شؤون دولية

السوداني تلقى «رسالة تحذير» من «زعيم» في التحالف الحاكم: لا تتقدم أكثر

أُثير جدل سياسي بعد تصريحات أطلقها نائب عراقي، وأحد أقرباء رئيس الحكومة، بأن الأخير تلقى رسائل من زعيم في «الإطار التنسيقي» (التحالف الحاكم) تبلغه «الانزعاج من خطواته المتقدمة في العمل الحكومي».

وقال النائب محمد الصهيود إن «زعيماً في (الإطار التنسيقي) حمّله رسالة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مفادها أن عليه التريث في العمل؛ لأن خطواته تقدمت أكثر مما ينبغي».

والصيهود ابن عم رئيس الحكومة، ويقود حزباً سياسياً يحمل اسم «تجمع أجيال»، ويتنافس مع قوى أخرى في الانتخابات المحلية التي أجريت الشهر الماضي لاختيار مجالس المحافظات.

وتزامن حديث هذا النائب مع «مديح» السفير الياباني في العراق، حين قال لمحطة تلفزيون محلية، إن «السوداني رجل قليل الكلام، كثير العمل، وهو يشبه بذلك السلوك الياباني».

ومع هذه التصريحات التي تركز كثيراً على رئيس الوزراء، أثار مراقبون عراقيون نقاشاً حول علاقته بالإطار، وفيما إذا كان حلفاؤه يشعرون حقاً بعدم الارتياح من صعوده في الحياة السياسية.

الصيهود الذي نقل «التحذير المبطن لابن عمه رئيس الوزراء»، والذي قد يمثل رؤية غالبية داخل قوى «الإطار التنسيقي»، ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حين كشف عما يدور خلف الكواليس، مثل تهديد قوى في الإطار بإجراء انتخابات مبكرة، وهو أمر «لم يبد فيه السوداني اهتماماً»، طبقاً لما قاله الصيهود في مقابلة مع تلفزيون محلي، أمس الاثنين.

ولو صحت مزاعم النائب الصهيود، فإنه من المحتمل أن يكون السوداني محاطاً بشركاء يقدمون له دعماً مشروطاً، وحذراً من تحوله إلى نقطة استقطاب سياسي وشعبي.

وحاول السوداني تجنب التصادم مع قادة الأحزاب المتنفذة في «الإطار التنسيقي» حينما وافق على عدم المشاركة في الاقتراع المحلي الأخير، مع أنه يقود حزب «تيار الفراتين».

وأسس السوداني هذا الحزب بعدما انشق عن ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، إثر الحراك الاحتجاجي أواخر عام 2019.

ذمة مالية ووعود

وكان السوداني أول مسؤول عراقي يكشف عن ذمته المالية أمام هيئة النزاهة، أمس الاثنين، بينما قدم وعوداً بأن يكون عام 2024 للإنجازات في مجالات مختلفة.

وقال السوداني، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي: «ندخل عاماً جديداً، نحمل فيه تطلعات شعبنا ونعقد الأمل والعزيمة، ونجدد الإصرار على أن يكون مفعماً بالتقدّم والعمل والعطاء، والمضي بما التزمت به الحكومة في برنامجها وأولوياته التنفيذية، بأنها حكومة خدمات وإصلاح وتحقيق المتطلبات والاحتياجات، التي تلاقي تطلعات المواطنين في كل مكان من هذا الوطن الغالي».

وتابع: «عامنا الجديد سيكون (عام الإنجازات)، سيكون عام تحويل الخُطط إلى واقع عمل، وقطف ثمار الجهد وحصاده، بما يلبي طموح مواطنينا في كلّ مكان».

ومع أن تطلعات السوداني وتعهداته تأتيان في ظل وضع شديد الالتباس، إلا أنه يحاول الفصل بين العمل في مجال «الخدمات العامة» التي ألزم نفسه بها في البرنامج الحكومي، وتحديات كبيرة تتمثل في عدم القدرة على ضبط قواعد الاشتباك بين الولايات المتحدة الأميركية والفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، والتي تواصل قصف المواقع التي يوجد فيها الأميركان.

وباستثناء اعتقال منفذي الهجوم على السفارة الأميركية وسط بغداد، الشهر الماضي، فإن عمليات المواجهة لا تزال مفتوحة بين واشنطن والفصائل، في ظل انقسام حاد داخل قوى «الإطار التنسيقي».

ومع أن السوداني الذي نجح في تمرير موازنة ثلاثية داخل البرلمان، من المفترض أن توفر التغطية المالية اللازمة لتمويل المشاريع المختلفة، فإن التحدي الذي يواجهه السوداني يتمثل هذه المرة بمجالس المحافظات التي تعكس رغبة القوى السياسية الكبرى في مزاحمة صلاحيات الحكومة المركزية.

ويقول الأكاديمي العراقي غالب الدعمي لـ«الشرق الأوسط»، إن «مجالس المحافظات الجديدة، وفي سياق التنافس السياسي ستكون عاملاً معرقلاً لعمل المحافظات وستلقي بظلالها على طبيعة الأداء».

ويعتقد الدعمي أن المشاريع التي تنفذها الحكومة، لا سيما الطرق والجسور في العاصمة بغداد، تشكل نقلة غير مسبوقة في مستوى الخدمات التي قدمتها الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003.

وبات الحديث عن «الخدمات الجيدة» التي تقدمها الحكومة شائعاً في الأوساط الاجتماعية والسياسية، لكن ملفات أخرى مثل أزمة الدولار والعلاقة مع الولايات المتحدة وملف القوات الأجنبية تشكل بعيدة عن الحسم بالنسبة للسوداني، وقد تجعله في مواجهة مع شركائه خلال الأشهر المقبلة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى