شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

النهار

 صوت تدويل التحقيق يصدح في الذكرى الثانية لـ4 آب

إذا كان من خلاصات أساسية لإحياء الذكرى الثانية لانفجار 4 آب فهي تتلخّص باثنتين: الأولى انكشاف إلى الذروة لانعدام الثقة بين اللبنانيين ودولتهم وقضائهم في ظلّ التعطيل المتمادي للتحقيق العدلي في الانفجار، والثانية تصاعد كبير في المطالبة بتدويل التحقيق من خلال تقاطع هذا المطلب بين أهالي الضحايا والكثير من القوى السياسية المعارضة. وصاغ أهالي الضحايا مطلبهم في التحقيق الدولي وأودعوه مذكّرة وُزِّعت وسُلِّمت إلى عدد كبير من السفراء الأجانب، كما طالبوا بإنشاء مجلس الأمن الدولي لجنة تحقيق دولية والتزام الدولة اللبنانية تسليمها كل المستندات والأدلة.

واللافت في هذا السياق أنّ أربع صوامع في أهراءات #مرفأ بيروت سقطت امس قبيل وصول المسيرات إلى منطقة المرفأ.

إذن في يوم إحياء الذكرى، شهد احتشاد أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين والمطالبين بالتحقيق في جريمة المرفأ، أمام قصر العدل وأمام مبنى “النهار”، قبل أن ينطلقوا بمسيرة الى تمثال المغترب، يرفعون علما لبنانيا كبيرا ملطخا بالدماء، وعَلَماً آخر مكتوباً عليه قسم أهالي الشهداء وضحايا المرفأ، كما رفعت صور الضحايا واللافتات المنددة بالسلطة السياسية والمطالبة بالحقيقة والعدالة.

ورفع بعض أهالي الضحايا عدداً من “التوابيت” واللافتات التي تحمل شعارات مطالبة بمحاسبة المجرمين وبإحقاق العدالة.

إشارة إلى أنّه حصل تدافع واطلاق عبارات ضد السلطة السياسية من مجموعات تشبه الشعارات التي كانت تُطلَق في 17 تشرين، وتم منعهم من قبل نقطة الجيش عند أحد مداخل ساحة مجلس النواب.

والقى بول نجار، والد الضحية ألكسندرا، كلمة ذكّر فيها بحيثيات وتفاصيل ما تعرضت له عائلته وفقدان طفلته. ومن ساحة سمير قصير، تلت ماريان فاضوليان بيان جمعية أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت، وجاء فيه: “كيف لنواب أن يصوتوا لأشخاص هم أساس البلاء وسبب كل المصائب؟ فمن العار ان نطلب العدالة من اشخاص هم بلاء للعدل وهاربون من العدالة التي لا يعرفونها سوى بالكلمة واذا عرفوها لا تنطبق على مناصبهم المزيفة”.

وأضافت: “بدأوا بطلبات الرد ومن ثم مخاصمة الدولة، حتى وصلوا إلى كف يد القاضي بيطار، لأنه قام بإستدعائهم. فهم أكبر واهم من المثول أمام القضاء، فهم آلهة على الأرض . أضف إلى ذلك، الوزير المعرقل منع من التوقيع على التشكيلات القضائية بأعذار واهية لا أساس لها من الصحة من خلال رئيس مجلس النواب. وهذا ما قاله الرئيس ميقاتي. كما نذكر أن هنالك اشخاصا ما زالوا يسرحون ويمرحون دون حسيب او رقيب. ولم تطبق مذكرات التوقيف والجلب الصادرة بحقهم”.

وسألت: “أين اذونات الملاحقة التي طلبها المحقق العدلي ؟ نقول لمن يحمي المطلوبين: انتم تشاركون بالجريمة لان بحمايتكم هذه، تعرقلون سير العدالة وتقفون بوجهنا وبوجه التحقيق وتساعدون بهروبهم من المحاسبة والافلات من العقاب. فكيف تتحدثون عن دولة القانون والمؤسسات وفصل السلطات وإستقلالية القضاء وأنتم من قضيتم على القضاء وما زلتم مستمرين بالتعطيل والتدخلات، وكأنكم تخافون على مناصبكم من أن تطالها الإدانة والتهمة. والشبهات التي تحوم حولكم هي من دفعتكم للعرقلة والتعطيل، لأن الرجل الشريف، والذي لا يد له في جريمة المرفأ لا يخاف من شيء”.

وتابعت: “دمرتم بيروت ويتمتم أطفالا وأدميتم قلوبا وهجرتم عائلات من بيوتها ومنازلها وانتم تتراقصون فوق دماء ضحايانا.وتتأملون بأستخفاف الحريق الذي ألتهم #الأهراءات دون ان تتحركوا بإنتظار سقوط البقية منها. الشاهد الصامت على الجريمة النكراء يجب أن يبقى ونؤكد لكم أنه لو سقط قسم منه سنبقى متمسكين ومصرين وسنضحي بكل ما نملك من قوة لنحافظ ونحمي الجزء الصامد من الشاهد الصامت الذي أدرج على لائحة الجرد ومن ثم جمد القرار. فهذا المستغرب بالأمر.نعود ونطالب بأن ينشر القرار ويصدر للعلن.ونحذركم من أن أي حريق يشب فيه سنتحرك بطريقتنا حتى نخمد النيران وسيكون التحرك قاسيا.نقول لكم اليوم وكل يوم أن فسادكم هو من قتل أولادنا وضحايانا والتسويات التي تفكرون بها، لن تسري علينا. ولكل ظالم نهاية.”

ثم انطلقت المسيرة الحاشدة بعد ذلك نحو تمثال المغترب، بعد توافد الحشود من مختلف الجهات

وبدورهم، طالب أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت مجلس الامن بالتدخل في القضية إن لم يصدر القرار الظني وبتشكيل لجنة موثوق بها لمتابعة التحقيق وللجنة تحقيق دولية مستقلة وعلى الحكومة اللبنانيّة والمعنيين تسليمها المستندات المتعلقة بالتفجير.

الراعي

وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، طالب بـ”التعويض للمتضرّرين ب#انفجار المرفأ”، مؤكّداً على “الإيمان بقيامة بيروت ومعها لبنان، فيعود بلدنا منارة الشرق وجامعة الشرق ومستشفى الشرق ومصرف الشرق ووطن التلاقي والحوار بين الحضارات والأديان” .وأضاف البطريرك الراعي، خلال ترؤسه قداساً لراحة نفس ضحايا انفجار المرفأ في كاتدرائية القديس جرجس في بيروت : “نرفع صوت الغضب بوجه كلّ المسؤولين أيًّا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا، أولئك الذين يعرقلون التحقيق، كأنّ ما جرى مجرّد حادث تافه وعابر لا يستحقّ التوقف عنده ويمكن معالجته بالهروب أو بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادةً في السياسة”. وتابع: “نسأل المسؤولين في الدولة ماذا يريدون أكثر من هذه الجريمة لكي يتحرّكوا؟ وماذا يريد القضاء أكثر من هذا لكي ينتفض لكرامته ويستعيد دوره ويعود قبلة المظلومين؟”.

ورأى “أنّنا اليوم أمام جريمتين، هما جريمة تفجير المرفأ وجريمة تجميد التحقيق”، معتبراً أنّ “تجميد التحقيق لا يقلّ فداحةً عن التفجير لأنّه فعلٌ متعمّد وإراديّ بلغ حدّ زرع الفتنة بين أهالي الضحايا “.

وتابع: “نعرف من الخبرة عن القضاء المسيّس في لبنان، وطالبنا منذ اليوم الأول لتفجير المرفأ بتحقيقٍ دوليّ إذ أنّ الجريمة قد تكون ضدّ الإنسانية في حال تبيّن أنّها عملٌ مدبّر، وأتت تعقيدات التحقيق المحلي والعراقيل السياسية لتعطي الأحقية في تجميد المطالبات بالتحقيق الدولي”، مؤكّداً أنّه “لا يحقّ للدولة أن تمتنع عن إجراء تحقيقٍ محلي وتُعرقل في المقابل إجراء تحقيقٍ دولي، والمستغرب أنّ جريمة تفجير المرفأ غريبة عن اهتمامات الحكومة قبل استقالتها وبعدها لا بل أنّ بعض وزرائها يتغافل عنها وبعضهم الآخر يُعرقل سير العدالة من دون وجه حقّ”.

عودة

بدوره، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، لمناسبة الذكرى الثانية لتفجير مرفأ بيروت، جنازا لراحة نفوس الضحايا الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، يشاركه متروبوليت جبيل والبترون المطران سلوان موسى، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب، وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، نائبي بيروت غسان حاصباني وملحم خلف وأهالي الضحايا وأعضاء مجلس إدارة المستشفى والمدير العام والأطباء والممرضين والموظفين.

وتابع: “سنتان انقضتا على جريمة لم يكن أحد ليقبلها لبيروت، عاصمة العلم والنور والحرية والإبداع. سنتان مرتا على آلام أهل بيروت ولم تلتئم الجراح بعد، لأن مقترفي الجريمة ما زالوا يتمتعون بحريتهم، فيما أهل بيروت، وهذا المستشفى، وكل المؤسسات التي كانت فخر المنطقة، ما زالت تعاني، ولم تنهض من جراحها بعد. سنتان ولم يتوصل القضاء إلى كشف الحقيقة ليس لأن القضاء يتقاعس، بل لأن السطوة السياسية تعيق عمل القضاء وتمنع العدالة. نحن، مع أهالي بيروت المنكوبة، وذوي الضحايا، وكل من أصابه التفجير في جسده أو نفسه أو ممتلكاته، لا نبتغي سوى أمر واحد هو معرفة حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت، ومعاقبة كل من خطط عن قصد، أو ساهم عن غير قصد، ومن غض النظر رغم علمه بخطورة المواد الموجودة هناك. معرفة الحقيقة لن ترجع أي ضحية إلى الحياة، ولن تشفي جراح المصابين، ولن تهدئ النفوس المكسورة، ولن تبني البيوت المدمرة، إلا أنها بالتأكيد سوف تطمئن قلوب أهالي الضحايا والمصابين لأن المجرم كشف، والعدالة تحققت، وسوف يكون العقاب رادعا لكل من تسول له نفسه القيام بعمل مدمر في المستقبل”.

وأحيا مستشفى اوتيل ديو الذكرى بوقوف كل طاقمه الطبي والتمريضي صمتا عند حلول الساعة السادسة وسبع دقائق أي موعد الانفجار ومن اضاءة الشموع على نية أرواح الضحايا .

فرنسا

وفي التعليقات والموقف الخارجية، برز إعلان فرنسا لتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني بعد مضي عامين على انفجار مرفأ بيروت. وأعلنت الخارجية الفرنسية أنّ “فرنسا تعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني بعد مضي عامين على انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020. وهي تقف إلى جانب أسر الضحايا وأحبائهم، الذين لا تزال ذكراهم حاضرة في لبنان وفي فرنسا على حدٍّ سواء”.

وأضافت: “يجب أن يخضع المسؤولون عن الانفجار للمحاسبة، كما يجب أن يتمكن نظام العدالة اللبناني من العمل وإكمال التحقيق بكل شفافية بمعزل عن أي تدخل سياسي. وقد دعمت فرنسا التحقيقات في انفجار المرفأ في جميع مراحلها، ولبَّت جميع الطلبات التي وُجِّهت إليها في إطار التحقيق اللبناني، وستواصل مساعيها على المنوال نفسه. وينتظر اللبنانيون كشف جميع ملابسات انفجار المرفأ. وقد أشار رئيس الجمهورية إلى وجوب إحقاق العدالة، إذ يحتاج اللبنانيون إلى معرفة الحقيقة.

وقد أوفت فرنسا مع شركائها بالتزاماتها حيال مساندة جميع الفئات الضعيفة في لبنان، ولا سيما من خلال الدعم الاستثنائي الذي قدمته والذي بلغ 100 مليون يورو لمدة سنة، وفق ما جاء في إعلان رئيس الجمهورية في 4 آب 2021 إبَّان المؤتمر الدولي الذي نُظِّم بالتعاون مع الأمم المتحدة دعماً للبنان.

ويعود الأمر إلى المسؤولين السياسيين اللبنانيين في اتخاذ القرارات الواجبة دون مزيد من التأخير لإخراج البلد من الأزمة المتعددة الأوجه التي تضربه، وفي العمل لخدمة المصلحة العامة للبلد. وستبقى فرنسا إلى جانب الشعب اللبناني كما كانت على الدوام”.

**************************************

نداء الوطن

أهالي الضحايا يمهلون السلطة 90 يوماً… وإلا “تدويل التحقيق”

4 آب “حيّ فينا”: ستظل أياديكم “ملطّخة”!

عام بعد آخر، سيبقى الرابع من آب يوماً لتمجيد ذكرى ضحايا انفجار مرفأ بيروت وتخليد إجرام المنظومة الحاكمة على حد سواء… وإذا كان للباطل جولة فسيبقى للحق والحقيقة ألف جولة وجولة، وما مشهدية تلطيخ أهالي الضحايا العلم اللبناني والأيادي بالأحمر أمس، سوى رسالة دموية صارخة في مواجهة “مافيا النيترات” من قتلة الآباء والأمهات والأطفال، تأكيداً على أنّ المجرم معروف وإجرامه موصوف وستظل أياديه ملطخة بالدماء مهما طال الزمن.

وفي الذكرى السنوية الثانية لتفجير المرفأ، رضخت الاهراءات فانهارت صوامعها لكن الأهالي رفضوا الرضوخ والاستسلام وقالوا بالصوت والصورة: “4 آب حيّ فينا”، فرفعوا نعوش أبنائهم على الأكتاف طلباً للحقيقة والعدالة والاقتصاص من المجرمين، مطالبين بتحرير القضاء وتمكين المحقق العدلي من استكمال تحقيقاته “من دون المزيد من العوائق”، فمنحوا أركان السلطة مهلة 90 يوماً لإتاحة المجال أمام القاضي طارق البيطار “إصدار تقريره النهائي” وإلا فإنهم يعتزمون التوجه إلى مجلس الأمن الدولي طلباً لتدويل التحقيق عبر “توفير التمويل لإنشاء هيئة مختصة ومستقلة مكلفة بالتحقيق بأسباب انفجار مرفأ بيروت وتحديد المسؤولية عن هذه المأساة”، مع التشديد على وجوب “إلزام الحكومة اللبنانية وقاضي التحقيق وجميع الأطراف الأخرى في لبنان تسليم جميع المعلومات والوثائق والبيانات التي يملكونها عن كل شيء يتعلق بتفجير المرفأ والتعاون بشكل كامل مع اللجنة المستقلة”.

وبهذا المعنى توجه الأهالي إلى دول “العالم الحر” بالقول: “بدنا ياك قولاً وفعلاً إلى جانب قضيتنا”، فوجّهوا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عرضوا فيها معاناتهم المستمرة إذ “بعد عامين من المأساة لا حقيقة ظهرت ولا عدالة أتت، وعلى الرغم من إدعاء القضاء اللبناني على عدة وزراء سابقين، وهم نواب حاليون، نجح هؤلاء وبدعم من أحزابهم السياسية في عرقلة التحقيق، من خلال الانتهاك الصارخ لسير العملية القضائية والمسار السياسي، ومنع قاضي التحقيق طارق البيطار من أداء مهامه منذ أيلول 2021 بسبب طعون قانونية زائفة”، وخلصوا إلى التأكيد على أنهم لم يعودوا يثقون “بأن حقيقة هذا الحادث المأساوي وتحديد المسؤوليات سيتمان من دون دعم ومساعي الأمم المتحدة”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استذكر في تغريدة أمس “حالة الذهول” التي أصابته في آب 2020 ودفعته إلى السفر إلى لبنان، مجدداً التأكيد بعد عامين على انفجار المرفأ على أنه “يجب إحقاق العدالة”. كما شدد الاتحاد الأوروبي على “ضرورة متابعة التحقيق في الانفجار من دون عوائق وبعيداً من التدخل السياسي، وأن يكون التحقيق نزيهاً وموثوقاً وشفافاً ومستقلاً وأن يتوصل إلى نتائج من دون مزيد من التأخير من أجل الكشف عن أسباب المأساة ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وفي بيروت، أعاد البطريرك الماروني بشارة الراعي “رفع صوت الغضب بوجه كل المسؤولين، أيًّا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا، أولئك الذين يعرقلون التحقيق، كأنّ ما جرى مجرّد حادث تافه وعابر لا يستحقّ التوقف عنده ويمكن معالجته بالهروب أو بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادةً في السياسة”، لافتاً خلال ترؤسه قداساً لراحة نفوس ضحايا آب في كاتدرائية مار جرجس في بيروت إلى “أنّنا اليوم أمام جريمتين، هما جريمة تفجير المرفأ وجريمة تجميد التحقيق”، ولفت إلى كون “السلطات الحاكمة والمهيمنة لا تستطيع التبرؤ مما حصل، فمنها من تسبب بالتفجير، ومنها من علم بوجود المواد المتفجرة وبخطورتها، وأهملَ، ومنها من تلكأ، ومنها من سكت، ومنها من غَطى، ومنها من جَبُنَ، ومنها من عَطّلَ التحقيق، ومنها من وجدَ في تجميد عملِ القاضي المسؤول الحلَّ المريح لكي يتهرب من مسؤوليّة حسم مرجعيّة التحقيق”، مؤكداً على أنه “لا يحقّ للدولة أن تمتنع عن إجراء تحقيقٍ محلي وتُعرقل في المقابل إجراء تحقيقٍ دولي”.

**************************************

الشرق الأوسط

مسيرات في ذكرى انفجار مرفأ بيروت تطالب بـ«سقوط الحصانات»

صرخة أهالي الضحايا: «ما راح تقتلونا مرتين»

تضرّجت وجوهٌ بصباغ أحمر كالدم النازف عصر الرابع من أغسطس (آب) 2020. طلاءٌ بمرتبة صرخة رُفعت على لافتات أمام قصر العدل البيروتي، بانتظار تحرُّك المسيرة المُطالبة بالعدالة. صرخة تقول: «ما راح تقتلونا مرتين»، بينما مكبّر الصوت يبثّ أغنية ماجدة الرومي «قوم اتحدّى الظلم». الثالثة بعد ظهر أمس، انطلقت المظاهرة نحو تمثال المغترب مقابل الأهراءات المنكوبة.

تحت شمس الصيف الحارقة، يتذكر شاب: «شعرتُ كأنّ المنزل يسقط على رأسي»، ويكمل بالإنجليزية: «It was horrible». لا يكفّ «الناجون» عن نداء العدالة وهم يعلمون أنها مُجهَضة. كلمات عدّة أُلقيت في مسيرة امتدت لثلاث ساعات، جميعها يخرج من حرقة القلب. ثمة مَن رفع لافتة تطالب بتحقيق دولي، وأخرى تندّد بسيطرة السلطة السياسية بالكامل على القضاء. يرافق الغضب استنكارٌ جماعي: «أُعيد انتخاب مَن هم مُدانون بقتل بيروت. ما راح ننسى. الضغط الشعبي سيفضح مناوراتكم».

تكاد حنجرة أحد الشبان تُبحّ وهو يصرخ: «بعدو ببالي الانفجار». أحدهم، في الطريق إلى «حديقة سمير قصير»، المحطة الثانية للمسيرة بعد قصر العدل، رفع علماً لبنانياً حلَّ الأسود بدل الأحمر وغابت الألوان إعلاناً للحداد الكبير. يرفض الحاضرون بكثافة في الذكرى الثانية لانفجار المرفأ اعتبار المجزرة ذكرى. في كلمته أمام الكاميرات ووسائل إعلام محلية وعربية وعالمية، يُذكّر بول نجار، والد أصغر الضحايا ألكسندرا نجار، طفلة السنوات الثلاث ونصف السنة، بأنّ 4 أغسطس هو كل يوم: «حين يتخرّج طالب ولا يجد عملاً. حين تنهار العملة وتساوي الرواتب المسخرة. وحين يُفقَّر الشعب ويُذل».

تستمرّ المسيرة على وَقْع هتاف يشقّ طريقه من القهر إلى الحنجرة: «فلتسقط دولة النيترات». هتاف آخر: «فلتسقط الحصانة أمام دموع الأمهات». ثم تصدح أغنية الوجع العصيّ على الشفاء: «وحياة لراحلوا ولصاروا الحنين». يسير شبان بقمصان بيضاء كُتب عليها الإنذار – الرجاء: «العدالة آتية». يصدّقون الأمل، فتقول شابة وشقيقتها الجريحة إلى جانبها تشعر بتخبّط الأحاسيس: «لولا فكرة العدالة لما تحمّلنا هول المأساة. لن نسكت».

تمهُّلٌ أمام السفارة الفرنسية، وصرخة لرئيس سار بين ركام مار مخايل والجمّيزة بعد الانفجار واحتضن الباكين. إلى إيمانويل ماكرون، دعوة عبر مكبرات الصوت لـ«الوقوف مع أهالي الضحايا ضدّ المسؤولين عن تمييع القضاء». بين الحاضرين، ملكة جمال لبنان المُنتخبة قبل أسبوعين ياسمينا زيتون. «كلّنا بدنا العدالة» تقول بتأثّر. ترى نفسها معنيّة بصرخات المُطالبين بعقاب المتسببين بالقتل والتشريد والتروما. تُوزَّع أشرطة حمراء، رمزية دماء لن تبرد. ويعلو صوت غسان الرحباني: «كرمال لعم بموتوا وقفوا وقفة ضمير».

تحطّ المسيرة بجانب فندق «لوغراي» المقتول. دقيقة صمت، فتتحدّث زوجة لقمان سليم، مونيكا برغمان، عن الإفلات من العقاب والتوق إلى وطن يسوده القانون. بستّ طلقات، اغتيل زوجها، ولا أثر للمحاسبة. يصفّق الجميع بحرارة لاسم لقمان سليم، كما يصفّقون لاسم ألكسندرا نجار ووالدها يتوعّد بالقصاص. بينما يُلقي كلمته، يَرِد خبر عاجل: انهيار جزء من أهراءات المرفأ الشاهدة على المذبحة. تنتقل التلفزيونات من البثّ المباشر للتجمُّع إلى النزيف الممتدّ من عامين إلى اليوم: محيط صوامع القمح. يكمل بول نجار كلمته، وسط تنبيه المنظّمين: «ارتدوا الكمامات تفادياً للغبار».

الخامسة وستّ دقائق، قبل ساعة على الزلزال، تسبق مكبرات الصوت الحشد نحو تمثال المغترب، حيث الوقفة الأخيرة. يحضر طيف ضحايا الدفاع المدني طوال الطريق إلى المرفأ. ليت الشموع تكفي ليستريح الألم. لكنها، والصلاة، ما يملكه مَن فقدوا أحبّة أوقدوا جرحاً يشتعل إلى الأبد.

**************************************

الديار

في الذكرى الثانية لجريمة المرفأ.. الإهراءات تنهار فوق ركام الحقيقة المغيّبة

وعود رسمية فارغة وحراك شعبي خجول.. لماذا تأخير صدور القرار الظني؟

أزمة في «إسرائيل»: اتهامات للحكومة «بالاستسلام» أمام حزب الله في الترسيم – ابراهيم ناصرالدين

الانهيار المتتالي للاهراءات في المرفأ «المنكوب» يشبه الى حد كبير السقوط الممنهج للحقيقة تحت ركام المدينة التي قتلت مع الضحايا مرتين. المرة الاولى باسوأ انفجار تختلط فيه كل انواع الجريمة الموصوفة، الاهمال، التسيب، الفوضى، الانهيار الاخلاقي، الفساد،القتل غير القصدي، وربما القتل العمد،وكل موبقات الكون مجتمعة. المرة الثانية باغتيال حق المعرفة، وطمس الدلائل، وتعمد ابقاء الجرح نازفا في بيوت العزاء التي لم تقفل ابوابها بعد، فيما تهيم ارواح الضحايا فوق سماء عاصمة ينام فيها المسؤولون «قريروا العين» في وقاحة موصوفة قل نظيرها في التاريخ. في الذكرى الثانية ثمة من يراهن على الوقت لطمس معالم الجريمة، لم يعرف أحد ماذا حصل؟ وكيف؟ الاهمال ثابت، لكن لم نعرف حقا من هم المهملون! من المسؤول عن الجريمة؟ هل وقع الانفجار بفعل فاعل؟ ام مجرد سوء تصرف وقلة دراية بمخاطر هذه «القنبلة» الموقوتة؟ خرج الاهالي في الذكرى الثانية يطالبون بالعدالة، وخرج كل من في السلطة «يتبجح» بتحقيقها، «الكذب» مستمر بعد عامين على المجرزة والخوف كل الخوف من تحول الفاجعة الى مجرد «فلكلور» وطني يستغله البعض للرقص فوق «جثة» الحقيقة خصوصا ان التحرك الشعبي كان خجولا واقتصر حراك رمزي لاهالي الشهداء المنقسمين على انفسهم.؟

اما السياسة فتبقى في «غيبوبة» بانتظار اطلاق «صافرة» السباق الرئاسي في ايلول ويعمل كل طرف على ترتيب اوراقه بعيدا عن الاضواء لخوض «الكباش» المنتظر ويمكن القول ان «الحركة «لا تزال بلا بركة». ويبقى استحقاق الترسيم البحري في مقدمة سلم الاولويات في ظل انتظار لبنان الرد الاسرائيلي على مقترحاته. وقد بدأت الاصوات ترتفع داخل اسرائيل منتقدة «الاستسلام» المفترض امام شروط حزب الله الذي نجح في رسم حدود قواعد «اللعبة» جوا-وبحرا حيث تبحث السلطات الاسرائيلية عن مكان آمن في الاردن لتخزين «أمونيا» حيفا خوفا من الصواريخ الدقيقة ولعدم تكرار ما حصل في مرفا بيروت!

وعود فارغة

في الذكرى الثانية لجريمة المرفأ، لا جديد سوى استمرار سقوط الاهراءات تباعا، اما قضائيا وسياسيا فلا جديد يذكر، تجديد للادانة، ووعود «فارغة» بمتابعة التحقيقات حتى النهاية، وشلل قضائي يصيب التحقيقات ويؤخر صدور القرار الظني. المحقق العدلي القاضي طارق البيطار يرفض التنحي بعد اتهامه «بالاستنسابية» في التحقيق لان الادعاءات لم تشمل جميع من تعاقبوا على المسؤولية. في المقابل دعاوى الارتياب بحقه جمدت اعماله. والنتيجة واحدة، الحقيقة في «خبركان».

اين القرار «الظني»؟

ووفقا لمصادر متابعة، فان الضغط يجب ان يتركز على دفع القاضي لاصدار قراره الظني بعد ان باتت خريطة وصول «نيترات الامونيوم» الى بيروت كاملة وواضحة لديه. وعلى الرغم من اهمية محاسبة المهملين، لكن الاولوية تبقى للاجابة على سؤال اساسي حول طبيعة الانفجار. فاذا كانت تحقيقات «الاف بي آي» وتقرير المحققين الفرنسيين قد استبعد تعرض المرفأ لصاروخ، طبعا لا يمكن الركون لتلك النتائج لاسباب عديدة اهمها غياب الثقة والموضوعية، فان احتمال تعرضه لعمل تخريبي يبقى قائما. فماذا لدى المحقق من معطيات؟ فهل سيصدق على رواية «التلحيم» التي اثبتت «المحاكاة» التي قام بها فرع المعلومات باشرافه وحضوره، ان احتمالاتها متدنية جدا. ام لديه رواية اخرى؟!

التحقيق الدولي؟

ولان الحقيقة لا تزال مجهولة، طالبت بعض عائلات الضحايا الأمم المتحدة بالتدخل العاجل وإرسال فريق تقصي حقائق للتحقيق بالانفجار. كما طالبت عدة منظمات حقوقية ومنها هيومان رايتس ووتش وأمنستي انترناشونال، ولجنة القضاة الدوليين إلى جانب الناجين وعائلات الضحايا، الحكومةَ اللبنانية بأنها تعرقل محاولات تحقيق العدالة بطريقة وقحة، وأنها تقوم بمنع التحقيق وحماية السياسيين والمسؤولين المتورطين. وحثّت هذه المنظمات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على الموافقة على قرار في جلسة المجلس القادمة الشهر المقبل، وإرسال فريق تقصي حقائق مستقل وبدون تأخير.

انهيار الاهراءات ولا مخاطر؟

ففي الذكرى الثانية للانفجار تواصل إهراءات القمح في مرفأ بيروت انحناءها، وقد انهار جزء منها بالامس تزامنًا مع وصول مسيرات اهالي الضحايا الى محيط مجلس النّواب، ووفقا لمصادر رسمية تفصلنا ساعات وليس أيام عن سقوط الصوامع في الإهراءات. في المقابل، اشار المصدر الى ان الاختبارات التي أجريت على المواد الموجودة أسفل الصوامع ليست مواد خطرة اوسامة.

تحركات الاهالي

وقبل ساعات قليلة من بلوغ السادسة والـ7 دقائق، خرج اهالي ضحايا المرفأ وانطلقوا بثلاثة مسيرات مطالبين بالحقيقة والعدالة. واعلنوا من أمام قصر العدل بان الضغط الشعبي فضح المناورات وطلبوا الاستمرارلتحقيق العدالة والمحاسبة. كما طالب الأهالي وزير المال بالافراج عن التشكيلات القضائية ليستكمل القاضي البيطار تحقيقاته تعديل القانون وفرض غرامات باهظة على معطلي العدالة واسقاط الحصانات فورا كما اكدوا من أمام السفارة الفرنسية ان باريس لديها فرصة اليوم للوقوف ضدّ المسؤولين عن تمييع العدالة في انفجار المرفأ وطالبوا بإنشاء بعثة تقصّي حقائق خصوصاً وأنّ التحقيق المحلّي متوقّف.وقام عدد من المتظاهرين برمي توابيت ومفرقعات عند أحد مداخل مجلس النواب، وقامت القوى الامنية باطلاق القنابل الصوتية لتفريقهم.

ماكرون والتحقيق الدولي

وفيما كرر كبار المسؤولين في الدولة تعهدهم بإحقاق العدالة المستندة الى حقيقة كاملة! طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإنصاف ضحايا انفجار المرفأ، وعبّر عن تضامنه وتضامن الفرنسيين مع الشعب اللبناني، مؤكّداً أنه لن يدع لبنان ينهار، وعن التحقيق كشف ماكرون، أنه كان قد اقترح إجراء تحقيقٍ دولي، ولكنّ الدولة اللبنانية قررت فتح تحقيق محلي بتعاون دولي. واشار الى أن فرنسا لعبت دورها الكامل في هذا التحقيق، وهي مستعدة للتعاون حتى النهاية وقال، يجب أن تتحقّق العدالة.

الراعي وعودة «والحقيقة»

وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي قد ترأس صباح امس الذبيحة الإلهية لراحة أنفس شهداء تفجير مرفأ بيروت في كاتدرائية مار جرجس بيروت وقال «نرفع صوت الغضب بوجه كلّ المسؤولين أيًّا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا، أولئك الذين يعرقلون التحقيق، كأنّ ما جرى مجرّد حادث تافه وعابر لا يستحقّ التوقف عنده ويمكن معالجته بالهروب أو بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادةً في السياسة». وتابع: «نسأل المسؤولين في الدولة ماذا يريدون أكثر من هذه الجريمة لكي يتحرّكوا؟ وماذا يريد القضاء أكثر من هذا لكي ينتفض لكرامته ويستعيد دوره ويعود قبلة المظلومين؟ ورأى «أنّنا اليوم أمام جريمتين، هما جريمة تفجير المرفأ وجريمة تجميد التحقيق»، معتبراً أنّ «تجميد التحقيق لا يقلّ فداحةً عن التفجير لأنّه فعلٌ متعمّد وإراديّ بلغ حدّ زرع الفتنة بين أهالي الضحايا. بدوره رأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، جنازا لراحة نفوس الضحايا الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي،وقال»لا نبتغي سوى أمر واحد هو معرفة حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت، ومعاقبة كل من خطط عن قصد، أو ساهم عن غير قصد، ومن غض النظر رغم علمه بخطورة المواد الموجودة هناك.

اسرائيل تستسلم لحزب الله؟

وفي ملف «الترسيم» انتقل الضغط الى إسرائيل المحشورة بين تقديم التنازلات او المخاطرة بحصول مواجهة مع حزب الله، وجديد المواقف تاكيد مصادر أمنية إسرائيليّة رفيعة المستوى ان الحزب قادر بواسطة المقذوفات والصواريخ الدقيقة على شلّ جميع عمليات استيراد المُنتجات من الخارج عن طريق البحر الأبيض المُتوسّط. كما اقرت بان حزب الله يملك القوّة الكافية لضرب جميع منصّات الغاز الإسرائيليّة في البحر المُتوسّط.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة «اسرائيل اليوم» عن قرب التوصل الى اتفاق، واشارت الى ان دول أوروبا والولايات المتحدة يضغطون للوصول إلى توافقات لاستخراج الغاز بالسرعة الممكنة من بطن البحر، لكن لماذا طرأ تقدم مهم في المفاوضات مع لبنان، الجواب واضح برايها « لأن إسرائيل استسلمت مرة أخرى لتنظيم حزب الله. واضافت» إذا كان ما يسرب منها صحيحاً، فيبدو أن إسرائيل وافقت على إعطاء اللبنانيين مطلبهم الأصلي، بل وفائض صغير – كبير عنوانه» تبادل للأراضي». فنحو ربع حقل الغاز الذي هو موضع خلاف حول قانا، موجود في «الأراضي الإسرائيلية».إسرائيل وافقت على منح لبنان كل حقل قانا بما في ذلك القسم الإسرائيلي الطفيف، مقابل تبادل للأراضي. وأنتم تعرفون ما قيمة تبادل الأراضي في البحر،تسأل الصحيفة بسخرية،وتقول» دولة إسرائيل تعطي أرضاً مع حقل غاز غني، وتتلقى أرضاً مع بحر! لكن هذا التنازل قد يحتاج الى إجراء استفتاء من أجل الموافقة عليه فهو يحتاج اما الى مصادقة أكثر من نصف أعضاء الكنيست (61 عضوًا) وبعد ذلك إجراء استفتاء عام أو مصادقة أغلبية 80 عضوا من الكنيست.

نصرالله يفهم «اللعبة»

وخلصت الصحيفة الى القول « يفهم نصر الله اللعبة وخريطة المصالح العالمية؛ وبعث بتلك المسيرات في وقت تجثم فيه أوروبا على ركبتيها. نصر الله يدرك اللعبة بل ويتحكم بها أيضاً، يطلق تهديدات تحقق إنجازات سياسية واقتصادية. في المقابل إسرائيل استسلمت، عبر حكومة انتقالية عديمة المسؤولية. وفي الشرق الأوسط المنفلت، بدلاً من أن تطالب أكثر، ها هي إسرائيل تستسلم «للأحابيل» اللبنانية في المفاوضات. وبدلاً من نصب حائط حديدي في وجه التهديدات ومحاولات المس اللبنانية، هربت، وبدلاً من أن تحرص على المصالح الاقتصادية والسياسية في المدى البعيد، نعزز قوة «الوحش» من الشمال. حسب تعبير «اسرائيل اليوم».

سقوط التفوق الجوي

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «هارتس» عن مصادر مطلعة تاكيدها وجود تفاؤل في ملف الترسيم بعد بضعة أسابيع من الذعر والتهديد بالحرب، وقالت ان الطرفين قريبان الآن أكثر من أي وقت مضى من الاتفاق. لكن الصحيفة نقلت عن مصادر أمنية وازنة في إسرائيل أنّ حزب الله زعزع التفوّق الجويّ الإسرائيليّ في الأجواء اللبنانيّة، وبات على استعداد للمخاطرة. اما تقليص حرية عمل سلاح الجو الاسرائيلي في سماء لبنان فيمكن أن يقلل جمع المعلومات الاستخبارية عن نشاطات الحزب ويضعضع ثقة إسرائيل بموثوقية المعلومات . وللدلالة على نجاح الحزب اشارت الصحيفة الى التقارير الدورية التي اصدرها مجلس الأمن حول تجاوزات قرار مجلس الأمن 1701، وقالت «نلاحظ في السنة والنصف الأخيرة، هبوطاً دراماتيكياً في توثيق النشاطات الإسرائيلية الجوية في سماء لبنان التي انخفضت 70 – 90 في المئة في السنة الماضية مقارنة مع السنوات السابقة. وخلصت الصحيفة الى القول «مقاتلو حزب الله يتصرفون وكأنه لا أحد قادر على وقفهم، يبثون ثقة بالنفس مبالغاً فيها، ولا يعتقدون أنهم سيدفعون ثمن ذلك. هذه كبرياء خطيرة، لا يتذكر مثلها طوال السنوات الأخيرة!

«الامونيا» تقلق اسرائيل

وفي سياق متصل، تشير المعلومات الى ان اسرائيل تضغط على الأردن لكي تحصل على مساعدة في تأمين وتخزين كميات من الأمونيا الخطرة في ميناء حيفا كونها في مرمى صواريخ حزب الله، وهو ما يعيد تذكير الجميع بانفجار مرفأ بيروت. كما قررت الحكومة الاسرائيلية نقل حاويات الأمونيا إلى منطقة أقل اكتظاظا بالسكان في صحراء النقب وهو ما اثار موجة اعتراضات دفعت الاسرائيليين الى التفكير جديا بنقلها الى الاردن.

حزب الله «ونوم الليل»

وفي سياق متصل، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية قبل أيام، هو رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي أن المقاومة استعدت وجهزت الصواريخ التي تطال كاريش وما بعد كاريش، واضاف «لو علم قادة العدو الإسرائيلي ماذا أعدت المقاومة للمنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية النفطية والغازية والعسكرية، لما «ناموا الليل.»

  حظوظ «الفراغ» مرتفعة

وفي ملف الاستحقاق الرئاسي،اذا كان منسوب الضغوط الدولية لانتخاب رئيس في المهلة الدستورية المحددة لانتخابه في ارتفاع مطرد، الا ان مصادر مطلعة اشارت الى ان تاكيد البطريرك الماروني بشارة الراعي بالامس بأنّ الانتخابات الرئاسية ستُجرى في موعدها، ليست مبينة على وقائع صلبة وانما مجرد «تمنيات» بان تصدق النوايا الخارجية في الضغط على المسؤولين اللبنانيين لعدم تمييع الاستحقاق. ولفتت الى ان قوله خلال استقباله وفداً من جمعية «جائزة الأكاديمية العربية»، بإنّ أصدقاء لبنان في العالم لن يتركوه، وعلى رأسهم الفاتيكان والدول الكبرى، مجرد حض على تحمل عواصم القرار لمسؤولياتها، مع علمه المسبق ان قوة الفاتيكان المعنوية غير قادرة على التاثير في الاستحقاق. ولهذا فان احتمال «الفراغ» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون خيار قائم، في ظل غياب التفاهمات الدولية على الملف اللبناني الذي لا يحتل اولوية لدى احد.

«حركة» رئاسية «بلا بركة»

ووفقا لتلك الاوساط، «الحركة» الرئاسية» بلا بركة»، فلا احد من المرشحين «الطبيعيين» سينسحب من «السباق» قبل الحصول على ثمن سياسي في المقابل. واذا كان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لم يحقق مبتغاه بتحقيق اجماع من القوى المعارضة على اسم مرشح للرئاسة، مع بقاء التواصل في حدوده الدنيا مع الكتائب، والحزب التقدمي الاشتراكي»والتغييريين»، فان الفريق الآخر لم يصل بعد الى حسم اسم مرشحه خصوصا ان النقاش الجدي بين رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم ينطلق بعد بانتظار دخول حزب الله بقوة على هذا الملف باعتباره الضامن الاساسي لاي تفاهم مشترك.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى