أبرز

الحكومة تضلّ سبيل المعلم

خاص-رأي سياسي
في عيده الذي يصادف التاسع من آذار، يعيش المعلم اليوم أسوأ أيامه وأحواله ليست على ما يُرام، فحقوقه التي يحارب جاهداً لتحصيلها هي الحاضر الأبرز والشارع أصبحت ملاذه لمحاولة تأمين ما تيسّر في ظل الاضراب الذي شل المدارس الرسمية، ومن هنا تراه يحسب ألف حساب للذهاب الى المدرسة بعدما تآكل راتبه وقدرته الشرائية.
ومنذ سنتين، يعيش هذا القطاع تخبطاً غير مسبوق، ارتفعت وتيرته في الأشهر الأخيرة مع تردي حال موظفي القطاع العام والأساتذة، ولم تشفع المساعدات الاجتماعية التي صُرفت لإنعاشه، لأن ارتفاع سعر صرف الدولار وتجاوزه حافة الـ80 ألفاً أطاح بكل مساعدة، وأعاد الرواتب إلى قيمتها قبل صرف التقديمات، وترافق ذلك مع غياب الدعم الخارجي للأساتذة، الأمر الذي دفع الأخيرين في مختلف المجالات (التعليم الأساسي، الثانوي والمهني) إلى الإضراب المفتوح.
ويعيش أساتذة التعليم الرسمي بمعدّل 200 دولار شهرياً، وهو مبلغ لا يكفي لتأمين عيش كريم، فيما الحكومة لم تقدم سوى القليل من المساعدات الدولية التي لم تحصل عليها حتى الآن وزارة التربية.
“العيد الحقيقي للأساتذة هو يوم يعود القطاع التربوي الى وضعه الطبيعي “، بالنسبة إلى نقيب المعلمين في المدارس الخاصة ، نعمة محفوظ ، الذي أعلن عن “إجراء تقويم للوضع بعد ظهر الإثنين في ١٣ آذار لاتخاذ الموقف المناسب من استكمال العام الدراسي في حال لم تبادر المؤسسات الخاصة إلى تنفيذ المطالب المتفق عليها مع اتحاد المؤسسات.”
وقال محفوض: “نبدأ بتوجيه أسمى التحيات للمعلم في عيده، وخصوصًا هذا العام، هذا المعلم الذي فقد قيمة تعويض جنى عمره يما يصل إلى ٩٥% من الراتب، وأعني بهم المتقاعدين، هذا المعلم الذي لم تلتفت الدولة إلى همومه طيلة سنوات الكارثة المالية والمعيشية منذ تشرين ٢٠١٩ حتى أصبحت قيمة راتبه ٢٠ و ٣٠$، وفي مقارنة بسيطة: المعلم في الرسمي يتقاضى راتبه ضرب ٣ + صيرفة + ١٢٥$ + ٥ ليتر بزين… أين نحن من هذا؟” مطالباً بمساواة أساتذة الخاص بزملائهم في الرسمي.
المدارس الخاصة من جهتها، ترى ان ضرورة التكاتف والتضامن بين الأساتذة في التعليم الخاص والادارة ضروري لانهاء العام الدراسي بنجاح ، وهو ما نقله لنا الدكتور علي أبو اسبر ، مدير مدرسة لاسينغ سكول ، معتبراً انه ” ليس بمقدور المدارس نهب جيوب الأهالي الذين هم بدورهم يعيشون في ظل الأزمة التي يعاني منها الاساتذة” ، مشدداً في الوقت عينه على “ضرورة ايجاد حل وسط بين الادراة والاستاذ لضمانه حقوقهما من جهة، ومراعاة الاهالي من جهة أخرى.”
وفي ردّ على طرح نقيب المعلمين في المدارس الخاصة ، وصف ابو اسبر محفوض ب”الانسان المصلحجي” الذي لا يهتم بهموم الأساتذة” رافضاَ التطرق الى مطالبه.
وفي حديث سابق لموقعنا ، كان رئيس رابطة المعلّمين في التعليم الأساسي الرسمي حسين جواد أكد ان الاتفاق مع وزير التربية قضى بإعطاء المعلمين في 10 آذار مبلغ 100$ وفي 20 آذار مبلغ 200 $ ولآخر آذار وما يليه من أشهر مبلغ 125$ “فريش” تُدفع عبر الـ”OMT” لا المصارف نتيجة إذلالها لنا في دفع رواتبنا”. وفي حال لم يتم الدفع ، “سنقول له كل عام وأنتم بخير.. بدأ فصل الصيف لا تعطيل ولا مماطلة تحت أي عنوان وكفى.”
تجدر الاشارة هنا، إلى أن وزارة التربية تعمل على تأمين المساعدات من الخارج الوزير جدّد العزم، في يوم المعلم، على تحييد التربية عن الصراعات السياسية وضرورة إعطائها الأولوية. فهو كان وعد الأساتذة في الحصول على المساعدات في العاشر من آذار الحالي وفي نهايته، وفي حال لم يفِ بوعده فهناك احتمال كبير أن ينعى الأساتذة نهاية العام الدراسي، كما يتوعدون. فيما المطلوب إدارة مختلفة للخروج من الأزمة وانقاذ العام الدراسي، فالخطر الذي بات يحيط بالتعليم في لبنان وخصوصاً التعليم الرسمي والمدرسة الرسمية بات يقتضي استنفاراً من الجميع، وإلا انهيار قطاع التعليم في لبنان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى