أبرزرأي

التواصل بين بري وباسيل يؤسس الى توافق ولا يصل الى تفاهم

حسين زلغوط – خاص, موقع “رأي سياسي” :

منذ فترة ليست ببعيدة، بدأ الحديث عن فتح قنوات تواصل بين عين التينة، وميرنا الشالوحي, وقد وصل الأمر الى اعتقاد البعض بأننا ربما نكون أمام تفاهم جديد بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” شبيه بالتفاهم الذي صمد لسنوات بين “التيار” و”حزب الله” والذي تعرض عدة مرات للإهتزاز قبل أن يحرق النائب جبران باسيل المراكب ويدخل هذا التفاهم بحالة أشبه بالغيبوبة ما لم نقل الموت السريري.

وتأتي خطوة التواصل التي بادر اليها باسيل مع بادئ الأمر عن طريق صديق مشترك، بعد أن أصبح وحيداً ليس له حليف، لكن حركة التواصل هذه ما تزال في بداياتها ولم يحصل الى الآن اي لقاء جدي، بمعنى ان النقاش لم يتجاوز العناوين الى لّب المشاكل غير المخفية بين الطرفين.

ويقول متابعون لمسار اعادة ترميم العلاقة بين رئيس المجلس ومعه حركة “أمل”، وجبران باسيل ومعه “التيار”، ان ما حصل الى الآن هو مجرد وقف لإطلاق النار غير المعلن بين الجانبين، وان ما يصدر من كلام ايجابي، ما زال فارغاً من أي مضمون، ويمكن اعطاء وصف لما هو قائم حاليا بأنه رمال متحركة على مواقف مُبيتة.

ويؤكد هؤلاء المتابعون لموقع “رأي سياسي” أن ما يصيب العلاقة بين الطرفين من تشوهات كبيرة ناجمة عن مواقف حادة عكف باسيل على اطلاقها ضد الرئيس بري الذي حرص دائما على عدم الرد، من الصعب اصلاحه بهذه السهولة، وان جّل ما يمكن أن تكون عليه العلاقة هو عبارة عن وقف الاشتباك السياسي، فلا النائب جبران باسيل بادر بشكل جدي، والرئيس بري لم يبادر، وهو يرغب في أن يكون الحوار على الطاولة، لأن الحوار من على المنابر لا يعطي أي نتيجة.

وفي اعتقاد المتابعون ان العلاقة بين “أمل” و”التيار” ما تزال مهترئة وان عملية الإصلاح تتطلب جهدا وتحتاج الى وقت طويل، وفتح قنوات التواصل من الممكن أن تؤسس لتقارب وتبريد للجبهات السياسية الساخنة، لكن من غير الممكن أن تنتهي الى تفاهم، علماً ان الرئيس بري رحب ولا زال يرحب بأي فرصة للقاء تحت شروط مصلحة البلد.

ويرى هؤلاء أن “التيار الوطني الحر” هو الآن في مكان آخر، فهو مشتت الذهن ويبحث عن نفسه خصوصاً في الشارع المسيحي بعد التقدم الذي يسجل للقوات اللبنانية في هذا الشارع، وهو لذلك نراه هذه الأيام يأخذ مواقف متطرفة ضد “حزب الله”، والمقاومة ووحدة الساحات، وكذلك في ما خص رئاسة الجمهورية في محاولة لإعادة شد العصب المسيحي.

وإذ يعتبر المتابعون أن هناك استحالة في امكانية تحقيق تقارب فعلي بين “امل” و”التيار” فإنهم يرون امكانية حصول تقارب “على القطعة” وهو ما يعبر عنه في جلسات تشريعية وانتخابات نقابية أو طلابية، وهكذا تقارب لا معن له في الظروف الحالية، فمن الممكن ان يستفيد منها باسيل مرحلياً فقط، لأنه وصل فيه الأمر بعد فك ارتباطه بحزب الله الى التفتيش عن دور في اي مكان، وهو الذي يخاف من أن يصبح بعد إجراء الانتخابات الرئاسية مجرد من أي دور فعلي على الساحة السياسية، فمرحلة الدلع والدلال والغنج التي عاشها طوال فترة وجود عمه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا ذهبت الى غير رجعة، وقد ولىّ الزمن الذي كان فيه تأليف الحكومة يأخذ عدة شهور الى ان يحصل باسيل على الحقيبة التي يريدها، وعليه الاعتراف بهذا الواقع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى