رأي

التايمز: الجامعات البريطانية تكافح ضد انتشار المخدرات بين طلابها

تتحدث صحيفة التايمز عن التحضير لإطلاق أول حملة وطنية في الجامعات البريطانية لمواجهة زياد انتشار آفة تعاطي المخدرات والعقاقير غير المشروعة في الحرم الجامعي.

ويقول كاتب المقال نيكولا وولكوك إن هذه الحملة ستحاول التصدي للأخطار التي تتسبب بها المخدرات على صعيد سلامة التعليم والصحة العقلية.

ويوضح وولكوك أن هناك مجموعة تم تشكليها من نواب رؤساء الجامعات تتولى مهمة تطوير خطة جديدة لمعالجة مسألة تعاطي الطلاب للكوكايين، بالإضافة إلى المواد الأخرى، ومنها ما يسمى بـ”العقاقير الذكية” التي يقال إنها تحفز الأداء الأكاديمي.

ومن معالم تلك الخطة، بحسب الكاتب، استبعاد نهج استخدام العقاب، أو عدم التسامح مع الذين يتم القبض عليهم وهم يتعاطون المخدرات، على أن يكون البديل عن العقاب تقليل الطلب على المخدرات ونشر التوعية بين الطلبة بشأن أضرارها على الصحة الجسدية والعقلية.

وينقل الكاتب عن البروفيسور نيك بيتش، نائب رئيس جامعة ميدل سكس، أنه يريد من جميع الجامعات الاعتراف بتعاطي طلابها للمخدرات، لأن الكثير من الشباب يتعاطونها في جميع أنحاء البلاد.

وتشير دراسة استقصائية حديثة في أيرلندا الشمالية إلى أن تعاطي المخدرات أصبح أمرا طبيعيًا في حياة الطلاب، حيث اعترف أكثر من نصفهم بتناول مواد غير مشروعة.

وتقول الصحيفة إن من المرجح أن توصي الإستراتيجية الوطنية، المتوقع نشرها في مارس/ آذار القادم، باستخدام أساليب طبية وأخرى داعمة للطلبة لأن النهج العقابي قد يؤدي إلى حالة نفور لدى الطلبة، أو الذين يريدون تلقي المساعدة لإحراز التقدم المطلوب والابتعاد عن المخدرات.

ويأتي الكوكايين على رأس قائمة التعاطي، وما تحمله من أخطار خاصة بعدما تدنى سعره نظراً لزيادة العرض خلال فترة الإغلاق العام في بريطانيا أثناء انتشار وباء كورنا، فانخفض سعر الغرام الواحد منه ما بين 30 إلى أربعين جنيها إسترلينيا في بعض المناطق، كما تقول الصحيفة، التي تضيف أن قائمة المخاطر تشمل أيضا القنب، والإكستاسي، والكيتامين الأكثر شيوعًا، وعقاقير الأدوية الذكية التي يقال إنها تعزز الأداء الأكاديمي في التحضير للامتحانات أو الالتزام بالمواعيد النهائية لكتابة الأبحاث.

وتورد التايمز أرقاماً عن ازدياد نسبة التعاطي بين جيل الشباب الصاعد، وتستند في ذلك إلى نتيجة توصل إليها مكتب الإحصاء الوطني لعام 2020 تفيد أنه  في إنجلترا وويلز، استخدم حوالي 21 بالمئة  ممن تتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 24 عامًا مواد مخدرة غير مشروعة، بينما كانت النسبة 6.6 بالمئة بين من  تتراوح أعمارهم ما بين  35 إلى 44 عامًا. و2.8 في المائة بين من تتراوح أعمارهم ما بين 55 إلى 59 عامًا.

  وتختم بنقل تحذير أطلقه البروفيسور نيك بيتش بأن تلك المواد غير المشروعة لها تأثير كبير على  سلامة  الطلاب وعلى تعليمهم ومستقبلهم المهني أيضاً، وعلى زملائهم الطلاب الذين لا يتعاطون المخدرات.

ويوضح بيتش أن بعض الطلاب يتعاطون العقاقير المخدرة أو الكحول بسبب الشعور بالوحدة والتوتر، ويمكن للمبادرات معالجة هذا الأمر، ومنها دعوة الطلاب إلى الجامعة قبل بدء الفصل الدراسي حتى يتمكنوا من التعرف على بعضهم البعض، أو دعوة طلاب من الجامعة لزيارة المدارس لإقامة روابط طيبة مع الطلاب الجدد، لكن ليس كل الطلاب يتعاطون المخدرات، ولذا يجب على المؤسسات المعنية معالجة المشكلة لحماية غير المتعاطين.

ويخلص إلى القول: ”إنه في حين أن نهج العقاب وعدم التسامح المطلق لم ينجح، فإن هذا لا يعني أن الجامعات يجب أن تتجاهل أو تتغاضى عن تجارة المخدرات، فحيثما يكون هناك سلوك إجرامي فعلي، فإننا نعمل مع الشرطة ونبلغ عنه على الفور، وستتخذ الشرطة إجراءات بشأن هذه القضايا. لكننا نريد بناء نهج شامل بالتعاون بين الجامعات والدولة بأكملها والحديث بصراحة بهذا الشأن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى