أبرزرأي

الخلوة الروحية.. بين التأمل واجتراح الحلول

كارول سلوم.

خاص رأي سياسي…

تشكل الخلوة الروحية التي تجمع  النواب المسيحيين برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في بيت عنيا في حريصا في الخامس من نيسان المقبل، محطة رئيسية  في سياق لم شمل النواب المتخاصمين في السياسة. 

 وصحيح أن هذه الخلوة تحمل الطابع الروحي  إلا أنها مدخل  للقاء وتبادل الرأي حتى وان كان ممثلو الأمة يجتمعون تحت قبة البرلمان في مهماتهم التشريعية، فهي  مناسبة لاستلهام العبر وللتأمل . و من شان تجاوب هؤلاء النواب مع دعوة البطريرك الراعي أن يؤدي في وقت ما  إلى فتح صفحة حوار مع مبادرة بكركي الرئاسية والمنفصلة عن الخلوة الروحية،  وبالتالي يمكن التعويل عليها في المرحلة التالية  شرط أن تكون هناك رغبة جامعة في الأنقاذ .

 وقد بات معلوماً لدى الكتل النيابية المشاركة من التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والمردة  فضلا عن نواب مستقلين وآخرين ينتمون إلى كتل أخرى ، أن هذه الخلوة لن تفض إلى نقاط محددة للاتفاق عليها لاسيما في الملف الرئاسي ، ومن هنا يدور الحديث عن إمكانية مساهمتها في فتح ثغرة ما بعد التلاقي والمشاركة في الصلاة  والأصغاء إلى عظة البطريرك الراعي، وهي مسألة مرتبطة بالنواب انفسهم. 

 وفي هذا الإطار، ترى اوساط مراقبة  في حديث ل “رأي سياسي ” أن عدم وجود مقاطعة نيابية قد يشجّع البطريرك الراعي إلى السير بمسعى ما في السياسة في وقت لاحق ، مع العلم أن عملية التواصل بين عدد من الكتل النيابية غائبة بفعل القطيعة ووجهات النظر المختلفة، معتبرة أنه لا يجوز في المقابل تحميل الخلوة أكثر مما تحمل .

 وترى أنه من الضروري لدى بكركي الانطلاق من مكان ما وعدم إقفال المجال أمام فرصة تساعد في التقدم بالملف الرئاسي ، وتشدد على أن المحاولة أفضل بكثير من البقاء مكتوف الأيدي في ظل الانهيارات الحاصلة في البلد على جميع المستويات والتي تفترض تدخلا سريعا .

 وفي التفاصيل الخلوة، ان النواب سيكونون على بينة من البرنامج النهائي للخلوة والذي يضم أحاديث روحية ومأدبة غداء .

 وفي تصريح ل ” رأي سياسي ” يقول مدير المركز الكاثوليكي للأعلام الأب عبدو ابو كسم “أن العدد الأكبر من  النواب أكد حضوره الخلوة والبعض اعتذر والبعض الآخر لم يقدم جوابا، إنما في الأجمال هناك تجاوب مع دعوة البطريرك الراعي “، داعيا إلى عدم الأخذ بالكلام الذي يقول أنها تندرج في سياق مبادرة بكركي الرئاسية،” فهذه المناسبة مختلفة تماما وعنوانها روحي بأمتياز وتعقد في مركز الرياضات الروحية “.

  ويشير الاب ابو كسم إلى أن اللقاء الذي يجمع هؤلاء النواب ودي وروحي ولا صفة سياسية له على الإطلاق على انه يشكل فرصة لمختلف النواب للصلاة والمشاركة معا في برنامج الخلوة وربما لتبادل الكلام في فترة الأستراحة،  ومن هنا تكمن إيجابية اللقاء  .

وفيما قال إن البعض يعتبر أن هناك حلولا ستخرج عن هذه المناسبة ، إنما في الحقيقة ما من حلول في الوقت الراهن.وأشار الى أن هذه الرياضة الروحية قد تخلق مساحة للتلاقي والتفكير بوضع البلد وابنائه . وحض المسؤولين والنواب على اجتراح الحلول الممكنة من أجل جميع اللبنانيين المقهورين. 

ويشير ابو كسم إلى انه من الضروري أن يستمع النواب إلى ضمائرهم وقلوبهم ويعملوا لما فيه مصلحة البلد  والمباشرة بالعملية الانقاذية من دون تردد . 

  من المؤكد أن الخلوة التي تقام في مناسبة أربعاء ايوب ستجمع النواب على الصلاة. إلا أنه بمجرد انتهاء هذه المناسبة ، ليس مستبعدا أن يعود كل واحد إلى التمترس وراء مقاربته وخياراته ، إلا إذا قررت الأكثرية عكس ذلك..

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى