أبرزشؤون لبنانية

الأمور باتت في لمساتها الأخيرة والرئيس سيُنتخب في وقت قريب

بدأت المخاوف تتعاظم من إمكانية توسّع الإشكالات الأمنية المتنقلة، وثمة معلومات، بأن هناك مؤشرات يملكها البعض عن أن الخروقات الأمنية التي حصلت، إن في بلدة بريح أو في دير الأحمر تحمل أبعاداً وخلفيات رئاسية بهدف قطع الطريق على بعض المرشحين الذين ارتفعت حظوظهم في الآونة الأخيرة، وهذا ما يشي بأن ثمة جهات نافذة تدير هذه الإشكالات المتتالية، ربطاً بتصفية الحسابات السياسية، وتعطيل الإنتخابات الرئاسية وإطالة أمد الشغور، في إطار سياسة فرض الشروط من قلب الفريق الذي له صلة بما يحصل.

في السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، إلى أن ما وصل للبعض ممن لديهم علاقات وصداقات وثيقة في بعض الدوائر الغربية، حول ما قيل عن تسوية ولقاءات دولية وإقليمية ستعقد بعد عطلة الأعياد، وضخّ أجواء تفاؤلية في هذا الإطار، فذلك لا يستند إلى معطيات واقعية، بمعنى أنه ليس هناك من تسوية جاهزة أو حلول باتت على النار يمكن البناء عليها، إذ أن ما يجري اليوم يندرج في إطار التشاور، وليس التوافق على إسم مرشح ودفع الأطراف اللبنانية لانتخابه، وذلك مردّه إلى عدم التوافق الإقليمي العربي، بمعنى أنه حتى الآن لم يتمكن القيّمون على الملف اللبناني من إحداث أي خرق في العلاقة بين الدول الخليجية وطهران، ليؤدي ذلك إلى الإفراج عن الإنتخابات الرئاسية وخلق أجواء إيجابية على الساحة المحلية، وبالتالي، وفق المعلومات، فإن المساعي الحالية إنما تنصبّ راهناً على هذا المسعى الذي قد يكون بنداً أساسياً خلال اللقاء الرباعي المزمع عقده في العاصمة الفرنسية.

من هنا، تضيف المصادر، فإن التعويل على تسوية قريبة لإيجاد حلول أو مخارج للإستحقاق الرئاسي والأزمة الداخلية بشكل عام إنما مرتبط بصفقة، إذا صحّ التعبير، دولية ـ إيرانية، وعندها يمكن القول أن الأمور باتت في لمساتها الأخيرة والرئيس العتيد سيُنتخب في وقت ليس ببعيد، والترقّب سيد الموقف في هذه المرحلة إلى حين ظهور المؤشّرات المطلوبة على خط التوافق الخليجي ـ الإيراني، وما يُتوقّع منه إيجاباً يعود إلى بعض المحطات التي حصلت في الأيام المنصرمة من خلال التقارب بين بعض دول المنطقة، وهذا يدخل في إطار إعادة هيكلة الوضع في الشرق الأوسط في سياق المتغيّرات الناشئة عن الحرب الروسية ـ الأوكرانية، ودون ذلك، ليس ثمة ما يشي بأن التعافي في البلد مسألة أسابيع، بل قد يحتاج إلى وقت طويل في حال استمرت الأمور على ما هي عليه، وهذا ما تؤكده المعطيات من خلال العائدين من الخارج أو الذين لهم صداقات وصلات في دوائر القرار.

ويبقى أخيراً أن البلد مقبل على أيام مفصلية في هذا التوقيت الداخلي والإقليمي والدولي، وعلى هذه الخلفية يتزايد القلق والمخاوف من استمرار الخروقات الأمنية وتنقّلها بين منطقة وأخرى في إطار الرسائل المتبادلة، وأيضاً ربما يكون ذلك مقدمة لحصول التسوية، بمعنى أن أي حل للأزمة في لبنان، ومن خلال التجارب السابقة، لا يأتي إلا في ظل إشكالات وأزمات أمنية وسياسية وأحداث، وهو ما ظهر في أكثر من محطة ومناسبة، وتسوية “الدوحة” الأخيرة دليل بالملموس على هذا المعطى، والذي قد يتكرّر في هذه المرحلة بالذات

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى