شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

 النهار

نزاع الرئيس والحاكم… الانكشاف إلى ذرواته

مع ان الأجواء الانتخابية بدأت تختلط بقوة مع الأجواء السياسية السائدة والسجالات التي تطبع خصوصاً الاحتدام المتجدد بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله” بما يكسبها دلالات دقيقة وخطيرة تتجاوز الحسابات الانتخابية، قفز مجددا الملف المالي إلى الواجهة مع تجدد “اشتباك” من نوع آخر وذات استهدافات أخرى تتصل بالصراع المفتوح بين رئيس الجمهورية #ميشال عون وحاكم #مصرف لبنان #رياض سلامة وداعميه. الجولة الجديدة من الاشتباك العلني المفتوح طرأت تحت الشعار إياه الذي يدأب العهد على تكراره وهو اتهام حاكم المركزي بعرقلة التدقيق المحاسبي الجنائي كما في مرات سابقة. ولكن الجديد الذي فرض التمعن في “الجولة” الجديدة تمثل في رفع وتيرة التهديد من بعبدا للحاكم، كما لو ان محاكمته ومساءلته باتت مسألة وقت قصير حتى ان بعبدا “وعدت” بالاقتصاص من الحاكم وراحت بعيدا في اطلاق الحكم الحصري عليه محملة إياه بشكل لافت للغاية، منفردا هذه المرة، تبعة الانهيار المالي. هذا الهجوم المفاجئ الذي جاء عشية الجلسات الأخيرة لمجلس الوزراء التي تعقد في السرايا لانجاز إقرار الموازنة اتخذ طابعا سياسيا بالدرجة الأولى، وماليا في المقام الثاني، لان بعبدا تفردت مجددا في دور المحاصر لحاكم مصرف لبنان الامر الذي طرح مجددا مواقف كل من رئيس الوزراء #نجيب ميقاتي الذي سبق له مرات عدة ان رفض الاتجاهات الآيلة إلى محاصرة سلامة ومحاكمته، وتاليا تنفيذ رغبات العهد المعروفة في اقالته وتعيين محسوب عليه مكانه، علما ان موقف ميقاتي يلتقي أيضا مع موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادات سياسية أخرى من هذا الملف. ومع ان حاكم مصرف لبنان اصدر ردا توضيحيا امس بالتفاصيل على بعبدا، فان تزامن الاشتباك العلني مع الاقتراب من إقرار الموازنة، كما وسط انطلاق المفاوضات التمهيدية عبر تقنية الزوم بين الحكومة وصندوق النقد الدولي، بدا بمثابة انكشاف جديد خطير لواقع الدولة بمؤسساتها ومواقعها الدستورية والسياسية الأساسية الامر الذي سيرتب حتما مزيدا من التآكل والتداعي والتداعيات البالغة السلبية على لبنان.

وفي البيان الذي أصدره مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اتهم الرئيس عون مجددا حاكم مصرف لبنان بـ”المماطلة المتعمّدة لجهة تسليم الداتا المطلوبة كاملة من شركة التدقيق المحاسبي الجنائي الفاريز اند مارشال ومخالفة قرار اتخذه مجلس الوزراء بالاجماع وقانون أقرّه مجلس النواب برفع السريّة عن حسابات مصرف لبنان كافة”. وأضاف “إن رئاسة الجمهورية تأمل الا يكون الرهان قد أصبح مكشوفاً بأنّ لدى حاكميّة مصرف لبنان ما تخفيه في حسابات مصرف لبنان، ما يحفّز على التمسّك أكثر فأكثر بالتدقيق المحاسبي الجنائي فيها، ذلك أنّه من حقّ الشعب اللبناني أن يعرف كيف نشأت وتنامت الفجوة في حسابات مصرف لبنان وتعثّرت المصارف الخاصة وهُدرت أموال المودعين وتمّ السطو على جنى العمر”. وتابع “إنّ رئيس الجمهوريّة يرصد المحاولات الأخيرة لتذليل العقبات المصطنعة لثني شركة التدقيق المحاسبي الجنائي عن مباشرة عملها، وهو يعد الشعب اللبناني الذي يمرّ بأزمة حياتيّة ومعيشيّة خانقة بأنّ المساءلة آتية وأنّ القضاء على موعد معها، وسلطته على المحكّ لهذه الجهة، ذلك أنّ العدالة تتجاوز كلّ اعتبار”.

وردا على بيان الرئاسة صدر عن مصرف لبنان بيان عدد بالتفاصيل الإجراءات التي اتخذها المصرف تنفيذا لقانون رفع السرية المصرفية والإجراءات اللازمة لإعداد وتجهيز ما يلزم من شبكة وحواسيب وبرامج واجراء عمليات الاختبار للتأكد من جهوزيتها وتحميل المعلومات المطلوبة من شركة الفاريز ومارشال في مبنى وزارة المال علما أنه تم تحميل حوالي 900 ميغابيت من هذه المعلومات وقيام مصرف لبنان بابلاغ وزير المال بأجوبة مصرف لبنان المتعلقة بلائحة المعلومات المطلوبة متمنيا اتخاذ القرار بالمباشرة بالتدقيق.

مجلس الوزراء

في غضون ذلك واصل مجلس الوزراء جلساته في السرايا لدرس مشروع الموازنة. واذ طلب المجلس المزيد من الاستفسارات من وزير الطاقة بشأن سلفة الكهرباء في الجلسة المقبلة الاربعاء، تمّ البحث في الدولار الجمركي ولم يُبتّ بعد. كما جرى البحث في الرعاية الاجتماعية لتغطية مساهمات الدولة في المؤسسات التي تُعنى بالمسنّين والمدمنين وذوي الحاجات الخاصة والنساء المعنّفات وتمّت زيادة هذه المساهمة لغاية 400 مليار ليرة لبنانية . واقر المجلس المساهمة الاجتماعية للقطاع العام بـ 75 بالمئة من أساس الراتب بما لا يقل عن مليونين ولا يزيد عن اربعة ملايين، أما بالنسبة للمتقاعدين فقد اعتمدت نسبة الـ٧٥ بالمئة بشكل مقطوع.

ولعل اللافت في مجريات الجلسة امس ان مجلس الوزراء الذي منع من مناقشة المذكرة الخليجية والرد عليها، تجاوز شرط الثنائي الشيعي بعدم طرح أي شأن خارج الموازنة ودان الخرق الإسرائيلي لأجواء البقاع واستخدامها في قصف صاروخي لمحيط دمشق الذي حصل عند الساعة الثالثة فجر امس، علما انه امتنع عن مناقشة اي قضايا سياسية منذ معاودة جلساته بدليل عدم طرح الورقة الكويتية على طاولته. كما ان وزير الداخليّة اطلع المجلس على العملية التي نفذتها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي وأدت إلى ضبط 17 شبكة تجسّس لمصلحة إسرائيل.

جعجع يرد

اما في المشهد الانتخابي ، وفي معرض اعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس ترشيح “القوات” الوزير السابق ملحم رياشي للمقعد الكاثوليكي ورازي الحاج لاحد المقاعد المارونية في دائرة المتن الشمالي ، تحدث جعجع عن محاولات جديدة لتعطيل الانتخابات وقال ” على الرغم من الحضيض الذي وصلنا إليه، وعلى الرغم من كل التأخير في المعالجات، وعلى الرغم من قرب انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، أيصدّق أحدكم أنه لغاية هذه اللحظة، لا يزالون يحاولون كيف يمكنهم تعطيل الانتخابات؟ . الأسبوع الماضي، توصّلوا إلى خطّة جديدة ليحاولوا تعطيلها، عبر إعادة طرح ملف اقتراع المغتربين من جديد. أيصدّق أحدكم ذلك ؟ من الممكن ان تشهدوا اقتراح قانون معجل مكرر يتقدم به تكتل لبنان القوي ليلاقيه حزب الله وليطرحا مجددا مسألة اقتراع المغتربين بل تعطيل او تأخير الانتخابات… “

كما رد على الاتهامات الأخيرة التي وجهها نائب الأمين العام لـ”حزب الله ” الشيخ نعيم قاسم إلى “القوات” من دون ان يسميه فقال “استوقفني ما قاله البعض، في الأمس، من باب التدليل فقط على طريقة هذا البعض بطرح الأمور لذرّ الرماد في العيون. أحد الأشخاص قال في تصريح له إنّ “القوات اللبنانية جماعة لها تاريخ مليء بالإجرام والقتل لأبناء طائفتهم ووطنهم واغتالوا افراداً وقيادات من شارعهم ليبقوا وحدهم، فهم إلغائيون لا يصلحون لأن يكونوا ممثّلين لحال شعبية.. واضيف على هذا الكلام ان آخر مظاهر الغائيتهم اغتيال الناشط لقمان سليم . فهل نسي هذا البعض أنّ عليه حكماً من محكمة دولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري وبالتالي عليه شبهة كبيرة جداً جداً باغتيال مجموعة شخصيات سياسية وفكرية بدءاً بمحاولة اغتيال مروان حمادة وصولاً إلى اغتيال محمد شطح، وأتمنّى أن يكون آخرها اغتيال لقمان سليم؟”، وأضاف: “هل نسي هذا البعض آلاف الشباب الشيعة بين الـ 1988 و1990؟ إن لم تستحِ، فقُل ما شئت”.

غلاغر في بيروت

إلى ذلك وصل مساء أمس إلى بيروت وزير خارجية الفاتيكان المونسينور ريشارد غلاغر يرافقه وفد من الفاتيكان، في زيارة أولى له للبنان يشارك فيها في مؤتمر سيعقد في جامعة الروح القدس في الكسليك عن لبنان الرسالة وكلام البابا يوحنا بولس الثاني كما يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء وستكون له لقاءات مع القيادات الروحية الإسلامية والمسيحية.

**********************************************

نداء الوطن

عون يفتح النار على سلامة: “التدقيق الجنائي” أم “حاكمية المركزي”؟

مؤامرة “تطيير” الانتخابات… هذا ما اتفق عليه باسيل و”حزب الله”!

“عندما نفكّر في الدول الفاشلة، فإنّ الصور التي تتبادر إلى الذهن هي أفغانستان أو اليمن أو جنوب السودان، ولكن لبنان الدولة التي كانت الأكثر روعة في الشرق الأوسط، تنضم إلى تلك الدول”!… عبارة استهلالية لتقرير “سي أن أن بالعربية” عن الانهيار اللبناني، كفيلة وحدها بتجسيد انقلاب صورة لبنان في أعين العالم، من موطن للعز إلى موطئ للذل، ومن أكثر الدول “الروعة” إلى أكثر الدول “المروّعة” بما بلغته من واقع تراجيدي ووقائع مأساوية تحت قبضة زمرة حاكمة أوصلت اللبنانيين إلى أسفل سافلين مالياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً وخدماتياً، ولا تزال تحفر تحت أقدامهم وتعمّق أزماتهم دونما أدنى حسّ بالمسؤولية الوطنية أو أقله بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية عن واجب إنهاء عذابات الناس ووقف تمدد دورة مآسيهم الحياتية.

ولأنّ طبع التسلّط غلب تطبّع السلطة بمهمة استنهاض البلد وإنقاذ أبنائه، تتربص قوى الحكم بالاستحقاق الانتخابي المقبل لقطع الطريق أمام أي مشروع تغييري يهزّ ركائز أكثريتها، بعدما تيقنت من أنّ النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع لن تكون في صالحها، فكان القرار بوجوب العمل على بلورة الحجة القانونية لإرجاء الاستحقاق في أيار… وعلى ذلك استقرّ الرأي بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وقيادة “حزب الله”، على أن يشكل بند الاقتراع الاغترابي مدخلاً لتنفيذ مؤامرة “تطيير” الانتخابات النيابية، وفق ما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن”، كاشفةً أنّ الجانبين عقدا اجتماعاً في الآونة الأخيرة “واتفقا خلاله على إعادة إحياء مسألة الدائرة 16 لتصويت المغتربين عبر تقديم تكتل “لبنان القوي” اقتراح قانون معجلاً مكرراً يرمي إلى إلغاء المادة الثانية من تعديلات قانون الانتخاب التي علقت العمل بهذه الدائرة، مقابل تعهد “حزب الله” لباسيل بأن يضمن موافقة رئيس المجلس النيابي على المضي قدماً في هذا الاتجاه”.

ولفتت المصادر إلى أنّ القرار بعرقلة الاستحقاق الانتخابي أتى نتيجة “استطلاعات رأي موثوق بها بيّنت أنّ ما نسبته 80% من الصوت الاغترابي سيصب في صناديق الاقتراع لصالح مرشحي قوى المعارضة من الأحزاب وقوى المجتمع المدني، ما سيعني حكماً خسارة الأكثرية الراهنة لأكثريتها في المجلس المنتخب الجديد في حال الإبقاء على تصويت المغتربين على مستوى مقاعد المجلس الـ128، ولذلك فإنّ المصلحة المشتركة بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” تقتضي إعادة حصر صوت الاغتراب بالمقاعد القارية الستة، ضمن إطار ما يُعرف بالدائرة الـ16، للحد من حجم الخسارة الانتخابية ومنع إحداث أي تغيير جذري في تركيبة الأكثرية النيابية”، منوهةً بأنّ تضمين رئيس الجمهورية ميشال عون مادة تتعلق بإقرار “مشاريع أو اقتراحات ملحة تتعلق بالانتخابات النيابية” في متن برنامج الأعمال الذي حدده في مرسوم فتح العقد التشريعي الاستثنائي “عكس النيّة المبيتة في إعادة الدفع باتجاه إبطال تعديلات قانون الانتخاب التي أقرها المجلس النيابي وفشل “التيار الوطني” في إبطالها في المجلس الدستوري، وبالأخص ما يتصل منها باقتراع المغتربين”.

وإذ أكدت أنّ “مجرد العودة إلى إثارة قانون الانتخاب في المجلس النيابي من شأنه أن ينسف الاستحقاق برمته”، أوضحت المصادر أنّ “باسيل يتكل في تحقيق ذلك على وعد “حزب الله” بتأمين موافقة رئيس المجلس على العودة إلى الدائرة 16 الاغترابية، كما يراهن على تشتت أصوات كتلة “المستقبل” لتوفير الأكثرية النيابية اللازمة لإلغاء تعليق العمل بهذه الدائرة في مواد القانون، وهذا ما سيشكل مفتاحاً تشريعياً لتعطيل إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في شهر أيار المقبل وجعله أمراً متعذراً، نظراً لعدم توفر الأرضية اللازمة من مراسيم تطبيقية وتنظيمية لتصويت المغتربين في الدائرة المستحدثة، فضلاً عن كونهم سبق أن سجّلوا أسماءهم على قوائم الاقتراع بموجب التعديلات التي علقت العمل بالدائرة 16 في الدورة المقبلة والتي أتاحت لهم التصويت من دول الانتشار لانتخاب مجمل أعضاء المجلس النيابي، بالإضافة إلى أنّ المهل القانونية الفاصلة عن موعد الانتخابات لم تعد تفسح في المجال أمام إصدار مراسيم تنظيمية جديدة، لا سيما بعد صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وتحديد تواريخ فتح باب الترشح وإقفاله، ومواعيد الاقتراع في الداخل والخارج”.

وخلصت المصادر إلى إبداء قناعتها بأنّ من بين السيناريوات المطروحة على أجندة قوى الأكثرية “سيناريو الدفع باتجاه التمديد لولاية المجلس النيابي الراهن حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، بغية حفاظ الأكثرية الراهنة على أكثريتها لكي تتمكن من إبرام صفقة متكاملة تضع الاستحقاقين الرئاسي والنيابي الجديدين في سلة تفاوضية واحدة”.

وبالانتظار، بدأ العهد سباقاً محموماً مع الزمن لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من مكاسب ومكتسبات سلطوية لتياره السياسي في عامه الأخير، وعلى رأس القائمة تتصدر حاكمية المصرف المركزي طليعة الأهداف العونية في المرحلة المقبلة، وهو ما دفع برئاسة الجمهورية أمس إلى “تسعير نيران الهجوم المباشر على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة”، حسبما رأت أوساط مواكبة في خلفية البيان الصادر عن قصر بعبدا، معتبرةً أنّ “التدقيق الجنائي الذي وضعه البيان كعنوان عريض لاتهام سلامة بعرقلة عمل شركة التدقيق المحاسبيAlvarez & Marsal ، ما هو في واقع الحال سوى “شماعة إصلاحية” لتورية وجه المعركة العونية الحقيقية لاستبدال حاكم المركزي بآخر محسوب على العهد وتياره، خصوصاً وأنّ هذا الموضوع كان من ضمن بنود “المقايضة” التي طرحها باسيل على “حزب الله” في سبيل الموافقة على تنحية المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار”.

**********************************************

 الجمهورية

 السياسة تنكفئ .. الانتخابات تطغى .. عون يتوعّد “المركزي”: المساءلة آتية

الطاقم السياسي ينتظر الردّ الخليجي على الردود اللبنانية على الورقة الخليجية، ويبدو انّ هذا الانتظار قد يطول، وخصوصاً انّ درس هذه الردود لم يُربط بسقف زمني، كما لم يؤشر الى انّ مضمونه قد قوبل بتلقف إيجابي كما يتوخّى لبنان، وهو الأمر الذي أبقى الداخل اللبناني متأرجحاً بين قراءات متناقضة تأخذه تارة نحو المدار الإيجابي، وتارة اخرى تلقي به في المدار السلبي. وفي هذه الاجواء، وصل الى بيروت أمس وزير الخارجية في الكرسي الرسولي المونسنيور بول ريتشارد غالاغير، في زيارة تستمر ثلاثة ايام، يشارك خلالها في المؤتمر الوطني – الدولي الذي تستضيفه جامعة الروح القدس في الكسليك برعاية فاتيكانية يومي الأربعاء والخميس في 2 و3 شباط الجاري تحت عنوان: “البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة”، بمشاركة حشد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية. وفي معلومات “الجمهورية”، انّ المونسنيور غلاغير سيستهل جولته على المسؤولين اللبنانيين بلقاء يعقده صباح اليوم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور سفير لبنان في الفاتيكان فريد الياس الخازن والسفير البابوي في بيروت المونسنيور جوزف سبيتري، قبل ان يجول على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يغادر ظهر اليوم في زيارة رسمية الى تركيا يرافقه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره التركي، وعلى جدول اعمال اللقاء مجموعة من القضايا المشتركة التي تعني البلدين، بالإضافة الى التطورات الجارية في المنطقة وانعكاساتها على لبنان.

تزامناً مع الانتظار السياسي على خط الورقة الخليجية، بدأت السياسة بالانكفاء شيئاً فشيئاً عن المشهد الداخلي، لتفسح الطريق أمام الاستحقاق الانتخابي الذي بدأت أجراسه تقرع في كل الزوايا اللبنانية، معلنة دخول البلد عملياً في مرحلة انتقالية مداها ثلاثة اشهر ونصف، حيث لا صوت فيها يعلو على صوت الانتخابات النيابية، فلا إنجازات منتظرة من الجانب الحكومي، فأقصى ما هو متوقع من الحكومة، هو تقطيع هذه المرحلة بشيء من التسلية في مقاربة بعض الملفات، وفي مقدّمها مشروع الموازنة الذي يفترض ان يُنجز هذا الاسبوع ويُحال الى مجلس النواب، الّا إذا حدثت مفاجآت فرضت نفسها كبند طارئ على جدول الأعمال الداخلي وحرفت المسار الداخلي في اتجاه غير محسوب.

103 أيام

فالباقي من الزمن 103 أيام تفصل عن موعد الانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل. ذلك اليوم الذي تؤشّر كل الوقائع السابقة له الى معركة حامية الوطيس تحضّر لها الأطراف الداخلية على اختلافها، وتحت عناوين مختلفة ومتصادمة بين قوى تخوضها معركة مصيرية، وقوى تسعى الى الحفاظ على أحجامها أو إلى تكبيرها، وقوى تسعى الى كسر أكثريات معيّنة للتربّع في موقع الأكثر تمثيلاً في طائفته، وقوى تذهب بعيداً في وضع عنوان عريض لمعركتها، فحواه إحداث انقلاب جذري في الخريطة النيابية القائمة حالياً، وبلورة خريطة جديدة بموازين جديدة تعبّر عن تطلعات الشعب اللبناني.

وعلى هذا الأساس انطلقت التحضيرات لهذا الاستحقاق، ومنافخ الشّحن الانتخابي من كل الاتجاهات السياسية والحزبية، بكّرت في عملية الضخّ السياسي والشعبوي، وغير ذلك من عوامل جذب الناخبين. وعلى نحو باتت فيه الطريق الى الاستحقاق الانتخابي، مزدحمة بشعارات، وعناوين كبرى، ومبالغات، وبكائيات على أحوال اللبنانيين ومعاناتهم من الأزمة التي تعصف بهم، ووعود؛ كلّها ستدخل الى المصفاة في يوم الانتخاب، الذي سيقرع فيه جرس الحقيقة ويذوب ثلج كل تلك العناوين، ويظهر المرج الحقيقي الذي سيكون دويّه بالتأكيد، مفاجئاً لأصحابها، في ظلّ القانون الانتخابي الحالي المانع لأي تطوير او تغيير.

الانتخابات ستحصل أم لا؟

وإذا كانت الأجواء العلنية لأطراف الانقسام الداخلي تؤكّد انّ الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها، ولا رغبة لأيّ طرف في تعطيلها، إلّا انّ ذلك يتزامن مع ما يمكن تسميتها “النقزة” التي تسود بعض المستويات الداخليّة السياسيّة والروحيّة، وكذلك الخارجيّة والغربيّة على وجه الخصوص، حيال مصير انتخابات ايار، والخشية من بروز عوامل تعطيلية وافتعالات معينة من قِبل أطراف معينين، لقطع الطريق على خسارتها الحتمية في الانتخابات. وهو الامر الذي يشكّل بنداً وحيداً في جدول الموفدين الى لبنان، وكذلك في تحرّكات الديبلوماسيّين الغربيّين في اتجاه المستويات السياسية والرسمية، لتبديد شكوكها حيال الاستحقاق والتثبت من صدقية التوجّه نحو الانتخابات، والتحذير من الخطأ الفادح والمكلف للبنان بتعطيل الانتخابات.

وفي هذا السياق، اكّد مرجع مسؤول لـ”الجمهورية”: “الانتخابات ستجري في موعدها، وكل الناس بدأت تستعد للعملية الانتخابية، ولا أحد في الداخل يستطيع ان يعطّل هذا الاستحقاق. مع الأسف هناك من يحاول ان يشوّش على الانتخابات فقط من باب التشويش، لأنّه يعتقد بخسارته مسبقاً في هذه الانتخابات، ولذلك تراه يطلق مواقف، ويرسل تقارير الى هذا الاتجاه او ذاك يشكّك فيها بإجراء الانتخابات في موعدها. وأنا اؤكّد أنّ هذه الانتخابات ستجري يوم الاحد في 15 ايار، ولن تتعطّل، لا بل اقول لن يجرؤ احد على تعطيلها”.

إصطفافات وتحالفات

وبالتزامن مع فتح باب الترشيح لانتخابات ايار، بدأت حركة الاتصالات تنحى صعوداً وفي اتجاه التزخيم على أكثر من خط، ومحاولة التقاط ما يمكن التقاطه من اوراق رابحة، وخصوصاً في موازاة نقطة الارتباك الاساسية التي خلقها انكفاء الرئيس سعد الحريري وتيار “المستقبل” عن المشهد السياسي والانتخابي. حيث يبدو انّ مختلف الأطراف باتت جهودها منصبّة في الاتجاه الذي يمكّنها من جذب من يمكنه جذبه من “التركة الحريرية”، وكذلك كيفية التعامل مع المستجد الذي تجلّى بإعلان بهاء الحريري دخوله الى هذا المشهد.

وقالت مصادر مواكبة لهذه الاتصالات لـ”الجمهورية”: “كل طرف يسعى الى تجميع اوراق قوة انتخابية، من يصنّفون انفسهم سياديين ينافسون بعضهم لتصدّر المشهد، والصراع محتدم في ما بينهم. وكذلك الامر بالنسبة الى الأطراف الأخرى، فالقوى السنّية سواء المصنّفة 8 آذار، او المصنّفة في الخانة المناقضة لها، اولويتها وراثة مقاعد تيار “المستقبل”، وهو أمر حساس وقابل للتفاعل اكثر في المرحلة السابقة للانتخابات، حيث انّ الجو السنّي مفتوح على شتى الاحتمالات، والاصطفافات”.

على انّ اللافت للانتباه في ما تقوله المصادر عينها هو “انّ المستجدات التي طرأت على طريق الاستحقاق، قد تفرض نمطاً جديداً في التعاطي معه من قِبل فرقاء آخرين، وإذا كان محسوماً التحالف الانتخابي بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، فإنّه من غير المستبعد ان ينسحب هذا التحالف على حركة “امل” و”التيار الوطني الحر”، على قاعدة انّ الضرورات الانتخابية تبيح المحظورات السياسية وتتجاوز الخصومة السياسية ولو مؤقتاً، وذلك لقطع الطريق أمام تقدّم أطراف اخرى يعتبرها ثلاثي “امل” و”الحزب” و”التيار” خطراً على لبنان”.

واللافت في السياق الانتخابي، الحضور الأممي على هذا الخط، والذي تجلّى في متابعة منسّقة الامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا جولاتها على المراجع السياسية والروحية، حيث زارت امس نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وتناول البحث الوضع الداخلي الى جانب موضوع الانتخابات النيابية التي جدّدت فرونتسكا التأكيد على إجرائها، فيما قال الشيخ الخطيب: “الانتخابات النيابية استحقاق دستوري ندعو الى إنجازه في مواعيده، حتى يعبّر اللبنانيون عن إرادتهم وآرائهم في اختيار ممثليهم، بما ينتج سلطة سياسية قادرة على تحقيق آمال اللبنانيين”، داعياً الى “استكمال تطبيق اتفاق الطائف لجهة تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس للشيوخ”.

سجال الرئاسة والمصرف

من جهة ثانية، عادت الى الواجهة العلاقة النارية بين القصر الجمهوري ومصرف لبنان، حيث ذكّرت رئاسة الجمهورية في بيان لمكتبها الاعلامي امس، بأنّ رئيس الجمهوريّة ميشال عون سبق ان حذّر من المماطلة المتعمّدة، التي تقع موقع الخطأ الجسيم، والتي ينتهجها مصرف لبنان لجهة تسليم الداتا المطلوبة كاملة من شركة “الفاريز”.

وقال البيان: “إنّ رئاسة الجمهورية تأمل الّا يكون الرهان قد أصبح مكشوفاً بأنّ لدى حاكميّة مصرف لبنان ما تخفيه في حسابات مصرف لبنان، ما يحفّز على التمسّك أكثر فأكثر بالتدقيق المحاسبي الجنائي فيها”.

ولفت البيان الى “انّ رئيس الجمهوريّة يرصد المحاولات الأخيرة لتذليل العقبات المصطنعة لثني شركة التدقيق عن مباشرة عملها، وهو يعد الشعب اللبناني بأنّ المساءلة آتية وأنّ القضاء على موعد معها، وسلطته على المحكّ لهذه الجهة”.

واشار البيان الى انّ “الرئيس عون يشدّد على أنّ هذا النهج التدميري لاقتصادنا وسبل عيشنا الكريم وقوّة نقدنا سوف يسقط مع رموزه، ولن يصيب رئيس الجمهورية أي كلل أو إنهاك قبل تحقيق ذلك”.

مصرف لبنان يردّ

وردّ مصرف لبنان ببيان اشار فيه الى انّه “قدّم كل المطلوب منه في هذا المجال، واكّد على المنحى الإيجابي في التعاطي مع عملية التدقيق، وشدّد على ضرورة قيام شركة (“A&M”) بمباشرة أعمالها وللتأكّد بنفسها من صحة المعلومات التي تمّ تحميلها على الحاسوب الرئيسي في المكتب المخصّص لهذه الغاية في مبنى وزارة المالية”.

قطع طرقات

وبالتوازي مع الجلسات التي تعقدها الحكومة لدرس وإقرار مشروع موازنة السنة الحالية، اتخذت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري موقفاً تصعيدياً، حيث قرّرت الإضراب العام اليوم وغداً وبعده، وشلّ البلد اعتباراً من الساعة الخامسة من صباح اليوم الأربعاء 2 شباط حتى الثالثة بعد الظهر في كل المناطق اللبنانية.

وكان مجلس الوزراء قد تابع الجلسات المرتبطة بالموازنة، على ان تُستأنف الجلسات اليوم في السرايا الحكومية. وأعلن وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي بعد جلسة الأمس، انّ مجلس الوزراء طلب المزيد من الاستفسارات من وزير الطاقة بشأن سلفة الكهرباء في الجلسة المقبلة، وتمّ البحث في الدولار الجمركي ولم يُبتّ. كما تمّ البحث في الرعاية الاجتماعية لتغطية مساهمات الدولة في المؤسسات التي تُعنى بالمسنّين والمدمنين وذوي الحاجات الخاصة والنساء المعنّفات، وتمّت زيادة هذه المساهمة لغاية 400 مليار ليرة لبنانية، كذلك اقرّ مجلس الوزراء المساهمة الاجتماعية للقطاع العام بـ 75 بالمئة من أساس الراتب بما لا يقلّ عن مليونين ولا يزيد عن اربعة ملايين، أما بالنسبة للمتقاعدين فقد اعتمدت نسبة الـ75 بالمئة بشكل مقطوع.

ولفت الحلبي الى انّ وزير الداخلية أطلع المجلس على ضبط 17 شبكة تجسّس لمصلحة العدو الإسرائيلي، وتبيّن أنّ دور هذه الشبكات محليّ وإقليميّ.

بري يشيد

وأشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالإنجاز النوعي الذي حققته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بكشفها شبكة تجسس تعمل لصالح العدو الإسرائيلي في الداخل اللبناني، وقال: “مجدداً التحية والتقدير للقوى الأمنية اللبنانية ولعيونهم الساهرة على أمن لبنان وتحصين سلمه الأهلي”.

وفي السياق، حذّرت حركة “امل” في بيان لمكتبها السياسي امس، “من خطورة الانكشاف الأمني والخلايا الأمنية الإسرائيلية والمجموعات الرديفة لها، التي تستهدف منعة لبنان وأمنه واستقراره في غير منطقة، والتي أُعلن عن كشفها والتحقيق مع أفرادها من قِبل الاجهزة الأمنية. وهذا ما يؤكّد أنّ العدو الصهيوني لا يزال يضع لبنان في دائرة استهدافاته وخروقاته الأمنية والعسكرية والجوية، والتي كان آخرها الإعتداء السافر على ضواحي دمشق فجر اليوم من الأجواء اللبنانية، والعدو الصهيوني هو الذي لم يحترم ولم يلتزم يوماً بالقرارات الدولية تجاه لبنان وفلسطين والمنطقة، بل يستغلها غطاءً لاعتداءاته المتواصلة، والأمر الذي يستوجب ضرورة حفظ لبنان وتمتين عناصر قوته”.

واكّدت “امل” من جهة ثانية، متابعتها لتفاصيل نقاش الموازنة العامة وإعادة النظر في بعض موادها وبنودها المتعلقة بفرض مزيدٍ من الضرائب والرسوم على الفقراء والطبقات المتوسطة”، وأعلنت رفضها “إعطاء سلفة إلى مؤسسة كهرباء لبنان في ظل الفشل المستمر والمستدام في معالجة جذور أزمة الكهرباء دون أي خطوة إصلاحية جدّية للقطاع بأكمله، خصوصاً أنّ سياسة السِلف هي الأساس في هذا الإنهيار الاقتصادي والمالي في ما حمّلته للدولة من أعباءٍ دون أن تجدي نفعاً، بل لم يتمّ تعيين الهيئة الناظمة للقطاع بعد، ولم تُطبّق القوانين المرعية الإجراء، مما أدّى إلى تحميل المواطن مزيداً من الأعباء في ظل فاتورة عالية للمولّدات الكهربائية الخاصة”.

ولفتت الانتباه الى انّه “حتى خلال الأزمة اللبنانية بكافة مراحلها، حيث تبادل الفرقاء أعلى مستويات الخطاب السياسي في مواجهة بعضهم البعض، إلّا أننا نحذّر من وجود مدرسة تُنشئ مناهج تفتيتية تمعن بسياسة الشرخ بين المكونات اللبنانية، وهذا ما يستوجب حساً وطنياً يستشرف المخاطر ويواجهها بمزيد من الوحدة والتماسك”.

الترسيم

من جهة ثانية، يُنتظر ان تنطلق قريباً جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. حيث أعلن الوسيط الاميركي في هذه المفاوضات عاموس هوكشتاين أنّه سيزور لبنان قريباً آتياً من اسرائيل.

وقد نشر هوكشتاين امس صورة له مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار عبر “تويتر”، وغرّد قائلاً إنّه اجرى مناقشات جيدة مع وزيرة الطاقة حول التعاون الإقليمي في مجال الطاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والمسارات لتسريع التحوّل في مجال الطاقة.. واضاف: “نتطلع إلى العودة قريبًا للقاء في بيروت الجميلة”.

وقالت الاذاعة الاسرائيلية انّ الاجتماع بين وزير الطاقة الاسرائيلية والمبعوث الاميركي جرى الاحد، وتناول البحث مجموعة من القضايا، بما في ذلك استمرار المحادثات بين الطرفين الإسرائيلي واللبناني، إلى جانب فريق التفاوض الوزاري بقيادة أودي أديري. كما ناقش اللقاء “التعاون الإقليمي في مجال الطاقة بقيادة وزارة الخارجية الإسرائيلية”.

وكانت هذه المفاوضات التي انطلقت في تشرين الأول 2020، حيث عُقدت 5 جولات من المحادثات بين الجانبين، كان آخرها في الرابع من أيار من السنة الماضية.

“اليونيفيل”

الى ذلك، وفي وقت، كانت السفيرة الاميركية دوروثي شيا تبحث وقائد الجيش العماد جوزف عون التعاون بين الجيشين اللبناني والاميركي، طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تقديم شكوى في مجلس الأمن ضد إسرائيل، لاستخدامها الأجواء اللبنانية للإعتداء على سوريا.

وفي الغضون، اكّد القائد العام لقوات “اليونيفيل” الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول امس، انّ العلاقة مع اهالي الجنوب جيدة جداً.

وقال: “منذ عقود من السنين، ونحن نؤدي مهامنا ودورنا على الحدود الجنوبية اللبنانية ضمن استراتيجية محدّدة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، واذا حصل في فترة ما أو أثناء تأدية الدوريات مهماتها أحداث كالتي حصلت، نبادر بالسؤال أولاً ما السبب لحصولها؟”، لافتاً الى انّ “وجود “اليونيفيل” في الجنوب، مبني على الاحترام لعادات وتقاليد المواطنين والأهالي الجنوبيين، لا العدائية”.

البابا: سازور لبنان

الى الفاتيكان، حيث زار وفد من مجلس ادارة “كاريتاس – لبنان”، البابا فرنسيس في الفاتيكان برئاسة المطران المشرف ميشال عون ورئيس الرابطة الاب ميشال عبود الكرملي.

وتوجّه البابا للوفد بالقول: “أشكركم من كل قلبي لهذ الزيارة الكريمة، واقدّر مجيئكم الى هنا. لقد أوفدت مندوباً خاصاً الى لبنان هو المطران غالاغير، واشدّد على انني سأزور لبنان، لأني وعدت بذلك وسأنفّذ. لبنان يتألم كثيراً، ولا يقدر ان ينهض من دون همّة شعبه الذي يجب ان ينتفض كي لا تقع أرزات لبنان”.

وتوجّه الى المطران عون بقوله: “أدعوك وأنت اخي في الاسقفية، كما ادعو الاكليروس في لبنان والكنيسة جمعاء، ان تتحلّى بالفقر لكي تقدر ان تخدم شعبها، فلا تقدر ان تكون الكنيسة غنية والشعب فقيراً. وأهنئ كاريتاس- لبنان بكل ما تقوم به من أعمال كبيرة في هذا الوضع العصيب من لبنان”.

**********************************************

 الشرق الأوسط

 400 مليار ليرة في موازنة 2022 دعماًلـ«الرعاية الاجتماعية» في لبنان

رفع مجلس الوزراء اللبناني قيمة الدعم المرصود في الموازنة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة، من 165 مليار ليرة إلى 400 مليار ليرة (نحو 18 مليون دولار)، وذلك في جلسة عقدها لدرس مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2022.

وترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الجلسة، وعرض انتهاك الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية الذي جرى ليل أول من أمس، «بما يشكل اعتداءً جديداً على السيادة اللبنانية». وطلب المجلس من وزيري الخارجية والدفاع «إعداد تقرير عن العدوان الجوي تمهيداً لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات». وأطلع وزير الداخلية، بسام المولوي، المجلس على ضبط شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، 17 شبكة تجسس لمصلحة إسرائيل بعد عمليات متابعة، «وتبين أن دور هذه الشبكات هو محلي وإقليمي». وقال ميقاتي «إن ضبط هذه الشبكات يثبت مجدداً أهمية الأمن الوقائي والتنسيق القوي بين مختلف الأجهزة الأمنية المعنية بحماية لبنان، وإبعاد الساحة اللبنانية عن كل محاولة للعبث بالأمن وتخريب الاستقرار الأمني في البلاد».

وفي الجلسات المتواصلة لاستكمال درس مشروع قانون الموازنة، بحث مجلس الوزراء في المادة 135 المتصلة بإعطاء مساعدة اجتماعية للعاملين في القطاع العام. وقال وزير التربية عباس الحلبي إن جميع الوزراء «أدلوا بملاحظاتهم على ضرورة توفير ما تسمح به الخزينة للمساهمة مع العاملين في القطاع العام في تحمل تداعيات الأزمة الراهنة على مستوى المعيشة».

كما بحث المجلس في المادة 15 المتصلة بالرعاية الاجتماعية لتغطية مساهمات الدولة في مؤسسات الرعاية الاجتماعية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، إن «البند 15 من مشروع قانون الموازنة، وكما تمت صياغته، يتسبب بلغط، لذلك أعدنا صياغته لأن برنامج العائلات الأكثر فقراً يأتي تمويله من مجموعة دول بشكل هبة، وما أقررناه هو دعم المؤسسات الاجتماعية التي تُعنى بذوي الحاجات الخاصة، من الأطفال والمدمنين والنساء المعنفات، وقد عدلنا التعرفة ورفعناها من 165 مليار ليرة إلى 400 مليار ليرة، وهؤلاء الناس هم فقراء ولا قدرة لديهم على إرسال أولادهم والنساء المعنفات والمسنين إلى مراكز خاصة، بل إلى جمعيات تهتم بهم». وقال: «خوفاً من إقفال الجمعيات أبوابها، قرر مجلس الوزراء والرئيس مجتمعين قبول الاقتراح الذي تقدمت فيه برفع التعرفة للشخص بمعدل مرتين ونصف المرة».

وأكد أن «هذا الموضوع ليست له علاقة ببرنامج العائلات الأكثر فقراً، بل يخفف إمكانات زيادة الفقر». وقال: «تخيلوا فقط في حال أقفلت هذه المؤسسات وعددها 400، أبوابها، فهذا سيعني حكماً تشريد آلاف المسنين وذوي الحاجات الخاصة والأطفال والمدمنين»، لافتاً إلى أن «العقود مع هذه المؤسسات هي عقود للأشخاص، وهي تخضع لرقابة ديوان المحاسبة المسبقة واللاحقة، وهي جمعيات قائمة تقوم بخدمة معروفة، وهدفها واضح». وأعلن أن «الزيادات التي أقرت هي فقط لعام 2022 من دون أي مفعول رجعي».

**********************************************

 اللواء

 أم المعارك الخاطئة: صراع الرئيس والحاكم!

استعراضات وزارية لكبح الأسعار.. وإقرار التقديمات للموظفين لمدة سنة

وطنية – كتبت صحيفة “اللواء” تقول: في ظل “هدنة دبلوماسية” عربية – لبنانية من شأنها أن تفتح الباب لمناقشات بين دول الخليج صاحبة المبادرة لإعادة بناء الثقة بلبنان، والتجاوب الرسمي معها، في ضوء مداولات المجلس الوزاري العربي الذي عقد في الكويت السبت الماضي، مضى الوضع اللبناني موزعاً بين ترقب لمجريات المفاوضات والصراعات الاقليمية والدولية، ومحاولة ارساء دعائم ثقة داخلية، لا تزال تتأرجح بين عجز عن تخفيض الأسعار وتلاعب بمواد المحروقات، لا سيما مادة المازوت، حيث عادت عصابة السوق السوداء للتلاعب، فيما وزير الطاقة والمياه يكتفي إما بتوزيع الوعود أو بإصدار البيانات.

وسط ذلك، فوجئت اوساط سياسية ورسمية من تفجر الصراع، على النحو الذي شهده أمس بين الرئيس ميشال عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتبين انه اشتباك يدخل في صميم كونه ام المعارك، في توقيت بالغ الخطورة والحساسية، إن لجهة شركات التدقيق في الحسابات أو المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، او تمويل الكهرباء عبر قرض ميسر من البنك الدولي.

إذاً، انشغلت البلاد امس بما صدر عن مجلس الوزراء بالنسبة للقضايا المعيشية والاجتماعية التي يعانيها المواطنون، فيما يسود الترقب الموقف الخليجي من الرد اللبناني على مضمون مبادرة “استعادة الثقة” التي حملها وزير خارجية الكويت الى المسوؤلين اللبنانيين، وهو الرد الذي حمله وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى الكويت وسلمه للوزير الكويتي احمد ناصر المحمدالصباح لينقله الى وزراء الدول الخليجية.

وعلمت “اللواء” ان الوزير بوحبيب التقى في الكويت قبيل الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب فقط الوزير الكويتي وسلمه الرد اللبناني ولم يلتقِ اي وزير خليجي آخر، وان احداً لا يمكنه معرفة موعد الرد الخليجي على الرد اللبناني، لكن المعلومات الواردة من الكويت افادت ان الوزير الكويتي كان إيجابياً ومتجاوباً جداً ودعا إلى وحدة الصف وتنقية العلاقات، حتى ان كلام وزير خارجية البحرين خلال الاجتماع الوزاري  لم يكن سلبياً، بينما لم يصدر اي موقف عن السعودية والامارات بإنتظار درس الرد اللبناني.

واوضحت مصادر متابعة ان إيجابية الرد اللبناني تمثلت “بوقف حالة إنهيار العلاقات مع السعودية بشكل خاص ومع دول الخليج الاخرى بشكل عام”. وان الوزير بو حبيب لم يلحظ أي استياء اوإنزعاج في الاجواء الخليجية.

مجلس الوزراء

أقر مجلس الوزراء في جلسته امس في السرايا الحكومية برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المساعدات للأسر الأكثر فقراً عبر الجمعيات الانسانية المختصة بقيمة 400 مليار ليرة، وصرف المساعدات لموظفي القطاع العام كافة بقيمة 75 في المئة من اساس الراتب على ان لا تقل المساعدة عن مليوني ليرة ولا تزيد عن 4 ملايين. وأجازة للحكومة نقل الاعتمادات الملحوظة في باب احتياطي الموازنة والمقدرة بقيمة 270 مليار ليرة بعدما كانت 150 مليار. وأرجأ المجلس مجدداً البحث في الدولار الجمركي الى الجلسة لمقبلة يوم غد الاربعاء، كما ارجأ البحث في المادة 13 المعلقة بسلفة كهرباء لبنان، بسبب وجود ملاحظات وزارية على موضوع الدولار الجمركي، ورفض بعض الوزراء والقوى السياسية اعطاء مؤسسة كهرباء لبنان اي سلفة جديدة بإنتظار تحسن وضع التغذية بالتيار عبر سوريا من الاردن ومصر.

وأُفيد ان المساعدة الاجتماعية لموظفي الدولة ستشمل كل من يخدم المرافق العامة من الادارة العامة والضمان الإجتماعي والقطاع التعليمي والمستشفيات مع بعض الضوابط لمن يتلقون الهبات. أما بالنسبة للمتقاعدين فقد اعتمدت نسبة الـ75 بالمئة بشكل مقطوع.

وتحدثت معلومات ان “سقف الدولار الجمركي سيكون 20 الف ليرة، وسيتم تقديم لائحة بالمواد التي يجب استثنائها من الدولار الجمركي في جلسة يوم الاربعاء. لكن وزير المال يوسف الخليل اعلن ان “لا قرار بعد بشأن ما يحكى عن تحديد الدولار الجمركي بـ10 أو  12 ألفا”.

ومن جهة أخرى، تابع مجلس الوزراء العدوان الاسرائيلي فجر امس، على دمشق عبر الاجواء اللبنانية وقرر اعداد تقرير عسكري حوله لاتخاذ الاجراء المناسب. وذكرت بعض المعلومات أن رئيس الجمهورية ميشال عون طلب من وزير الخارجية عبد الله بوحبيب  إدانة الخرق الإسرائيلي للأجواء اللبنانية وتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل لاستخدامها الأجواء اللبنانية للاعتداء على سوريا.

وقال وزير الاعلام عباس الحلبي بعد الجلسة: في مستهل الجلسة تم عرض إنتهاك الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية الذي جرى ليلا، بما يشكل اعتداءً جديداً على السيادة اللبنانية. وطلب المجلس من وزيري الخارجية والدفاع إعداد تقرير عن العدوان الجوي تمهيدا لإتخاذ ما يلزم من الإجراءات. كما عرض وزير الأشغال العامة موضوع التحرك الذي يقوم به إتحاد النقل البري، ولما كانت الإمكانات المالية غير متوافرة لتلبية كل  طلبات هذا الإتحاد، طلب المجلس من وزير المالية درس إمكان توفير الموارد المالية وما يمكن تلبيته من مطالب هذا الإتحاد اذا أمكن.

اضاف: كما أطلع وزير الداخلية المجلس على ضبط 17 شبكة تجسس لمصلحة العدو الإسرائيلي بعد عمليات متابعة، وتبين أن دور هذه الشبكات هو محلي وإقليمي، وقد حيا الرئيس ميقاتي شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الإنجاز الكبير الذي حققته لكشف المزيد

من  شبكات التجسس  لمصلحة العدو الإسرائيلي وتوقيف افرادها والضالعين فيها. وقال: “إن ضبط هذه الشبكات يثبت مجددا أهمية الأمن الوقائي والتنسيق القوي بين مختلف الأجهزة الأمنية المعنية بحماية لبنان، وإبعاد الساحة اللبنانية عن كل محاولة للعبث بالأمن وتخريب الإستقرار الأمني في البلاد، ونحن نقدر لكل القوى الأمنية والجيش عملهم الدؤوب على الرغم من الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها الأسلاك العسكرية أسوة بسائر المواطنين”.

وتابع الحلبي: وكان بحث معمق في المادة 135 المتصلة بإعطاء مساعدة اجتماعية للعاملين في القطاع العام، وقد أدلى جميع الوزراء بملاحظاتهم على ضرورة توفير ما تسمح به الخزينة للمساهمة مع العاملين في القطاع العام في تحمل تداعيات الأزمة الراهنة على مستوى المعيشة. وبحث المجلس في المادة 15 المتصلة بالرعاية الإجتماعية لتغطية مساهمات الدولة في مؤسسات الرعاية الإجتماعية التي تعنى بالمسنين والمعاقين، والمدمنين والأطفال وذوي الحاجات الخاصة والنساء المعنفات، وقد تمت زيادة هذه المساهمة  لغاية 400 مليار ليرة لبنانية.

واضاف: ثم عرض وزير الطاقة لما يتصل بالمادة 13 من مشروع قانون الموازنة والمتصل بالسلفة المطلوبة لمصلحة كهرباء لبنان، وقد طلب المجلس المزيد من الإستفسارات من وزير الطاقة الذي وعد بتقديمها في الجلسة المقبلة.

سئل: هل إطلعتم على الرد الرسمي للحكومة على المبادرة الكويتية؟ أجاب: جرى حديث من قبل رئيس مجلس الوزراء ووضعنا في اجواء كل ما أحاط بهذه الورقة.

حجار:اعادة صياغة

وردا على سؤال قال وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار: البند 15 من مشروع قانون الموازنة، وكما تمت صياغته، يتسبب بلغط، لذلك اعدنا صياغته، لأن برنامج العائلات الاكثر فقراً يأتي تمويله  من مجموعة دول بشكل هبة، وما أقريناه اليوم هو دعم المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة، من الاطفال  والمدمنين والنساء المعنّفات، وقد عدّلنا  التعرفة ورفعناها من  165 مليار ليرة الى 400 مليار ليرة، وهؤلاء الناس هم فقراء ولا قدرة  لديهم على ارسال اولادهم والنساء المعنّفات والمسنّين الى مراكز خاصة، بل الى جمعيات تهتم بهم. وخوفا من اقفال الجمعيات أبوابها، قرر مجلس الوزراء قبول الاقتراح الذي تقدمت فيه برفع  التعرفة للشخص بمعدل مرتين ونصف. وهذا الموضوع ليست له علاقة ببرنامج العائلات الاكثر فقراً.

وذكرت المعلومات ان المجلس سيبدأ الاربعاء جلسات متتالية طيلة الاسبوع صباحا ومساء الى حين الانتهاء من البت بمشروع الموازنة وبته بصيغته النهائية في جلسة تعقد في القصر الجمهوري.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” ان سلسلة تحفظات وزارية بدأت تظهر في ملف الموازنة ولا سيما في البنود المتبقية والتي تعد حساسة ولذلك يصعب اقرارها الا بعد ازالة التحفظات وضمان عدم خلق اجواء معارضة الموازنى التي يتمسك رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بإنجازها تزامنا مع مفاوضات صندوق النقد الدولي، معربي عن اعتقادها بأن الساعات المقبلة توضح المشهد ولا سيما في الدولار الجمركي وانعكاساته.

ولفتت المصادر نفسها الى ان هناك اصراراً على ان تصدر الموازنة بشكل واضح قبيل احالتها الى المجلس النيابي على ان جلسة مجلس الوزراء في بعبدا قد تحمل معها ملاحظات ايضاً انطلاقاً مما يقدمه رئيس الجمهورية.

ولفتت الى ان المسألة ليست بهذه السهولة ولا سيما ان عدة نقاط قد تترك الباب مفتوحاً امام فرض ضرائب بطريقة ملتوية.

وكشفت مصادر وزارية ان مناقشة مشروع الموازنة، يواجه انتقادات عديدة من اكثر من طرف سياسي مشارك بالحكومة لاعتراضهم على الزيادات المرتفعة للرسوم والضرائب الملحوظة بالمشروع، والتي لا يمكن تأمين موارد مالية بدونها.

وقالت المصادر ان العقدة الصعبة التي تعترض البحث حالياً،هي موضوع تحديد سعر الدولار الجمركي ومدى تأثيره على الاستهلاك العام ومستوى عيش اللبنانيين الذين ترهقهم الاعباء المتزايدة لتكلفة تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية.

وإذ اشارت المصادر الى ان سعر الدولار الجمركي الملحوظ في المشروع هي بحدود العشرين الف ليرة لبنانية، الا انها لاحظت، انه من الصعوبة تسويق هذا السعر والسير به حتى النهاية، بعد صدور اعتراضات ورفض واسع من أكثر من كتلة نيابية، بالموالاة والمعارضة معاً، الامر الذي يجعل اقراره بالمجلس النيابي صعباً أو حتى متعذراً، اذا استمرت الاعتراضات عليه كما هي حاليا.

وتتوقع المصادر ان تأخذ الحكومة باحقية الاعتراضات المطروحة على سعر الدولار الجمركي، لا سيما منها المبنية على رؤى ودراسات موضوعية، تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على واردات الدولة ومراعاة مصلحة المواطن وقدرته على تحمل الزيادة الملحوظة، وخصوصا، بالمواد والسلع الضرورية والاستهلاكية، لانه لا يمكن حرمان المواطن منها، بسبب ارتفاع سعر الدولار الجمركي.

وانطلاقاً من هذا الواقع، توقعت المصادر ان تعرض اكثر من صيغة لسعر الدولار الجمركي، بدءا من تسعيره بستة الاف ليرة، أو بثمانية الاف ليرة، أو بحدود الاثني عشر الف ليرة، بينما يلاحظ ان البحث يتركز على اعتماد سعر اقل من عشرة آلاف ليرة،كحد مقبول ويمكن تمريره بالمجلس النيابي.

عون والمركزي والتدقيق الجنائي

من جهة ثانية، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، بيان حول الموقف من التدقيق الجنائي لحسابات مصرف لبنان، قال فيه: سبق لرئيس الجمهوريّة ميشال عون ان حذّر من المماطلة المتعمّدة، التي تقع موقع الخطأ الجسيم، والتي ينتهجها مصرف لبنان لجهة تسليم الداتا المطلوبة كاملة من شركة التدقيق المحاسبي الجنائي Alvarez & Marsal، في حين أنّ هذا التدقيق قد تمّ إقراره من سلطة صاحبة صلاحيّة ألا وهي مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 28/7/2020، أيّ منذ أكثر من سنة ونصف، وذُللت عراقيله كافة بقانون أقرّه مجلس النواب برفع السريّة عن حسابات مصرف لبنان كافة.

اضاف: إن رئاسة الجمهورية تأمل الا يكون الرهان قد أصبح مكشوفاً بأنّ لدى حاكميّة مصرف لبنان ما تخفيه في حسابات مصرف لبنان، ما يحفّز على التمسّك أكثر فأكثر بالتدقيق المحاسبي الجنائي فيها، ذلك أنّه من حقّ الشعب اللبناني أن يعرف كيف نشأت وتنامت الفجوة في حسابات مصرف لبنان وتعثّرت المصارف الخاصة وهُدرت أموال المودعين وتمّ السطو على جنى العمر.

وقال: إنّ رئيس الجمهوريّة يرصد المحاولات الأخيرة لتذليل العقبات المصطنعة لثني شركة التدقيق المحاسبي الجنائي عن مباشرة عملها، وهو يعد الشعب اللبناني الذي يمرّ بأزمة حياتيّة ومعيشيّة خانقة بأنّ المساءلة آتية وأنّ القضاء على موعد معها، وسلطته على المحكّ لهذه الجهة، ذلك أنّ العدالة تتجاوز كلّ اعتبار، لا سيّما ما قد يمنع المساءلة في مجلس الوزراء عملاً بالمادة 19 من قانون النقد والتسليف.

وختم: يشدد الرئيس عون على أنّ هذا النهج التدميري لاقتصادنا وسبل عيشنا الكريم وقوّة نقدنا سوف يسقط مع رموزه، ولن يصيب رئيس الجمهورية اي كلل أو إنهاك قبل تحقيق ذلك.

وردا على بيان الرئاسة صدر عن مصرف لبنان بيان افاد فيه انه في العام 2021 باشر مصرف لبنان تركيب التجهيزات اللوجستية والبرامج اللازمة لشركة (A&M) في مكتب وزارة المالية. وقام مصرف لبنان بتحميل المعلومات المطلوبة من شركة(A&M)  على الحاسوب الرئيسي في المكتب المخصص لهذه الغاية في مبنى وزارة المالية علما أنه تم تحميل حوالى 900 ميغابيت من هذه المعلومات. كما رد المصرف على طلب وزير المالية بعض الايضاحات المطلوبة من شركة(A&M) حول المعلومات الموضوعة بتصرفها، كما قام مصرف لبنان بابلاغ وزير المالية بأجوبته حول الملاحظات الاضافية لشركة (A&M) وتمنى البدء بعملية التدقيق نظرا لتسليمه كامل المستندات المطلوبة منه بما لا يتنافى مع أحكام القانون رقم 81/2018 والمعايير الدولية. كما وافق على اعادة استخراج المعلومات التي تم تحميلها سابقا على الحاسوب الرئيسي في المكتب المخصص لهذه الغاية في مبنى وزارة المالية بغية العمل على اعادة تنظيمها لتتطابق تماما مع الشكل المطلوب من شركة الفاريس اند مرسال وقد تم تنفيذ هذه العملية بتاريخ 28/12/2021.

واضاف: بتاريخ 21/1/2022، قام مصرف لبنان بابلاغ وزير المالية بأجوبة مصرف لبنان المتعلقة بلائحة المعلومات المطلوبة متمنيا اتخاذ القرار بالمباشرة بالتدقيق. كما تجدر الاشارة أيضا الى أن جميع قرارات المجلس المركزي يتم تبليغها الى وزير المالية بواسطة مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان.

وختم بالقول: تأكيدا على المنحى الايجابي في التعاطي مع عملية التدقيق، يشدد مصرف لبنان على ضرورة قيام شركة (A&M) بمباشرة أعمالها، وللتأكد بنفسها من صحة المعلومات التي تم تحميلها على الحاسوب الرئيسي في المكتب المخصص لهذه الغاية في مبنى وزارة المالية.

“موديز” تنتقد

الى ذلك، أعلنت وكالة التصنيف الدوليّة موديز أنّ قرار مصرف لبنان الأخير، القاضي ببيع الدولار الطازج على سعر منصة صيرفة، لن يحقّق استقراراً طويل الأمد في سعر الصرف، ولن يغير كثيراً في مستويات التضخّم، وذلك في ظلّ غياب اتفّاق تمويل مع صندوق النقد الدولي مشروط بإعادة هيكلة شاملة للدين.

واعتبر التقرير أن تدخل مصرف لبنان في السوق بإمكانه أن ينجح بتخفيض سعر الصرف مؤقتاً، لكن في ظل الشح الكبير بالعملات الأجنبية لا يمكن لهذا الأمر أن يكون مستداماً. واصفاً الإجراء بالهدر للأموال، في حين أن المطلوب، حسب موديز، أن تتوافر المواكبة لتلك الإجراءات عبر خطة ماكرو اقتصادية واضحة وبالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وقد ابقى تقرير موديز التصنيف السيادي للحكومة اللبنانيّة عند C، علماً أنّ هذا التصنيف يعكس احتمالاً كبيراً بأن تتخطّى خسائر حاملي السندات اللبنانية نسبة الـ65 في المئة.

وتطرق التقرير إلى استعداد المؤسسات الدولية لتقديم الدعم إلى لبنان، في حال تطبيق الإصلاحات المطلوبة، أو الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. لافتاً إلى إمكان تقديم البنك الدولي قرضاً لدعم مؤسسة الكهرباء.

لقاء ثلاثي

في غضون ذلك، عقد لقاء ثلاثي في وزارة الزراعة، ضم وزراء: الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، والصناعة جورج بوشكيان.

وتم البحث في الأمور الحياتية التي يعاني منها المواطن وارتفاع الأسعار. كما تم الاتفاق على وضع آليات لمتابعة الأسعار مع التجار من خلال الحفاظ على معايير الجودة والحرص على شروط الأمن الغذائي وعلى إصدار تعميم عن الوزارات الثلاث وتبليغه لجميع أصحاب السوبرماركت بعدم قبول أي منتج وعرضه من دون التأكد من حصوله على شهادة صادرة عن وزارة الصناعة.

وتلا اللقاء اجتماع مع عدد من تجار منتوجات الأجبان والألبان من أجل الوصول إلى هدف مركزي، وهو خفض أسعار منتجات الألبان والأجبان مع الحفاظ على الجودة والمعايير المطلوبة.

واختتم اللقاء بمؤتمر صحافي مشترك أكد خلاله وزير الزراعة أن “اللقاء أتى بتوجيهات من رئاسة الحكومة”، وقال: “إننا نعيش مرحلة صعبة في مجال الأمن الغذائي ونقاوم من أجل الحفاظ على سلامة الغذاء”.

وكشف أنه “تم اللقاء مع كبار تجار الألبان والأجبان في سبيل إيصال المنتجات اللبنانية إلى كل شرائح المجتمع وبأسعار تناسب جميع المواطنين وتأكيد الحفاظ على الجودة والتزام المواصفات والمعايير العالمية التي لطالما تميزت بها الصناعات الغذائية اللبنانية من أجل استعادة الثقة بهذه المنتجات”.

بدوره، أكد وزير الصناعة أن “الهدف الحقيقي للاجتماع هو الخروج بخريطة طريق والوصول إلى تعرفة موحدة للالبان والأجبان في لبنان”، لافتا إلى أنه “يتم وضع خطة علمية لإيقاف كل معوقات وصول المنتج السليم إلى المواطن”، وقال: “إن اجتماعنا اليوم بمبادرة ثلاثية مشتركة، لأن الهم مشترك، ونهدف إلى تحقيق هدف واحد، ألا وهو مصلحة المواطن وصحة الناس والاقتصاد والسمعة اللبنانية، سمعة لبنان الصناعية والتجارية، والانتاج والاستهلاك والتصدير والبيع والشراء”.

أضاف: “هذا هو لبنان القديم، وهكذا نريده لبنانا جديدا مزدهرا، محصنا، ومتعافيا. وإذا يوجد بعض الناس الطفيليين Parasites يقومون على الأذى والضرر، فلن يطول وجودهم. نجتمع اليوم كوزارات ثلاث معنية بالاقتصاد وبقطاعي الإنتاج الأبرز في لبنان أي الصناعة والزراعة. وهناك نشاطات مشتركة وصلاحيات تتكامل في هذه الوزارات، نحرص من وقت إلى آخر على تبادل الأفكار والآراء التطويرية لحماية المجتمع”.

سلام

بدوره، كشف وزير الاقتصاد أنه “تم البحث خلال اللقاء في ملفات أساسية عدة”، مشيرا إلى أن “الهدف من الاجتماع هو تطبيق هدف تسمية الحكومة: معا للانقاذ”، وقال: “إن أهم دور لوزارة الاقتصاد هو الفصل بين التاجر المخالف، والتاجر الذي يحترم القوانين ويريد الحفاظ على سمعته. وبالتالي، يجب على الوزارة أن تحافظ على سمعة التجار غير المتجاوزين”.

وأضاف: “سيتم الفصل بين جميع الذين يتواجدون ضمن سلسلة الانتاج من أجل محاسبة كل شخص على حدة أو التنويه به وبعمله وجهوده. كما سيتم وضع حد للالتفاف حول الاطر القانونية. سنلجأ إلى أساليب جديدة لمحاسبة المخالفين لأننا نعلم أن الطرق التقليدية مثل تسطير المحاضر لم تعد تجد نفعا”.

واشار إلى أن “الدولار انخفض 30 في المئة، ويجب أن تنخفض أسعار السلع 30 في المئة أيضا”.

شبكات التجسس

وأصدرت قوى الأمن الداخلي توضيحات حول توقيف شبكات تعمل لصالح العدو الاسرائيلي، ومما جاء في البيان الصادر عنها: “نؤكد اننا اوقفنا حتى الان سبع عشرة شبكة تعمل لصالح العدو الاسرائيلي، ولا صحة لوجود أي خرق لدى شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي او اي توقيف لضابط او عنصر في هذه الشعبة أو في اي جهاز امني او عسكري آخر. وجاء في التوضيحات: “يبدو ان كاتب المقال على علم اكثر منا بأن هناك تورطا لشخص تابع لأحد الاحزاب تم توقيفه من قبلهم، والتحقيقات لا تزال مستمرة باشراف القضاء المختص”.

حراك المتعاقدين

نفذ حراك المتعاقدين الأساسي والمستعان بهم اعتصاما أمام وزارة التربية، شارك فيه رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي قال: “اللقاء اليوم هو صرخة من أجل المساواة بين المتعاقدين وبقية قطاعات الوظيفة الرسمية. ونحن على تنسيق دائم مع حراك المتعاقدين من أجل أن يكون لهم ضمان اجتماعي يتفرغ منه التعويضات العائلية والمنح المدرسية والنقل”.

أضاف: “نحن بحاجة إلى الاساتذة الذين يعملون بضمير في تثقيف الجيل الجديد لاسيما حقهم بالمبلغ الذي يوازي شهرين وان يشمل المتعاقدين. واليوم سنلتقي رئيس الحكومة من أجل هذا العطاء الذي يفترض أن يشمل كافة قطاعات التعليم الرسمي للمتعاقدين في الأساسي والمهني والثانوي”.

وحيا “جميع المعتصمين في المناطق اللبنانية كافة الذين يدافعون عن حقوق الاساتذة”.

ولفت الأسمر إلى أنه تواصل مع وزير التربية و”كان إيجابيا لكن المطلوب ترجمته”. وقال: “نتمنى أن نحصل على نتيجة من مجلس الوزراء عن قريب بخصوص الاساتذة الذين يعملون بضمير في تثقيف جيل بكامله وستبقى التحركات مفتوحة”.

أسعار المحروقات

على صعيد المحروقات، قالت مصادر في وزارة الطاقة ان “تسعيرة المحروقات الجديدة ستصدر صباح اليوم، مشيرة الى ان مصرف لبنان ابلغ المديرية العامة للنفط مساء أمس، اعتماد مبلغ 21500 ليرة لبنانية للدولار الواحد وذلك لتسعير نسبة الـ85% من سعر صفيحة البنزين على اساسه”.

واشارت المصادر عينها الى ان نسبة الـ15% من سعر الصفيحة ستكون على اساس دولار السوق الموازية والذي سيتحدد بـ21337.5 ليرة لبنانية.

ووفقاً للمصادر، فانه من المتوقع ان يشهد سعر صفيحة البنزين تراجعاً بين 3000 و7000 ليرة لبنانية، مع العلم ان سبب الانخفاض الطفيف هذا هو ارتفاع اسعار النفط عالمياً.

وعليه، فان الحد الأدنى لسعر صفيحة البنزين قد يكون اليوم بين 343 الف ليرة و349 الف ليرة لبنانية.

921208 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 6279 اصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي للاصابات منذ بدء انتشار الوباء الى 921208 إصابة مثبة مختبرياً منذ 21 شباط 2020.

**********************************************

الديار

عون يوجه انذاراً اخيراً لسلامة ويتهم ميقاتي… و «المركزي» يردّ على بعبدا بالارقام والتواريخ

 «صدمة» أميركية شمالا: عودة دمشق وتمدد «السرايا»… الردّ اللبناني مادة «للابتزاز» سعوديا ؟

هوكشتاين الى بيروت ويطالب «إسرائيل» بـ «الصمت»: لا تحرجوا المسؤولين اللبنانيين ! – ابراهيم ناصرالدين

عادت الثقة المفقودة بين رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان الى الواجهة من جديد من خلال «حرب البيانات» السجالية حول التدقيق الجنائي، وفيما نفى رياض سلامة الاتهامات، ذهب الرئيس عون بعيدا بالامس في هجومه ملمحا عبر مصادره الى الاتجاه نحو اجراءات قضائية او ادارية بحق الحاكم قريبا، بعد تعذر اقالته في مجلس الوزراء بعدما تراجع الرئيس نجيب ميقاتي عن وعده «بانسحاب» مشرف لسلامة من المشهد… في هذا الوقت ينتظر لبنان رد دول الخليج على اجوبته على ورقة «الاملاءات» بعدما تحوّلت الى وثيقة بيد هذه الدول لاستخدامها للنزول عن «شجرة التصعيد» او «لقميص عثمان» يكون مقدمة لمجموعة من القرارات المتشددة بقرار سعودي قرأ الرد اللبناني «باستخفاف» حسب مصادر ديبلوماسية اكدت ان طبيعة رد الرياض سيكون مرتبطا بتطور العلاقات مع ايران وتطورات اليمن الميدانية دون ان تغيب فيينا عن «الطاولة». في غضون ذلك تتوالى المعلومات تباعا عن نتائج «الانزال» الاميركي العلني في الشمال انتخابيا، حيث تبين ان الوفد الذي ذهب لملاحقة حزب الله من خلال السؤال عن تأثير»سرايا المقاومة» شمالا، اصطدم بواقع تمدد النظام السوري في الشمال عموما، ووادي خالد على وجه الخصوص… اما بحرا فتترقب بيروت زيارة «الوسيط» الاميركي اموس هوكشتاين خلال الساعات او الايام المقبلة على وقع تسريبات اسرائيلية عن تسوية ممكنة في ظل «حراجة» الموقف اللبناني، ولهذا طلبت واشنطن من المسؤولين الاسرائيليين «الصمت» لعدم احراج المسؤولين اللبنانيين!

  استخفاف سعودي «بالردّ اللبناني» 

اذا، تعكف دول الخليج على دراسة الرد اللبناني على رسالة «الاملاءات» التي سلمها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى نظرائه العرب قبل ايام، وفي وقت لم يحدد الوزير الكويتي أحمد الناصر الصباح سقفاً زمنياً لدراسة الردّ اللبناني، ولا الخطوات التي تنوي دول الخليج اتخاذها خلال الفترة المقبلة، بعد ان خلت الاجوبة اللبنانية من أي التزام بنزع سلاح «حزب الله» وهو أحد المطالب الرئيسية، في إطار تنفيذ القرار1559، كشف مصدر ديبلوماسي عن رد فعل مصدر سعودي رفيع حول الورقة اللبنانية وقال انه تعامل معها بالكثير من «الاستخفاف»، لافتا الى «ان المكتوب فيها بشأن سلاح حزب الله مجرد «فذلكة» سياسية لبنانية معتادة لا يمكن تسييلها الى افعال، ولهذا فان ما قبل الورقة هو كما قبلها ولا شيء تغير…»

«نزول عن الشجرة» او تصعيد؟

الا ان الجديد، بحسب المصادر الديبلوماسية نفسها، تحوّل الورقة الخليجية بعدما اكملت دورتها بالحصول على الاجوبة اللبنانية الى وثيقة رسمية ومكتوبة لدى دول الخليج ستحتفظ بها لمدة معقولة غير محددة زمنيا على «الطاولة»، وسيحصل الرد تبعا لتطورات الحوار السعودي مع ايران ومسرح العمليات العسكرية في اليمن، دون ان يتم اهمال ما يحصل في فيينا، ولان بنود الورقة فضفاضة فانها ستكون حمالة اوجه بالنسبة لدول الخليج التي بامكانها اعتبارها «قميص عثمان» جديد للتصعيد، بما ان الرد حول السلاح لم يكن مقنعا، هذه اذا لم تتحرك الامور ايجابيا في الاقليم. وفي المقابل قد تستخدم الوثيقة «للنزول عن شجرة التصعيد» اذا بدأت ملامح التسوية بالاقتراب، عندها يمكن الاشادة بالردود التفصيلية والتعهدات حول مختلف القضايا الاخرى، وفتح الباب امام «حوار» ثنائي حيال كيفية تنفيذ القرارات الدولية.

تحرك اميركي «ميداني» 

في هذا الوقت، تواكب واشنطن الضغوط الخارجية بتحرك بحري بري على الساحة اللبنانية، وفيما حطت السفيرة الاميركية دوروثي شيا في اليرزة بالامس، حيث التقت قائد الجيش جوزاف عون، كان لافتا التحرك الميداني العلني للاميركيين قبل ايام، حيث كلفت السفارة في عوكر وفدا دبلوماسيا رفيعا بزيارة منطقة الشمال وخصوصا عكار، تحت عنوان استكشاف تأثر البيئة السنية بخروج تيار المستقبل، وسعد الحريري من الحياة السياسية، وتأثير ذلك على الانتخابات النيابية، وعلمت «الديار» ان الوفد اصرّعلى نقل رسال شخصية ومباشرة باسم السفيرة تؤكد فيها اصرار بلادها على حصول الانتخابات في موعدها، مع تركيز الاسئلة حول توجهات جمهور «المستقبل» المقبلة انتخابيا، لكن الاهم وضع استبيان تفصيلي حول تاثير حزب الله في البيئة العكارية من خلال حلفائه السنة، وكذلك مدى تمدد «سرايا المقاومة» في تلك المنطقة.

  العودة الى «الحضن السوري»؟

ووفقا للمعلومات، كانت المفاجأة الاساسية ان غالبية سكانية عادت الى اعتبار سوريا مجالها الحيوي، وملاذها الآمن على المستوى الاقتصادي واقل منه سياسيا، وخصوصا في منطقة وادي خالد، حيث لاحظ وفد السفارة الاميركية ان كل الخطوط السابقة ما قبل الحرب السورية بين لبنان وسوريا عادت الى واقعها القديم، وان سكان تلك المنطقة الحدودية عادوا الى سابق عهدهم في توطيد العلاقة مع الجانب السوري، فيما رصد اهتمام اميركي واضح حول طبيعة تاثير هذه العلاقة المستجدة على التعاون «الامني» بين الجانبين خصوصا ان للسوريين تاريخ طويل في هذه العلاقة ويدركون جيدا كيفية التعامل مع سكان المنطقة التي تربطهم علاقات تاريخية متجذرة وقد عادت الى طبيعتها بفعل الازمة الاقتصادية القاسية في لبنان، وغياب فعالية قيادة تيارالمستقبل، وبات الشمال منقسما بمعظمه الان بين متطرفين ذات «هوى» «جهادي» وآخرين يفضلون العودة الى «الحضن» السوري.

تمدد «سرايا المقاومة»؟

ووفقا لمصادر مطلعة، طرح الوفد الاميركي مجموعة من الأسئلة المحددة حول حجم انتشار التطرف في الشمال عموما وفي عكار خصوصا، ومدى تأثير حزب الله في الانتخابات، ليس من خلال وجود الشيعة في المنطقة، وانما في مدى تمدد «سرايا المقاومة» وتاثير حلفاء الحزب السنة هناك. كما عرض اعضاء الوفد الاميركي نتائج احصاءات لم يذكروا مصدرها، حذروا من خلالها من نتائج كارثية لانكفاء السنة ونواب المنطقة عن الانتخابات، وجزموا بان المقاعد النيابية ستذهب بغالبيتها الى تحالف التيار الوطني الحر، والحزب السوري القومي الاجتماعي، حلفاء دمشق في المنطقة؟!

تشجيع على الاقتراع

ووفقا للمعلومات، حث الوفد من التقاهم من نواب وفعاليات على عدم ترك «فراغ» سياسي يمكن ان يستفيد منه حزب الله او المتطرفين السنّة، وطالبوهم بخلق دينامية تشجع الناس على الذهاب الى صناديق الاقتراع كي لا يؤدي «خلط الاوراق» الذي تسبب به الحريري الى نتائج كارثية… وهنا كان لافتا السؤال حول تجيير الاصوات السنة المفترض، خصوصا اذا قاطعت شخصيات سنية شمالية وازنة الانتخابات بعد انسحاب الحريري، وكان السؤال واضحا، هل ستكون للمجتمع المدني، ام للقوات اللبنانية، او لبهاء الحريري «سوا لبنان»؟

الحسم في شباط

وكان الوفد التقى النواب طارق المرعبي، النائب هادي حبيش، اللذان لم يؤكدا انهما سيترشحان ويدرسان الموقف، فيما اكد النائب وليد البعريني، ان التوجه لديه هو نحو الترشح مرة جديدة، الا اذا طلب منه الحريري شخصيا عدم القيام بذلك، وتحدث النواب الثلاثة عن حسم القرار في شباط المقبل بعد لقاء مفترض مع الحريري.

اميركا تطالب اسرائيل «بالصمت»

ومع قرب وصول «الوسيط» الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت للبحث مجددا في ملف ترسيم الحدود البحرية، قادما من كيان الاحتلال تحدث الاعلام الاسرائيلي عن مرحلة حرجة للغاية يمر بها الدور الاميركي في هذه اللحظة المفصلية، ولفتت صحيفة «اسرائيل اليوم» الى ان هوكشتاين، الذي قام بخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، يعتبر أحد الخبراء الأميركيين في مجال الطاقة، وهذه ميزة تساعد على تحقيق حل، لكن لكي لا تخرب المساعي في هذه المرحلة، كشفت الصحيفة عن طلب اميركي من المسؤولين الاسرائيليين بضرورة «الصمت» حول هذه المسألة، والامتناع عن أي تصريح في موضوع محادثات ترسيم الحدود، كي لا «يحرجوا» الطرف اللبناني، وكي لا يستدعوا ضغوطاً داخلية تمنع الوصول إلى تسوية باتت أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى خصوصاً في هذه الظروف الناشئة.

«مزاعم» اسرائيلية؟

وزعمت الصحيفة، ان هوكشتاين نجح في إقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة المباحثات، التي ستجرى هذا الأسبوع بعد ان نشأت ظروف مريحة للتسوية اثر تراجع لبنان عن مطالبه الجديدة في تعديل الخط البحري حيث رفض رئيس الجمهورية ميشال عون التوقيع على المرسوم الجديد وارساله الى الأمم المتحدة، كما عمد الى استبدال مندوب جيش لبنان إلى المحادثات المعروف بمواقفه المتصلبة!

ما هي رهانات اسرائيل؟

اما الرهانات الاسرائيلية على ضعف الموقف اللبناني فلخصته «اسرائيل اليوم» بالقول: لا يلوح في الأفق حل أزمة الطاقة الخطيرة في لبنان، رغم إرسال إيران بأربع سفن محملة بالنفط، ورغم تعهد مصر بتحويل مساعدة في الطاقة عبر الأردن وسوريا. وهذا ما يجعل استخراج الغاز أمام شواطئ لبنان في إطار تسوية مع إسرائيل حلاً مناسباً لأزمة الطاقة على المدى البعيد، وفي لبنان انتخابات عامة بعد بضعة أشهر، وبرأيها فان الرئيس عون معني بتحقيق إنجاز في حل أزمة الطاقة، على أمل أن «يشق» هذا الأمر «الطريق» لصهره، جبران باسيل، ليحل كرئيس مكانه.

تبديد اميركي للمخاوف اللبنانية

ووفقا للمعلومات، فان هوكشتاين سيحمل معه تبديد للمخاوف اللبنانية كي لا تكون المحادثات شكل من اشكال تطبيع العلاقات بين الدولتين، ولهذا سيعرض بدلاً من توزيع المساحة المتنازع عليها بين الطرفين الذي ربما يخلق مشاكل فنية وإدارية في المستقبل، ستكون شركة إنتاج الغاز الدولية مسؤولة عن استخراج الغاز البحري من المساحة المتنازع عليها كلها، وهي التي توزع الغاز على إسرائيل ولبنان وفقاً للتوزيع الذي قرره الوسيط الأميركي الأول، فريدريك هوف، أي 55 في المئة للبنان – والباقي لإسرائيل. وهذا يعني تخلي لبنان عن المس بحقل «كاريش»، مقابل الاستفادة من حقل «قانا»…؟! وكان هوكشتاين قد غرد على تويتر قائلا انه اجرى مناقشة جيدة مع وزيرة الطاقة الاسرائيلية حول هذا الملف في المنطقة وبحث معها سبل التعاون، ختم تغريده بالقول «نتطلع للقاء مرة جديدة في بيروت الجميلة».

«كباش» عون سلامة الى اين؟

وفي سياق «الكباش» المتصاعد بين الرئاسة الاولى وحاكمية مصرف لبنان صعّد رئيس الجمهورية ميشال عون موقفه بالامس ملمحا الى الاتجاه نحو «مقاضاة» سلامة في ظل تعذر اقالته في مجلس الوزراء، ووفقا لمصادر بعبدا، يمكن اعتبار ما صدر انذارا اخيرا قبل اقدام وزير العدل هنري خوري بالادعاء على سلامة او التوجه الى اقالته عبر استخدام القوانين المرعية الاجراء لمعاقبة الموظف الذي يتقصد التلكؤ في تنفيذ قرارا صادرا عن الحكومة، وفي بيان الرئاسة الاولى حذّرعون من المماطلة المتعمّدة التي تقع موقع الخطأ الجسيم، والتي ينتهجها مصرف لبنان لجهة تسليم الداتا لشركة «الفارز اند مارسال» على الرغم من اقرار الامر في مجلس الوزراء منذ أكثر من سنة ونصف السنة، وذُللت عراقيله كافة بقانون أقرّه مجلس النواب برفع السريّة عن حسابات مصرف لبنان كافة». أضاف البيان «إن رئاسة الجمهورية تأمل الا يكون الرهان قد أصبح مكشوفاً بأنّ لدى حاكميّة مصرف لبنان ما تخفيه في حسابات مصرف لبنان، ما يحفّز على التمسّك أكثر فأكثر بالتدقيق المحاسبي الجنائي فيها… ووعد الرئيس الشعب اللبناني الذي يمرّ بأزمة حياتيّة ومعيشيّة خانقة بأنّ المساءلة آتية وأنّ القضاء على موعد معها.

ميقاتي لم يف بوعده؟

وفيما رات مصادر سياسية ان الرئيس وفريقه السياسي يبحثان عن «كبش محرقة» او مادة انتخابية لخوض معركتهم المقبلة تحت عنوان تحميل الحاكم مسؤولية الانهيار الاقتصادي، اكدت مصادر مقربة من الرئاسة الاولى ان الرئيس يدرك استحالة اقالة سلامة في مجلس الوزراء لانه غير قادر على تامين الثلثين لما يتمتع به الحاكم من حماية سياسية واضحة، لكن الرئيس «مستاء» جدا من عدم ايفاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بوعوده السابقة للرئيس بتامين مغادرة «مشرفة» لسلامة من حاكمية المصرف المركزي، حين تعهد باقناعه بالاستقالة مطلع العام الحالي، بعدما طلب الرئيس ضرورة اقالته او محاسبته، لكن ميقاتي تراجع عن تعهداته وعاد للتمسك بالحاكم معلنا انه لا يمكن التخلي عن «الضباط» في اثناء الحرب.

«المركزي» ينفي ويرد

وردا على بيان الرئاسة صدرعن مصرف لبنان بيان اكد فيه التعاون الكامل مع مطالب التدقيق الجنائي مشيرا انه تم احالة كل الملفات الى وزارة المال، على ضوء التطورات المرتبطة بعملية التدقيق الجنائي، وبعد سرد تاريخي لمسار التعاون خلص بيان «المركزي» الى التاكيد انه بتاريخ 21 / 1 / 2022 قام مصرف لبنان بابلاغ معالي وزير المالية بأجوبة مصرف لبنان، المتعلقة بلائحة المعلومات المطلوبة متمنيا اتخاذ القرار بالمباشرة بالتدقيق. واكد أن جميع قرارات المجلس المركزي يتم تبليغها الى وزير المالية بواسطة مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان، وتاكيدا على المنحى الايجابي في التعاطي مع عملية التدقيق شدد مصرف لبنان على ضرورة قيام شركة «الفارز اند مارسال» بمباشرة اعمالها وللتاكد بنفسها من صحة المعلومات التي تم تحميلها على الحاسوب الرئيسي في المكتب المتخصص لهذه الغاية في مبنى وزارة المال.

«محاكاة» حول الدولار الجمركي

في هذا الوقت، وفيما اعلنت نقابة السائقين العموميين عن شل البلد ايام الاربعاء، والخميس، والجمعة لاجبار الحكومة على الالتزام بوعودها، ارجأ مجلس الوزراء درس مشروع الموازنة الى يوم الاربعاء بانتظار عودة ميقاتي من زيارة الى تركيا، ووفقا للمعلومات، طلب المجلس المزيد من الاستفسارات من وزير الطاقة بشأن سلفة الكهرباء في الجلسة المقبلة، بعدما اكد انه يريدها لزيادة الانتاج بالتزامن مع استجرار الغاز والكهرباء من الاردن ومصر. كما تم البحث في سعر الدولار الجمركي لكنه لم يُبتّ بعد بانتظار المزيد من الدراسة، وقد طلب ميقاتي من وزير المال يوسف خليل اجراء محاكاة حول اربع اسعار للدولار الجمركي اعلى سقف فيها 20 الف ليرة، «ليبنى على الشيء مقتضاه». وقد اقر مجلس الوزراء المساهمة الاجتماعية للقطاع العام بـ 75 بالمئة من أساس الراتب بما لا يقل عن مليونين ولا يزيد عن اربعة ملايين، أما بالنسبة للمتقاعدين فقد اعتمدت نسبة الـ٧٥ بالمئة بشكل مقطوع.

 الشرق

الحاكم رياض سلامة لجم الدولار .. فاستفزّ فخامته  

وسط ترقب للموقف الرسمي الخليجي من الجواب اللبناني على الورقة الكويتية، وليس ما يبشر بالخير ازاءه في ضوء ما تضمنه الرد اللبناني، وتحديدا ما يتصل بتنفيذ القرار 1559انشغلت الساحة الداخلية امس بالمواقف السجالية المالية والاقتصادية على وقع جلسات الموازنة المتواصلة من دون انقطاع، وبالكشف عن شبكات التجسس الاسرائيلية توازيا مع الخرق الاسرائيلي للاجواء اللبنانية لتسديد ضربات جوية في الاتجاه السوري ما استدعى اعتراض لبنان ورفع شكوى الى مجلس الامن.

رد الخليج

وفيما لا معطيات «رسمية» واضحة بعد في شأن الموقف الخليجي من جواب لبنان على الورقة الكويتية ، قالت مصادر خليجية لموقع «صوت بيروت انترناشيونال»، إن لبنان أخفق مجدداً، ولم يستغل الفرصة التي أتيحت له من جديد، وبدلاً من مد اليد، قام بقطع الطريق أمام الفرصة السانحة بعبارات لا فائدة منها، وبصياغة باتت بالية غير قابلة للتطبيق. واضافت أن «الرد بهذه الطريقة التي تسخف ما هو مطلوب من لبنان يضعه مجدداً امام ازمة مع دول الخليج، التي نفد صبرها من التملص الحاصل من قبل الدولة اللبنانية، ويؤكد أن لبنان رهينة بيد حزب الله الذي اطلع طبعاً على مضمون الرد، وهو من قام على ما يبدو بصياغة الرد، ولولا رضى الحزب على رسالة الرد اللبنانية لما تجرأ وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تسليم الرسالة. واكدت المصادر، أن هناك إجراءات ستتخذ بعد درس الرد بطريقة متأنية، وحكماً ستتشدد دول الخليج حول تنفيذ القرار 1559 لأنه المدخل الوحيد لاستقرار لبنان واستعادة عافيته، لأن سلاح ميليشيا حزب الله هو احد الأسباب الرئيسية لزعزعة استقرار لبنان والمنطقة، ولولا هذا السلاح لما تجرأ الحزب على القيام بأعمال عدائية تجاه الاشقاء العرب.

مولوي

ليس بعيدا، غرّد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي عبر «تويتر»: «التصدي للعدوان واجب على عاتق كل عربيّ أصيل. نقف الى جانب دولة الإمارات العربية الشقيقة ضد محاولات استهداف الشرعية العربية التي نحرص على صونها وتعزيزها، كنا وسنبقى يداً واحدة في مكافحة الأذى والشر بكل أنواعه».

التدقيق الجنائي

في الاثناء، كان الشأن الاقتصادي – المالي الابرز محليا امس. في هذا الاطار، واكدت مصادر مصرفية بارزة لـ«الشرق» ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وحده القادر على لجم سعر صرف الدولار وخفضه من ٣٤ الف ليرة الى ما دون ٢١ ألف ليرة (امس) وهذا النجاح شكل استفزازاً للرئيس ميشال عون.

اتهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان مصرف لبنان بالمماطلة المتعمّدة التي تقع موقع الخطأ الجسيم، والتي ينتهجها مصرف لبنان لجهة تسليم الداتا المطلوبة كاملة من شركة التدقيق المحاسبي الجنائي Alvarez &Marsal مؤكدا ان رئيس الجمهوريّة يرصد المحاولات الأخيرة لتذليل العقبات المصطنعة لثني شركة التدقيق المحاسبي الجنائي عن مباشرة عملها.

وردا على بيان الرئاسة صدر عن مصرف لبنان، بيانا عرض  فيه كل وقائع التعاون الذي ابداه المصرف مع شركة التدقيق بمتابعة من وزارة المالية .

مساعدات اجتماعية

في الغضون، كان مجلس الوزراء يواصل درس مشروع الموازنة. واذ طلب المجلس المزيد من الاستفسارات من وزير الطاقة بشأن سلفة الكهرباء في الجلسة المقبلة غدا الاربعاء، تمّ البحث في الدولار الجمركي ولم يُبتّ». واعلن وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي بعد الجلسة انه «تم البحث في الرعاية الاجتماعية لتغطية مساهمات الدولة في المؤسسات التي تُعنى بالمسنّين والمدمنين وذوي الحاجات الخاصة والنساء المعنّفات وتمّت زيادة هذه المساهمة لغاية 400 مليار ليرة لبنانية». واقر مجلس الوزراء المساهمة الاجتماعية للقطاع العام بـ 75 في المئة من أساس الراتب بما لا يقل عن مليونين ولا يزيد عن اربعة ملايين، أما بالنسبة للمتقاعدين فقد اعتمدت نسبة الـ٧٥ بالمئة بشكل مقطوع. وستشمل المساعدة الاجتماعية كل من يخدم المرافق العامة من الادارة العامة والضمان الإجتماعي والقطاع التعليمي والمستشفيات مع بعض الضوابط لمن يتلقون الهبات.

الدولار الجمركي

وافادت المعطيات ان «سقف الدولار الجمركي سيكون ٢٠ الفا وسيتم تقديم لائحة بالمواد التي يجب استثناءها من الدولار الجمركي يوم الاربعاء». من جانبه، أعلن وزير المال  يوسف الخليل في ان «لا قرار بعد بشأن ما يحكى عن تحديد الدولار الجمركي بـ10 او12 الفا».

رواتب المتقاعدين

الى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدفاع موريس سليم وعرض معه الأوضاع الأمنية، واطلع منه على نتائج متابعته لحقوق العسكريين خصوصاً المتقاعدين، وأبلغه موافقة مجلس الوزراء على منح مساهمة اجتماعية للمتقاعدين تساوي أساس الراتب اسوة بالعسكريين في الخدمة الفعلية.

تقديم شكوى

طلب رئيس الجمهورية من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تقديم شكوى في مجلس الأمن ضد إسرائيل لاستخدامها الأجواء اللبنانية للإعتداء على سوريا. وكان مجلس الوزراء دان الخرق الإسرائيلي الذي حصل عند الساعة الثالثة فجراً، علما انه امتنع عن مناقشة اي قضايا سياسية منذ معاودة جلساته بدليل عدم طرح الورقة الكويتية على طاولته.

شبكة التجسس

امنيا، اطلع وزير الداخليّة المجلس على ضبط 17 شبكة تجسّس لمصلحة العدو الإسرائيلي وتبيّن أن دور هذه الشبكات محليّ وإقليميّ». وعلى هذا الخط، أشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ»الإنجاز النوعي الذي حققته القوى الامنية اللبنانية لاسيما شعبة معلومات بكشفها شبكة تجسس تعمل لصالح العدو الاسرائيلي في الداخل اللبناني»، وقال : «مجدداً التحية والتقدير للقوى الامنية اللبنانية ولعيونهم الساهرة على أمن لبنان وتحصين سلمه الاهلي».

شيا في اليرزة

وليس بعيدا من الشأن الامني، بحث قائد الجيش العماد جوزف عون مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي استقبلها في مكتبه في اليرزة يرافقها الملحق العسكري في لبنان الكولونيل روبرت مان علاقات التعاون بين جيشي البلدين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى