستعصيا بين البلدين بحسب مرجع ديبلوماسي خليجي سيما وان الدولتيين اتفقتا على حل هذا الموضوع عبر الاطر الديبلوماسية المتبعة، والا يشكل هذا الحقل ذريعة او سببا في خلق نزاع جديد بعد اعادة العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران على اثر اتفاق بكين الاخير.
وقال المرجع من الطبيعي ان تتطور وتتقدم العلاقات خدمة لكلا البلدين، ويظهر جليا حتى الآن حسن النوايا في السير قدما نحو التسويات والمصالحات، والذي من شانه ان يسهم في تعزيز وتدعيم الثقة المفقودة منذ سنوات.

وفي هذا الإطار تتحضر الرياض خلال الساعات المقبلة لاستقبال وزير الخارجية الايراني حسن امير عبد اللهيان في زيارة رسمية بدعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان لاستكمال الجهود التي بدات، وتعزيز العلاقات وتطويرها بعد الاتفاق التاريخي الذي أنهى قطيعة ديبلوماسية استمرت سبع سنوات.
وبحسب المعلومات فإن هذه الزيارة تشكل نقطة نوعية في انطلاقة العلاقات الجديدة بين البلدين لاسيما وان تقاطع المعلومات تشير الى ان الجانبان سيتطرقان إلى برنامج الزيارة التاريخية التي قد يقوم بها الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى المملكة بعد الدعوة الرسمية التي تلقاها من ولي العهد الامير محمد بن سلمان لزيارة السعودية، وإزالة بعض العراقيل او العقبات التي تؤخر قيامها.
واشارت الى ان الظروف السياسية والدولية باتت افضل بكثير لانجاح هذه الزيارة، والتي ستكون المؤشر الاساس في انطلاق خريطة طريق التفاهمات والتسويات في المنطقة.
وعليه فان العلاقات بين البلدين تتجه نحو التقدم والتطور في إطار الإرادة السياسية الثابتة في تطبيق الاتفاقات المنجزة.
وكشف ان زيارة عبد اللهيان، والمرجحة نهاية هذا الاسبوع، ستكون حافلة بالمواضيع السياسية والاقليمية المشتركة بين البلدين، منها المصالحات حول الحرب في اليمن، الاوضاع في سوريا وتجدد الاشتباكات والصراعات في بعض المناطق الحدودية، اضافة الى الوضع في لبنان وتداعياته في ضوء اجتماع الخماسية الدولية في قطر، والاتصالات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وخلفيات زيارته الأخيرة لبيروت.
وقالت المعلومات إن الشق الاقتصادي بين البلدين سيأخذ حيزا مهما من المباحثات بعد تبادل سفراء الوفود الاقتصادية من القطاع الخاص بين طهران والرياض في ايار الماضي، مؤكدة وضع خارطة طريق للتعاملات الاقتصادية بين الدولتين، بعدما ظهر جليا أن العلاقات تتجه نحو التقدم والتطور.
الا ان أزمة حقل الدرة المتنازع على احقيته بين إيران السعودية والكويت، فانه سيسلك طريقه الديبلوماسي كما ذكرنا آنفا، الا ان هناك معلومات تتحدث عن امكانية تشكيل لجنة ثلاثية مشتركة بين السعودية وايران والكويت لوضع اطار اتفاق ينهي الصراع القائم حول هذا الحقل.

العودة الديبلوماسية

ومن مؤشرات سير الامور في اطارها الصحيح، فانه من المقرر ان يلتحق السفير السعودي الجديد في ايران بمركز عمله قبل زيارة الوزير عبد اللهيان الى المملكة، في خطوة سعودية لاظهار حسن النوايا، وسير العلاقات الديبلوماسية نحو الافضل.
يذكر أنه في حزيران الماضي افتتحت السفارة الإيرانية في الرياض وأعلنت طهران تعيين المعاون السابق في الخارجية الإيرانية للشؤون الخليجية علي رضا عنايتي سفيرا لإيران الذي من المتوقع ان يرافق الوزير اللهيان في زيارته الرسمية.
وفي الاطار عينه، ذكر مرجع ديبلوماسي خليجي ان الوزير فرحان سيضع نظيره الايراني في اجواء لجنة الاتصال االعربية التي انعقدت امس في القاهرة على مستوى وزراء خارجية كل من سوريا، لبنان، المملكة العربية السعودية، مصر والأردن، وذلك للبحث في الورقة السياسية من أجل سوريا، ومصير النزوح السوري في اتجاه دول الجوار لاسيما الأردن ولبنان.
ولفت المصدر إلى أن المملكة تحاول بشتى الاطر والوسائل إزالة العراقيل والعقبات التي تقف سدا منيعا في وجه المصالحة العربية العربية التي يطمح إليها ولي العهد السعودي في تحقيق رؤية ٢٠٣٠.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى