شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الاخبار

لجنة لدرس «عرض هوكشتين» وحزب الله يرفض المشاركة مباشرة أو بالواسطة

تحوّل ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة إلى صندوق أسرار تحاول الجهات التي تتولاه التستر على ما يحصل فيه، من دون أن يتبيّن حتى الآن المعاصي التي ترتكبها الدولة، والتي قد تؤدي إلى خسارة لبنان جزءاً من سيادته وثروته البحرية. المؤكّد أن الملف ورقة دسمة لمن يريد تحصيل مكاسب سياسية أو شخصية، والمؤكد أكثر أن أحداً لن «يتورط» في مقاومة الولايات المتحدة خوفاً من سيف العقوبات، لذا فإن القبول بالحد الأدنى الذي يريد الأميركيون أن يمنّوا به على لبنان هو ما يتسرب من لقاءات ما خلف الكواليس.

هذا الأسبوع، انتقل ملف الترسيم إلى محطة جديدة تمثلت بتسليم السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الرؤساء الثلاثة عرضاً مكتوباً، ترجمة للعرض الشفهي الذي حمله كبير المفاوضين في وزارة الطاقة الأميركية عاموس هوكشتين، بناءً على طلب لبنان، والمطلوب من لبنان الإجابة عليه، قبل أن يحدد الوسيط الأميركي موعداً لزيارة قريبة. العرض يقترح حصول لبنان على الخط 23 مشوّهاً، عبر إعطائه الخط 23، قبل أن ينحرف صعوداً عند البلوكين 8 و10، فيكونان مع القسم الخارجي من حقل قانا من نصيب العدو الإسرائيلي، إضافة إلى عرض آخر يتضمّن قيام شركة «توتال» من الجانب اللبناني وشركة «هاليبرتون» من الجانب الآخر بإدارة الحقول المشتركة، على أن يتم العمل على الحدود برعاية قطرية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن رئيس الجمهورية بقبوله التفاوض على الخط 23 وفّر سلّماً للتوصل إلى حل، إلا أن العدو على ما يبدو لا يريد النزول عن الشجرة، بدليل عرض الخط المشوّه. كما أن الوسيط الأميركي يدرك تماماً بأنه خُدع من الإسرائيليين فقرّر الاستعاضة عن الزيارة بالرسالة، وبتهديدات السفيرة الأميركية، وبالاستمرار في رفض الإفراج عن إعفاءات من قانون قيصر لكل من مصر والأردن لتزويد لبنان بالغاز والكهرباء، لإبقاء هذا الملف رهينة ملف الترسيم.

لم يتم الاتفاق على أسماء أعضاء اللجنة التي تُدرس بين بعبدا والسراي

وعلمت «الأخبار» أنه تقرر تأليف لجنة تضم 8 أعضاء لدراسة «عرض هوكشتين» (ممثلان لرئيس الجمهورية، ممثلان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، واثنان من وزارة الخارجية واثنان من وزارة الدفاع). وفيما يحتمل أن تضم اللجنة ممثلين عن الجيش ووزارات البيئة والأشغال والطاقة، أكّدت مصادر بارزة أن وزير الأشغال علي حمية أبلغ حزب الله بأن رئيس الحكومة يريده أن يكون من ضمن اللجنة، وأن الحزب أبلغه «موقفاً رافضاً»، مؤكداً أننا «لن نشارك في أي لقاء أو محادثات مباشرة عبر الوزير ولا بالواسطة تتعلق بملف الترسيم، خصوصاً إذا كانت اللجنة ستجتمع بوفود أميركية».

واستغربت المصادر أن يكون لبنان في صدد درس هذا الاقتراح فعلاً، علماً أن «الموقف منه يجب أن يكون الرفض ولا شيء غير الرفض»، معتبرة أن «موقف الحزب هو رد على عملية توريطه بالملف من خلال إشراك وزير الأشغال، ليس لكون وزارته معنية بالملف بل لأنه وزير حزب الله، ولأن مشاركته ستعطي انطباعاً بأن الحزب شريك في عملية التفاوض وهو ما يرفضه منذ البداية»، مستغربة أن «لا يكون من ضمن الوفد ممثل عن عين التينة التي تعد جزءاً من الحلقة التي يتفاوض الأميركيون معها، بشكل يبدو وكأن هناك جهة في البلد مستبعدة من القرار». وحتى الآن، لم يتم الاتفاق على أسماء أعضاء اللجنة التي تُدرس بين قصر بعبدا والسراي الحكومي.

********************************************

النهار

تمديد للبلديات وخلاف “مشبوه” حول “الميغاسنتر”

عند نقطة زمنية متقدمة في الطريق إلى #الانتخابات النيابية لم يجد #مجلس الوزراء ضيرا في التمديد مدة سنة كاملة للمجالس البلدية والاختيارية، فمرّ القرار سهلا سلساً، ولكن الريبة تجسدت في افتعال الخلاف حول اعتماد “الميغاسنتر” بعد مرور المهل الضرورية لاعتماده، فهل يعني ذلك استعمال فتيل “الميغاسنتر” للشروع في تعطيل الانتخابات النيابية أيضا؟

حتى لو صح ان وزارة الداخلية والبلديات في الدراسة التي قدمتها امس إلى مجلس الوزراء “ضخمت” الصعوبات المالية والقانونية واللوجستية التي تحول دون امكان اعتماد “الميغاسنتر” في المدة المحدودة القصيرة الفاصلة عن 15 أيار المقبل موعد الانتخابات النيابية، فان الخلاف الذي نشأ حول الامر وشكلت على اثره لجنة وزارية كلفت بمهمة عاجلة لإعادة النظر في الإجراء، عكست التخبط السياسي العشوائي الذي باتت تغرق في تداعياته الحكومة قبل اقل من شهرين ونصف الشهر من الانتخابات، اذ بدأت تعصف بها حسابات الرياح الانتخابية الخالصة لمكوناتها وافرقائها. ولم يكن واردا ان يمرر العهد ولا فريقه قرارا فوريّاً بترحيل اعتماد “الميغاسنتر” أربع سنوات إضافية من دون معركة الحد الأدنى التي توظف اقله شعبيا وانتخابيا.

ولذا اعتمد الصيف والشتاء على سطح واحد، فاقر مجلس الوزراء تأجيل الانتخابات البلدية “بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك، واقترح إجراءها في 31 أيار 2023، على أن يُحال هذا الاقتراح على مجلس النواب الذي هو سيد نفسه ويتخذ القرار المناسب”. أما في ما يتعلق بـ”الميغاسنتر”، فقرر المجلس تأجيل البحث به إلى الجلسة المقبلة، التي تم تحديدها يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، وقرر المجلس تشكيل لجنة مؤلفة من وزراء العدل والثقافة والداخلية والمال والسياحة والاتصالات والتربية لتقديم تصور عن “الميغاسنتر” يبحث في الجلسة المقبلة ووضع مهلة للجنة حتى الثلثاء المقبل ليكون تصوّرها جاهزا.

ووفق المعلومات، اعترض رئيس الجمهورية ميشال عون على أسماء الوزراء الواردة في اللجنة المكلّفة البحث بـ”الميغاسنتر” وطالب بلجنة تقنية فأجابه ميقاتي “حسناً فلنغيّر اللجنة” ولكن اللجنة اعتمدت أخيرا من الوزراء.

الأمن الغذائي

وافادت المعلومات ان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ووزيرالاقتصاد طرحا من خارج جدول الأعمال موضوع الأمن الغذائي ومخاطر عدم تأمين القمح وغيره في ظل الحرب على أوكرانيا على اعتبار أن الأمن الغذائي أولوية. وقرّر مجلس الوزراء تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الاقتصاد وعضوية وزراء الصناعة والزراعة والدفاع والثقافة لمعالجة أزمة الأمن الغذائي وحماية الأسواق لجهة الاحتكار والتلاعب بالأسعار. وعلم ان وزير الاقتصاد سيتّخذ مطلع الأسبوع المقبل قراراً يقضي بتوقيف أذونات التصدير لعدد من المواد الأولية المهمة التي يصدرها #لبنان وذلك إفساحاً في المجال أمام الإكتفاء الذاتي وحماية الإكتفاء المحلي.

وبعد ذلك قدم وزير العمل مصطفى بيرم مداخلة سأل فيها: “لماذا تتكرّر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا وأوكرانيا بانحياز لبنان الذي لا يقدّم ولا يؤخّر إلا اضراراً على وضعنا الصعب والمعقد؟ ألا يستحق هذا الموقف أن يناقش في مجلس الوزراء لإخراجه بطريقة صحيحة خصوصاً وأننا اعترضنا على تصرّف وزير الخارجية سابقاً؟ وها هو الأمر يتكرر في تصويت الأمم المتحدة من دون أن يناقش في مجلس الوزراء؟ ألسنا معنيين جميعاً كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية تجاه المواقف المختلفة؟”.

وردّ ميقاتي: “قلنا لكم إنّ روسيا ليس مقصودة ولا مستهدفة من البيان. نحن ضدّ أي تدخل دولي في أي دولة أياً تكن الدولة المتدخلة”.

ووفق المعلومات، سجل وزراء الثنائي الشيعي اعتراضاً على مشروع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية فقط لجهة ما سمّوه “وجوب الحفاظ على سيادة الدولة في حقها بتوزيع المساعدات على قواها الأمنية بإرادتها”

ودعا الرئيس عون في مداخلة في مستهل الجلسة إلى “ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة لضمان الأمن الغذائي للبنانيين، بعد التطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وضرورة مواجهة غلاء الأسعار ومنع الاحتكار”. وأشار إلى أن “وفد صندوق النقد الدولي سلط الضوء على ضرورة إقرار خطة التعافي في أسرع وقت ممكن على أن تشمل الخطة إعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف، وتوحيد سعر الصرف، وتوزيع الخسائر، والإصلاحات المالية البنيوية اللازمة، وخطة لشبكة الامان الاجتماعي”، وقال: “لقد شدد وفد صندوق النقد الدولي على ضرورة تأمين التوافق السياسي لإقرار خطة التعافي”. وأكد أن “الوضع المالي دقيق جدا، ولا يحتمل أي تأجيل”، وقال: “أضع الجميع أمام مسؤولياتهم”.

العقوبات الأميركية

وفي غضون ذلك اتخذت واشنطن خطوة جديدة في اطار فرض عقوبات على “حزب الله” ومستثمرين وممولين متعاونين معه. وأعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الاميركيتان ان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية حدد اثنين من ممولي “حزب الله” الرئيسيين العاملين في غينيا بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة.

وقد أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية علي سعادة وإبراهيم طاهر بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة، ” والذي يستهدف الإرهابيين والقادة والمسؤولين في الجماعات الإرهابية وأولئك الذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية”.

وعرف البيان علي سعادة وإبراهيم طاهر بانهما “من رجال الأعمال اللبنانيين البارزين الذين تربطهم صلات مباشرة بحزب الله. سعادة بدأ في تحويل الأموال من غينيا إلى حزب الله، وتحويل الأموال من خلال ممثلي حزب الله في غينيا ولبنان. تم تحديد طاهر كواحد من أبرز الداعمين الماليين لحزب الله في غينيا. يُعتقد أنه يوظف عددًا من الأفراد المنتمين إلى حزب الله داخل البلاد”. وأشار البيان إلى ان “سعادة يتمتع بعلاقة وثيقة مع قاسم تاج الدين، أحد مؤيدي حزب الله، والذي عينه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في عام 2009 لكونه مساهمًا ماليًا مهمًا لحزب الله. وكان سعادة جهة الاتصال السياسية الأساسية لتاج الدين في غينيا. واستخدم طاهر وضعه كقنصل فخري للبنان في ساحل العاج للسفر داخل غينيا وخارجها بأقل قدر من التدقيق”.

*********************************************

نداء الوطن

 عون يعيد إحياء “سدّ بسري”… ويواصل تسطير “المراسيم الإنتخابية”

“لجنة صياغة” للردّ على هوكشتاين وبرّي يمتنع عن المشاركة!

إذا كان “حزب الله” قد اكتفى بتوجيه اللوم والعتب على طاولة مجلس الوزراء، رفضاً لتصويت لبنان الى جانب إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على اعتبار أنه “انحياز لا يقدّم ولا يؤخّر” في المعادلة الدولية، كما عبّر وزير العمل مصطفى بيرم خلال جلسة قصر بعبدا أمس، الأمر الذي رد عليه رئيس مجلس الوزراء بالتأكيد على كونه موقفاً “لا يستهدف روسيا بل يعبر عن رفض مبدئي لأي تدخل من قبل دولة في شؤون أي دولة أخرى”… فإنّ الانظار ستتجه الثلثاء المقبل إلى السقف الذي سيبلغه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الإعراب عن موقف “الحزب” من المستجدات على الساحتين الدولية والداخلية، لا سيما ما يتصل بمجريات “الحرب العالمية” الدائرة بين روسيا والغرب، أو ما يخصّ ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل غداة تسلّم لبنان طرحاً مكتوباً من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حيال منطلقات خطوط التفاوض على الترسيم.

وبالانتظار، يبدو الجانب الرسمي اللبناني في حالة ترقب وضياع بعدما أربكه الطرح الأميركي “المكتوب” وحتّم عليه حسم توجهاته والإجابة عليه “خطياً أيضاً” ليتحدد في ضوء جوابه مسار ومصير الوساطة الأميركية في هذا الملف، فكان القرار بكسب المزيد من الوقت ريثما يُقاس الموقف النهائي في مكيال “حزب الله” إثر حملة التصعيد المباغتة التي شنها على “الوسيط وغير الوسيط” في مفاوضات الترسيم وفرمل من خلالها النوازع الرئاسية في التجاوب مع طروحات هوكشتاين. إذ نقلت مصادر وزارية لـ”نداء الوطن” أنّه تقرر بدايةً تشكيل لجنة تقنية إدارية تضم ممثلين عن الرئاسات الثلاث ومن الوزارات المختصة وتكليفها صياغة مسودة الرد على الطرح الأميركي، غير أنّ المفارقة تجلت في نأي رئيس مجلس النواب نبيه بري بنفسه عن هذه اللجنة، وامتناعه عن إيفاد أي ممثل عن الرئاسة الثانية للمشاركة في أعمالها، تاركاً للسلطة التنفيذية تولي هذه المهمة بنفسها.

وعلى الأثر، استقر الرأي على أن تقتصر عضوية اللجنة على ممثلين لرئاستي الجمهورية والحكومة، ووزارات الخارجية، الدفاع، الطاقة والأشغال العامة والنقل، على أن يجتمع أعضاؤها في قصر بعبدا باعتبار أنّ رئاسة الجمهورية هي المولجة بعملية التفاوض على مسألة ترسيم الحدود. وستعمد اللجنة فور تشكيلها إلى دراسة المقترح الأميركي وإعداد مسودة الإجابة على كل النقاط الواردة فيه، لتقوم بعدها برفع هذه المسودة إلى الرئاسات الثلاث لاتخاذ القرار النهائي بشأنها، واللافت للانتباه في هذا المجال أنّ اللجنة لم تضمّ في عدادها أي عضو من الوفد العسكري التقني الذي كان مكلفاً إجراء عملية التفاوض غير المباشر في الناقورة.

وأوضحت المصادر الوزارية أنّ “صياغة الرد تتطلب خبرات تقنية وديبلوماسية، خصوصاً أن الاقتراح المكتوب الذي طرحه الوسيط الأميركي يشمل خرائط، وقد تتطلب دراسته بعض الوقت ربطاً بدقة الموضوع وتفاصيله”، رافضةً الخوض أكثر في “طبيعة الاقتراح” واكتفت بالإشارة إلى أنّ “كل ما ينشر في بيروت حوله لا يعكس الواقع”، مع تشديدها في هذا الإطار على وجود “اتفاق يقضي بعدم تسريب تفاصيل المفاوضات والأفكار التي يطرحها الجانب الأميركي” في هذه المرحلة.

حكومياً، كما كان معلناً ومتوقعاً، أقرّ مجلس الوزراء تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية “بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية” وأحال اقتراح إرجائها إلى تاريخ 31 أيار 2023 إلى مجلس النواب، في حين دفع إصرار رئيس الجمهورية على عدم الركون إلى خلاصة دراسة وزارة الداخلية التي أكدت وجود عوائق قانونية ولوجستية ومالية أمام اعتماد الـ”ميغاسنتر” في الانتخابات النيابية المقبلة على بعد مسافة أقل من 90 يوماً من موعدها في أيار المقبل، إلى إحالة الموضوع إلى لجنة مؤلفة من وزراء العدل والداخلية والمالية والخارجية والتربية والثقافة والسياحة والاتصالات، لإعداد تقرير بشأن إمكانية اعتماد هذه الآلية في انتخابات أيار تمهيداً لعرض التقرير مجدداً على مجلس الوزراء خلال الجلسة التي يعقدها الخميس المقبل في قصر بعبدا.

وتوازياً، أعاد رئيس الجمهورية إحياء مشروع “سد بسري” عبر اتخاذ مجلس الوزراء قراره بإعادة التواصل مع البنك الدولي بخصوص التمويل المرصود لتنفيذ هذا المشروع، فضلاً عن مواصلته تسطير المزيد من “المراسيم الانتخابية” وتسخيرها في خدمة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ومرشحي “التيار” في المناطق، حيث بدا ذلك واضحاً في تغريدة النائب إدي معلوف أمس على صفحته عبر موقع “تويتر” مدوّناً: “بعد سنين من المتابعة التي بدأت مع النائب نبيل نقولا وتابعناها بصبر، نقول مبروك لأصحاب الحق. اليوم، وافق مجلس الوزراء على طرح الرئيس عون إلغاء مرسوم الاوتوستراد الدائري الممتد من خلدة الى ضبيه Ecochard وإلزام المراجع الرسمية شطب إشارات التخطيط وتحرير العقارات المحجوزة”. ووضعت أوساط مواكبة لهذا الملف إلغاء المرسوم المعروف بـ”اكوشار” في خانة “الأهداف الانتخابية البحتة” على غرار ما جرى قبل مدة وجيزة مع تهليل باسيل لتوقيع عون مرسوم إلغاء استملاكات الدولة على طريق البترون – تنورين، بحيث أتى المرسوم الجديد ليحرر عقارات بملايين الدولارات تمتد من الشويفات إلى ضبيه وتعود ملكية العديد منها إلى محظيين ومقربين من “التيار الوطني”.

*********************************************

الشرق الأوسط

معارضو «حزب الله» في شرق لبنان يتسابقون لاستمالة أصوات العشائر

«القوات اللبنانية» الأوفر حظاً في بعلبك ـ الهرمل

  حسين درويش

تتسابق قوى المعارضة لاستمالة العشائر والعائلات في محافظة بعلبك الهرمل بشرق لبنان، في محاولة لجذب أصواتها في السباق الانتخابي، وتأمين أصوات ترفع الحواصل الانتخابية لقوائم المعارضة التي تواجه لائحة «حزب الله» وحلفائه بالمنطقة.

وتحاول القوى المعارضة لـ«حزب الله» على تنوعها، أن تستثمر في العثرة التي يحاول الحزب تخطيها، وهي ترشيحاته في الدائرة التي لم تشمل مروحة من العشائر والعائلات، إذ أعاد الحزب ترشيح وجوه كان سبق أن رشحها في الدورة السابقة؛ وهم النواب حسين الحاج حسن وإيهاب حمادة وإبراهيم الموسوي وعلي المقداد.

وتعد قائمة حزب «القوات اللبنانية» الأوفر حظاً في قوائم معارضي الحزب في بعلبك الهرمل، ولا تزال حسب استطلاعات الرأي تحتفظ بحاصل ونصف الحاصل اللذين تمكنت من تحقيقهما في انتخابات عام 2018 بالتحالف مع «تيار المستقبل» والمعارض الشيعي يحيى شمص الذي كان بمثابة بيضة القبان وتمكن من جمع 6658 صوتاً، وأسهمت هذه الأصوات التي نالها شمص بإيصال فائزين إلى الندوة النيابية، وهما النائب عن المقعد الماروني أنطوان حبشي والنائب عن المقعد السني بكر الحجيري ضمن لائحة «الإنماء والكرامة».

وفي المقابل، لم يتمكن شمص من تحقيق أي خرق شيعي معارض بوجه لائحة «حزب الله» بسبب تعقيدات قانون الانتخابات النسبي الحالي الذي على أساسه ستجري المعركة الانتخابية الحالية، رغم أن عدد الأصوات التي حصل عليها كانت أعلى من الأصوات التي مكنت بكر الحجيري من الوصول إلى البرلمان.

وتعد التحالفات الشيعية في اللائحة المقابلة لـ«حزب الله» جزءاً من رافعة اللائحة، لكن التحالفات لم تتبلور حتى الآن لجهة أسماء مرشحيها بسبب عدم حسم خياراتها، في حين قالت مصادر مواكبة إن الاتصالات متواصلة بين المعارضين لتنظيم لوائح تتمتع بثقل وتمتلك فرص إحداث الخرق، لافتة إلى ملاحظات على الحزب بسبب سوء إدارة الملف الداخلي.

وتتوزع العشائر في محافظة بعلبك الهرمل على مناطق وقرى بوداي ومقنة والكنَيْسة والهرمل والحدث وشعت وريحا، إضافة إلى القرى الحدودية التي يسكنها لبنانيون في الجانب السوري من الحدود بمنطقة البقاع الشمالي.

ويتطلع مرشحون من العشائر معظمهم من هذه المنطقة إلى خوض معركتهم الانتخابية في لائحة انتخابية واحدة، تستند إلى تأييد العشائر والعائلات، وهم يقفون في الخط الوسط بين الموالاة والمعارضة ويحمّلون مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد لكل الأحزاب التي شاركت في السلطة. وقالت مصادر من العشائر لـ«الشرق الأوسط» إن العشائر والعائلات الكبرى «يمكن لها أن تفوز بمقعدين إذا توحدت وجمعت الأصوات الشيعية غير الموالية لحزب الله وحلفائه».

وقال دمر المقداد، وهو أحد المرشحين وناشط اجتماعي: «نعتبر أنفسنا الأقوى ويمكننا أن نقدم لأهلنا ما لم يستطع غيرنا تقديمه»، مضيفاً: «عندما تحين لحظة اتخاذ القرار، نعود كلنا إلى جذورنا ويلتف بعضنا حول بعض إلى جانب عشائرنا».

وتتحضر لائحة من العشائر للإعلان عن خوض المعركة الانتخابية، وهي مكونة من مدحت زعيتر، وخالد جعفر من المنطقة الحدودية اللبنانية، إلى جانب دمر المقداد، ويوسف شمص، ومرشح من آل ناصر الدين، فضلاً عن أحد الوجوه الفاعلة والمستقلة من بلدة عرسال.

وفي المقابل، تتطلع معظم اللوائح لاستمالة العشائر، ومن ضمنها «القوات اللبنانية» التي تسعى لتحالفات مع العشائر بعد تجربتها الناجحة مع المرشح والنائب السابق يحيى شمص في انتخابات 2018.

*********************************************

الجمهورية

 الحكومة تؤجّل البلديّات وترحّل «الميغاسنتر» .. والأمن الغذائي في خطر .. وإسرائيل تهدّد

أُصيب العالم بالأمس، بحالة من الهلع النووي، بعد الإعلان عن استهداف مفاعل نووي في اوكرانيا، وهو الحدث الذي عزّز الشكوك في إمكان تطور العمليات الحربية في تلك المنطقة الى ما هو أخطر وأدهى. وإذا كانت موجة الهلع الأكبر قد تمدّدت خارج حدود روسيا وأوكرانيا، وضربت جيران هاتين الدولتين المتحاربتين، إلّا انّ ارتداداتها حرّكت عوامل القلق والذعر على امتداد الكرة الارضية، من دون ان تستثني هذه المنطقة، ولبنان من ضمنها.

الأمن الحياتي مهدّد

وعلى ما بات مؤكّداً، فإنّ لبنان الذي تعرّض لقنبلة نووية اقتصادية ومالية واجتماعية اطاحت كل شيء فيه، وأفقدته عوامل صموده في وجه العواصف الداخلية والخارجية، قد سبق العالم في تلقّي الصدمات، فأمنه الإجتماعي غاية في الاهتراء، وأمنه الصحّي غاية في التردّي، والفواتير الاستشفائية هائلة، والاستشفاء بات للأغنياء فقط، فيما مرضى الضمان الاجتماعي مهدّدون، وها هو البلد اليوم بدأ سيره نحو أزمة لاحقة، هي الأشدّ خطورة عليه وتهّدد أمنه الغذائي، يُنذر بها اقتراب المخزون الداخلي من الشحّ في الأساسيات المتعلقة بحياة المواطنين مثل القمح، اضافة الى الزيوت من اوكرانيا وروسيا، وضعف القدرة، سواء المالية او اللوجستية، على إيجاد مصادر بديلة. وهو أمر ينذر بدوره بواقع مرير وأليم على هذا البلد.

تحذير من الأسوأ

وعلى الرغم من التطمينات التي تبديها بعض المستويات الرسمية والاقتصادية حول انّ مخزون الطحين والمواد الغذائية وكذلك المواد الأساسية كافٍ لفترة شهر ونصف، الّا انّها في رأي خبراء اقتصاديين تطمينات مؤقتة، أقرب الى إبر مخّدرة لا أكثر. فالوضع مخيف لا بل مرعب، حيث لن يطول الوقت وستفقد الإبرة المخدّرة مفعولها، وسنعود الى الاصطدام بواقع لبناني ضعيف جداً، عاجز عن تلبية أساسيات حياته وتأمين رغيف خبز.

وقال خبير اقتصادي لـ”الجمهورية”: “لا شك أنّ الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان قد شلّته بشكل شبه كامل، الاّ انّ ذلك لا يعني ان ننتظر لنصاب بالشلل الكامل. فتعامل الجهات المسؤولة في الدولة مع هذا الخطر الكبير الآتي حتماً، إن تفاقمت الأمور أكثر في تلك الحرب، لا نقول إنّه دون المستوى، بل هو شبه معدوم بالفعل. حيث لا يجدي الهروب الى الأمام والقول انّ الازمة ليست على لبنان فقط بل هي أزمة على امتداد العالم. فقد يصح مثل هذا الكلام إن كان لبنان محصّناً ويملك بالفعل قوة لتلقّي الصدمات. وها هو يبحث عمّن يزوده بالقمح وعمّن يدفع ثمنه. فإذا كنا غير قادرين على دفع ثمن القمح، فكيف لنا أن نصمد؟”.

وحذّر الخبير “من الانحدار والسقوط الفعلي الى قعر الهاوية التي نحن فيها أصلاً”، وقال: “لبنان اليوم، في سباق مع هذا السقوط، ما يوجب على الحكومة والجهات المسؤولة، وبدل الاستغراق كما هي الآن، في مراقبة الحدث الأوكراني ورصد كرة النار التي يمكن ان تتدحرج في كل اتجاه، ان تبادر ولو إلى تحصينات الحدّ الأدنى في هذا المجال وبالإمكانات المتاحة، وإلّا فإنّ هذا الشحّ، فيما لو استمرّ وخصوصاً في مادة القمح، سيوصل البلد في نهاية الامر الى الجوع الحقيقي”.

“ما حدا فاضيلنا”

وأبلغ مرجع مسؤول الى “الجمهورية” قوله: “لا أحد يستطيع ان يتنبأ بمستقبل الحرب في اوكرانيا ولا بتداعياتها وما قد ينتج منها من وقائع او قواعد جديدة على المسرح الدولي بشكل عام، ومما لا شك فيه انّ تأثيراتها مترامية على مستوى العالم وصولاً الى منطقتنا، ولا نستطيع ان نعتبر أنفسنا معزولين عن تلك التداعيات، ولكن بمعزل عن هذه الحرب وتداعياتها المحتملة، لبنان في أسوأ أزمة في تاريخه، ودلّت الوقائع المحلية والخارجية انّه متروك لمصيره، يقلّع شوك أزمة ثلاثة أرباعها صناعة داخلية، بيديه، ما يعني انّه خارج سلّم اولويات الدول، حتى تلك التي تعتبره شقيقاً او صديقاً، فكيف الآن مع الأزمة الجديدة بين روسيا واوكرانيا، التي خلقت اولويات جديدة ومحصورة في اوكرانيا؟”.

وخلص المرجع المسؤول الى القول: “انا اشارك المتشائمين والخائفين من تداعيات هذه الحرب علينا وعلى العالم، والوضع أكثر من مخيف، واياً كانت الإمكانات ضعيفة، فبمقدور الحكومة ضمن هذه الإمكانيات ان تفعل شيئاً، لأننا وحدنا، حيث يجب ان نعترف “انو ما حدا فاضيلنا”، ولا مكان للبنان في جدول الأولويات الدولية وحتى العربية، وإن وجد، فلن يكون اكثر من نقطة غير مرئية في هذا الجدول”.

مزيد من الشكر

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو الهبّة الدوليّة في اتّجاه لبنان، لتوجيه الشكر على موقفه من الحرب الروسية- الاوكرانية، وتصويته في الامم المتحدة.

وجديده أمس، زيارة وفد موسّع من الاتحاد الاوروبي الى رئيس الجمهورية ميشال عون، ضمّ سفراء وقائمين بأعمال بلجيكا، بلغاريا، المانيا، الدنمارك، اليونان، اسبانيا، فنلندا، فرنسا، هنغاريا، ايطاليا، هولندا، بولونيا، رومانيا، سلوفاكيا والسويد. حيث كرّر الوفد شكر لبنان لـ “موقفه في الجمعية العامة للامم المتحدة من الأزمة في اوكرانيا، حيث انضمّ الى 140 دولة في الامم المتحدة بإدانته هذا العمل الهجومي الروسي غير المبرّر، الذي انتهك القوانين الدولية وهدّد الامن والاستقرار في اوروبا”.

ووفق المعلومات الرسمية، فإنّ الرئيس عون أكّد خلال اللقاء “أنّ العودة الى خيار التفاوض هو الافضل في حل النزاع القائم بين روسيا واوكرانيا، لأنّ اعتماد الوسائل السلمية يؤدي الى حقن الدماء ويجنّب أي تداعيات تزيد الخلافات بين الدول عموماً والدول المجاورة خصوصاً”.

وإذ لفت الى “أهميّة اعتماد لغة الحوار والتضامن بين الشعوب والدول خلال الأزمات والحروب”. قال: “إنّ موقف لبنان كان دائماً ولا يزال ضدّ أي عمل حربي موجّه ضدّ ايّ دولة حرة ومستقلة، ونعتبر ذلك اعتداء على السيادة والاستقلال كما على الشعب الآمن. فلبنان عانى الكثير من المشاكل والحروب التي كانت نتائجها وخيمة على شعبه كما على بناه التحتية واقتصاده، لاسيما إباّن الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982”.

المفاوضات مع الصندوق

من جهة ثانية، وفيما ينتظر لبنان عودة وفد صندوق النقد الدولي الى بيروت في غضون ايام قريبة، أبلغت مصادر حكومية إلى “الجمهورية” قولها، انّ الزيارة المرتقبة لوفد الصندوق غاية في الأهمية لناحية التحضير لانطلاقة سريعة للمفاوضات، لبلوغ برنامج تعاون يُرتقب ان ينال منه 3 او 4 مليارات دولار.

ورداً على سؤال عن صحة ما يتردّد، أنّ خطة التعافي التي أعدّتها الحكومة لم تُقنع صندوق النقد، وهو الامر الذي قد يؤخّر بدء المفاوضات، اكتفت المصادر بالقول: “نسمع الكثير من الكلام والكثير من التشويش والسيناريوهات غير الواقعية، فيما الصورة غير ذلك تماماً، حيث انّ المباحثات مع مسؤولي صندوق النقد تجري في المسار الصحيح، وخلافاً لما يُقال، فإنّ الأجواء ايجابية حول خطة التعافي”.

“الكابيتال كونترول”

إلى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ”الجمهورية”، انّ الزيارة الاخيرة لوفد صندوق النقد الدولي، وكذلك زيارة وفد وزارة الخزانة الاميركية، كانتا غاية في الأهمية، ولا سيما لناحية تحديد كيفيّة إخراج لبنان من أزمته، ووصول المساعدات الدولية اليه.

وبحسب المصادر عينها، فإنّ “كبار المسؤولين في لبنان قد تبلّغوا بشكل شديد الصراحة والوضوح، بأنّ الجهات المسؤولة في لبنان باتت ملزمة في الإقدام على خطوات اساسية وعاجلة ومسؤولة، لتسهيل بلوغ برنامج تعاون مع صندوق النقد الدولي، وتشجيع المؤسسات المالية الدولية على فتح أبواب المساعدات للبنان. ومن دون هذه الخطوات بالتأكيد لن يحصل لبنان على شيء”.

وكشفت المصادر، انّ “أبرز هذه الخطوات تتجلّى في إقرار القانون المتعلق برفع السرية المصرفية، وكذلك قانون “الكابيتال كونترول” بمضمون واقعي ومدروس، يلبّي الغاية منه ويحاكي الحاجة اليه، وليس بمضمون فارغ. أضافة الى توزيع الخسائر بشكل عادل ودقيق لا يحمل الأعباء للمودعين. كما الى مسألة أساس، وهي إتمام التدقيق الجنائي. مشيرة الى انّ المماطلة التي سادت هذه الخطوات التي كان يُفترض ان يُقدم عليها لبنان قبل سنتين على الاقل، زادت الامور تعقيداً، واستمرارها معناه انّ لبنان لن يتلقّى ولو دولاراً واحداً”.

أقل من شهر

سياسياً، مع تزايد عدد المرشحين للانتخابات النيابية في آخر ايام المهلة التي تنتهي في 15 آذار الجاري، يزداد هدير الماكينات الانتخابية في كل المناطق، فيما حركة الاتصالات تجري بين مكونات وتوجّهات مختلفة تمهيداً لصياغة التحالفات وتشكيل اللوائح، التي يفترض ان تتبلور بصورتها النهائية قبل أربعين يوماً من موعد الانتخابات في 15 ايار، اي قبل مطلع نيسان المقبل، ما يعني انّ المهلة لذلك هي أقل من شهر.

في هذه الأجواء، رحّلت الحكومة موضوع “الميغاسنتر” الى الجلسة المقبلة، حيث لم يبت فيه مجلس الوزراء الذي انعقد بعد ظهر امس في القصر الجمهوري في بعبدا، علماً انّ المؤشرات تؤكّد أن لا إمكانية لإتمام هذا الامر لأسباب مالية وتقنية ولوجستية. فيما قرّر التمديد للانتخابات البلدية حتى 31 أيار 2013، على أن يُحال مشروع قانون التمديد الى مجلس النواب لأخذ القرار المناسب في شأنه.

وفي مداخلة له في مستهل الجلسة، دعا الرئيس ميشال عون إلى “ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة لضمان الأمن الغذائي للبنانيين، بعد التطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وضرورة مواجهة غلاء الأسعار ومنع الاحتكار”.

وأشار إلى أنّ “وفد صندوق النقد الدولي سلّط الضوء على ضرورة إقرار خطة التعافي في أسرع وقت ممكن، على أن تشمل الخطة إعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف، وتوحيد سعر الصرف، وتوزيع الخسائر، والإصلاحات المالية البنيوية اللازمة، وخطة لشبكة الأمان الاجتماعي”. وقال: “لقد شدّد وفد صندوق النقد الدولي على ضرورة تأمين التوافق السياسي لإقرار خطة التعافي”.

وأكّد أنّ “الوضع المالي دقيق جداً، ولا يحتمل أي تأجيل”، وقال: “أضع الجميع أمام مسؤولياتهم”.

اما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فأوضح الأسباب التي دفعت بلبنان إلى اتخاذ موقف من النزاع الروسي – الأوكراني، وقال: “إنّ هذا الموقف ينطلق من سرد تاريخي لمواقف مبدئية اتخذها لبنان بإدانة أي دولة تغزو دولة جارة، علماً أنّ موقفنا من روسيا يقوم على ضرورة إقامة أفضل العلاقات معها”.

وتناول موضوع الأمن الغذائي، داعياً إلى “ضرورة استشراف معالجة الوضع، الذي يمكن أن ينتج إذا ما طالت الحرب بين روسيا وأوكرانيا”، مقترحاً “اتخاذ إجراءات احترازية تمنع وقوع البلاد في أزمة غذائية”.

كما عرض “المداولات مع وفد وزارة الخزانة الأميركية، والنقاط التي أُثيرت خلالها، لا سيما لجهة مكافحة الفساد وتفعيل عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تمّ تشكيلها، وذلك في أسرع وقت، لتأكيد جدّية الدولة اللبنانية في مكافحة الفساد”.

وأفيد انّ وزير العمل مصطفى بيرم قدّم مداخلة سأل فيها: “لماذا تتكرّر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بانحياز لبنان الذي لا يقدّم ولا يؤخّر إلّا أضراراً على وضعنا الصعب والمعقّد؟ ألا يستحق هذا الموقف أن يُناقش في مجلس الوزراء لإخراجه بطريقة صحيحة، خصوصاً أننا اعترضنا على تصرّف وزير الخارجية سابقاً؟ وها هو الأمر يتكرّر في تصويت الأمم المتحدة من دون أن يُناقش في مجلس الوزراء؟ ألسنا معنيين جميعاً كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية تجاه المواقف المختلفة”؟.. وردّ رئيس الحكومة: “قلنا لكم إنّ روسيا ليست مقصودة ولا مستهدفة من البيان، نحن ضدّ أيّ تدخّل دولي في أي دولة أياً تكن الدولة المتدخلة”.

كما افيد بأنّ وزراء حركة “أمل” و”حزب الله” قدّموا اعتراضاً على مشروع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية، لجهة ما سمّوه “وجوب الحفاظ على سيادة الدولة في حقها بتوزيع المساعدات على قواها الأمنية بإرادتها”.

تحذير اسرائيلي

على المقلب الجنوبي، حذّر مندوب العدو الإسرائيليّ الدائم لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، من اندلاع مواجهة عسكرية مع “حزب الله”، بسبب ما اعتبره “مواصلة الأخير لنشاطه العسكري قرب الحدود”.

وقال اردان إثر لقائه القائد الإسباني الجديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” أرولدو لازارو ساينز: “تصرفات “حزب الله “يمكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية مستقبلية، من شأنها أن تجلب كارثة إلى لبنان، وسيتعيّن على إسرائيل الردّ بقوة”.

وتابع قائلاً: “أتوقع من قوات “اليونيفيل” أن تطبّق القرار 1701 بالكامل وتمنع “حزب الله من القيام بما يحلو له”.

عقوبات

في سياق متصل بالحزب، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس الجمعة، عن فرض عقوبات على ممولين لـ”حزب الله” اللبناني في غينيا، وذلك بهدف تعطيل شبكة أعماله في غرب إفريقيا.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية الأميركي، إنّ وزارة الخزانة تواصل كشف رجال الأعمال الذين يدعمون أنشطة “حزب الله” المزعزعة للاستقرار من خلال الرشاوى وأنشطة الفساد الأخرى. واعلن عن إدراج رجلي الأعمال اللبنانيين علي سعادة وإبراهيم طاهر على قائمة عقوبات، لتقديمهما مساعدات مادية ومالية لـ”حزب الله”.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إنّها أضافت كلاً من عادل دياب وعلي محمد الداون وجهاد سالم العلم وشركتهم “دار السلام للسفر والسياحة” الى قائمتها الخاصة بالعقوبات.

أضافت، أنّه “من خلال رجال أعمال كهؤلاء المحدّدين اليوم، يصل “حزب الله” للدعم العيني والمالي عبر القطاع التجاري المشروع، من أجل تمويل أعماله الإرهابية ومحاولاته لزعزعة استقرار المؤسسات السياسية اللبنانية”.

*********************************************

اللواء

العهد «يثأر» من السنوات الضائعة: بسري و«الميغا» والاستملاكات والتدقيق!

السنيورة لاستعادة المبادرة بالترشح والإقتراع.. وعلوش لـ«اللواء»: لن أردّ

بين شهري آذار ونيسان الجاري والمقبل، وما يمكن استثماره من منتصف أيّار يمضي العهد في تنفيذ ما عجز عن تنفيذه في السنوات الخمس ونيّف الماضية. وهذا ما لاحظته مصادر وزارية شاركت في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس في بعبدا، حيث أصرّ الرئيس ميشال عون على تمرير «الميغاسنتر» مهما كلف الأمر، وتكليف مجلس الإنماء والاعمار اعداد دراسة تفصيلية حول مدى أهمية مشروع سد بسري وتكليف وزير الطاقة وليد فياض إعادة التفاوض مع البنك الدولي لإعادة احياء القرض المتعلق بالموضوع، فضلا عن ترقين وشطب الإشارات على العقارات الموضوعة بموجب المرسوم الرقم 5821/1966 المعروف بـ «ايكوشار» بعد اعتباره كأنه لم يكن.

وكان لافتا كلام الرئيس عون عن دقة الوضع المالي، والذي لا «يحمل أي تأجيل» مع تعزيز موقفه المتشدد، بأن «وفد صندوق النقد الدولي سلط خلال زيارته للبنان الضوء على ضرورة إقرار خطة التعافي بأسرع وقت ممكن».

واعتبرت مصادر سياسية ان إلحاح الرئيس عون على وجود الميغاسنتر، لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة، بالتزامن مع مطالبة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بالرغم من ضيق الوقت وصعوبة تأمين الاموال، وتوفير التجهيزات التقنية اللازمة، ومعارضة بعض الاطراف السياسيين، يزيد من الخشية، بأن وراءها محاولة مبيتة لتأجيل هذا الاستحقاق لوقت محدد.

واشارت المصادر إلى انه بالرغم من كل التاكيدات العلنية بالاصرار على اجراء الانتخابات النيابية، امام اللبنانيين الموفدين من الخارج، الا ان الاصرار اللافت من قبل فريق العهد على انشاء الميغاسنتر على هذا النحو، بعدما فشلت كل محاولات تعديل قانون الانتخابات النيابية، لناحية حصر تصويت المغتربين بالنواب الستة، بدلا من جميع اعضاء المجلس، يعطي دليلا اضافيا، على أن الهدف الاساس هو، اما تطيير الانتخابات، او التأجيل لفترة معينة، تحت حجج باتت تتردد علنا، بتعذر انتقال المواطنين من الاطراف والاماكن البعيدة، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء كلفة النقل، او تعذر تأمين الكهرباء لكافة مراكز الاقتراع، في ظل انحسار التغذية بالتيار الكهربائي في جميع المناطق اللبنانية.

وقالت المصادر ان هناك محاولة باتت مكشوفة من العهد، رئيسا وتيارا،  لتاجيل الانتخابات النيابية المقبلة، لم تعد تغطيها بيانات النفي المتكررة، بعدما اظهرت استطلاعات الرأي الاستباقية، تراجع ملحوظ في التأييد الشعبي لمرشحي التيار في اكثرية الدوائر الانتخابية، بفعل الاستياء العام من الاداء المزري للفريق الرئاسي طوال السنوات الماضية، وهزالة التحالفات الانتخابية المرتقبة مع خصوم التيار، ولاسيما مع حركة امل بفعل الخلافات القائمة معها، وتوجه شريحة واسعة من المغتربين للتصويت لخصوم التيار في اكثرية الدوائر الانتخابية، ومن بينها البترون والجوار، وهي الدائرة التي سيترشح فيها باسيل شخصيا.

ولاحظت المصادر انه تفاديا لخسارة التيار الوطني الحر في الدوائر المشكوك فيها، بدأ الحديث جديا يتداول بالكواليس عن إقتراح لارجاء موعد الانتخابات النيابية المقبلة الى شهر ايلول المقبل. اما لماذا حتى ذلك التاريخ؟ استنادا الى السيناريو المتداول في نطاق ضيق حاليا، فإنه من الصعوبة بمكان تأليف حكومة جديدة، في المدة الفاصلة عن موعد اجراء الاستحقاق الرئاسي في تشرين الاول الذي يليه، اذا أجريت الانتخابات النيابية بموعدها في ١٥ ايار المقبل، وهي مدة قصيرة نسبيا، ولتفادي حصول الفراغ بالسلطة لاي سبب طارىء، مع وجود حكومة مستقيلة، يستحسن تأجيل الانتخابات النيابية حتى شهر ايلول المقبل وخلال هذه المدة، يتم انشاء الميغاسنتر، واتمام كل التحضيرات المطلوبة، وانقشاع نتائج وتداعيات صفقة الملف النووي الايراني والحرب الدائرة في اوكرانيا على لبنان والمنطقة.

واستنادا الى المصادر المذكورة، فإن تطبيق هذا السيناريو على هذا النحو، وان كان يرضي فريق العهد، الا ان دونه صعوبات، لان معظم الاطراف وان كانت تحبذ تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة ضمنيا، خشية من نتائجها غير المشجعة، الا انها تتفادى البوح علنا برغبتها هذه، تجنبا لاثارة الرأي العام الداخلي، ونقمة المجتمع الدولي عليها.

وافادت مصادر وزارية أن عددا من الملفات طرح من خارج جدول الأعمال وإن الرئيس ميقاتي وحده من اثار موضوع الموقف من الحرب الروسية على أوكرانيا ولم تكن هناك اي مداخلات وزارية حول هذا الموضوع على الرغم من مداخلة سربت لوزير العمل مصطفى بيرم قال فيها: لماذا تتكرر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا واوكرانيا بانحياز لبنان الذي لا يقدم ولا يؤخر الا اضراراً على وضعنا الصعب والمعقد الا يستحق هذا الموقف ان يناقش في مجلس الوزراء لاخراجه بطريقة صحيحة خاصة واننا اعترضنا على تصرف وزير الخارجية سابقاً وها هو الامر يتكرر في تصويت الامم المتحدة من دون أي ناقش في مجلس الوزراء السنا معنيين جميعاً كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية انجاه المواقف المختلفة. لكن مصادر وزارية نفت ذلك وقالت أن  الرئيس  ميقاتي وحده من تحدث.

وفي المعلومات أن موضوع تنفيذ المذكرة بشأن المساعدة الاجتماعية حضر في مداخلات عدد من الوزراء وقال وزير الشؤون الاجتماعية أن هناك أرباكا في تنفيذ المذكرة وتحدث وزير العمل عن أن هناك موظفين يقطنون في أماكن بعيدة عن مركز عملهم ولا يمكن  أن تطبق على جميع الأشخاص  . كذلك اثار الوزير بيرم ما تم الاتفاق عليه بشأن رفع الحد الأدنى لموظفي القطاع الخاص وتبلغ قيمة الزيادة ٣ ملايين و٣٠٠ الف ليرة.

وفي موضوع المذكرة أيضا،  أوضح  وزير المال الكلفة وقال لا مانع من أن تشمل  المساعدة الاجتماعية من يداومون لأيام محددة. وعلم أن وزير العدل استوضح وزير التربية بشأن مبلغ الـ١٨٠ دولاراً للمعلمين فقال الوزير الحلبي أنها تعطى لمرة واحدة. ثم تحدث وزير الصناعة عن الأمن الغذائي وشكلت لجنة برئاسة وزير الاقتصاد. وعرض وزير شؤون المهجرين موضوع زيارته إلى سوريا على أن تناقش النتائج في الجلسة المقبلة للحكومة.  وفي موضوع الاتفاقية الأممية مع الولايات المتحدة الأميركية شرح وزير الدفاع ملابساتها وكانت ملاحظات واستفسارات للوزراء بشأن وجهة السلاح وتردد أن وزراء حزب الله وامل سجلوا  إعتراضا على مشروع اتفاقية الامنية مع اميركا فقط  لجهة وجوب الحفاظ على سيادة الدولة في حقها بتوزيع المساعدات على قواها الامنية بإرادتها.  وأكد وزير الدفاع أن ما من تنازل عن السيادة وقدم ايضاحات.

وفي ملف سد بسري، كان سؤال لممثل مجلس الإنماء والأعمار عنا يمكن فعله بعدما اوقف البنك الدولي القرض وهناك أموال صرفت وقسم منها ذهب إلى المتعهدين وتقرر تكليف المجلس  إجراء دراسة لمعرفة الحاجات..    وفي موضوع مشروع «ايكوشار «الذي حمل رئيس الجمهورية لواءه تقرر نزع الإشارات  عن الاستملاكات الممتدة من خلدة إلى ضبية بما يتيح لأصحاب الاستملاكات الاستفادة منها بعدما جمدت ممتلكات عدد منهم  لسنوات طويلة وهنا قال وزير المهجرين أن ذلك قد يخلق مشكلة الاستملاكات في الاوتوستراد الدائري والعربي.

الى ذلك وفي موضوع الميغاسنتر شرح وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الدراسة التي أعدها وقال أن الميغاسنتر خطوة إصلاحية والكل مجمع على ذلك لكن اعتماده يتطلب تأمين تجهيزات لوجيستية اي تقطيع المراكز إلى غرف داخلية يتناسب عددها مع إعداد المسجلين المحتملة ومكاتب لزوم لجان القيد الخاصة بالمركز و٣٠ خادم server  لكل مركز يتطلب استيرادها ثلاثة أشهر وتأمين ربط كل مركز اقتراع كبير بشبكة اوجيرو لربطه بكافة لجان القيد في المناطق عبر فايبر اوبتيك  واجراء تمديدات داخل المركز لربط لجان القيد في المراكز بشبكة داخلية وتأمين لوازم إقلاع الاقتراع ومكاتب لجان القيد من تلفزيونات وآلات طباعة وكمبيوترات ولفت إلى  أنرالوقت ضاغط لاسيما أن توقيت الانتخابات حدد بعد عيدي الفطر والفصح كما أن مراكز الاقتراع الكبرى يجب أن توضع بتصرف الوزارة لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من تاريخ صدور القانون. وتحدث ايضا عن الحاجة إلى طلب سلفة خزينة لاتمامها وما من أموال مرصودة لذلك.  وقال إنه لا يتحمل تأجيل الانتخابات وكشف الوزير بيرم أنه مع الميغاسنتر واجراء الانتخابات في مواعيدها وتحفظ الوزير الحلبي عليها.

وقال الرئيس ميقاتي أن هناك حماسة الاقتراع وأقترح لجنة مصغرة تضم وزراء الداخلية والمالية والعدل والخارجية والثقافة والتربية  والاتصالات  وانضم لاحقا إليها وزير السياحة لدراسة الموضوع على أن ترفع تقريرها الثلاثاء المقبل بعد تجتمع اليوم. واعترض الرئيس عون على عدم تضمين اللجنة تقنيين لاسيما أن هناك شقا تقنيا في الملف وقال ميقاتي أنه بناء على طلب رئيس الجمهورية يمكن الاستعانة بمن تراه مناسبا وإن بامكان الخبراء الانضمام إليها.  وعلم أن الجلسة المقبلة للمجلس قد تنقل من السراي إلى بعبدا .

وقرر المجلس أيضا الغناء مكتب السياحة في باريس على ان تتم دراسة وضع العاملين فيه   كما أقر المجلس سلفة بقيمة مليار و٢٠٠ مليون للهيئة العليا للإغاثة لإعادة اللبنانيين من أوكرانيا.

كما أقر مجلس الوزراء في جلسته امس في القصر الجمهوري مشروع قانون من وزارة الداخلية تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية سنة كاملة، بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك ويقترح إجراءها في 31 أيار 2023 على أن يحال هذا الاقتراح على مجلس النواب ليتخذ القرار المناسب.

وقرر تشكيل لجنة طوارئ لمواكبة موضوع الأمن الغذائي وحماية الأسواق لجهة الاحتكار والتلاعب بالأسعار.  قوامها وزراء الاقتصاد الصناعة الزراعة الدفاع والمالية والثقافة، وذلك بعدما اثار رئيس الجمهورية ميشال عون او رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد امين سلام في مستهل الجلسة موضوع الأمن الغذائي ومخاطر عدم تأمين القمح وغيره في ظل الحرب على أوكرانيا على اعتبار أن الأمن الغذائي أولوية.

وعُلم ان وزير الاقتصاد سيتّخذ مطلع الأسبوع المقبل قراراً يقضي بتوقيف أذونات التصدير لعدد من المواد الأولية المهمة التي يُصدّرها لبنان، وذلك إفساحاً في المجال أمام الإكتفاء الذاتي وحماية الإكتفاء المحلي.

لكن عاد التوتر الى الحكومة على خلفية الموقف الرسمي الجديد بتصويت لبنان الى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول وقف الحرب الروسية على اوكرانيا. وقد أثار وزير العمل مصطفى بيرم هذا الموضوع وقدم مداخلة حوله قال فيها: لماذا تتكرّر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بانحياز لبنان الذي لا يقدّم ولا يؤخّر إلا اضراراً على وضعنا الصعب والمعقد؟ ألا يستحق هذا الموقف أن يناقش في مجلس الوزراء لإخراجه بطريقة صحيحة، خصوصاً وأننا اعترضنا على تصرّف وزير الخارجية سابقاً؟ وها هو الأمر يتكرر في تصويت الأمم المتحدة من دون أن يناقش في مجلس الوزراء؟ ألسنا معنيين جميعاً كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية تجاه المواقف المختلفة؟

وردّ ميقاتي: قلنا لكم إنّ روسيا ليس مقصودة ولا مستهدفة من البيان. نحن ضدّ أي تدخل دولي في أي دولة أياً تكن الدولة المتدخلة.

وكان ميقاتي قد عرض ايضاً في مستهل الجلسة الأسباب التي دفعت بلبنان إلى اتخاذ موقف من النزاع الروسي – الأوكراني، وقال: إن هذا الموقف ينطلق من سرد تاريخي لمواقف مبدئية اتخذها لبنان بإدانة أي دولة تغزو دولة جارة، علما أن موقفنا من روسيا يقوم على ضرورة إقامة أفضل العلاقات معها.

وجرى نقاش حول دراسة وزارة الداخلية المتعلقة بإنشاء مراكز الاقتراع الكبرى (ميغا سنتر) وقال وزير الداخلية وسام مولوي: أنا ضدّ تأجيل الإنتخابات ومع إجرائها في موعدها وتطبيق «الميغاسنتر» يحتاج إلى وقت وإلى أموال وهذا غير متوافر، و«أنا ما عم بشتغل سياسية بل أقول ما يمكن فعله»

واوضح مولوي انه تواصل مع هيئة «أوجيرو» وإنّ «الميغاسنتر» بحاجة إلى معدّات من الخارج وإلى اعماد الالياف الضوئية للانترنت «فايبر أوبتيك» .

بعد نقاش مستفيض لتقرير وزارة الداخلية وانقسام الوزراء حوله، قرر مجلس الوزراء تشكيل لجنة وزارية تضم وزراء: الداخلية والعدل التربية والثقافة والمالية والسياحة والاتصالات، لدرس موضوع انشاء مراكز الاقتراع الكبرى ومدى امكانية اعتماد آلية في الانتخابات النيابية ورفع تقرير بالنتيجة في مهلة اقصاها يوم الثلاثاء المقبل تمهيدا لعرض الموضوع على مجلس الوزراء في الاجتماع المقبل للحكومة، على ان تستعين اللجنة بمن تراه مناسباً في اعداد التقرير المطلوب منها.

ونفى وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي ان يكون وراء تشكيل اللجنة واحتمال اقرار انشاء الميغا سنتر نية لتاجيل الانتخابات النيابية، واكد ان السبب فقط قانوني ولوجستي بحاجة لدرس خاصة مع وجود اجراءات اخرى يمكن اللجوء إليها ابسط واقل كلفة. واوضح ان هناك ثلاثة مستويات لدراسة الموضوع: المستوى القانوني والتشريعي، والمستوى المالي والمستوى اللوجستي وهذا ما ستبحثه اللجنة.

الى ذلك، بحث مجلس الوزراء إمكانية إعادة التواصل مع البنك الدولي من أجل إعادة احياء مشروع سد بسري وتمويله من القرض الذي الغاه البند وقيمته 195 مليون دولار. كما سجل الوزراء المحسوبون على «امل وحزب الله» اعتراضاً على مشروع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية لتقديم مساعدات الى الاجهزة الامنية والعسكرية، فقط لجهة ما سمّوه «وجوب الحفاظ على سيادة الدولة في حقها بتوزيع المساعدات على قواها الأمنية بإرادتها». لكن تم اقرار البند على ان تقرر الحكومة وجهة استعمال هذه المساعدات في الاجهزة الامنية وليس ان تأتي من اميركا الى جهة معينة.

وجرى نقاش ايضا حول بند الطاقة المتجددة، حيث اعتبر بعض الوزراء انه يجب ان يكون من ضمن لقانون 462 المتعلق بتنظيم قطاع الطاقة ومن ضمن خطة الكهرباء وليس منفصلاً عنها. كما طلب الرئيس عون ازالة الاشارات الموجودة على عقارات مشروع «هوكوشار» والمتعلق بالاوتوسترادات الممتدة من خلدة حتى ضبيه.

مكافحة الاحتكار بالقوة

وتوعدَّ الوزير سلام من يحتكر أو يعبث بالأمن الغذائي بالملاحقة، بدءا من بعد غد الاثنين، حيث ستعقد اجتماعات مكثفة لأخذ بعض القرارات الأساسية التي تتعلق تحديدا بأذونات التصدير، وقد رأينا الكثير من الدول في الخارج قد اتخذت قرارات أوقفت من خلالها التصدير للمواد الأساسية، وبالتالي لنحمي الاستهلاك المحلي ونحمي الكميات الموجودة في لبنان، سنتعاون ونعمل سويا لمتابعة هذا الموضوع واتخاذ القرارات التي تخدم المصلحة العامة. اما بالنسبة لموضوع القمح، نقول ان المعطيات إلى اليوم لا تزال إيجابية من ناحية الكميات الموجودة في لبنان والمساعدات التي من الممكن ان نتلقاها من قبل الدول الداعمة التي نتواصل معها.

وتابع: «اللجنة ستقوم بدور كبير في ما يتعلق بمكافحة الاحتكار، وهنا تكمن أهمية مشاركة وزارة الدفاع في هذه اللجنة. فالاحتكار واللعب بالأسعار هما خط أحمر بالنسبة لهذه اللجنة، فوزارات الصناعة والزراعة والاقتصاد والدفاع ستكون جميعها بالمرصاد، ان كان في وجه المصانع والمتاجر أو أي جهة معنية، فلا تساهل وغير مسموح العبث بالأمن الغذائي، وان مشاركة وزارة الدفاع في اللجنة تعني اتخاذ أقصى درجات الملاحقة بموضوع الاحتكار، كاشفا عن خيارات عل هذا الصعيد، آملا الا نضطر إلى اللجوء إلى التصعيد.

ويعود مجلس الوزراء الى الاجتماع الخميس المقبل.

الازمة الروسية -الاوكرانية

على صعيد التعاطي السياسي مع الازمة الروسية – الاوكرانية، إلتقى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل ابو زيد، الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وتميّز اللقاء بـ«الودّي»، وتناول كل الجوانب المتعلقة بالازمة الروسية الاوكرانية وتداعياتها على المستوى الدولي وتحديداً على منطقة الشرق الاوسط.

وتخلّل اللقاء بحث مطوّل حول موقف لبنان من الازمة بين روسيا واوكرانيا.

وكان الرئيس عون قد امام وفد الاتحاد الاوروبي برئاسة السفير رالف طراف «أن العودة الى خيار التفاوض هو الافضل في حل النزاع القائم بين روسيا واوكرانيا، لأن اعتماد الوسائل السلمية يؤدي الى حقن الدماء ويجنب اي تداعيات تزيد الخلافات بين الدول عموماً، والدول المجاورة خصوصاً».

واكد أن موقف لبنان كان دائما ولا يزال ضد اي عمل حربي او اعتداء موجّه ضد اي دولة حرة ومستقلة، مشيراً الى أهمية اعتماد لغة الحوار والتضامن بين الشعوب والدول خلال الازمات والحروب.

وقال: نحن ضد اي عمل حربي موجّه ضد اي دولة حرة ومستقلة، ونعتبر ذلك اعتداء على السيادة والاستقلال كما على الشعب الآمن.

من جهته شكر طراف الرئيس عون «على موقف لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة من الازمة في اوكرانيا، مشيراً الى «أن لبنان انضم الى 140 دولة في الامم المتحدة بإدانته هذا العمل الهجومي الروسي غير المبرر، الذي انتهك القوانين الدولية وهدد الامن والاستقرار في اوروبا».

علّوش: اول استقالات «المستقبل»

في التطورات الانتخابية، اعلن «تيار المستقبل» في بيان ان (نائب رئيس التيار) الدكتور مصطفى علوش تقدم باستقالته من تيار «المستقبل» في اتصال اجراه مع الرئيس سعد الحريري. وقد قرر الرئيس الحريري اعتبار الاستقالة نافذة واودع القرار الامانة العامة للعمل بموجبها. وقال: بذلك يتحرر الدكتور علوش من اي التزامات تنظيمية وله الحق الكامل وفق الاصول ان يسلك الطريق الذي يراه مناسباً سواء في الانتخابات او سواها، متمنين له التوفيق ومقدرين مواقفه والمهمات التي تولاها في التيار طوال السنوات الماضية.

وهذه اول استقالة لمسؤول كبير في التيار قرّر على ما يبدو خوض الانتخابات النيابية، وثمة عدد من نواب التكتل قرر ايضاً خوض الانتخابات مثل النائب عن البقاع الغربي محمد القرعاوي، فيما يدرس الاخرون خياراتهم مع ترجيح تقدم بعضهم للترشح، إلّا ان شروطهم مع الحلفاء خاصة الحزب التقدمي الاشتراكي عدم التحالف مع القوات اللبنانية. وهذا ما سبّب بلبلة كبيرة في المناطق التي يتواجدون فيها وعرقل بعض الترشيحات والتحالفات والحسابات الانتخابية.

وبعد موقف علوش، صدرت مواقف تنتقده بشدة الى درجة التخوين، ما دفع «تيار المستقبل» إلى إصدار بيان تمنى فيه «على المناصرين  وبعض المحازبين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الامتناع عن لغة التخوين والاتهام التي تتناول شخصيات لها تقديرها واحترامها، مهما تباينت معها المواقف السياسية. ونوه التيار للمناسبة بحملات التضامن التي يعبر عنها الناشطون مع الرئيس الحريري، والتعاميم التنظيمية الصادرة عن التيار.

ولدى سؤاله عن أسباب هذه الخطوة وما سيليها أجاب عبر إتصال هاتفي أجرته معه جريدة «اللواء» «بأن الصمت في الوقت الراهن أبلغ من الكلام لحين تنتهي الأزمة التي لا بد وأن تسير بأشكال متنوعة، وبإذن الله سيكون لي موقف مع مطلع الأسبوع المقبل أشرح من خلاله كل الأسباب التي أدت لها، وبالتالي الخطوات التي ستليها».

ويأتي هذا التطور، بالتزامن مع حركة مشاورات واسعة أطلقها الرئيس فؤاد السنيورة لاستعادة المبادرة مع الفعاليات الإسلامية في بيروت وطرابلس، ضمن نقطتين: – الاولى: تتعلق بالتوجه للاقتراع من قبل الناخب السني، والثانية: المبادرة إلى الترشيح، فهو يُشجّع حسب مصادره على هاتين النقطتين حتى لا تبقى الساحة الإسلامية رهن الطارئين، أو المتأثرين بتيارات أو تدخلات أخرى، لا سيما في الفريق المؤيد للنفوذ الإيراني.

وحسب الزوار، فإن الرئيس السنيورة لم يحسم بصورة نهائية بعد مسألة ترشحه واين وكيف، ولكن المهم بالنسبة إليه الحؤول دون الفراغ في الساحة الإسلامية لا في بيروت وطرابلس.

عقوبات على اثنين من حزب الله

في سياق إجراءات الخزانة الأميركية بوجه حزب الله، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على ممولي حزب الله في غينيا. وقالت: نواصل كشف رجال الأعمال الممولة لانشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار، وطالت رجلي الاعمال علي سعادة وابراهيم طاهر، لدعمهما حزب الله.

وتابعت الخارجية الاميركية: «لقد طور حزب الله شبكة عالمية من الممولين والداعمين والمانحين والميسرين، مما مكّن الجماعة من تهديد أمن واستقرار وازدهار لبنان والمنطقة الأوسع باستمرار. لا يدعم النشاط المالي غير المشروع لمن تم تحديدهم اليوم الأنشطة الخبيثة للجماعة الإرهابية فحسب، بل يقوض أيضًا القطاع التجاري وسيادة القانون في البلدان التي يحدث فيها نشاط مالي مشروع. ستستمر الولايات المتحدة في فضح أفراد مثل أولئك المدرجين اليوم الذين يدعمون أنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار».

وأردف: «وقد أُدرجت التعيينات اليوم بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة، والذي يستهدف الإرهابيين والقادة والمسؤولين في ​الجماعات الإرهابية​ وأولئك الذين يقدمون ​الدعم​ للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية. لمزيد من المعلومات حول إجراء اليوم ، يرجى الاطلاع على البيان الصحفي لوزارة الخزانة».

1075974 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1602 إصابة جديدة بفايروس كورونا و9 حالات وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1075974 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

*********************************************

الشرق

 مجلس الوزراء: «الميغاسنتر » غير سالك … فهل تتأجل الانتخابات ؟ 

من نووي اوكرانيا المُهدد روسياً والذي حبس انفاس العالم، بعدما استهدفت موسكو محطة زابوريجيا النووية والأكبر في أوروبا ،الواقعة في وسط البلاد، ما ادى الى اندلاع حريق ليلاً تمت السيطرة عليه اليوم، الى الانتخابات النيابية اللبنانية المفخخة بالـ«ميغاسنتر» والانتخابات البلدية المرجأة وتبريرات الموقف اللبناني من غزو اوكرانيا، التي شغلت مجلس الوزراء، تنقلت اهتمامات اللبنانيين القابعين في ظل خوف وقلق من ازمات معيشية اضافية قد تحاصرهم واسعار محروقات تلتهب تحجب، اذا ما استمر ارتفاعها، الخروج من منازلهم حتى للعمل، وشبكات اتصالات ستخصص بعد حين للميسورين، وقد تحولت «دولاراتهم المشرّجة» الى ليرة الـ1515 ولسان حالهم الى اين؟ وكيف نستمر؟ ولماذا يلتزم الشعب الصمت ولم يثُر مجددا على منظومة الفساد التي تمكنت منه وتعدّ عدة العودة الى كراسيها دون خجل في انتخابات ايار؟

«الميغاسنتر»

في قصر بعبدا انعقدت بعد الظهر جلسة مجلس الوزراء وابرز بنود جدول اعمالها «الميغاسنتر»، ذلك ان الخشية كبيرة من ان تُستخدم ذريعة لتطيير الانتخابات. ويبدو ان المشروع على الارجح لن يقرّ في الحكومة، وان ثمة احتمالا لاحالته الى مجلس النواب للبت فيه.

افادت المعطيات بأن وزير الداخلية بسام مولوي تواصل مع «أوجيرو» وقال إنّ «الميغاسنتر» بحاجة إلى معدّات من الخارج وإلى «فايبر أوبتك»، اعلن مولوي: أنا ضدّ تأجيل الإنتخابات ومع إجرائها في موعدها، وتطبيق «الميغاسنتر» يحتاج إلى وقت وإلى أموال وهذا غير متوفّر و«أنا ما عم بشتغل سياسية بل أقول ما يمكن فعله».

واشارت الى ان المجلس أقر تأجيل الانتخابات البلدية بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك واقترح إجراءها في 31 أيار 2023 على أن يحال هذا الاقتراح على مجلس النواب الذي هو سيد نفسه ويتخذ القرار المناسب. كما افيد ان ميقاتي ووزير الاقتصاد طرحا من خارج جدول الأعمال موضوع الأمن الغذائي ومخاطر عدم تأمين القمح وغيره في ظل الحرب على أوكرانيا على اعتبار أن الأمن الغذائي أولوية. وفي السياق، قرّر تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الاقتصاد وعضوية وزراء الصناعة والزراعة والدفاع والثقافة لمعالجة أزمة الأمن الغذائي وحماية الأسواق لجهة الاحتكار والتلاعب بالأسعار.

كما قدم ميقاتي شرحا حول الموقف اللبناني من الحرب على أوكرانيا وبيان وزير الخارجية مؤكداً أنه ليس ضدّ روسيا أبداً وقال «نريد أفضل العلاقات مع روسيا وموقف الخارجية اللبنانية جاء انطلاقاً من رفض أي دخول قوات دولة إلى حدود دولة أخرى فحسب».

استقالة علوش

انتخابيا ايضا، برزت امس استقالة النائب السابق مصطفى علوش من تيار المستقبل. ففي اتصال اجراه مع الرئيس سعد الحريري، تقدم نائب رئيس تيار المستقبل «باستقالته من تيار المستقبل، وقد قرر الرئيس الحريري اعتبار الاستقالة نافذة واودع القرار الامانة العامة للعمل بموجبها»، بحسب بيان صادر عن تيار المستقبل. اضاف: «بذلك يتحرر علوش من اي التزامات تنظيمية وله الحق الكامل وفق الاصول ان يسلك الطريق الذي يراه مناسباً سواء في الانتخابات او سواها، متمنين له التوفيق ومقدرين مواقفه والمهمات التي تولاها في التيار طوال السنوات الماضية». ولاحقا دعا تيار المستقبل «للامتناع عن لغة التخوين والاتهام لشخصيات نقدرها».

عون ضد الحرب

على صعيد الازمة الاوكرانية، موقف لبنان «الرسمي» على حاله الى جانب الغرب. فقد أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن العودة الى خيار التفاوض هو الافضل في حل النزاع القائم بين روسيا واوكرانيا، لأن اعتماد الوسائل السلمية يؤدي الى حقن الدماء ويجنب اي تداعيات تزيد الخلافات بين الدول عموماً، والدول المجاورة خصوصاً. واشار الى أن موقف لبنان كان دائما ولا يزال ضد اي عمل حربي او اعتداء موجّه ضد اي دولة حرة ومستقلة، لافتاً الى أهمية اعتماد لغة الحوار والتضامن بين الشعوب والدول خلال الازمات والحروب. وقال «نحن ضد اي عمل حربي موجّه ضد اي دولة حرة ومستقلة، ونعتبر ذلك اعتداء على السيادة والاستقلال كما على الشعب الآمن. فلبنان عانى الكثير من المشاكل والحروب التي كانت نتائجها وخيمة على شعبه كما على بناه التحتية واقتصاده، لاسيما إبان الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982». وشكر الرئيس عون من جهة ثانية الاتحاد الاوروبي لوقوفه الى جانب لبنان في مختلف الظروف لاسيما بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 والخسائر الهائلة التي وقعت بنتيجته إن كان من ناحية عدد الشهداء والضحايا والجرحى او لناحية الخسائر المادية بعدما دمّر جزءا كبيرا من مدينة بيروت.

شكر أوروبي

موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله وفد الاتحاد الاوروبي برئاسة السفير رالف طراف الذي شكرً الرئيس عون على موقف لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة من الازمة في اوكرانيا، مشيراً الى «أن لبنان انضم الى 140 دولة في الامم المتحدة بإدانته هذا العمل الهجومي الروسي غير المبرر، الذي انتهك القوانين الدولية وهدد الامن والاستقرار في اوروبا». ولفت الى انه «إزاء ذلك، فإن الاتحاد الاوروبي متضامن مع اوكرانيا ويقف الى جانبها ويدعو روسيا الى إيقاف هجومها وسحب قواتها من اوكرانيا واحترام سيادتها واستقلال اراضيها». وقال: «نحن نؤكد انها ساعة الحقيقة بالنسبة لاوروبا، فالمواجهة اليوم هي بين النظام الديموقراطي ونظام الحكم الواحد المطلق والمعتدي. فهذه الحرب لا تحدد فقط مصير اوكرانيا بل مصير اوروبا جمعاء».

عودة رعايا

ليس بعيدا، عادت فجرا دفعة جديدة من لبنانيي اوكرانيا إلى بيروت، من خلال تسهيلات قدمها أحد رجال الاعمال اللبنانيين هناك، الذي استضاف اعداد اللبنانيين الهاربين من القصف مجانا في أحد الفنادق وأمّن لهم بطاقات سفر عودة الى لبنان، وذلك بالتنسيق مع الامن العام والهيئة العليا للاغاثة.

*********************************************

الديار

مستوردو الغذاء: وجود المواد الغذائية مهدد ترحيل الملفات الخلافية الى اللجان منعا لانفجار الحكومة

السنيورة سيترشح وخلاف مع الحريري واستقالة علوش – نور نعمة

الحرب بين روسيا واوكرانيا بدأت تلقي بثقلها على كل اللبنانيين متزامنة مع موجة غلاء جنونية وتوقعات بان تصل صفيحة البنزين الى ٧٠٠ ألف ليرة و المازوت الى ٨٠٠ الف وربطة الخبز الى ٣٠ الفا خلال اسابيع، مع تأكيدات بان كافة اسعار المواد الغذائية سترتفع بنسبة ٥٠ ٪ وهذا ما يستدعي من الحكومة اعلان خطة طوارئ غذائية قبل الانفجار الكبير، لان الاستقرار الامني اساسه الاستقرار الاجتماعي ولا بد من حفظ الامن الغذائي قبل فلتان الامور وتطيير الاستحقاقات، وفند رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي الازمة في موضوع الأمن الغذائي بـ 3 عناصر: «وجوده ووصوله وصحته»، وأضاف»في الوقت الحاضر هناك معضلة وجوده كوننا نستورد القمح بشكل اساسي من اوكرانيا وروسيا وكذلك الزيت، وهذه المصادر مقفلة أمامنا الان، وليس على لبنان فحسب بل على العالم كله، و 40% من دول العالم تعتمد على القمح الأوكراني. كما أن البلدان الأخرى التي يستورد لبنان منها الزيت والقمح تعتمد بدورها على القمح والزيت الأوكراني، لذلك نعتبر أنّ وجود الغذاء مُهدّد».

ويضيف البحصلي، «أما العنصر الثاني يتمثل في كيفية الوصول الى المواد الغذائية عن طريق الشحن، وهذا الامر مكلف جدا، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، وهو ما يُهدّد برفع تلقائي لأسعار المواد الغذائية، فالأزمة ليست محلية بل عالمية وأصبحت أولوياتنا تامين الغذاء بغض النظر عن السعر». وفي هذا الإطار، اتخذت الحكومة سلسلة اجراءات لحماية الامن الغذائي للبنان عبر منع تصدير المواد الغذائية وحماية هذا القرار بإجراءات قضائية وميدانية من قبل الجيش اللبناني.

مجلس الوزراء

وشهدت جلسة مجلس الوزراء في بعبدا خلافات عاصفة، بدأت مع انتقادات وزير العمل مصطفى بيرم للقرار التي اتخذه عون وميقاتي وابو حبيب بتصويت لبنان في الامم المتحدة ضد روسيا وقال: لماذا تتكرر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا واوكرانيا بانحياز لبنان الذي لا يقدم او يؤخر الا اصرارا على وضعنا الصعب والمعقد؟ واضاف الا يستحق هذا الموقف ان يناقش في مجلس الوزراء لإخراجه بطريقة صحيحة خصوصا واننا اعترضنا على تصرف وزير الخارجية سابقا ؟ وتابع: ها هو الامر يتكرر في تصويت الامم المتحدة من دون ان يناقش في مجلس الوزراء؟ السنا معنيين جميعا كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية تجاه المواقف المختلفة؟، ورد الرئيس ميقاتي مدافعا عن القرار بدعم من عون الذي أنهى النقاش، وقد تبلغ مجلس الوزراء انتقادا روسيا للموقف اللبناني خلافا لما قاله ميقاتي بان روسيا تفهمت الموقف اللبناني.

اما الملف الثاني المتفجر في الحكومة كان على «الميغاستتر» بين عون ووزير الداخلية بسام المولوي واستحالة تنفيذه قبل شهرين من ١٥ ايار بالإضافة الى كلفته العالية، وامام اصرار عون تم تشكيل لجنة وترحيل الملف الى الثلاثاء القادم لدرسه في جلسة مجلس الوزراء في السراي، علما ان وزراء الثنائي الشيعي والاشتراكي والمردة عارضوا»الميغاسنتر»وجاء قرار تأجيله تفاديا لانفجار الحكومة. كما شهدت الجلسة تباينات وسجالات على خلفية اثارة وزراء عون ملف تلزيم سد بسري من جديد بعد توقف النقاش في هذا الملف بعد انتفاضة ١٧ تشرين والاعتراضات عليه، كما شهدت الجلسة تباينات على خلفية اثارة عون الأوتوستراد الدائري بين خلدة وجسر الضبية فيما اكد عدد من الوزراء ان الامر يحتاج لتسويات في ملف الاستملاكات والمخالفات، كما تم تأجيل بعض التعينات منعا لانفجار الجلسة جراء اصرار عون على رفض تعيين نائب لرئيس جهاز امن الدولة وهذا ما ادى الى تجميد التعيينات في المجلس العسكري بسبب عدم توقيع وزير المالية على القرار.

الانتخابات النيابية

انطلقت الانتخابات النيابية فعليا في كل الدوائر، وبدأت القوى السياسية استعداداتها الجدية، وتحركت الماكينات على الارض لتقديم المساعدات الاجتماعية والصحية واجراء الاحصاءات واختيار المندوبين، واللافت حتى الان حسب مصادر متابعة للملف الانتخابي صعوبة وصول المجتمع المدني الى لوائح موحدة وسط خلافات عاصفة تجعل استحالة توحيد القوى في بعض الدوائر نتيجة المحاصصات وتوجه القوى اليسارية داخل المجتمع المدني الى تشكيل لوائح مستقلة، كما ان العديد من المنظمات ترفض اي تنسيق مع احزاب ١٤ اذار او الوسطيين وصولا الى رفض بعض القوى التحالف مع الكتائب في الشوف وعالية وهذا ما يضعف تأثير المجتمع المدني واستحالة الخرق بكتلة وازنة، وقد تكثفت الاجتماعات بين تنظيمات المجتمع المدني خلال ال ٤٨ ساعة الماضية، وحتى يوم امس كانت النتائج سلبية وتشكيل عدة لوائح في كل دائرة .

وفي المقلب الاخر، فان تحالف امل وحزب الله والتيار الوطني الحر وارسلان وشخصيات واحزاب ٨ اذار موحد في كل الدوائر، وبدأوا تركيب اللوائح ودرس كيفية توزيع الاصوات التفضيلية، وابلغ حزب الله جميع حلفائه ان اصواته التفضيلية في بيروت والبقاع وجبيل ستكون اولا لمرشحيه وامل وثانيا للتيار الوطني الحر وبعدها لباقي الحلفاء، فيما غربلة الاسماء تحتاج لبعض الوقت عند بعض القوى ،بالإضافة الى حل بعض العقد بين بري وباسيل، وتشكيل لائحتين في بيروت الثانية مع تمسك الاحباش بخوض الاستحقاق بشكل مستقل، وتبقى عقدة دائرة جبيل وتشكيل المردة لائحة مستقلة في مواجهة لائحة مشتركة بين التيار وحزب الله وكيفية توزيع الاصوات التفضيلية ؟ اما بالنسبة لقوى ١٤ اذار، فان التحالف بين الاشتراكي والقوات اللبنانية ثابت واساسي في مناطق تواجدهما، لكن التحالفات «بالمفرق» ستشمل كل مكونات ١٤ اذار وفي كل الدوائر، لكن اللافت ان الرئيس فؤاد السنيورة سيعلن ترشحه في الايام القادمة حسب مصادر عليمة، وسيحاول تشكيل لوائح في كل المناطق السنية وتعبئة فراغ سعد الحريري، ومن المرجح ان تتوالى الاستقالات من تيار المستقبل اسوة بما قام به مصطفى علوش امس وقبول استقالته من سعد الحريري فورا بعد دعوته للمشاركة بالانتخابات ترشيحا واقتراعا خلافا لقرار تيار المستقبل، كما ان عددا من نواب المستقبل سيعلنون ترشيحاتهم، واكدت مصادر مطلعة عمق الخلاف بين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وان قيادات في المستقبل اتهمت السنيورة بتحريض مصطفى علوش على الاستقالة، وان علوش اطلع السنيورة على موقفه من المشاركة في الانتخابات قبل ان يبلغه الى الرئيس الحريري خلال اتصال هاتفي وادى الى استقالة علوش الذي تعرض لحملة عنيفة من جمهور المستقبل، فيما اكدت دار الفتوى انها على مسافة واجدة من الجميع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى