شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 فرص الاتفاق مع صندوق النقد

عون: لا فوائد من الخزينة لمصرف لبنان أو للمصارف

في بداية جلسة مجلس الوزراء التي أقرّت مشروع موازنة 2022 أمس، وأحالته إلى مجلس النواب، رسم رئيس الجمهورية ميشال عون ملامح المعركة المالية التي سيخوضها وفريقه في مجلس النواب. هدف المعركة وقف استمرار الحكومة في تسديد الفوائد للمصارف ولمصرف لبنان، بينما خلفيّتها تأتي في ظلّ فشل الجولة الأولى من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتضاؤل فرص الحكومة في التوصل إلى اتفاق أوّلي معه يسبق الانتخابات النيابية

من أصل مبلغ 7600 مليار ليرة ملحوظة في مشروع موازنة 2022 لتسديد فوائد الدين العام، فإن 1200 مليار ليرة مخصّصة لتسديد ديون طويلة المدى لمؤسّسات دولية، والباقي البالغ 6400 مليار ليرة مخصّص بنسبة الثلث لتسديد فوائد على سندات خزينة بالليرة تحملها المصارف، وبنسبة الثلثين لتسديد فوائد على سندات خزينة يحملها مصرف لبنان. عملياً، الفوائد المدفوعة لمصرف لبنان وللمصارف تمثّل أكثر من 60% من عجز الموازنة قبل احتساب سلفة الخزينة لمؤسّسة كهرباء لبنان البالغة 5250 مليار ليرة (260 مليون دولار) والتي لا تكفي لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء أكثر من شهرين، رغم الاعتراضات الواسعة غير المبرّرة عليها.

هذا ليس كل ما يرد في مشروع موازنة 2022. فالدولة توقفت عن سداد فوائد وأصل سندات اليوروبوندز، أي الديون بالعملات الأجنبية التي لم يلحظ تسديدها ولم تحتسب في مشروع موازنة 2022، لكن الإيرادات ازدادت بنسبة 274% لتبلغ 39154 مليار ليرة، مقارنة مع 10472 مليار ليرة في مشروع موازنة 2021، أي بزيادة 28682 مليار ليرة. هذه الزيادة متأتية بشكل أساسي من الضرائب على الاستهلاك في إطار جملة أعباء ضريبية إضافية؛ على رأسها فرض رسم على الاستيراد بنسبة 3% وزيادة الدولار الجمركي. لكن هذه الزيادة في الضرائب لم تنعكس زيادات كبيرة على رواتب العاملين في القطاع العام، بل جرى الاكتفاء بمنحهم «مساعدة» تختصر عملية «إذلالهم» لأنها لا تدخل في أصل رواتبهم وتعويضاتهم، بدلاً من تصحيح هذه الرواتب وفق تضخّم الأسعار المتراكم منذ 2012 لغاية اليوم والذي يتجاوز 800% من ضمنه 700% تراكمت بين مطلع 2019 ونهاية 2021. كذلك لم تتوزّع هذه الإيرادات على الإنفاق الاستثماري البالغ بمجمله 2212 مليار ليرة، إذ إن هذا النوع من الإنفاق لطالما كان متدنّياً. فنسبة النفقات الاستثمارية في موازنة 2022 لم تزد على 4.7% وهي نفقات تعدّ ضرورية جداً وليست نفقات تنطوي على وجهة اقتصادية محدّدة.

هذا الواقع قد يكون حفّز الرئيس عون وفريقه من أجل خوض معركة سياسية في مقابل المعركة التي فتحت بوجههم على خلفية سلفة الخزينة لمؤسسة كهرباء لبنان، لكن ما دفعه إلى خوضها تشكّل اقتناع ما بأن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لم يعد في متناول اليد، بل تضاءلت إمكانية تحقيقه إلى الحدود الدنيا. فأقصى طموح الحكومة، بعد الصفعة التي تلقّتها من فريق صندوق النقد الدولي الرافض لما تضمّنته الخطّة من توزيع للخسائر عبر «هيركات» مبطّن بأسعار صرف متعدّدة وتحويل الودائع إلى الليرة على مدى 15 سنة سيتم خلالها ضخّ سيولة نقدية تفوق 700 ألف مليار ليرة (تريليون)، هو أن تتمكّن خلال أسابيع محدودة من إعادة إنتاج خطّة متوافق عليها محلياً، أي مدعومة من كل الأطراف المعنيين، ويوافق على ملامحها العامة صندوق النقد الدولي لتبدأ عملية التفاوض المتصلة بمناقشة التفاصيل والآليات وانعكاساتها. فبحسب مصادر مطلعة، «الفرصة الوحيدة المتبقية للبنان ضئيلة الحظوظ ولا يمكن التعويل عليها».

هكذا يتوقع أن تكون النقاشات في مجلس النواب حول مشروع الموازنة حادّة وقاسية. سيكون عنوان معركة عون وفريقه تضمين الموازنة ما يزيد الأعباء على المكلّفين من أفراد وأسر ومؤسسات مقابل إعفاء للمصارف ومصرف لبنان من أي إجراءات تشملهم. فعموم الناس تحمّلوا في لبنان خسائر قاسية من خلال زيادة الضرائب وتدهور قيمة الليرة وتضخّم الأسعار، إنما المصارف كان لديها حاكم وقوى سياسية تحميها من الإفلاس وترعى استمرارية عملها من خلال تذويب الخسائر. أصلاً الخطّة التي أعلنت المصارف رفضها لها، مصمّمة لخدمة غالبية المصارف اللبنانية لأنها تمنحها وقتاً طويلاً للخروج من حالة «الزومبي» وتفتح لأكبر المفلسين أبواباً للعودة إلى الحياة لم يحلم بها أي مصرف حول العالم، وكل ذلك ما عدا التعاميم التي صدرت في السنتين الماضيتين بهدف تذويب قسم من خسائرها مقابل زيادة خسائر مصرف لبنان.

هذه خلفية ما قاله عون في مستهلّ جلسة مجلس الوزراء أمس. فهو أشار إلى أهمية أن يترافق مشروع الموازنة مع خطّة التعافي المالي والاقتصادي التي هي قيد المناقشة والتحضير من قبل فريق العمل المكلف برئاسة نائب رئيس الحكومة. ولفت إلى ضرورة تضمين خطّة التعافي المالي والاقتصادي تحديد الخسائر وكيفية توزيعها «الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين مع إصراري على عدم المسّ بصغار المودعين»، وأن تتضمن أيضاً إعادة هيكلة المصارف، وإعادة رسملة وهيكلة مصرف لبنان، والإصلاحات الهيكلية والبنيوية، ومكافحة الفساد بدءاً بالتدقيق الجنائي.

وفي الشقّ المتعلق بالموازنة، تحدّث عون أن مشروع الموازنة «يلحظ مبلغ 7600 مليار ليرة فوائد، منها 1200 مليار ديون طويلة المدى لمؤسسات دولية، ومبلغ 6400 مليار ستعود فوائد بنسبة 1/3 للمصارف و2/3 لمصرف لبنان، مع العلم بأن مشروع الموازنة لم يلحظ فوائد على اليوروبوندز»، لافتاً إلى أنه «يفترض عدم دفع فوائد على الديون الداخلية لمصرف لبنان والمصارف أسوة باليوروبوندز، وتوزيع مبلغ الـ 6400 مليار بمعدل 2/3 للكهرباء بدلاً من السلفة الملحوظة والباقي 1/3 زيادة معاشات للقطاع العام. إن هذا الإجراء يخفّف العجز في الموازنة ويلغي سلفة الخزينة ويخفف الآثار التضخمية».

وتطرّق عون أيضاً إلى «طرح صندوق النقد ضرورة إعادة النظر بالنظام الضرائبي ليطال الصحن الضريبي بشكل تصاعدي، ما يحقق العدالة الضريبية ويحسّن مستوى الإيرادات. أما مشروع الموازنة فلا يطرح أيّ توجهات إصلاحية بما يخص النظام الضرائبي ويكتفي برفع الإيرادات على بعض الأبواب التقليدية في الموازنة».

مندوب أم سكرتير؟

تبيّن أن المندوب الذي أُرسل من وزارة المال الفرنسية إلى لبنان بناءً على طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمساعدة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي في عملية المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لم يكن ذا فائدة، إذ إنه موظّف صغير في وزارة المال ولا يملك خبرة حقيقية واسعة في المجال المالي، وانحصرت «المساعدة» التي قدّمها في أخذ مواعيد لبعض الشخصيات في السفارة الفرنسية.

جلسة ختاميّة لمفاوضات الصندوق

تُعقد اليوم الجلسة الختامية للجولة الأولى من المفاوضات أو المباحثات بين لبنان وفريق صندوق النقد الدولي برئاسة أرنستو راميريز. هذه الجلسة تأتي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء الجولة التي استمع فيها صندوق النقد للعديد من المعنيين بشأن خطّة الحكومة لتحديد وتوزيع الخسائر. أبرز ما قاله صندوق النقد في الجلسات هو أن خطّة حكومة حسان دياب كانت مقبولة من فريق الصندوق تبعاً لما يُسمّى «تراتبية الخسائر» أو «أولويات التسديد».

فبموجب هذا المبدأ يجب أن يتم توزيع الخسائر بشكل يصيب حملة الأسهم أولاً ثم مصرف لبنان ثم الحكومة وأخيراً المودعين، إلا أن الخطّة الحالية رسمت مساراً مختلفاً قائماً على التحويل القسري للودائع من الدولار إلى الليرة بأسعار صرف متعدّدة وغير واقعية وتمتدّ على نحو 15 سنة. كذلك قال الصندوق إنه درس ميزانيات أكبر 14 مصرفاً في لبنان وأشار إلى أنه لا يمكن تطبيق نسب محدّدة لتوزيع الخسائر على كل المصارف، وأن الخطّة الحالية ناقصة لجهة خلق معايير موحّدة تسري على كل المصارف… في المحصّلة تنتهي هذه الاجتماعات بخيبة أمل للصندوق من طريقة التفكير اللبنانية القائمة على تحميل المجتمع والاقتصاد الخسائر، بينما هو المتّهم دائماً بأنه وحش نيوليبرالي كاره للفقراء يبقى أكثر رأفة بالمجتمع اللبناني من واضعي هذه الخطة.

************************************************************        

النهار

“تسوية هوكشتاين”: تقاسم الحقول لا الخطوط

إذا كان اقرار مجلس الوزراء #مشروع الموازنة للسنة الحالية وإحالتها على #مجلس النواب وضع الحكومة والبرلمان امام اختبار مواجهة واحتواء الاستحقاقات المخيفة ماليا واقتصاديا واجتماعيا بالحدود الدنيا المسلم بها، فان هذه المحطة اكتسبت دلالات إضافية متوهجة لمجيئها على وقع “تسوية #هوكشتاين ” التي من شأنها ان تنقل مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى مقلب مختلف آخر عن الحقبة التفاوضية السابقة. ذلك ان جولة الوسيط الأميركي في هذه المفاوضات آيموس هوكشتاين هذه المرة على الرؤساء الثلاثة ولقاءاته مع وزراء ومسؤولين عسكريين وأمنيين أبرزهم قائد الجيش العماد جوزف عون اتسمت بأهمية لافتة اعترف بطابعها الاستثنائي معظم الذين التقاهم هوكشتاين ولا سيما منهم رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي. وإذ حرص الوسيط الأميركي على عدم الإفصاح علنا عن طبيعة الاقتراحات التي أبلغها إلى المسؤولين فيما استفاض في الحديث عن التداعيات الهائلة لافتقار لبنان إلى الطاقة والكهرباء كمفتاح أساسي لنهوضه من الانهيار، بدا واضحا ان “النقلة” في المفاوضات كما وردت في الاقتراحات السرية تستند إلى مفهوم تقديم “المصالح” المشتركة في تقاسم الثروات النفطية عبر الحقول النفطية في المناطق المشتركة او في المناطق المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وترك الوسيط الأميركي امر بت هذا التطور بين ايدي الرؤساء علما انه يرتب مسؤولية أولى تتمثل في توافقهم على موقف موحد ومن ثم الإجابة على الطرح الأميركي والاستيضاحات التي طرحها المسؤولون اللبنانيون على هوكشتاين.

وعلى أهمية هذا التطور الذي يقال انه محدد المهلة لتبلغ الجواب اللبناني لم يطرح في أي شكل في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا التي انتهت باقرار الموازنة كما شهدت إقرارا ملتبسا لتشكيلات عسكرية اثارت اعتراضا لدى الثنائي الشيعي بعد الجلسة وليس خلال انعقادها.

وأعلن الرئيس ميقاتي بعد الجلسة ان “وزير المال سمى الموازنة موازنة تصحيحية لمرحلة انتقالية، وهي الخطوة الأولى في مسار التصحيح المالي وهناك ورشة حول خطة التعافي الاقتصادي، ومن ثمّ سنناقش حملة سندات اليوروبوندز من أجل الوصول إلى تسوية ومن ثم إعادة هيكلة المصارف”. وإذ اشار إلى ان العجز بلغ 7000 مليار ليرة لبنانية في الموازنة قال: ننتظر مناقشتها في مجلس النواب.

وتطرق إلى المواضيع التي نوقشت في الجلسة ومنها الموضوع الاجتماعي الذي اخذ حيزاً كبيراً “اذ قدمنا لدور الرعاية 400 مليار فضلاً عن مساعدات لمتضرري انفجار مرفأ بيروت كما ان اولوياتنا كانت في الدعم الاجتماعي والعمل على صعيد الادارة والموظفين في القطاع العام وسلسلة اجراءات اتخذت منها اعطاء شهر عن كل شهر لموظفي القطاع العام”. وقال: “خفضنا الغرامات على التحصيل والانتقال العقاري من 5% إلى 3% واعفينا الضريبة على الفوائد المصرفية إلى جانب القيام بتوازن حول الضرائب والرسوم بناء على سعر الصرف”. وأكد ان “المرحلة الصعبة هي ان نستطيع ان نوازن بين سعر الصرف وبين المصروف الذي لدينا وهذا الامر قد يأخذ وقتاً طويلاً وسنوات، ونحن ليس لدينا الرفاهية بل يجب توقيع صندوق النقد الدولي قبل ان نفتح موضوع التمويل الخارجي”.

وحول الضرائب قال: “في أول جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الموازنة قلت أن الموازنة وصلت إلى مجلس الوزراء من وزارة المال لكنها ستصدر باتفاق جميع الوزراء وهناك بعض الرسوم زادت قيمتها ولكن بنسب مقبولة وليست مباشرة على المواطن”. وحول ازمة الكهرباء قال: “ما بقى نقدر نعطي كهربا ببلاش وإتصالات ببلاش لإن ما بقى في مصاري، وإذا قال المواطن أموالي في المصارف، سنقول له معك حق بس بدنا نتحمل بعضنا”.

وأوضح انه “في الموازنة كان مبلغ 5000 مليار ليرة متواجداً كسلفة للكهرباء ولكن نتيجة البحث مع كل الوزراء تم الاتفاق على ان نعقد الثلثاء المقبل في قصر بعبدا جلسة لمناقشة خطة الكهرباء للاتفاق على الهيئة الناظمة وموضوع التعرفة وموضوع التصويت”.

يشار في هذا السياق إلى ان وكالة “رويترز” نقلت عن صندوق النقد الدولي بإنّه “من المقرر أن تنتهي مهمة لبنان هذا الأسبوع، والفريق يعمل عن كثب لمساعدة السلطات على تطوير برامج إصلاح”.

صدام التعيينات!

وشهدت جلسة مجلس الوزراء اول اهتزاز جدي بعد عودة جلساته عقب الخلاف حول موضوع التعيينات اذ كان هناك اتفاق على تعيين زياد نصر ممثلا للحكومة بالوكالة لدى مجلس الإنماء والاعمار اثار وزير الدفاع الشغور في مجلس الدفاع الأعلى فكان اعتراض من وزراء الثنائي الشيعي ان الامر ليس مطروحا على جدول الاعمال فأحال رئيس الحكومة المعترضين على رئيس الجمهورية الذي قرر المضي في الامر من دون تأجيله وهو الامر الذي اعترض عليه وزراء الثنائي الشيعي لكن الرئيس عون أصر عليه وقال ان الامر قد بت وانتهى. وبناء عليه عين العميد محمد مصطفى أميناً عاما للمجلس الأعلى للدفاع والعميد بيار صعب عضوا في المجلس العسكري. وتخوفت مصادر وزارية من ان يعمد وزير المال إلى عدم توقيع مرسوم التعيينات خصوصا ان معلومات سربت ليلا عن استياء كبير لدى الرئيس نبيه بري مما جرى.

وقالت مصادر سياسية إن بلبلة أخرى حصلت في تمرير الموازنة إذ أن وزراء لم يعرفوا أنها أقرت وأنها مرت بلا تصويت، الأمر الذي نفته مصادر وزارية وقالت إن الجلسة استهلت ببحث المساعدات الاجتماعية الموظفين ومطالب الأساتذة المتعاقدين الذين اعتصموا احتجاجا قرب قصر بعبدا.

وحضر الجلسة مدير عام المالية جورج معراوي الذي كان يسجل الزيادات في الاعتمادات على انه لم يتم المس بالرقم الكبير للموازنة. وقالت المصادر إن وزير المال عرض المشروع وأشارت إلى أن عددا من الوزراء كانوا يطالبون بزيادة اعتمادات وزاراتهم. وأثار وزبر الأشغال العامة والنقل موضوع انقطاع الكهرباء في مطار بيروت وقال إن المطار بحاجة إلى كهرباء لأربع وعشرين ساعة ولا يجوز هذا الانقطاع، فرد عليه وزير الطاقة وقال من اين سأتي بالكهرباء شارحا لوضع الكهرباء وقائلا إن لا كهرباء في محطات المياه أيضا.

وأفادت المصادر أن التعديلات التي أدخلت على مشروع الموازنة ستخضع للصياغة النهائية، وهناك عملية روتوش بسيط بالتالي، وبعد ذلك أقرت الموازنة.

اقتراحات هوكشتاين

في غضون ذلك طغت محادثات الوسيط الاميركي لترسيم الحدود آموس هوكشتاين على المشهد الداخلي وسط الانشداد إلى معرفة الموقف اللبناني من طروحاته التي يفترض ان يحدد رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة الموقف الموحد منها في اجتماع ثلاثي خاص او عبر المشاورات المباشرة.

ووفق التقارير والمعطيات المجمعة من مصادر عدد من المسؤولين الذين التقاهم هوكشتاين فان الافكار التي عرضها والتي وصفت بانها تشكل عرضا جديا ومختلفا تلحظ تبدلا لجهة انه يعرض التوصل إلى اتفاق خاص بالثروة النفطية على قاعدة تسوية تلحظ مكاسب عادلة مشتركة وتنازلات مشتركة متقابلة ولا صلة له باي بعد تطبيعي. وقف الحديث عن الخطوط البحرية. هذه الاقتراحات تستبدل التفاوض على معضلة الخطوط بالتركيز على الحقول النفطية فلا تبقى المفاوضات تواجه حائطا مسدودا بين الخط واحد والخط 23 او الخط 29 بل تتركز المفاوضات على الحقول النفطية والاتفاق على الشراكة في تقاسمها. والبحث في الحقول لا يحصر بحقلي قانا وكاريش بل يشمل تحديد كل الحقول في المنطقة المتنازع عليها على ان تتم عملية توزيعها بالاتفاق عبر الوسيط الاميركي كجهة ضامنة للتوزيع العادل ويبحث المقترح مع لبنان بالتفصيل مع تعهد اميركي بممارسة ضغط على اسرائيل للسير بالاقتراح الأميركي.

وعلم ان أسابيع عدة يتواجد خلالها هوكشتاين في المنطقة قبل ان يتولى ملف أوكرانيا، هي المهلة المتاحة امام المسؤول الأميركي لتبلغ الرد اللبناني الرسمي على الطرح الأميركي، وسط توقعات بأن تكون خلاصة عقد من المفاوضات، ابقت لبنان في المربع الاول، فيما حققت اسرائيل تقدماً كبيراً في مجالي التنقيب والاستخراج.

وقد حرص هوكشتاين علنا على وصف ملف ترسيم الحدود بقوله: “أعتقد أننا في لحظة سد الفجوات للتوصل إلى صفقة”. وتمنى توحيد الموقف في لبنان لافتا إلى ان لبنان وحده بين دول المحيط هو عند نقطة الصفر في الطاقة فيما الدول الأخرى تستخرج الغاز والنفط. وعن أزمة الكهرباء في لبنان والاتفاق مع مصر قال هوكشتاين: “أعتقد أننا نحرز تقدمًا جيدًا في الوصول إلى ترتيب مع البنك الدولي وتسهيل تمويل شراء الغاز وآمل أنه في غضون أسابيع يمكننا القيام بذلك”.

أضاف: “العقوبات المفروضة على سوريا لا تزال قائمة، ولا نؤمن بالتطبيع مع نظام الأسد لكن من أجل الحصول على الغاز يجب على مصر أن تمر به من مكان ما وسوريا هي الخيار الوحيد”. وقال: “يجب أن نرى شيئًا ناجحًا وتمرير الإصلاحات الضرورية وأن تكون جادة وبعد ذلك يمكننا العمل على توسيع العمل ليشمل صفقة الكهرباء الأردنية وربما إلى زيادة كمية الغاز”. ولفت إلى انه “على لبنان أن ينظر إلى الموارد الطبيعية التي يتمتع بها كالرياح والطاقة الشمسية، لكن علينا أن نبدأ من مكان ما والمجتمع الدولي يجتمع لدعم لبنان لكن لبنان بحاجة إلى دعم نفسه أيضا”.

********************************************

نداء الوطن

“فوضى” جلسة بعبدا: عون “يستغفل” الثنائي وبري “يفرمل” المراسيم

موازنة “فلس الأرملة”: “معاً” لتمويل السلطة!

بأوضح صورة تعكس حقيقة المنظومة الحاكمة وتركيبتها المصلحية القائمة على “مرّق لي لمرّق لك”، أتت مجريات جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا لتعيد الإضاءة على طبيعة السلطة المنفصلة عن الواقع وذهنيتها الراسخة في استعباد الناس وتسخير مقدراتهم لخدمة هدف مركزي وحيد يتمحور حول مهمة تجفيف منابع الدولة وتجييرها لحسابات توزيع المغانم والحصص بين أركانها.

فبعد نهب المال العام والخاص وسلب المودعين جنى أعمارهم، لم يتوان أركان حكومة “معاً للإنقاذ” عن التنقيب في جيوب المواطنين عن “فلس الأرملة” لتمويل عملية إنعاش السلطة وإبقائها في سدة الحكم ضمن إطار هيكلية “موازنة عامة” فاقدة لأدنى مقومات الإصلاح والنهوض، وتقوم على مجرد استدرار مزيد من الرسوم وفرضها على الخدمات الحيوية، انطلاقاً من قاعدة “بدكم تساعدونا” التي توجه بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى اللبنانيين، في معرض مجاهرته بعزم حكومته على رفع تعرفة فواتير “الكهرباء والهاتف والمياه”… أما المواطن المعدم الذي “يتساءل من أين يمكن لي تأمين الأموال إذا كانت المصارف تمتنع عن إعطائنا أموالنا”، فما عليه سوى الرضوخ وتدبّر أمره والدفع بالتي هي أحسن!

بالشكل، خرج ميقاتي من جلسة بعبدا لتكبير حجم الإنجاز المتأتي عن إقرار الموازنة العامة، فأعمى عيون الناس عن مضمونها بقنابل دخانية تركزت على مسألة التقارب بين مجموع الواردات والنفقات بعد تسجيله العجز المقدّر بـ8 آلاف مليار ليرة في خانة “احتياط الموازنة”… غير أنّ مصادر مالية استغربت هذا المستوى من “استغباء الرأي العام”، وسألت: “أين هي قيمة سلفة الكهرباء من العجز؟ وحتى لو صحّت تقديرات العجز في المشروع فهل يُعقل أن تكون نسبة احتياطي الموازنة نحو 15% منها؟ علماً أنّ المعيار المطلوب للعجز لا يتجاوز 5%، وفي أحلك الظروف التي مرّت على البلد لم يتجاوز العجز ما نسبته 11%”، معتبرةً أنّ ما جرى بالأمس ليس أكثر من “حفلة تذاكي مفضوحة لتمويه التداعيات الكارثية على المواطنين جراء إقرار موازنة من دون خطة نهوض وإجراءات إصلاحية مواكبة لرفع الرسوم، وأخطرها على الإطلاق مسألة زيادة رسم الدولار الجمركي وربطه بسعر منصة “صيرفة” التي أصبحت موازية لتسعيرة دولار السوق السوداء، بينما اللبنانيون غير قادرين على تحصيل أموالهم من المصارف على سعر المنصة، والعديد من المؤسسات تطرد موظفيها وتقفل أبوابها لأنها غير قادرة على الاستمرار في دفع الرواتب”.

وفي خضمّ حالة “الفوضى” التي سيطرت على أجواء جلسة قصر بعبدا، استرعى الانتباه الكباش الذي دار بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريق الثنائي الشيعي الوزاري على خلفية تمرير تعيينات عسكرية “خلسة” في مقررات مجلس الوزراء، كما عبّرت مصادر الثنائي، مؤكدةً أنّ عون تعمّد أن “يستغفلنا” في إقرار هذه التعيينات “متجاهلاً اعتراضنا الصريح على طرحها بشكل مفاجئ من خارج جدول الأعمال، ليبادر إلى إدراجها عنوةً في مقررات الجلسة من دون موافقتنا عليها”.

على الأثر، وإذ حاولت المصادر العونية التقليل من أهمية الموضوع عبر تبرير بند إقرار التعيينات بالضرورة الملحة “لمنع الشلل في المؤسسة العسكرية”، أثار استفراد رئيس الجمهورية بالقرار داخل مجلس الوزراء رغماً عن اعتراض وزراء الثنائي الشيعي استياء رئيس مجلس النواب نبيه بري، فسارع إلى تسريب معلومات ليلاً يتوعد من خلالها بـ”فرملة” المراسيم وأنه سيطلب من وزير المالية يوسف خليل عدم التوقيع عليها.

تزامناً، برز أمس استكمال أهالي شهداء وضحايا انفجار مرفأ بيروت تحركاتهم الميدانية التصعيدية للضغط باتجاه الإسراع في بت طلبات الرد المقدمة بحق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار إفساحاً في المجال أمام استكمال تحقيقاته في القضية. وتحت هذا العنوان، اقتحم الأهالي صباحاً باحة قصر العدل في بيروت حيث افترشوا الأرض للمطالبة بأن تبادر رئيسة الغرفة الثانية لدى محكمة التمييز المدنية القاضية رولا المصري إلى البت في طلب النائبين المدعى عليهما علي حسن خليل وغازي زعيتر رد القاضي ناجي عيد الذي ينظر في طلب رد المحقق العدلي، ولم يخرجوا من قصر العدل إلا بعدما تلقوا وعداً من رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود بالعمل على تسريع الملف، مطمئناً إياهم إلى أنّ القاضية المصري مستمرة في منصبها حتى منتصف نيسان، فوافقوا على فضّ اعتصامهم وأمهلوا السلطات القضائية حتى يوم الثلاثاء المقبل للبت بطلبات الرد تحت طائل العودة إلى التصعيد.

أما في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فنقلت مصادر مواكبة لجولة المحادثات التي أجراها الوسيط الأميركي السفير آموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين، أن أبرز ما خلصت إليه النقاشات تمحور حول “الموافقة الأميركية على المطلب اللبناني بعدم التشارك مع إٍسرائيل في أي حقل نفطي وغازي، فضلاً عن تجاوز مسألة الخطوط في التفاوض راهناً وحصره بمسألة توزيع الحقول الذي يسهّل ترسيم الخط البحري”، مشيرةً إلى أن “هوكشتاين سيحمل إلى إسرائيل الأجوبة النهائية من لبنان ليصوغ بعدها مقترحات مكتوبة لكي تتم مناقشتها مع الجانب اللبناني، على أن يضمن أي اتفاق في هذا الصدد وضع آلية تنفيذية تصلح في حال تحقيق اكتشافات نفطية جديدة مستقبلاً”.

********************************************

الشرق الأوسط

«الداخلية» تطلب إيقاف نشاطين لمجموعات بحرينية «داعمة للإرهاب»

مولوي طلب جمع المعلومات عن المنظمين

طلب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، أمس، من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام، إبلاغ إدارة فندق لبناني بعدم إقامة نشاطين لمجموعات بحرينية تصنفها حكومة البحرين «داعمة للإرهاب»، وذلك «لعدم حصولهما على الأذونات القانونية»، كما طالب بـ«اتخاذ جميع الإجراءات الاستقصائية اللازمة لجمع المعلومات عن المنظّمين والداعين والمدعوين».

واتخذ وزير الداخلية اللبناني قراره على خلفية التداول بمنشورات تتضمن دعوة لعقد نشاطين في لبنان بتاريخي 11 و14 فبراير (شباط) الجاري في «فندق الساحة» – طريق المطار، وقال في بيان إنه «من شأن هذين النشاطين، وفي حال حصولهما، أن يتعرّضا بالإساءة إلى السلطات الرسمية البحرينية ولدول الخليج العربي، وأن يعرقلا بالتالي الجهود الرسمية المبذولة من الدولة اللبنانية من أجل تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي في ظل المبادرة الكويتية التي التزمت الدولة إزاءها بالقيام بكل الإجراءات المانعة للتعرض اللفظي أو الفعلي للدول العربية الشقيقة».

وقال مولوي في البيان إنه «بعد التشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجّه كتابين إلى كل من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام، طالباً إبلاغ إدارة الفندق فوراً بعدم إقامتهما لعدم حصولهما على الأذونات القانونية، واتخاذ الإجراءات الاستقصائية كافة اللازمة لجمع المعلومات عن المنظّمين والداعين والمدعوين».

والنشاطان، تنظمهما شخصيات تتهمها حكومة البحرين بدعم الإرهاب. وكانت وزارة الخارجية البحرينية قد قدمت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي احتجاجاً «شديد اللهجة» إلى الحكومة اللبنانية أعربت فيه عن «بالغ أسفها واستنكارها من استضافة العاصمة اللبنانية بيروت، مؤتمراً صحافياً، لعناصر معادية ومصنفة بدعم ورعاية الإرهاب، لغرض بث وترويج مزاعم وادعاءات مسيئة ومغرضة ضد مملكة البحرين».

********************************************

الجمهورية

الجمهورية: موازنة مشفوعة بتعيينات فجّرت خلافات.. والبابا يزور لبنان بعد الانتخابات

أقرّ مجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة العامة للسنة الجارية مشفوعاً بتعيينات فجرت خلافات بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من جهة و”الثنائي الشيعي” من جهة تانية، بحيث ان الجلسة انتهت الى كباش ستظهر تداعياته في الايام المقبلة. فيما غادر الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل عاموس هوكشتاين الى واشنطن مُمهلا المسؤولين اللبنانيين اسابيع للرد على ما حمله من مقترحات جديدة يضغط بها على لبنان ليقبلها تحت وطأة حاجته الملحة الى الخروج من الانهيار.

وفي هذه الاجواء أبلغ وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور المطران بول ريتشارد غالاغير الى مجلس السفراء الأجانب المعتمدين لدى الكرسي الرسولي أنّ البابا فرنسيس سيزور لبنان بين موعد الانتخابات المقررة في أيار المقبل ونهاية هذه السنة. ونقلت صحيفة “لا كروا” الفرنسية عن غالاغير قوله انّه نصح بأن تتضمّن محادثات البابا في شأن إعادة إعمار لبنان “حزب الله”. وقال ديبلوماسيون حضروا اللقاء إنّ غالاغير عرض عليهم نتائج زيارته للبنان في نهاية الشهر الماضي وبداية هذا الشهر. وقال: “إنّ الزيارة ستتمّ بشروط منها نجاح الانتخابات وتشكيل حكومة في الأسابيع التي تلي الانتخابات”، مؤكّداً أنّه لا يمكن للكرسي الرسولي أن يستثني “حزب الله” لإعادة إعمار البلد.

أشعلت جلسة مناقشة مشروع موازنة العام 2022 التي عقدت في القصر الجمهوري الجمر الذي كان كامناً تحت الرماد بمجرّد ان وَجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالاتفاق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “ضربة” الى “الثنائي الشيعي” الذي وصفها بأنها “طعنة من تحت الطاولة”، بحسب ما قالت مصادره لـ”الجمهورية”، كاشفة عن توجّه لديه في المرحلة المقبلة مبنيّ على ثلاث لاءات: لا مقاطعة، لا توقيع لمرسوم التعيينات، ولا تكرار لما حصل.

وقالت هذه المصادر: “ما حصل هو رسالة واضحة لنا وسنرد عليها لكننا لن نقاطع جلسات مجلس الوزراء على ان يقدم لنا رئيس الحكومة تعهداً بعدم تكرار ما حصل، كما ان وزير المال لن يوقع مرسوم التعيينات ما يعني انه سيبقى PENDING ويلحق بالمراسيم التي لا توافق حولها تحت مبدأ احترام المشاركة والتشارك والاتفاق الذي حصل معنا منذ الاساس على ان لا تعيينات قبل حل قضية التحقيق في مرفأ بيروت وتصحيح الخلل من دون ان يعني ذلك تعطيلاً لأمور الناس، فنحن لسنا ضد التعيينات العسكرية اذا كانت ملحّة، لكن يجب ان تحصل بالتوافق وليس بالمباغتة”. واضافت المصادر: “التعيينات التي حصلت هي رسالة اكثر منها حاجة الى التعيين و”عم يجرّونا الى مشكل” لكننا لن ننجَرّ. فالمشكل وقلب الطاولة اسهل شيء في هذا البلد وكذلك العودة عن الاتفاق، واذا كان هناك من يريد التذاكي نعرف كيف نتصدى له”.

وفي معلومات “الجمهورية” ان النقاش في الجلسة استهلّ ببحث في المساعدات الاجتماعية للموظفين ومطالب الاساتذة المتعاقدين ثم عرض وزير المال لمشروع الموازنة وبدأت مداخلات معظم الوزراء الذين طالبوا بزيادة اعتمادات وزاراتهم.

واشار وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية الى موضوع انقطاع الكهرباء في مطار بيروت، وقال ان المطار يحتاج الى 24 ساعة واذا أمّنت مؤسسة كهرباء لبنان نحو 10 الى 12 ساعة يوميا نؤمن نحن الساعات المتبقية، لكن لا نستطيع ان نعتمد على المولدات طوال الوقت لأنها “رح تبجّ” فماذا نفعل حينها؟ لا يمكن اطفاء المدارج ولا الرادارات ولا غرف التحكم وهذا يمكن ان يتسبب بكارثة”.

وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” ان كلام وزير الاشغال الذي سانَده فيه عدد من الوزراء “مرّ مرور الكرام ولم يكن هناك من آذان صاغية اليه لا من رئيس الجمهورية ولا من وزير الطاقة”. ولمّحت المصادر الى “ان التعاطي مع هذا الامر كان كيدياً”، قائلة انها سمعت كلاماً مفاده: “هل هذا تَشفّ لأننا لم نوافق على سلفة الكهرباء وهل التشفي يغلب على أمن المسافرين؟”

وكشفت المصادر “ان هذا الكلام قيل داخل الجلسة بالمباشر وذهب بعض الوزراء أبعد الى القول ان مناطق عدة في لبنان انقطعت عنها الكهرباء نهائياً فهل ندفع ثمن عدم دفع السلفة بالسياسة؟

وقبل الانتهاء من مشروع الموازنة طرح وزير الدفاع مسألة التعيينات في المجلس الاعلى للدفاع فاعترض وزراء “الثنائي الشيعي” الخمسة في اعتبار ان لا علم مسبقاً لديهم فيها وليست مطروحة على جدول الاعمال كما انها خارج الاتفاق الذي حصل قبل قرار عودة وزراء الثنائي الى الجلسات، فاقترح ميقاتي تأجيلها الى جلسة الثلثاء ريثما تدرس اكثر ويتم التشاور حولها، وافق رئيس الجمهورية في البداية ثم عاد عن الموافقة وأصرّ عليها ما أحدثَ بلبلة وتفاجَأ الوزراء برفع رئيس الجمهورية الجلسة من دون ان يعلموا ما اذا أقرّت التعيينات وحتى ما اذا اقرّت الموازنة أم لا. وهكذا انتهت الجلسة على فوضى وعلى كباش ستظهر تداعياته في الايام المقبلة، خصوصا ان “الثنائي” اعتبر ان ميقاتي لم يعترض وسألت المصادر: “هل اتفق مع عون في الخلوة على هذا الامر؟ ولماذا تصرّف وكأنه لا علم لديه بما حصل؟”.

وكان مجلس الوزراء قد أقر في جلسته بعد ظهر امس في القصر الجمهوري مشروع قانون موازنة عام 2022، وقرر إحالتها على مجلس النواب. واتخذ قرارات أبرزها: استفادة المتعاقدين على مختلف مسمياتهم في وزارة التربية والتعليم العالي، من بدل نقل يومي عن 3 أيام أسبوعيا كحد أقصى على الا يقل عدد حصص التدريس اليومية عن 3 حصص خلال كل أسبوع، وتمديد العمل بقرار إعطاء المساعدة الاجتماعية التي توازي نصف راتب، على أن تُعطى للعاملين الذين يلتزمون الحضور في الدوام الرسمي العادي ابتداء من تاريخه. وكلّف المجلس زياد نصر القيام بمهمات مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار بالوكالة، وعيّن العميد محمد المصطفى أمينا عاما للمجلس الأعلى للدفاع، والعميد بيار صعب عضوا في المجلس العسكري.

وأعلن ميقاتي بعد الجلسة إقرار مشروع الموازنة، كاشفا أنه “أصبح هناك 400 مليار ليرة للشق الإجتماعي تتضمن تعويضات للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت”، ولافتا الى “إعطاء شهر عن كل شهر عمل لموظفي القطاع العام لا تقل عن مليوني ليرة ولا تزيد عن 6 ملايين، وأعطينا للمتقاعدين راتباً عن كل شهر، ومن الآن حتى إقرار الموازنة وتصديقها في مجلس النواب نتابع المنح التي أقريناها لموظفي القطاع العام عن شهري تشرين الثاني وكانون الاول”. وأوضح أنّ “مشروع مرسوم الدولار الجمركي الذي سيرسل للموازنة سيكون على منصة سعر صيرفة وسيعلنه وزير المال شهرياً مع الأخذ في الإعتبار إلغاء الرسوم الجمركية عن الأدوية وعن أي سلع غذائية ومن ضمنها البن والشاي، وان الدولار الجمركي يطبق عند اصدار الموازنة في مجلس النواب واقتراحنا هو على سعر منصة صيرفة مع الأخذ في الاعتبار إلغاء الرسوم عن السلع الغذائية والادوية وزيادة سعر السلع ستكون بين 3 و5% فقط”.

وشدّد ميقاتي على أن “خطة التعافي ليست سهلة على الإطلاق وكل ما نشر عنها غير صحيح ونعتبر أنها عملية صعبة جدا، لكن نسعى لإنقاذ الإقتصاد والبلد”. وقال: “ليس هناك ضرائب مباشرة على المواطنين بل هناك رسوم بدل خدمات، فسعر السجل العدلي أصبح 15000 ليرة وهي زيادات معقولة نظرا لارتفاع أسعار الورق وما إلى ذلك”، مشيرا الى “عقد جلسة متخصصة بالكهرباء ومن أولوياتها إنشاء هيئة ناظمة لوزارة الطاقة”. وقال: “تم تصحيح الضرائب والرسوم في الموازنة بناء على سعر الصرف ونحاول تحقيق التوازن في هذا الموضوع، والتوازن عبارة عن فارق سعر العملة الأجنبية مقارنة مع الليرة”.

وكان عون قد قال في مستهلّ الجلسة: “من المهم ان يترافق مشروع الموازنة مع خطة التعافي المالي والاقتصادي التي هي قيد المناقشة والتحضير لدى فريق العمل المكلّف برئاسة نائب رئيس الحكومة”، ويجب ان تتضمن الخطة تحديد الخسائر وكيفية توزيعها (الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين مع اصراري على عدم المَس بصغار المودعين) وإعادة هيكلة المصارف وإعادة رسملة وهيكلة مصرف لبنان والإصلاحات الهيكلية والبنيوية ومكافحة الفساد بدءاً بالتدقيق الجنائي”. أضاف: “مشروع الموازنة يلحظ مبلغ 7600 مليارات ليرة فوائد، منها 1200 مليار ديون طويلة المدى لمؤسسات دولية، ومبلغ 6400 مليارات سوف تعود فوائد بنسبة 1/3 للمصارف و2/3 لمصرف لبنان، مع العلم ان مشروع الموازنة لم يلحظ فوائد على اليورو بوندز. ويفترض عدم دفع فوائد على الديون الداخلية لمصرف لبنان والمصارف أسوة باليورو بوندز، وتوزيع مبلغ الـ 6400 مليارات بمعدل 2/3 للكهرباء بدلا من السلفة الملحوظة والباقي 1/3 زيادة معاشات للقطاع العام. ان هذا الاجراء يخفف العجز في الموازنة ويلغي سلفة الخزينة ويخفف الاثار التضخمية”.

هوكشتاين وهمومه المقبلة

على ان الانشغال بالموازنة وما رافق اقرارها من تجاذبات سياسية لم يحجب الاهتمام بما نقله الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل عاموس هوكشتاين من مقترحات جديدة لمعاودة هذه المفاوضات لعلها تتوصل الى اتفاق، أمهل الجانب اللبناني 4 الى 6 اسابيع للرد عليها ضاغطاً على لبنان لكي يقبل بها من باب حاجته القصوى للاستفادة سريعا من ثروته الغازية للخروج من الانهيار الذي يعيشه.

وقالت اوساط مطلعة لـ”الجمهورية” انّ “ما عرضه هوكشتاين اكثر من خط هوف ولكنه أقل من ان يَفي لبنان حقه”. واشارت الى انه أوحى بتحذير ضمني وديبلوماسي من خلال القول “أنّ عليكم القبول بهذا العرض لأنه قد يكون آخر فرصة والوقت يضيق، وانتم في حاجة إليه لأنّ من شأنه تخفيف وطأة الازمة التي ترزحون تحتها”.

وعلمت “الجمهورية” ان المسؤولين لم يكشفوا كل اوراق لبنان امام الوسيط الاميركي، ورفضوا خط هوف وكذلك الاستثمار المشترك او التشارك مع اسرائيل في الحقول، بحيت تكون له حقوقه المستقلة ولا يتشارك فيها مع اسرائيل او اي شراكات يمكن شركات ان تعمل عليها.

وفي الوقت الذي غادر هوكشتاين بيروت متوجّهاً الى جهة مجهولة بالنسبة الى المسؤولين اللبنانيين الذين لم يسألوه عن وجهته المقبلة، ترددت معلومات عن انه قصد اسرائيل لإجراء مشاورات لساعات قليلة فيها قبل أن يغادرها الى واشنطن حيث لديه التزامات عدة مرتبطة بمعالجة مجموعة الإشكاليات التي تسببت بها المفاوضات المتعثرة لجهة تزويد الدول الأوروبية الغاز الروسي الناجمة من تداعيات ازمة اوكرانيا والمخاوف من اي عمل عسكري روسي يستهدفها ويمكن ان يؤدي الى تعليق إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في حال اضطرت أوروبا الى فرض عقوبات على موسكو.

إقتراحات جديدة

وقالت مراجع سياسية وديبلوماسية لـ”الجمهورية” ان كثافة الاتصالات واللقاءات التي عقدها هوكشتاين في بيروت أوحَت بأن لديه كماً من السيناريوهات التي يمكن ان تؤدي الى استئناف المفاوضات اللبنانية – الاسرائيلية غير المباشرة في الناقورة بعد التفاهم على الخطوط العريضة للحدود المحتملة لأقتسام المناطق المتنازع عليها في المنطقة بعيداً مما هو متداول به من خطوط.

وفي التفاصيل استنتجت المراجع المعنية ان الجديد في مهمة هوكشتاين انتهاء البحث بعد اليوم بما كان يسمّى بـ”خط هوف” ومنطقة الـ”860 كلم” التي كان النقاش قائما حول اقتسامها بين لبنان واسرائيل. ونقل المفاوضات الى منطقة وضعت “الخط 23″ في مقدمة البحث مع احتمال أن تتوسع حصة لبنان باتجاه المنطقة الفاصلة عن الخط 29 المقترح من الجانب اللبناني بـ”نتوءات” محددة تواكب التثبّت من حدود ما يسمّى حقل “قانا” من الجانب اللبناني و”كاريش” من الجانب الاسرائيلي من دون ان يشير الى هذين الحقلين بالتحديد، وهو ما يؤدي الى البحث في خطوط متعرجة من ضمن منطقة الـ 1430 كيلومترا الجديدة التي يحدثها الترسيم الجديد.

لقاءات شاملة

وعلى هذه الخلفيات كشفت المصادر لـ”الجمهورية” ان لقاءات عدة عقدها هوكشتاين مع عدد من المسؤولين من دون الإضاءة عليها. فهو الى جانب اللقاءات المعلن عنها مع رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة التقى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير الطاقة وليد فياض وتناول طعام العشاء على مائدة الوزير السابق الياس بوصعب المكلف من رئيس الجمهورية ملف المفاوضات تمهيداً للقاء الذي سيجمعه في اليوم التالي مع رئيس الجمهورية.

والى جانب لقاءاته مع قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم التقى هوكشتاين المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في اعتبارها من الأطراف المعنية بالمفاوضات التي تستضيفها قيادة قوات “اليونيفيل” في مقرها في الناقورة، وأطلعها على مجموعة الصيغ المقترحة وما يستلزم التوصّل الى تفاهم لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ مطلع أيار من العام الماضي بنحو مفيد للطرفين.

فياض لـ”الجمهورية”

وبعد سلسلة اللقاءات التي عقدها فياض مع هوكشتاين إبّان الندوة في “مؤسسة مي شدياق” واللقاء الذي جمعه به في محادثات بعبدا الى جانب وزير الخارجية، رفضَ فياض الغوص في اي تفاصيل في شأن طروحات هوكشتاين الجديدة، معتبراً انها “طروحات ايجابية يمكن البناء عليها”.

ولفتَ الى ان الجانب اللبناني طلب من هوكشتاين مزيدا من التفاصيل التي تترجم العروض الشفهية التي تقدم بها لِتضاف الى ما حمله من الدراسات والنصوص المتصلة بالصيغ الجديدة التي طرحها”.

جلسة نيابية

من جهة ثانية دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد اجتماع لهيئة مكتب المجلس الى جلسة نيابية عامة تعقد الحادية عشرة من قبل ظهر وبعد ظهر يومي الإثنين والثلثاء في 21 و22 شباط الحالي، في قصر الأونيسكو، لدراسة وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.

وقال نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي: “انّ هذه الجلسة مدرج على جدول أعمالها قوانين من أهم القوانين التي طرحت في تاريخ الجمهورية اللبنانية بالنسبة للإصلاحات، وفي مقدمها قانون المنافسة وقانون إستقلالية السلطة القضائية وغيرها من القوانين ذات اهمية ايضا التي تعنى بالمسائل الإصلاحية”.

أهالي الضحايا

من جهة ثانية تحرك امس أهالي الضحايا والجرحى والمتضرّرين من إنفجار مرفأ بيروت وناشطون في الشارع وتظاهروا امام قصر العدل في بيروت وحاولوا الدخول اليه وسط انتشار لعناصر مكافحة الشغب، فحصل تدافع بينهم وبين عناصر قوى الأمن الداخلي الذين منعوهم من الدخول من الباب الرئيس، قبل أن ينجحوا في الدخول فافترشوا أرض الباحة، رافضين الخروج قبل الحصول على جواب واضح من القضاء عن عمله في الأيام المقبلة بالنسبة الى بَت رئيسة الغرفة الثانية لمحكمة التمييز القاضية رولا المصري بطلبات رد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.

على أثر ذلك، التقى رئيس مجلس القضاء الأعلى الرئيس الأول لمحاكم التمييز القاضي سهيل عبود وفداً من الأهالي والناشطين، ووعدهم بـ”استمرار عمل الرئيسة المصري للبت بهذا القرار”، موضحاً “أنّها لم تأخذ قراراً بالرد رفضاً أو قبولاً بسبب استمرار درسها للملف بروية وعناية”.

كذلك صحّح عبود خلال اللقاء، معلومة عن تقاعد المصري خلال شباط الجاري، مؤكداً أنّ “موعد إحالتها الى التقاعد هو في نيسان المقبل”.

وكان أهالي الشهداء والجرحى والمتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت قد اعتصموا أمس، أمام قصر العدل، ورفعوا العلم اللبناني ولافتات وصور للشهداء وأقفلوا مداخل قصر العدل. وطالبوا بـ”دعم العدالة والإسراع في بت طلبات الرد التي تعرقل مسار التحقيق ومسار العدالة، ودعم القاضي البيطار لاستئناف عمله وتحقيقاته بعد أن كفت يده لمدة شهرين بسبب بت طلبات الرد”. كذلك طالبوا رئيسة المصري بـ”عدم تمييع قضيتهم من خلال التأخير في البت بهذا الموضوع”.

كورونا

وفي المجال الصحي أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا 6060 إصابة جديدة (5953 محلية و107 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 999155. وكذلك سجل التقرير 20 حالة وفاة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الوفاة منذ تفشي الوباء في شباط 2020 الى 9789.

********************************************

اللواء

تعيينات مفاجئة في المجلس العسكري: برّي «طاير عقلو»!

إقرار الموازنة سلقاً.. ولا كهرباء «ببلاش».. ومفاوضات الترسيم «مقلعة»

قبل أن يجف أثر الفرحة بالنسبة للمعلمين المتعاقدين والمثبتين في ملاك وزارة التربية وسائر موظفي القطاع العام بمدنييه وعسكرييه، والعاملين الحاليين فيه والمتقاعدين، طفت على السطح، مع ساعات المساء الأولى، صدمة التعيينات العسكرية في نهاية الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس، وكانت مخصصة لمناقشة وإقرار الموازنة التي وصفها أحد الوزراء البارزين في تعليق لـ«اللواء» بأنها سلقت سلقاً، إذ طلب الرئيس ميشال عون طرح مرسوم تعيينات في المجلس العسكري وغيره، من خارج جدول الأعمال، إلا أن وزراء «الثنائي الشيعي» الخمسة تحفظوا، وقالوا إن الأمر مفاجئ، ولم يتفق عليه، وطالبوا بتأجيل طرح المرسوم إلى الجلسة المقبلة، إلا أن الرئيس عون أصر على طرحه وإقراره، وهكذا حسم الأمر داخل الجلسة، أما خارجها فبدا من مقدمة نشرة nbn الناطقة بلسان الرئيس نبيه بري وحركة «امل» ان للموضوع وجها آخر.

وكشف زوار الرئيس نبيه بري ان بري مستاء جداً من جلسة مجلس الوزراء وما صدر عنها.

واوضحوا ان استياء بري يعود إلى ان «وزراء اطلعوه على ان الموازنة تم اقرارها من دون التصويت عليها، كما ان التعيينات العسكرية التي تم اقرارها لم تكن مدرجة على جدول الاعمال، كما ان رئيس الجمهورية ميشال عون لم يعلن الاسماء خلال الجلسة».

واشار الزوار «إلى انه عندما «حشر» الوزير محمد المرتضى عون بسؤاله عنها، اجاب الاخير بأنه تم ادراجها من خارج جدول الاعمال بناء على طلب وزير الدفاع».

وكشف الزوار ان بري «طاير عقله» مما حصل، إذ تمت هذه التعيينات من دون تعيين نائب رئيس امن الدولة، اذ ان جهاز امن الدولة لا يمكن ان تستمر مهامه من دون توقيع رئيس الجهاز ونائبه.

ولاحقاً، كشفت مصادر مطلعة ان وزير المال يوسف خليل، لن يوقع مرسوم التعيينات العسكرية، بناء على طلب من الرئيس بري.

بالمقابل، قالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان بلبلة اخرى حصلت في تمرير الموازنة، إذ ان وزراء لم يعرفوا انها اقرت، الامر الذي نفته مصادر وزارية، وقالت ان الجلسة استهلت ببحث المساعدات الاجتماعية للموظفين ومطالب الأساتذة المتعاقدين.

وحضر الجلسة مدير عام المالية جورج معراوي الذي كان يسجل الزيادات في الاعتمادات على انه لم يتم المس بالرقم الكبير للموازنة.

وفي مجال آخر علمت «اللواء» أن مجلس الوزراء بصدد تعيين نائب لمدير عام أمن الدولة وهو منصب شيعي.

وكان عون ترأس الجلسة في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء، وعرض الرئيس عون ملاحظاته على المشروع وبعض النقاط التي يراها ضرورية في هذه المرحلة، كماعرض بعض الوزراء ملاحظاتهم.

وقال عون خلال الجلسة: مشروع الموازنة يلحظ مبلغ 7600 مليار ليرة فوائد، منها 1200 مليار ديون طويلة المدى لمؤسسات دولية، ومبلغ 6400 مليار سوف تعود فوائد بنسبة 1/3 للمصارف و2/3 لمصرف لبنان، مع العلم ان مشروع الموازنة لم يلحظ فوائد على اليورو بوندز. ويفترض عدم دفع فوائد على الديون الداخلية لمصرف لبنان والمصارف أسوة باليورو بوندز، وتوزيع مبلغ الـ 6400 مليار بمعدل 2/3 للكهرباء بدلا من السلفة الملحوظة والباقي 1/3 زيادة معاشات للقطاع العام. ان هذا الاجراء يخفف العجز في الموازنة ويلغي سلفة الخزينة ويخفف الاثار التضخمية».

وأشار الرئيس عون الى «طرح صندوق النقد ضرورة إعادة النظر بالنظام الضرائبي ليطال الصحن الضريبي بشكل تصاعدي مما يحقق العدالة الضريبية ويحسن مستوى الإيرادات».

وقال ميقاتي في مستهل الجلسة: الإيرادات باتت توازي تقريبا النفقات مع مبلغ 7000 مليار لإحتياطي الموازنة. والتوجه العام هو الاهتمام بالنواحي الاجتماعية والمعيشية وتسهيل اوضاع المواطنين وشؤونهم الصحية والرعائية».

وبعد انتهاء الجلسة، ادلى الرئيس ميقاتي بتصريح قال: فيه ان الموازنة هي الخطوة الأولى في مسار التصحيح المالي وهناك ورشة حول خطة التعافي الاقتصادي، ومن ثمّ سنناقش حملة سندات اليوروبوندز من أجل الوصول إلى تسوية ومن ثم إعادة هيكلة المصارف، وذكّر بأن وزير المال سمى الموازنة موازنة تصحيحية لمرحلة انتقالية. واشار الى عجز 7000 مليار ليرة لبنانية في الموازنة قائلا: ننتظر مناقشتها في مجلس النواب.

وتطرق الى المواضيع التي نوقشت في الجلسة ومنها الموضوع الاجتماعي الذي قال: انه اخذ حيزاً كبيراً اذ قدمنا لدور الرعاية 400 مليار فضلاً عن مساعدات لمتضرري انفجار مرفأ بيروت كما ان اولوياتنا كانت في الدعم الاجتماعي والعمل على صعيد الادارة والموظفين في القطاع العام وسلسلة اجراءات اتخذت منها اعطاء شهر عن كل شهر لموظفي القطاع العام.

واضاف: خفضنا الغرامات على التحصيل والانتقال العقاري من 5% الى 3% وعفينا الضريبة على الفوائد المصرفية الى جانب القيام بتوازن حول الضرائب والرسوم بناء على سعر الصرف.

ورداً على سؤال حول ازمة الكهرباء قال: «ما بقى نقدر نعطي كهربا ببلاش وإتصالات ببلاش لإن ما بقى في مصاري. وإذا قال المواطن أموالي في المصارف سنقول له معك حق بس بدنا نتحمل بعضنا» .

توازياً في الملف المالي والاصلاحي، ذكرت وكالة «رويترز» نقلا عن صندوق النقد الدولي بإنّه «من المقرر أن تنتهي مهمة لبنان هذا الأسبوع، والفريق يعمل عن كثب لمساعدة السلطات على تطوير برامج إصلاح» .

جلسة تشريعية بمشاريع مهمة

على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر وبعد ظهر يومي الإثنين والثلاثاء 21 و 22 شباط 2022، في قصر الأونيسكو لدراسة وإقرار مشاريع وإقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال

وبعد الإجتماع تحدث نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي: لقد درس إجتماع هيئة مكتب مجلس النواب إقتراحات ومشاريع القوانين التي تم إنجازها في اللجان وإقتراحات القوانين المعجلة المكررة المطروحة. واتخذ قراراً بتعيين موعد لجلسة للهيئة العامة بتاريخ ٢١ و٢٢ الشهر الجاري الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر وبعده، كي يصار الى إقرار مشاريع القوانين المطروحة.

مقترحات هوكشتاين؟

الى ذلك، انهى رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير ‏المباشرة لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين زيارته للبنان امس الاول، وغادر الى فلسطين المحتلة لوضع قيادات العدو الاسرائيلي في نتيجة لقاءاته في بيروت، والتي شملت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، حيث نقل بعض الافكار والاقتراحات المتعلقة بحصص لبنان والكيان الاسرائيلي من النفط والغاز.

وعُلم ان الاقتراحات التي حملها هوكشتاين سبق وقدمها للجانب الاسرائيلي وسيدرسها لبنان ويبدي ملاحظاته عليها

ويبلغها لهوكشتاين حتى يتم الاتفاق بعد ذلك على متابعة البحث بالخطوة التالية. وحسب المعلومات، سيقدم لبنان ردّه على مقترحات هوكشتاين بعد اسبوعين، وهي تقوم على التفاوض من النقطة ٢٣ مع بعض التعديلات التي تضمن حقوق لبنان، علما ان هوكشتاين ابلغ المسؤولين اللبنانيين انه يقوم بمهمة لمعالجة مسألة ما تحت الماء من غاز ونفط لا ما هو فوق الماء اي خطوط الحدود. بمعنى انه مهتم بالثروة النفطية اكثر من خطوط الحدود، لكن لبنان اكد له أنه يرفض فكرة تقاسم الحصص مع الكيان الاسرائيلي ويُصر على ترسيمحدود منطقته الاقتصادية الخالصة لإستخراج ثروته النفطية والغازية منها.

وقد التقى عون هوكشتاين في حضور السفيرة الأميركية ‏دوروثي شيا، ووزيري الخارجية والطاقة عبدالله بو حبيب ووليد فياض.‏

وخلال الاجتماع، اطلع هوكشتاين الرئيس عون على نتائج الاتصالات التي اجراها في إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقدم اقتراحات سيتم درسها انطلاقا من إرادة الوصول الى حلول.

وعلم أنه في خلال محادثات هوكشتاين مع رئيس الجمهورية، كان تركيز على الجهد الذي تبذله الولايات المتحدة الأميركية للمساعدة في الوصول الغاز من مصر إلى لبنان. واطلع هوكشتاين الرئيس عون على جو الاتصالات التي أجراها في إسرائيل، عارضا المقترحات لحل ملف الترسيم، وهذه الاقتراحات ستدرس . وعلم أن رئيس الجمهورية قال للمسؤول الأميركي أن لبنان مستعد للبحث بها حيث يستمر التواصل من أجل الوصول إلى حلول عملية . وقد أبدى رئيس الجمهورية إرادة للوصول إلى حلول وفق مصلحة لبنان في ما يتعلق بثروته النفطية والغازية .وقالت مصادر مطلعة أن الاقتراحات التي حملها هوكشتاين سبق وقدمها للجانب الاسرائيلي وسيدرسها لبنان ويبدي ملاحظاته عليها على ان يبلغها لهوكشتاين حتى يتم الاتفاق بعد ذلك في متابعة البحث في الخطوة التالية.

وتم التداول مع هوكشتاين في الدور الذي تقوم به بلاده للمساعدة في تذليل العقبات امام استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسوريا.

اما الرئيس ميقاتي فابلغ هوكشتاين أنه سيتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ‏ورئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد الموقف اللبناني‎.‎فيما أكد العماد عون لهوكشتاين «أن المؤسسة العسكرية هي مع أي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن».

وأعلنت المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا أنها أجرت «محادثات بنّاءة للغاية مع الوسيط هوكشتاين. وقالت عبر حسابها على «تويتر»: ستبقى الأمم المتحدة ملتزمة بدعم ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل من خلال التفاوض وبشكل مفيد للطرفين.

ونشرت السفارة الأميركية في لبنان عبر حسابها على «تويتر» تغريدة جاء فيها: «حيث هناك إرادة هناك وسيلة… إن اتفاق على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان. لقاء مثمر بين كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين وقائد الجيش جوزاف عون».

وسئل هوكشتاين كيف ستؤثر صفقة استجرار الكهرباء الى لبنان من الاردن على «قانون قيصر» والعقوبات الأميركية على الكيانات السورية، فقال: نحن نهتم بما يحدث للبنانيين وللبلد، ونريد أن نكون داعمين قدر المستطاع، لبنان ليس لديه الكثير من الخيارات ، ليس لديه موارده الخاصة، لذلك فهو يتطلب دعما من مكان ما، ولهذا السبب نحن ندعمه بشدة

وأضاف: «قانون قيصر» جزء مهم للغاية من سياسات الولايات المتحدة. إنه القانون في الولايات المتحدة وسنتبع القانون. ونعتقد أيضا أنه قانون عادل وجزء من سياستنا. القضية التي نواجهها هي المستوى الحاد من المطالب المطلوبة في لبنان. لن نستخدم هذا تطبيعا مع سوريا. لن نستخدمه مدخلا للتطبيع مع نظام الأسد.

وحول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية قال: يمكن أن تستمر المفاوضات لفترة طويلة حتى تحدث لحظة حرجة عندما يفهم الجميع ويقرر أن هذا هو الوقت المناسب ليس بالنسبة الى زيادة النفوذ ، وليس بالنسبة الى طرف أو آخر لمحاولة تقوية نفوذه. ونحن الآن في نهاية هذه العملية، ونحن في حاجة إلى الوصول إلى نقطة حيث يقرر الأطراف أنهم يريدون حلا ولهذا أتيت إلى هنا في تشرين الثاني، وذهبت إلى تل أبيب والقدس. وعدت إلى هنا الآن لأرى ما إذا كان الطرفان يريدان اتفاقا. إذا كانوا يريدون الاستمرار في المفاوضات، فلا بأس بذلك. لكن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أن تكون جزءا من ذلك بالضرورة. لذلك أعتقد أن هناك فرصة سانحة الان. أعتقد أننا قمنا بتضييق الفجوات وأنه يمكننا التوصل إلى اتفاق. لكن في نهاية المطاف، الولايات المتحدة ليست طرفا فيه.

واكدت مصادر مطلعة ان المفاوضات قطعت شوطاً وسط تكتم شديد حرصاً على نجاحها وهي «مقلعة».

البابا يزور لبنان

من جهة اخرى، أبلغ وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور المطران بول ريتشارد غالاغير مجلس السفراء الأجانب المعتمدين في الفاتيكان أنّ البابا فرنسيس سيزور لبنان بين موعد الانتخابات المتوقعة في أيار ونهاية هذه السنة.ونقلت عنه صحيفة “لا كروا” الفرنسية قوله: أنّه نصح بأن تتضمّن محادثاته في شأن إعادة إعمار لبنان «حزب الله».

واوضح غالاغير إنّ الزيارة ستتمّ بشروط منها نجاح الانتخابات وتشكيل حكومة في الأسابيع التي تلي الانتخابات، مؤكّداً أنّه لا يمكن للكرسي الرسولي أن يستثني الحزب لإعادة إعمار البلد.

مار مارون

على صعيد آخر، شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، يوم الاربعاء، في القداس الذي اقيم في كنيسة القديس مارون في الجميزة، لمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية. وترأس القداس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، عاونه فيه راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبدالساتر والمطران خليل علوان ولفيف من الكهنة، حضره عدد من الشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية.

والقى الراعي عظة قال فيها اننا نتطلع الى اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعديها الدستورية، وتسريع عملية الاصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي على خطة واقعية متكاملة تنقذ لبنان من الانهيار المتواصل، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة، واعتماد نظام الحياد الايجابي اساسا في علاقاتنا الخارجية.

وفي السياق، اصدر مصرف لبنان اعلاما للمصارف جاء فيه «بالاستناد الى قانون انتخاب اعضاء مجلس النواب رقم 44 تاريخ 17/6/2017 سيما المادة 45 التي تفرض على كل من يرشح نفسه للانتخابات النيابية ان يقدم افادة مصرفية تثبت فتح حساب الحملة الانتخابية، تتضمن اسم المفوض بتحريك الحساب المعتمد من قبل المرشح.

ورحبت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في بيان بـ»صدور بيان عن مصرف لبنان بشأن تسهيل الاجراءات القانونية المتعلقة بفتح «حساب الحملة الانتخابيةت»، بغية تمكين المرشحين والمرشحات من استكمال طلباتهم والحصول على ايصال الترشيح».

النفايات مجدداً

على الأرض غرقت بيروت مجدداً بالنفايات.

وفي التفاصيل ان نفايات بيروت كانت تنقل إلى مكب في الكرنتينا لتجميعها وفرزها وتنقل بعدها إلى مكتب الجديدة بسبب تضرر المعدات بعد انفجار المرفأ وتوقف التجميع في الكرنتينا وأصبحت تنقل مباشرة إلى مكب الجديدة، ومؤخراً ومنذ اسبوع اقفل المتعهد داني خوري ابواب مكب الجديدة أمام الشاحنات لأن المكب تحول إلى مسرح لمافيا «النكيشة» الذين يسيطرون على المكب ويتعرضون للشاحنات والآليات والجرافات ويهددون السائقين ووصل الأمر إلى حد طعنهم وضربهم والتجمهر بالمئات حول الآليات وإصدار الأوامر لتفريغها بما يتناسب مع عملهم.

وكشفت مصادر متابعة لسير العمل بالمكب لـ«اللواء» انه وبالرغم من المراجعات المتعددة للمعنيين لحل مشكلة التهديدات الامنية لسير العمل إلا أن المعنيين عجزوا لغاية تاريخ عن قمعهم، كاشفة ان وزير الداخلية والبلديات رفض تكليف القوى الامنية بحماية المكب، وان المهمة يجب ان تتولاها البلديات المستفيدة من المكب، وبالمقابل فإن البلديات تخشى تولي هذه المهمة كون عناصرها غيرمجهزين وغير مسلحين لقمع «النكيشة»، وان وقوع اشكالات وسقوط ضحايا قد يعرضها للمساءلة القانونية والقضائية، اضافة إلى ان بلدية بيروت نطاق عملها خارج جغرافية مكب الجديدة وهي لا تمانع في حال اضطلعت كل البلديات المستفيدة في هذه المهمة مع توفر الغطاء الأمني والقضائي لهذه المهمة، مستغربة كيف ان مطمر الكوستابرافا يحظى بالحماية المطلوبة، فيما مكب الجديدة مستباح.

999155 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي حول مستجات فيروس كورونا عن تسجيل 6060 اصابة جديدة بكورونا (5953 محلية و107 وافدة) ليصبح العدد الاجمالي للاصابات 999155.

ولفتت الوزارة في تقريرها الى تسجيل 20 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الاجمالي للوفيات 9789.

********************************************

الديار

   «إبتزاز» أميركي في الترسيم البحري… عون يُريده «الجائزة الكبرى» لعهده… وبري « ليس بأيّ ثمن»؟ صفقة بين ميقاتي ورئيس الجمهوريّة «تفخخ» جلسة الموازنة بالتعيينات… و«الثنائي الشيعي» غاضب توقعات أميركيّة بتراجع اكثرية حزب الله الى 66 مقعدا… تباين مع السعودية في الملف الانتخابي!

«فوضى» عارمة سادت جلسة مجلس الوزراء بحسب وزراء «الثنائي الشيعي» مررت خلالها الموازنة دون التصويت عليها، كما حصل تواطؤ من خارج جدول الاعمال بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمرير تعيينات في المجلس العسكري ومجلس الانماء والاعمار، دون التنسيق المسبق مع «مرجعيات» الوزراء الشيعة، الذين تحوّلوا الى «شاهد ما شفش حاجة» بعد ضرب اعتراضاتهم بعرض «الحائط»، ما اثار استياء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتجه للطلب من وزير المال يوسف خليل عدم التوقيع على المراسيم، ويُعدّ لخطوات «اعتراضية» مع حزب الله الذي «هاله» بالامس ايضا قرار وزير الداخلية بالتنسيق مع رئيس الحكومة بمنع المعارضة البحرانية من اقامة ندوة في فندق الساحة، ما يفتح «الباب» امام الكثير من الاسئلة حيال خلفيات هذا «الاستفزاز»، الذي اعتبرته مصادر بعبدا والقصر الحكومي مبالغا فيها، لان التعيينات كانت ضرورية لمنع الشلل في المجلس العسكري ومجلس الانماء والاعمار، فيما لا يرغب رئيس الحكومة في استدراج اي تصعيد خليجي، ولهذا اتخذ قرار منع المعارضة البحرانية.

وفي انتظار حجم التداعيات السياسية، اقرت الحكومة موازنة 2022 بعجز «وهمي» يبلغ 7000 آلاف مليار ليرة، بعد اخراج الكهرباء منها حيث سيزيد العجز نحو عشرة في المئة اذا اقرت سلفتها، اما ميقاتي فتوعّد اللبنانيين بالقول انه «ما في كهرباء او اتصالات ببلاش بعد اليوم»، ودون ان يخبرهم كيف سيحل كمسؤول ازمة اموالهم العالقة او «المسروقة» في المصارف، دعاهم للتحمّل!

وفيما برز تباين سعودي- اميركي حول الملف اللبناني مع توقع واشنطن عدم حصول حزب اللهو وحلفائه على اكثر من 66 مقعدا في مجلس النواب المقبل، غادر «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين بيروت مستغلا بوضوح الاوضاع اللبنانية الصعبة «لابتزاز» الجانب اللبناني لفرض تسوية تخفض السقف اللبناني «قليلا» دون تحديد حدود هذه الرقعة عن مساحة ال860 كيلومترا التي كانت من الحقوق المكتسبة للبنان، وسط «ارباك» وتخبط لبناني واستثمار سياسي بعيدا عن المصلحة الوطنية!

سقوط الخط 29؟ ووفقا للمعلومات، سقط نهائيا خلال المحادثات اي حديث عن الخط 29، وكان قائد الجيش جوزاف عون الذي وضع فريقه العسكري هذا الخط ليس للتفاوض، وانما كحق لبنان مكتسب وفقا للقوانين الدولية، قد اخرج نفسه من «بازار» التفاوض او التنازلات المفترضة من خلال ابلاغ «الوسيط « الاميركي ان عمل المؤسسة العسكرية تقني، اما القرار فعلى القوى السياسية تحمل مسؤوليته ولا شأن له بذلك، وهو وفق مصادر مطلعة، «سحب يده» من الملف بعدما سمع في زيارته الاخيرة الى واشنطن استياء اميركيا واضحا حيال المقاربة الجديدة الناشئة في الترسيم بعد تقريرالجيش، وكذلك لا يريد ان يكون جزءا من «البازار» السياسي الدائر في بيروت، حيث تجري مقاربة الملف من زواية مصلحية مرتبطة بالسياسة لا بالحقوق الوطنية.

ثلاثة افكار مطروحة؟ ووفقا لمصادر مطلعة، يبقى الثابت في المطالب اللبنانية عدم القبول باي «شراكة» في اي حقل غازي مع «اسرائيل»، وهو موقف رسمي لبناني تلقى دعما معنويا على «مسمع» هوكشتاين في بيروت من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اعلن رفض اي «شبهة» بالتطبيع مع كيان الاحتلال، لكن العرض الاميركي بتوزيع عادل للحقول الغازية بعيدا عن الخطوط المرسومة بحرا، ينتظر ضمانات عملانية توضح ماهية هذا الطرح وكيفية اعادة الرسم البياني المفترض اميركيا، لان ما اسماه هوكشتاين ضمانات «عادلة» قد تكون بالمفهوم الاميركي المعتاد لمصلحة «اسرائيل» التي التزمت «الصمت» بطلب اميركي لعدم احراج الجانب اللبناني الذي وعد بتقديم اجوبة خلال اسبوعين، فالنقاش ممتد من الخط واحد حتى 23 والافكار الثلاثة المطروحة حول الخط المتعرج، او تبادل الحقول، او تقاسم الحقول، تبقى غامضىة لانها اذا تمت بين خط هوف و 23 ستكون لمصلحة لبنان، اما اذا ما هو دون ذلك فيعتبر خسارة. وفي هذا الاطار، من المفترض ان تتظهر النتائج خلال 6 الى 8 اسابيع، ويمكن القول ان هذه المرحلة هي مرحلة تبادل أفكار جدية، هوكشتاين ينتظر الاجابة على عدة أسئلة ويفترض ان يحمل معه اجابات «اسرائيلية» على اسئلة لبنانية حول معنى كلامه عن تعديلات على الخط 23؟!

تقدم «غير حاسم»  وفي هذا السياق، أعلن الوزير السابق، الياس بو صعب، أنّ هناك خطوة للأمام في ما قدّمه الوسيط الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية اللبنانية «لكن لا شيء نهائياً بعد». وقال، بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي استدعاه الى السراي الحكومي لمناقشة نتائج زيارة الوسيط الأميركي، «قمنا بتقييم للاجتماعات التي تمّت، وأين هي مصلحة لبنان، وماهية الخطوات المقبلة لهذه الزيارة»، ورأى أنّ «هناك خطوة للأمام في ما قدّمه الوسيط، ولكن لا شيء نهائياً بعد، وسنرى كيف ستكون نتائجها، هناك أمور يجب أن تُستكمل داخلياً، كما أنّ هناك أموراً سيقدّمها هوكشتاين لاحقاً».

عون «والجائزة الكبرى» تجدر الاشارة، الى ان بو صعب المكلّف من رئيس الجمهورية، ميشال عون، جانباً من الاتصالات مع الأميركيين حول الملف، استقبل هوكشتاين على مائدة العشاء قبل مغادرته لبنان، وسمع منه كلاما واضحا حيال ضرورة توحيد الموقف اللبناني ازاء الطروحات الاميركية، ووفقا لاوساط مطلعة، بدأ بو صعب مهمة تقريب وجهات النظر بين السراي الحكومي وعين التينة وبعبدا، وهو في «سباق مع الوقت» لانهاء عملية الترسيم التي يستعجلها رئيس الجمهورية باعتبارها «الجائزة الكبرى» بالنسبة له قبل نهاية عهده، وهو يعتبر انه لا يمكن تحقيق اي انجاز في الملفات الاخرى، ويسعى الى تمريره قبل الانتخابات النيابية المقبلة اي خلال شهرين كي يتمكن التيار الوطني الحر من الاستفادة من وهج الانجاز ايضا؟!

ميقاتي متردد ! واذا كان الجانب الأميركي يضغط في العلن لبلورة اتفاق سريع، كون «اسرائيل» مستعجلة للبدء بالتنقيب في المنطقة المتنازع عليها، كما تعتبر الانجاز في هذا الملف «نقطة « لصالحها في المواجهة المفتوحة مع موسكو التي تسعى للتمدد في الشرق الاوسط من «البوابة» السورية، الا ان الخشية من «المماحكات» اللبنانية التي جعلت لبنان يتاخر 10 سنوات في استخراج الغاز، لا تزال على «الطاولة»، فميقاتي الذي اعلن انه «سيتشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، لتحديد الموقف اللبناني من المقترحات التي قدمها الوسيط الأميركي»، يحاذر «التسرع» في بلورة موقف نهائي بعيدا عن حصول تفاهمات داخلية، كما يجد نفسه معنيا بايجاد «مظلة» اقليمية لهذا الاتفاق المفترض، كونه يدرك ان له ابعادا مستقبلية استراتيجية، ووفقا للعارفين برئيس الحكومة، فهو يفضل ابعاد هذا «الكأس» عنه وتركه لحكومة ما بعد الانتخابات النيابية، وتاريخه السياسي يشير الى انه ليس «رجل» القرارات الكبرى. بري يسأل عن الثمن ؟ وفي هذا السياق، اذا كان السيد نصرالله قد «رسم الخطوط الحمراء» للمقاومة من هذا الملف، تاركا مسألة التفاوض وتحديد الحقوق اللبنانية للدولة، دون التدخل في «لعبة» الخطوط الجدية والاخرى الوهمية، مبعدا نفسه عن «المماحكات» الداخلية، فان بري، عاد الى التأكيد على ان اتفاق الاطار هو الارضية الصالحة للتفاوض، وجدد معارضته لـ»خط هوف»، وكذلك رفض أي استثمار مشترك بين لبنان و»إسرائيل» لحقول الغاز.

لكن في بعبدا شكوك كبيرة حيال نيات بري، وثمة اعتقاد انه لا يريد ان ينجح الترسيم في عهد الرئيس عون، ولا يريد له ان «يقطف ثمار» جهد تولى هو مسؤوليته طوال عشر سنوات، لانه يعتبر نفسه «ام الصبي» في هذا الملف. ولهذا، اذا لم يمارس الاميركيون ضغوطا جدية، فان الملف باق على تعقيداته اذا لم يخرج من «لعبة» المصالح الداخلية الضيقة التي ستنتهي حكما بعدم رغبة اي من «خصوم» الرئيس عون في منحه هذا الانجاز قبل خروجه من بعبدا!..

وفي هذا السياق، وان كان بري يتحدث امام زواره عن ضرورة قصوى لانهاء ملف الترسيم والبدء باستخراج الغاز، لكنه يرفض الوقوع تحت ضغط الوقت الذي يحاول من خلاله الرئيس عون ان يحقق انجازا ولو كان «منقوصا»، ولهذا فهو يرى ان اي اتفاق على الترسيم لن يحصل»باي ثمن» على حساب الحقوق اللبنانية.

تباين اميركي – سعودي انتخابياً واذا كان «الوسيط» الاميركي قد تحدث امام عدد من الاعلاميين عن عدم ثقته في ان تثمر الضغوط على الجانب اللبناني تسريعا في الملف، كونهم قادرين كالعادة على «المراوغة» حسب تعبيره، فان واشنطن تعمل على خط الانتخابات النيابية، باعتبارها محطة مفصلية للتغيير القادم على الساحة اللبنانية، وفي هذا السياق، برز تباين واضح مع «الحليف» السعودي ازاء كيفية مقاربة هذا الملف، ولهذا كانت «الساحة اللبنانية» على طاولة المحادثات خلال زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى يائيل ليمبرت الى الرياض قبل ايام، حيث بحثت مع رئيسي الدبلوماسية السعودية فيصل بن فرحان، وعاجل الجبير احتمالات التنسيق لهزيمة حزب الله وحلفائه في ظل احصاءات انتخابية اميركية «مشجعة»! التدخل «الخشن» ؟ ووفقا لمصادر مطلعة على الملف، لا تزال الرياض تريد تدخلا خشنا مع حزب الله، رافضة تقديم اي دعم مفترض على الساحة السنية في ظل غياب القيادات «الصدامية» فعلا وقولا، ولهذا تدعم «القوات اللبنانية» حصرا كونها المكون الوحيد الذي يبدي استعداده للذهاب بعيدا في المواجهة، حتى لو اقتضى الامر مواجهة ميدانية، وهو امر لا ترغب به واشنطن وقد حملت ليمبرت تحذيرا الى المسؤولين السعوديين من مغبة الانزلاق الى اي اهتزاز امني يمكن ان يستخدم كذريعة لالغاء الانتخابات او تاجيلها.

حزب الله وخسارة «الاكثرية»؟ ووفقا للمعلومات، تركن الادارة الاميركية الى استبيانات «دقيقة» تشير الى ان حزب الله وحلفاءه لن يستطيعوا الحفاظ على الاكثرية الراهنة بالحجم الموجود في المجلس النيابي الحالي، وحتى الآن المقاعد المضمونة هي فقط 66 مقعدا، اي ان الهامش بات ضيقا للغاية ويجب بذل المزيد من الجهود على الساحة السنية لمحاولة تغيير بعض النتائج في المناطق السنية- المسيحية المختلطة، وللمفارقة فان الاميركيين الذين يراهنون على ثلاثة «احصنة» انتخابية تتمثل برئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والنائب المستقيل نعمة فرام، والنائب ميشال معوض، لا يملكون حصانا رابحا على الساحة السنية على الرغم من التفاهم القائم مع النائب فؤاد مخزومي الذي ينحصر تأثيره القوي في بيروت، ولهذا يتركز الجهد الاميركي على اقناع السعودية بلعب دورانتخابي اكبر في المرحلة المقبلة للمساعدة في اضعاف حزب الله وحلفائه في مجلس النواب، بعدما ضاق الهامش لخسارتهم الاكثرية، وبات برأي الاميركيين، محصورا بثلاثة نواب!

اقرار اسرائيل «بالفشل» في هذا الوقت، تلقت واشنطن «تقارير اسرائيلية» مقلقة حيال فشل الضغوط الاقتصادية على لبنان في الحد من قدرات حزب الله القتالية، ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان هوكشتاين سمع كلاما واضحا في «اسرائيل» تفيد بان الاستراتيجية الاميركية لم تجد نفعا، فعلى الرغم من الوضع الاقتصاديّ والسياسيّ الصعب في لبنان «يواصل حزب الله بناء قوة عسكرية بما في ذلك الصواريخ الدقيقة، وصواريخ ارض-جو، ومن الواضح ان المشروع لم يتوقف».

 تفعيل «الدفاع الجوي» وبعد ساعات على حديث السيد نصرالله عن تفعيل منظومة الدفاع الجوي، اكدت مصادر امنية «اسرائيلية» رفيعة المستوى، ان حزب الله كشف عمليا عن هذه المنظومة التي نجح في تهريبها من سوريا، لكن الجديد انه لم يعد يريد إخفاءها، وهو ما يشكل تحديا وتهديدا لطائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ، وهي «رسالة» واضحة بان الواقع في سماء لبنان قد تغير.

واقرت المصادر الامنية «الاسرائيلية» ان عناصر حزب الله نجحوا في» الاطباق» على رادارات طائرات سلاح الجو، وبعد ذلك حصلت حادثتان استثنائيتان في سماء لبنان حرص فيهما حزب الله على اطلاق صاروخين تحذيريين باتجاه طائرتين من دون طيار. ووفقا للتقديرات، فان هذه الصواريخ من نوع SA-8 ,SA-17 الروسية الصنع.

 «كباش» مع «الثنائي»؟ في غضون ذلك، من المرتقب ارتفاع منسوب «التوتر» بين «الثنائي الشيعي» وكل من رئاستي الجمهورية والحكومة على خلفية ملفين شديدي الحساسية، الاول: تمرير تعيينات عسكرية في جلسة الامس دون الاتفاق المسبق عليها على الرغم من اعتراض وزراء «الثنائي»، وقرار وزير الداخلية منع مؤتمر لمعارضين بحرانيين في فندق الساحة.

ووفقا للمعلومات، طرح رئيس الجمهورية بمعية وزير الدفاع من خارج جدول الاعمال تعيين عضوين في المجلس العسكري، وعضو في مجلس الانماء والاعمار، ووفقا «لرواية « وزراء «الثنائي» استغل رئيس الجمهورية الذي اتفق مع ميقاتي قبل الجلسة على تحمل «عبء» طرحها وتمريرها، الانشغال في دراسة الموازنة، لتمرير التعيينات وسط فوضى غير مسبوقة، حيث رفض الاستماع لطلب التأجيل الى الاسبوع المقبل متذرعا برفضه حصول شلل في المجلس العسكري ومجلس الانماء والاعمار، مع العلم ان جلسة الاسبوع المقبل يفترض ان يحصل خلالها تعيين شيعي نائبا لمدير عام امن الدولة، ولن يقبل «الثنائي» التنسيق مع احد حول هويته!

من جهة ثانية، يفترض ان يتصاعد «الكباش» بين حزب الله ووزير الداخلية بسام المولوي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اعلن عن منع لقاء مقرر في 11 و14 شباط الجاري، الاول بعنوان «حق السياسي في ثورة البحرين» والثاني بعنوان «البحرين ظلمٌ وظلامة» في فندق الساحة – طريق المطار، ولفت بيان الداخلية انه بعد التشاور مع دولة الرئيس ميقاتي، وجّه وزير الداخلية كتابين الى كل من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام، طالبا إبلاغ إدارة الفندق، فوراً بعدم إقامتهما لعدم حصولهما على الأذونات القانونية، كما واتخاذ كافة الإجراءات الإستقصائية اللازمة لجمع المعلومات عن المنظّمين والداعين والمدعوين.

موقف للحزب وتبرير ميقاتي؟ ووفقا لمصادر مطلعة، فان هذا القرار اثار «انزعاجا» كبيرا لدى حزب الله لما فيه من كم للافواه وضرب لحرية التعبير في لبنان، وهو امر سيستدعي موقفا واضحا من الحزب. في المقابل، وفيما لم يتلق لبنان بعد اي رد على الاجوبة اللبنانية على «المبادرة» الكويتية، ترى اوساط مطلعة على موقف ميقاتي انه يريد تجنب اي تصعيد خليجي، على اي مبادرة قد تعتبر اساءة جديدة بحق دول الخليج، وهو يامل أن يبقى الوضع على حاله بانتظار التطورات الاقليمية.

الموازنة «وهمية»  وفيما اقرت الحكومة موازنة بارقام وهمية بعد استبعاد عجز الكهرباء من ارقامها، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من المواطنين التضحية والتحمل، لانه ما في «مصاري» و»ما في كهرباء» و»اتصالات ببلاش»، ولم يقل لهم اين ذهبت الاموال او من سرقها، ولم يقل لهم ايضا لماذا هم غير قادرين على سحب اموالهم من المصارف؟ وكأنه قدر مسلّم به، فهو بعد جلسة اقرار الموازنة، ورداً على سؤال حول ازمة الكهرباء قال: «ما بقى نقدر نعطي كهربا ببلاش وإتصالات ببلاش لإن ما بقى في مصاري»، وإذا قال المواطن أموالي في المصارف سنقول له معك حق بس بدنا نتحمل بعضنا»! واشار الى عجز 7000 مليار ليرة لبنانية في الموازنة، قائلا: ننتظر مناقشتها في مجلس النواب. كما اعلن عن جلسة الثلاثاء المقبل في قصر بعبدا لمناقشة خطة الكهرباء للاتفاق على الهيئة الناظمة وموضوع رفع التعرفة. وهنا، فان الاتفاق على سلفة الكهرباء اذا اقرّت سترفع العجز في الموازنة عشرة في المئة.

********************************************

الشرق

  إقرار الموازنة حكومياً.. والدولار الجمركي حسب «صيرفة »

على ثلاثة محاور توزعت الاهتمامات اللبنانية امس، بعدما تركزت في اليومين الماضيين على جبهتي خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وقداس عيد مار مارون بما تضمن في الشكل والجوهر. ملف ترسيم الحدود الذي نقل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ما في جعبته ازاء جديده للمسؤولين وغادر الى تل ابيب، في انتظار جواب لبنان «بفروعه الثلاثة» وملف موازنة الـ2022 التي اقرت في جلسة مجلس الوزراء بعدما خضعت لمعاينة اخيرة في قصر بعبدا اضافة الى قضية تفجير مرفأ بيروت التي ادخلت قضائيا في «موت سريري» فقرر اهالي الضحايا انعاشها بالتصعيد.

اقرار الموازنة؟

الانظار اذا اتجهت الى جلسة مجلس الوزراء التي بدأت في الثانية في قصر بعبدا والتي انتهت باقرار الموازنة. فقد رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجلسة في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء، وهي خصصت، بحسب «القصر»، للبدء بدرس مشروع موازنة العام 2022، حيث سيعرض الرئيس عون ملاحظاته على المشروع وبعض النقاط التي يراها ضرورية في هذه المرحلة.

وقال الرئيس ميقاتي بعد الجلسة ان وزير المال سمى الموازنة موازنة تصحيحية لمرحلة انتقالية، وهي الخطوة الأولى في مسار التصحيح المالي وهناك ورشة حول خطة التعافي الاقتصادي، ومن ثمّ سنناقش حملة سندات اليوروبوندز من أجل الوصول إلى تسوية ومن ثم إعادة هيكلة المصارف. واشار الى عجز 7000 مليار ليرة لبنانية في الموازنة قائلا: ننتظر مناقشتها في مجلس النواب.

ميقاتي للتعاون

ليس بعيدا، دعا ميقاتي «جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الى التعاون مع هذه الحكومة في مهمتها الواضحة، كي لا اقول الصعبة، وهي وقف الانهيار والعمل لانجاز خطة نهوض تضع لبنان على سكة التعافي والاستقرار، وتشرف على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، باعتبارها استحقاقا دستوريا اساسيا وفرصة للتغيير الذي يأمله اللبنانيون». وشدد في خلال رعايته اعادة افتتاح المكتبة الوطنية في الصنائع بعد  الانتهاء من اعمال ترميم البناء الذي تضرر اثر انفجار مرفأ بيروت على «اننا نأمل في الفترة القليلة المقبلة ان نطلق البرنامج الوطني للتعافي الاقتصادي والمالي بعد انجاز المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وهذه الخطوة من شأنها باذن الله ان تضع وطننا على طريق الحل التدريجي الذي سيعيد لوطننا عافيته واستقراره». واكد «ان الإصلاحات ليست مطلوبة فقط من صندوق النقد الدولي بل هي ضرورية لمصلحة لبنان وهي مناسبة لنقوم بها، وستكون موجعة لسوء الحظ ولكننا مضطرون ان نمر بها للوصول الى الضوء والخروج من النفق».

هوكشتاين غادر

على صعيد آخر، بقيت محادثات الوسيط الاميركي لترسيم الحدود آموس هوكشتاين مع الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش ومدير عام الامن العام ، في الواجهة، خصوصا وان طروحاته يفترض ان يحدد الجانبُ اللبناني موقفَه منها. وعلم  ان هوكشتاين غادر الى إسرائيل لوضع المسؤولين في تل ابيب في حصيلة اجتماعاته في بيروت. ويفترض ان يأتي الجواب اللبناني على مقترحاته بعد اسبوعين اي ان الوقت ضاغط والموفد يريد ردا سريعا: فاما يسير لبنان باقتراح هوكشتاين ، اي النقطة ٢٣ مع بعض التعديلات، او فإن الوساطة الاميركية قد تتوقف. ووفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ»المركزية»، ثمة ضغط دولي وليس فقط أميركيا، لإيجاد حل سريع لمسألة ترسيم الحدود بين بيروت وتل ابيب.

تقدّم ولكن

امس، استقبل ميقاتي الوزير السابق الياس بو صعب في السراي الحكومي.  أثر اللقاء أعلن بوصعب: «ناقشنا نتائج زيارة الوسيط الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية اللبنانية آموس هوكشتاين، وقمنا بتقييم للاجتماعات التي تمت، وأين هي مصلحة لبنان، وماهية الخطوات المقبلة لهذه الزيارة». وإعتبر «أن هناك خطوة للأمام في ما قدمه الوسيط، ولكن لاشيء نهائيا بعد، وسنرى كيف ستكون نتائجها، هناك أمور يجب أن تستكمل داخليا، كما أن هناك أمورا سيقدمها هوكشتاين لاحقا». وإستقبل الرئيس ميقاتي النائب وائل بو فاعور.

تصعيد الاهالي

قضائيا، ذوو ضحايا المرفأ يصعّدون. فقد اعتصم أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين من انفجار مرفأ بيروت، أمام قصر العدل في بيروت، ورفعوا لافتات وأعلاما لبنانية وصور الشهداء وأقفلوا مداخل قصر العدل.  وبعد تدافع مع عناصر قوى الأمن نجح الاهالي في الدخول الى قصر العدل فافترشوا ارض الباحة معلنين «اننا باقون هنا الى ان نأخذ الجواب المناسب».على الاثر، التقى وفدٌ من أهالي ضحايا تفجير ٤ آب رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود، الذي طمأنهم عن حسن سير عمل القضاء، ونفى معلومة تقاعد القاضية رولا المصري نهاية الشهر الجاري، طالبًا منهم مغادرة القصر. وكان الاهالي طالبوا بـ»دعم العدالة والإسراع ببت طلبات الرد التي تعرقل مسار التحقيق ومسار العدالة، ودعم القاضي العدلي طارق بيطار لاستئناف عمله وتحقيقاته بعدما كف يده لمدة شهرين بسبب بت طلبات الرد». كذلك طالبوا القاضية رولا نصري بـ»عدم تمييع قضيتهم من خلال التأخير في البت بهذا الموضوع».

فرونتسكا في الجنوب

الى ذلك، زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا، منطقة جنوب لبنان، حيث جالت في صيدا، البيساريّة، الصرفند، وعبرا. وزارت مديريّة الأمن العام، وملجأ جماعيّا وتحدّثت مع أسر لبنانيّة ولاجئة تدعمهم الأمم المتحدة وشركاؤها. وشدّدت المنسّقة الخاصّة على أهميّة الحفاظ على الإستقرار والتماسك الإجتماعي في لبنان على الرغم من الأزمة الإجتماعيّة والإقتصاديّة الحادّة، وعلى الإلتزام القويّ للأمم المتّحدة بعدم إهمال أحد.

انتهاء مهمة الصندوق

أفادت وكالة «رويترز» نقلا عن صندوق النقد الدولي بإنّه «من المقرر أن تنتهي مهمة لبنان هذا الأسبوع، والفريق يعمل عن كثب لمساعدة السلطات على تطوير برامج إصلاح».

تعيينات مدنية عسكرية

صدر عن مجلس الوزراء امس بعد انتهاء جلسته وإقرار موازنة عام 2022, قراراً يقضي «بتعيين العميد محمد المصطفى أميناً عامّاً للمجلس الأعلى للدفاع، والعميد بيار صعب عضوا في المجلس العسكري».

كما كلف المجلس زياد نصر القيام بمهام مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار بالوكالة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى