السفير الصلح ل”راي سياسي”: ابو الغيط يسعى لتقريب وجهات النظر بين المسؤولين
كتبت لينا الحصري زيلع
توقف كثيرون عند ما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط خلال زيارته السريعة الى لبنان والذي كان عنوانها الأساسي المشاركة في “المنتدى العربي للتنمية المستدامة” الذي عقد في قصر “الاونيسكو “حيث استغرب ابو الغيط ما تفعله القيادات اللبنانية بالبلد من خلال عدم التوافق على اختيار رئيس للجمهورية.
فالأمين العام لجامعة الدول العربية ليس المسؤول العربي والدولي الوحيد الذي يستغرب أفعال الطبقة السياسية من خلال تقاعسهم عن الاتفاق وانتخاب رئيس، فمعظم المسؤولين الدوليين لا يزالون بانتظار انتخاب رئيس “صنع في لبنان”، في الوقت الذي لا تزال فيه الأطراف اللبنانية تراهن على التسويات والاتفاقات الدولية وتختلف على “جنس ملائكة” الرئيس من خلال اجراء “فحص دم” للبنانية الأسماء المطروحة، بينما يستمر البلد في الغرق بأزمات غير محدودة وعلى كافة المستويات.
مصادر مواكبة لزيارة ابو الغيط تعتبر ل”راي سياسي” بان هذه الزيارة كسرت الجمود العربي تجاه لبنان رغم انها لم تحمل أي جديد يخص لبنان، ولفتت المصادر الى ان البحث تناول مستجدات المنطقة في ضوء الاتفاق السعودي- الإيراني التي حققت فيه الصين نجاحا يحتسب لصالحها، ولكن المصادر نقلت ان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد صعق بما وصلت اليه الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان نتيجة شلل عمل المؤسسات الدستورية، وهو ابدى اسفه امام من التقاهم لهذا المستوى من الانحدار، فما كان منه الا ان كرر حثه على أهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن.
ولكن المصادر تعتبر ان ما نقله أبو الغيط من كلام حول توقعه بقرب انتخاب رئيس، ربما هو نتيجة للاتصالات المكثفة المحلية والدولية التي لمسها لإنجاز هذا الاستحقاق، بعد ابرام اتفاق بكين، وإمكانية انعكاساته الإيجابية على الأوضاع اللبنانية التي وصلت الى مرحلة الارتطام الكبير، خصوصا ان نتائج هذا الاتفاق لا تزال موضع ترقب لمعرفة ما يتضمنه.
وحول هدف زيارة ابو الغيط ونتائجها تحدث سفير جامعة الدول العربية في لبنان عبد الرحمن الصلح ل”راي سياسي” فقال:” هدف زيارة الأمين العام الى المسؤولين اللبنانيين جاءت على هامش مشاركته في منتدى “الاونيسكو” هو الوقوف اولا على الأوضاع الداخلية في لبنان، والعمل على ترطيب الأجواء السائدة محليا، والعمل كالعادة على تقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف اللبنانية”.
وعما اذا كان ابو الغيط يحمل أي مبادرة عربية جديدة او معطيات حقيقية عن قرب انتخاب رئيس للجمهورية، نفى الصلح ان يكون هناك أي مبادرة او معطى جدي، لكنه أشار الى ان المتوفر حاليا، هو جهد وتمني عربي لإنجاز الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن، باعتبار ان الدول العربية يهما امن واستقرار وازدهار لبنان وهي تعتبر ان انتخاب رئيس، هو امر هام بالنسبة جدا للبنان و هو بمثابة مدخل لحل كافة ازماته، ولفت السفير الصلح الى ان ابو الغيط كما معظم المسؤولين العرب لديه تعاطف مع اللبنانيين خصوصا لما يتعرضون له من أزمات اقتصادية واجتماعية صعبة تفوق طاقتهم على التحمل.
وحول ما لمسه الأمين العام من خلال لقاءاته في بيروت، فيؤكد السفير الصلح ان ما طرحه ابو الغيط لاقى تجاوبا من قبل المسؤولين اللبنانيين.
وأشار الصلح الى ان اللقاءات تطرقت بطبيعة الحال الى التحضيرات التي تقوم بها جامعة الدول العربية لعقد القمة العربية المقررة في المملكة العربية السعودية في شهر أيار المقبل.
وعن العناوين الأساسية للقمة العربية يؤكد السفير الصلح الى انها ستبحث كافة المستجدات السياسية المتعلقة بالساحة العربية وبطبيعة الحال تداعيات الاتفاق الإيراني- السعودي على المنطقة، كما انها ستتناول الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تتعرض لها عدد من الدول العربية في ظل الازمة الاقتصادية العالمية.