حسين زلغوط – خاص : رأي سياسي
إنتهى العام 2023 تاركاً خلفه تركة كبيرة من الملفات المعقدة للعام الجديد، وسط تطورات خطيرة تعصف بالمنطقة ، وعجز دولي في إيجاد الحلول للمشاكل الموجودة.
واذا كان الشعب اللبناني قد ودّع السنة بكثير من الألم والأمل في ان تحمل السنة الجديدة ألاستقرار والإزدهار لبلدهم الذي يعيش تحت وطأة أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وكذلك عسكرية على حدوده الجنوبية، فإن المعطيات الموجودة راهناً لا توحي بحلول قريبة للأزمات الموجوده وإن كان هناك من يؤكد بأن المحاولات ستستأنف في بحر هذا الشهر من أجل إعادة فتح شرايين التواصل على مستوى القوى السياسيه في الداخل ومع القنوات الخارجية بغية العمل على خلق مناخات مؤاتية تؤدي في نهاية المطاف الى التوافق على انتخاب رئيس ومنه الشروع في إتجاه العمل على إنتظام العمل المؤسسات بدءاً بتأليف حكومة جديدة تكون على مستوى تطلعات اللبنانيين وتكون قادرة على مقاربة الملفات الخلافية وأخذ القرارات بشأنها. وفي هذا السياق يؤكد مصدر نيابي لـ”رأي سياسي” أن العام الجديد سيكون حافلا مع بدايه الشهر الأول بالكثير من التحركات الخارجية تجاه لبنان ،وسيكون على أجندة الموفدين الدوليين الاستحقاق الرئاسي ، والوضع العسكري على الحدود الجنوبية من بوابة القرار 1707.
وكان مهماً البيان الذي أصدرته السفارة الفرنسيه في بيروت والذي أكد إلتزام باريس بالوقوف الى جانب لبنان ، وهذا مغزى المهمة التي أوكلها الرئيس ايمانويل ماكرون الى موفده سعياً لانتخاب رئيس في لبنان، ومضمون هذا البيان يعني ان مهمة لودريان ما تزال قائمة وانه يستعد بعد بضعة ايام للعودة الى لبنان في مهمة مدعومة بشكل مباشر وقوي من اللجنة الخماسية.
وفي رأي المصدر ان الوضع في لبنان على شتى الصعد لم يعد يحتمل عدم وجود رئيس للجمهورية لما لهذا الموضوع من تاثيرات سلبية وخطيرة على كل الواقع اللبناني، سيما وأن يجري في المنطقة يتطلب ان يكون في لبنان رئيساً وحكومة مكتملة الأوصاف تكون قادرة على التعامل مع الإستحقاقات والملفات الداخليه والخارجية
وفي رأي المصدر ان التعاطي مع الملف الرئاسي حتما سيكون مختلفا عن المراحل السابقة بحيث ان ما سيتم بحثه لا يشبه ما تم بحثه على مدى العام الفائت كون ان التطورات التي حصلت منذ عام الى الأن تفرض وجود مقاربة مختلفة للإستحقاق الرئاسي، وانطلاقا من ذلك فإن التنازلات مطلوبة من كل الاطراف سيما وأن الخارج بات على قناعة تامة بان تصلب المواقف الداخليه تستدعي الانتقال الى طروحات اخرى ومنها طرح اسماء للرئاسة لم يتم تداولها في الجلسات الانتخابية التي حصلت في المجلس النيابي، بمعنى ان يسحب من التداول كل الاسماء التي كانت موضع أخذ ورد والإنتقال الى طرح أسماء أخرى، ومنها من هو بات معروفا كالنائب نعمة افرام، واللواء الياس البيسري، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وهذا الطرح ما تزال تتمسك به قطر ولا ترفضه اللجنة الخماسية، غير ان هذا الطرح الذي حمله الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني في آخر زيارة له الى بيروت ما زال قيد البحث في الداخل اللبناني ولم تبرز بعد أ معطيات تؤكد ان حظوظ أي إسم من الأسماء الثلاثة يتقد على باقي الأسماء الى جانب ان الثنائي الشيعي ما زال حتى هذه اللحظة متمسكا بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه ، وهو ليس في وارد التراجع عن هذا الترشيح تحت أي اعتبار الا في حالة واحدة وهي أن يعلن فرنجية بنفسه الإانسحاب من السباق الرئاسي مع ان هذا الامر مستبعدا جدا في الوقت الحاضر.
ولا يخفي المصدر قلقه من استمرار التجاذبات والخلافات الداخلية التي تؤخر انتخاب رئيس ما لم تنجح المساعي الدولية في إيجاد المخارج الملائمةه للأزمة الرئاسيه التي يتفرع عنها أازمات تأخذ شكل بيت العنكبوت لشدة تعقيدها وصعوبة ايجاد الحلول لها.