الأمم المتحدة
كتب عبدالله خلف في صحيفة الراي.
كانت نشأة الأمم المتحدة في 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتهاء دور عصبة الأمم التي أُنشئت بعد الحرب العالمية الأولى، ولم تشترك فيها الولايات المتحدة.
أما عُصبة الأمم فأُنشئت عام 1939 مع اشتعال الحرب العالمية الثانية تحت رعاية الرئيس الأميركي روزفلت، على أساس الحفاظ على السلام العالمي.
أما مجلس الأمن فتسيطر عليه الدول الكبرى الخمس على رأسها الولايات المتحدة ثم بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
هذه هي الدول الخمس لها حق المعارضة لأي قرار تراه وهو (الفيتو)، وذلك الاعتراض على أي قرار يصدره المجلس، وقد استخدمت الولايات المتحدة حق «الفيتو» أكثر من 60 مرة مقابل 26 مرة لبريطانيا وفرنسا 11 وروسيا 8 مرات.
إن سيطرة الولايات المتحدة على المنظمة الدولية الواقعة على أراضيها أمر واضح منذ نشأتها حتى الآن… وظهر ذلك جلياً حين اعترضت المنظمة الدولية على حرب أميركا وبريطانيا على العراق لأسباب واهية، فضربت أميركا بقرار الأمم عرض الحائط وضربت العراق واحتلت أراضيه بالقوة.
وأيدت احتلال إسرائيل الأرض الفلسطينية ظلماً، وعارضت كل المطالب العربية.
إنّ موقف المنظمة دليل على ما حدث في أزمة الكونغو بعد خروج بلجيكا منها وقيام الولايات المتحدة بوضع أحد أنصارها من السياسيين الكونغوليين على كرسي الرئاسة بمساعدة الأمم المتحدة عام 1960، … هكذا تجري لعبة الأمم.
فاتفق الأميركان مع الكونغو لمهاجمة لومومبا رغم تأييد العالم الحر له ودول عربية وأغرقت الولايات المتحدة البلاد في فوضى أزمة الدستور ثم نظّمت المخابرات الأميركية (C.I.A) انقلاباً جاء بــ موبوتو إلى سدة الحكم، وقامت باغتيال لومومبا الذي كانت دول الأحرار تسانده مع الحكومات الحرة وساند الرئيس الأميركي كيندي ترشيح سيرل اندولا، ليكون رئيساً للوزراء ويكون رجل أميركا في البلاد، وهكذا حلّت أميركا عن طريق منظمتها الدولية المسماة منظمة الأمم المتحدة مشاكل العالم لصالحها.
وهكذا ساندت إسرائيل وقضت على الحق الفلسطيني (خرطي بخرطي) في لعبة أُممية.