رأي

“التايمز”: روسيا المستفيد الأكبر من تأجيل انتخابات مالي

ذكرت صحيفة “التايمز” أن الطغمة العسكرية الحاكمة في مالي تدفع للبقاء في الحكم مدة 5 أعوام أخرى بدلا من تنظيم الانتخابات المقررة الشهر المقبل، وهو ما أثار الجيران وعزز من طموحات روسيا في إفريقيا.
وقالت الصحيفة في تقرير أعدته جين فلانغنان إن تأخير عودة الديمقراطية في تحد للضغوط الدولية، فيه مخاطرة لتشجيع قادة الانقلاب العسكري في تشاد الذي يواجهون مطالبة مماثلة للتخلي عن السلطة.
وأوصى مؤتمر عقد الأسبوع الماضي لبحث جدول الانتخابات التي ستعقد في شباط/فبراير لتأجيلها لفترة تتراوح من 6 أشهر إلى 5 أعوام. وقال وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب “ما تم الحفاظ عليه هو فترة 5 أعوام، وما يجب تأكيده أن هذه الفترة هي الحد الأقصى”. وأضاف أن الوضع الأمني في البلاد يعني أن 5 ولايات من 19 ولاية ستكون قادرة على تنظيم الانتخابات.
وتحولت مالي التي كانت رمزا للديمقراطية في غرب إفريقيا إلى مركز نزاع مع الحركات الجهادية الإرهابية، وانتشر المتشددون إلى الدول المجاورة في النيجر وبوركينا فاسو وقتل خلال عامين أكثر من 10.000 شخص وشرد مليوني شخص. وأدى الفشل الإقليمي والدولي في مواجهة تهديد تنظيم”الدولة” والقاعدة وتردي العلاقة بين قادة مالي وفرنسا الدولة التي استعمرت البلاد سابقا إلى فتح مجال للكرملين كي يمارس تأثيره. وشوهد “مدربون” روس يعتقد أنهم تابعون لشركة المرتزقة فاغنر في مطار باماكو، عاصمة مالي التي شهدت انقلابين في العامين الماضيين. وهو ما دعا لمطالب من بريطانيا وفرنسا وبقية الدول المشاركة في عمليات مكافحة التمرد لروسيا والالتزام بالتصرف المسؤول والبناء في المنطقة. وأرسلت بريطانيا قوات حفظ السلام للمشاركة في أخطر مهمة. وتشمل مجموعة فاغنر على عدة شركات تابعة للمقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، يفغيني بريغوجين، 60 عاما، واتهم المرتزقة العاملين فيها بارتكاب جرائم حرب في ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى. وقال الجنرال غويتا، 39 عاما انقلابا ضد الرئيس إبراهيم بوبكر، 78 عاما قبل عام ووعد بعودة الديمقراطية والحكم المدني بعد انتخابات شباط/فبراير. إلا أن قاد انقلابا في أيار/مايو وأجبر الحكومة الانتقالية على الاستقالة وأخر جدول الانتخابات. وساء الوضع الأمني بعدما أعلنت فرنسا في حزيران/يونيو عن سحب 5.000 جندي.
وفرضت منظمة دول غرب إفريقيا الاقتصادية “إكواس” عقوبات على قادة الانقلاب، وتبع ذلك منع الأمم المتحدة مالي الاستفادة من برنامج يعطي دول الصحراء الفرصة للحصول على بضائع معفاة من الضريبة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى