رأي

التايمز: يوم نصر بوتين أو انكساره

نشرت صحيفة التايمز مقالا تحليليا كتبه روجر بويز بعنوان “يوم النصر الروسي إما أن يكون عيدا لنصر بوتين أو ذكرى لانكساره”

يقول الكاتب إن التقليد بالاحتفال بيوم النصر، الذي تم تدشينه في ظل النظام السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية، وُجد وصُمم لردع الغرب من خلال عرض خشن للآلة الحربية الروسية.

حيث يتم دعوة ملحقي الدفاع، حتى من الدول الغربية، ويمكن رؤيتهم وهم يدونون ملاحظات حول أبراج الدبابات وقاذفات الصواريخ.

كان يوم النصر الأول في يونيو/ حزيران 1945، عندما سار 40.000 جندي أمام ستالين، قبل أن يتغير التاريخ ليصبح 9 مايو/ آيار هو يوم النصر.

يقول الكاتب إنه وفي التسعينيات، وبعد نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي، بدأ العرض وكأنه فقد أهميته قبل أن يعود بوتين ليحييه. كان هدفه واضحا: تعزيز احترام الذات الوطني مع الحفاظ على الشعور بالتضحية. كان الأمر يتعلق بالمسؤولية التاريخية للقيادة العسكرية للدفاع عن الوطن الأم وواجب جميع الروس للقيام بواجبهم عند الحاجة.

لكن بويز يرى أن التناقض واضح وكذلك النذير السياسي. ففي موسكو، بالقرب من الميدان الأحمر، هدير وقعقعة آلة الحرب الروسية للعرض فقط، كما يقول الكاتب.

أما في ماريوبول وعشرات المدن والبلدات الأوكرانية الأخرى، تعتمد القوات الروسية على قصف المدنيين والمتعاقدين العسكريين لتحقيق أي نوع من التقدم. قال الجيش الأوكراني إنهم استولوا على الزي العسكري الرسمي للجنود الروس القتلى، الذين كانوا مقتنعين للغاية بأنهم في 9 مايو / أيار سيذهبون إلى ماريوبول المحررة.

ويوضح الكاتب أن يوم النصر هذا الاثنين يبدو وكأنه يوم نصر بعيد المنال. إذ يوصف بأنه اللحظة التي يخبر فيها فلاديمير بوتين البلاد أنها ليست منخرطة في عملية عسكرية خاصة، لكنها في الواقع في حالة حرب مع جار قومي متطرف وعسكري يعمل كدمية لحلف شمال الأطلسي. وسيجد العديد من الروس صعوبة في التعرف على هذا الوصف. إذ سيتذكرون دور أوكرانيا داخل الاتحاد السوفيتي، والأخوة السلافية، والتجارة الصاخبة. لكنهم بدلا من السؤال عن السبب المحتمل الذي قد يضطر الناتو إلى مهاجمتنا؟، سيتساءلون عن المؤامرة الشريرة التي تسمم العقول الأوكرانية.

ولطالما كان للاحتفال بيوم النصر، من ستالين إلى بوتين، غاية واحدة واضحة، بحسب الكاتب، تكمن في توجيه رسالة للعالم مفادها أن النظام لديه سيطرة صارمة على قيادته العسكرية.

لكن المشكلة تكمن في أنك عندما تكون قائدا يصوغ السياسة عن كثب حول الاحتياجات العسكرية، فأنت تتحمل أيضا مسؤولية مشاركة اللوم عندما تأتي النتيجة السلبية. لقد تجاوز بوتين النقطة التي يستطيع فيها أن ينأى بنفسه عن قادته ويعلن تطهيرا كبيرا لمؤسسة الجيش. إنهم إذا فشلوا، فإنه يفشل.

ومن وجهة نظر الكاتب فإن هذا هو السبب في أن يوم النصر هذا حساس للغاية بالنسبة لبوتين. إنه ليس مجرد محور تصعيد وحشد شامل ، وتهديد الأسلحة النووية التكتيكية ، ونشر الحرب بطريقة تهز الناتو. بل يتعلق الأمر بإثبات أنه يتفهم ويمكنه التعامل مع القضايا الخمس (النقص في الجنود الجاهزين للمعركة، مدى عمق هذه الحرب دون تنفير الرأي العام، خطر قيام المعارضة بتشكيل حملة سياسية لوقف الحرب تمتد من المدن إلى المقاطعات التي تعود إليها جثث الجنود، الطبقية العسكرية والتنمر على المجندين الجدد في الثكنات، وأخيرا تسييس أجهزة المخابرات) التي جعلت الغزو مثل هذه الفوضى.

ويخلص الكاتب إلى ما حذر منه المخرج السينمائي الأوكراني، سيرغي لوزنيتسا، عندما قال “لم يكن لدى بوتين سبب وجيه لغزو أوكرانيا، فلماذا تعتقد أنه سيحتاج إلى سبب وجيه لاستخدام الأسلحة النووية؟ لا يمكن إيقاف هذا إلا بالقوة. عاجلاً أم آجلاً ، سيتعين على الناتو المشاركة، وكلما طال انتظارهم، سيكون حل النزاع أكثر دموية “.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى