شؤون لبنانية

الجوزو: إنقاذ لبنان ضرورة عربية ودولية وإنسانية واخلاقية والسعودية خير من يمد يده للقيام بهذه الخطوة

شدد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في تصريح، على ان “لبنان منذ قديم الزمن عربي الهوى والهوية، وهو جزأ لا يتجزأ من الأمة العربية، وتاريخه ارتبط بتاريخ هذه الأمة التي تعرضت للكثير من المؤامرات الاستعمارية والفئوية”، داعيا المملكة العربية السعودية الى “عقد مؤتمر يضم قادة السنة لتوحيد صفهم، وتحرير بلدهم والتعاون مع إخوانهم مسيحيين ومسلمين لإنقاذ لبنان”، معتبرا انه “ليس ضروريا في الوقت الحاضر فرض الشروط لمساعدة لبنان، لأن سقوط لبنان يخدم اسرائيل وأعداء هذا الوطن”.
 
وقال الجوزو: “السنة الى أين، وما هو مصيرهم، ولماذا وصل بهم الأمر الى هذا الحد والى هذه الدرجة، وهل انسحاب زعماء السنة سلبي أم إيجابي، ولماذا اتخذوا مواقف مصيرية ونهائية، وما هي الأسباب التي دفعتهم الى ذلك، ولماذا شعر السنة لأول مرة بالخطر على وجودهم وكيانهم ووطنهم، فمن المسؤول. وهل هناك من مشروع جديد يجمع شملهم ويوحد صفهم لمواجهة الأحداث التي يمرون بها، وكيف نواجه أبالسة هذا العصر الذي يطعنوننا من الخلف؟”.
 
أضاف: “السنة لهم تاريخهم الطويل الذي دافعوا فيه عن الوطن وعن الأمة العربية بدمائهم وأرواحهم، وعن المحيط العربي الذي يشكل حزاما أمنيا وعربيا يصون وجودهم وثقافتهم وحضارتهم كما هو المفروض بالنسبة للواقع اللبناني الذي يعيشون فيه وينتمون اليه.
صمدوا واستمروا ولم يتوقفوا عن العطاء والتضحية. كانوا الوجه الوطني المشرق الذي واجه العواصف والهجمات والمحاولات لطمس هويتهم، وقد أجبروا الإستعمار على الخروج من وطنهم وحرروه من التبعية ولم يستسلموا قط، وأسهموا اسهاما كبيرا في نهضة هذا البلد الذي أحبوه ولم يبخلوا في بذل الغالي والنفيس من أجله”.
 
واعتبر “ان صلة السنة بأمتهم العربية كان لها الأثر الكبير في نجاح لبنان اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، وكان لبنان عاصمة سياحية لملوك العرب وقادتهم، وكانوا يبنون القصور على سفوح جباله الحلوة الجميلة الرائعة.. وكانوا يعتبرونه مستشفى العرب وجامعاته التي كانت تشدهم اليها من كل مكان. وظل لبنان يحتفظ بمكانة كبرى الى ان  لعبت به أيدي العبث والجهالة، والتي تحاول تغيير هويته”.

وقال: “تعرض لبنان لهزات عنيفة طائفية ومذهبية وعنصرية، الى ان جاءت هذه العاصفة الكبرى التي أطاحت بكل ما وصلت اليه حضارة هذا البلد، وعصفت به أيدي التخريب والتدمير حتى سقط مضرجا بدمائه يموت جوعا وعطشا وتغتاله المافيات والعصابات التي تتاجر بالمخدرات وتقتل النفس البريئة التي حرم الله قتلها. ورغم ما أصاب لبنان من ويلات على يد بعض أبنائه الذين فرطوا بكرامته وباعوه لدول خارجية، دمرته تدميرا، وانا من شعب لبنان الذي يتطلع إلى من حوله، إلى إخوانه العرب، يراهن على حبهم له واخلاصهم له لانقاذه والحفاظ على ثرواته الثقافية والحضارية والإنسانية”.
 
اضاف: “تطلعوا إلى مصر العربية ودول الخليج العربي والعرب الذين يحبون لبنان ويتمسكون بالحفاظ على كينونته ووجوده، ويمنعهم المانعون والرافضون عن مد يد الاخوية إليه، وهذا جهل كبير يقع فيه فريق من ابنائه الذين ضلوا السبيل.. وحاولوا إعادته آلاف السنين إلى الوراء بدعوى لا تتفق مع ثقافة العصر وتقدم الشعوب، والوصول إلى ما بعد القمر”.
 
وأكد ان “الحروب الطائفية والمذهبية دليل تخلف ورجعية وانحراف فكري وعقلي واخلاقي، وهذا نقيض ما دعت إليه الأديان السماوية”، وقال: “لا بد من إنقاذ لبنان وعلى يد اخوانه العرب، ولن يستطيع أحد أن يمنع وصول الخير اليه، ومساعدته على الوقوف على قدميه من جديد، ليظل لبنان جوهرة العرب ومصدرا من مصادر الإشعاع والنور. قد يؤدي الإصرار على الخطأ إلى حرب طائفية غبية، وقد تنتشر الفتنة بين أبنائه وهذا ما لا يريده أحد”.
 
وناشد الجوزو “إخواننا وأهلنا في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ان يعقد مؤتمرا يضم قادة السنة لتوحيد صفهم، وتحرير بلدهم والتعاون مع إخوانهم مسيحيين ومسلمين لإنقاذ لبنان، وليس ضروريا في الوقت الحاضر فرض الشروط لمساعدة لبنان، لأن سقوط لبنان يخدم اسرائيل وأعداء هذا الوطن”.
 
وقال: “الزعماء السنة بحاجة إلى مؤتمر يضمهم جميعا وعلى رأسهم، من تحملوا المسؤولية لفترة طويلة من الزمن، مؤتمر يضم السياسيين والدينيين للبحث عن خطة  للخلاص والانقاذ، خصوصا وأن البلاد قادمة على معركة انتخابية مصيرية، ثم ينعقد مؤتمر آخر يضم الزعماء المسلمين والمسيحيين للحفاظ على النسيج اللبناني الفريد”.
 
وختم بالقول: “جميع اللبنانيين يتطلعون إلى الخلاص وانقاذ بلدهم قبل فوات الأوان، والبحث عن طرق ووسائل تؤدي إلى إنقاذ هذا البلد، ضرورة عربية ودولية وإنسانية واخلاقية، والسعودية خير من يمد يده للقيام بهذه الخطوة الإنسانية والحضارية والتاريخية”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى