كيف ستضع «سيدة القانون» هاريس «المجرم المدان» ترمب في «موقع الدفاع»؟
منذ بداية محاولة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، ناضل الديمقراطيون لتأطير السباق بوصفه خياراً بين رؤيتين مختلفتين جذرياً، بدلاً من كونه استفتاء على عُمر بايدن وقدراته، وفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
ولكن الآن بعد أن انسحب بايدن، ومع حصول نائبة الرئيس كمالا هاريس على الدعم اللازم للفوز بالترشيح الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الأول) المقبل، يرى حزبها فرصاً جديدة لتحويل انتباه الجمهور مرة أخرى إلى نقاط الضعف لدى الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن القضايا الرئيسية للناخبين، بما في ذلك حقوق الإجهاض، والمبادئ الديمقراطية الأساسية ومسائل العدالة الاقتصادية، بحسب الصحيفة.
«تكتيكات» التركيز على نقاط ضعف بايدن
وينصب التركيز الآن على «التكتيكات» التي سيلجأ إليها الديمقراطيون لمواجهة الخصم الجمهوري دونالد ترمب، ووضعه في «موقع الدفاع»، على حد وصف الصحيفة.
وقالت هاريس، مساء الاثنين، إنها «فخورة» بحصولها على الدعم الواسع اللازم للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.
وعدّت الصحيفة أن الحزب الديمقراطي يرى في هاريس «فرصة لتحويل انتباه الناخبين مرة أخرى، للتركيز على نقاط ضعف الرئيس السابق دونالد ترمب (78 عاماً)»، بعد أن كان الحزب يكافح خلال حملة الرئيس جو بايدن، من أجل «تركيز الانتباه على السباق بصفته فرصةً للاختيار بين رؤيتين مختلفتين جذرياً، بدلاً من كونه استفتاء على عمر بايدن وقدراته».
وأعلن بايدن الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، إثر ضغوط تتعلق بمخاوف بشأن قدرته على منافسة ترمب. كما أعلن دعمه وتأييده لترشيح هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.
بدءاً من السن وصولاً إلى الشخصية
وبحسب «نيويورك تايمز»، يأمل الديمقراطيون بأن تتمكّن هاريس، المدعية العامة السابقة التي تصغر ترمب بنحو عقدين، من استخلاص مجموعة جديدة من التناقضات، والاستفادة من الحجج التي كانت بعيدة عن متناول بايدن (81 عاماً)، بشأن منافسها الجمهوري، بدءاً من قضية السن ووصولاً إلى المسائل السياسية والشخصية.
حقوق الإجهاض
ومن بين هذه القضايا، حقوق الإجهاض، التي «لطالما كان بايدن يشعر بعدم الارتياح عند مناقشتها، أو حتى عند قول كلمة إجهاض»، وفق الصحيفة، وذلك على النقيض من هاريس التي «تتحدث بسهولة وبصراحة عن الصحة الإنجابية».
من جانبهم، يخطط الجمهوريون، وفق الصحيفة، للقول إن هاريس «لا تزال تركز على القضايا التي لا تهم الناخبين، كما كان سجل بايدن».
وأشارت الصحيفة إلى استطلاعات الرأي التي تظهر أن ترمب يتمتع بمزايا كبيرة في عديد من القضايا الأكثر أهمية للناخبين؛ مثل التضخم والهجرة، بخلاف حقوق الإجهاض.
مرشحة «سيادة القانون» بوجه «المجرم المدان»
وأشار أعضاء بالحزب الديمقراطي في مقابلات مع الصحيفة، إلى «حرصهم على جعل السباق يدور حول الشخصية والخبرة، بما في ذلك خلفية هاريس في مجال إنفاذ القانون، بالمقارنة مع قائمة المشكلات القانونية التي يواجهها ترمب».
ونقلت الصحيفة عن مارسيا فودج، وزيرة الإسكان السابقة في إدارة بايدن، قولها «إنها (هاريس) مدعية عامة سابقة، وهو (ترمب) مجرم مدان. إذا كان هناك خيار كبير على الإطلاق، فهذا هو».
وتسبب «الأداء البائس» الذي قدمه بايدن في المناظرة الرئاسية أواخر الشهر الماضي، إلى تراجع التركيز على إدانة ترمب بارتكاب 34 جريمة جنائية، وفق «نيويورك تايمز»، حيث كان يأمل عديد من الديمقراطيين في «إمكانية استخدام الوضع الجنائي لترمب لصالحهم، لكن هذا لم يحدث، بينما حاول بايدن مواجه الضغوط الديمقراطية ضد ترشحه».
وأُدين ترمب في 30 مايو (أيار) الماضي، بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية عام 2016.
لكن الآن، ومع انسحاب بايدن واقتراب هاريس من الفوز بتذكرة الترشيح، يتحرك الديمقراطيون للاستفادة من الوضع الجنائي لترمب، حيث يصفون هاريس بأنها مرشحة «سيادة القانون»، مع «التأكيد على أن ترمب سعى إلى قلب نتائج انتخابات حرة في 2020».
وقالت النائبة الديمقراطية من ولاية تكساس، فيرونيكا إسكوبار، للصحيفة: «ما هو مهم بشكل خاص، وتحديداً في هذه القضية، هو تاريخها بصفتها مدعيةً عامةً تدافع عن القانون والنظام».
وتضيف إسكوبار أن «ترمب مجرم مدان، لا ينتهك القانون فحسب، بل يعتقد اعتقاداً راسخاً بأن القانون لا ينطبق عليه وعلى أنصاره».
وقبل انتخابها لمجلس الشيوخ في 2016، عملت هاريس مدعيةً عامةً لمنطقة سان فرنسيسكو، ومدعيةً عامةً لولاية كاليفورنيا، حيث كانت تكافح لمناقشة تاريخها في إنفاذ القانون وأمور العدالة الجنائية في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، عندما كان عديد من الديمقراطيين يدفعون إلى كبح جماح سلطات الشرطة، وفق الصحيفة.
وقال المتحدث باسم حملة هاريس، عمار موسى، إن نائبة الرئيس ستؤكد «التباين» بينها وبين ترمب.
وأضاف في بيان: «لقد احتجزت نائبة الرئيس، كمالا هاريس، المجرمين طوال حياتها المهنية، ولن يكون دونالد ترمب مختلفاً. لقد كرست هاريس حياتها المهنية لتحسين حياة العمّال، بينما يهتم ترمب بنفسه فقط».
وفي بيان له، حاول المتحدث باسم ترمب، ستيفن تشيونغ، تقويض مصداقية هاريس، من خلال اتهامها بتبني «سياسات مؤيدة لجرائم، ومتسامحة مع جرائم أخرى».
كما يأمل الجمهوريون في طمس أي اختلافات سياسية بين هاريس وبايدن، وفق الصحيفة، وقال تشيونغ إن «سجل هاريس الكئيب هو سجل الفشل التام، وعدم الكفاءة التامة». وأضاف: «سياساتها هي سياسات بايدن، والعكس صحيح».
وحتى قبل انسحاب بايدن، كانت لدى حملة ترمب «خطة لمهاجمة هاريس إذا أصبحت المرشحة. وربطها بالأجزاء الأقل شعبية في سجل الرئيس»، بحسب الصحيفة.