أبرزرأي

تحرك “الخماسية” و” الاعتدال الوطني” نحت صخر بإبرة

باسم المرعبي – ناشر موقع رأي سياسي:

في الوقت الذي لم يحرز فيه تكتل” الاعتدال الوطني”، بعد مروحة من اللقاءات والإتصالات قام بها بحثاً عن مخرج يؤدي الى التوافق على انتخاب رئيس، أي تقدم يذكر من شأنه أن يفتح ولو ثغرة بسيطة في جدار هذه الأزمة، عاد سفراء “اللجنة الخماسية ” الى التحرك من جديد حيث زاروا السراي الحكومي أمس الاول واجتمعوا مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعد أن كانوا التقوا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعقدوا اجتماعين خاصين بهم الأول في دارة السفير السعودي، والثاني في قصر الصنوبر بدعوة من السفير الفرنسي.

واذا كانت هذه الحركة إن على مستوى السفراء الخمسة أو تكتل الاعتدال الوطني لا تزال الى الآن بلا بركة، فان جديدها كان ما أعلنه من السراي السفير المصري علاء موسى والذي وصف بأنه نوع من الايجابية، حيث قال أن هناك نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة لانتخاب رئيس وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخارطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية، لافتاً الى اننا خرجنا من لقاء الرئيس ميقاتي بإحساس كبير بالتفاؤل، مما يدفعنا لاستكمال ما بدأناه منذ فترة عندما التقينا بالرئيس بري.

واذا كان من المنتظر أن يستكمل السفراء الخمسة لقاءاتهم مع مختلف القوى السياسية للوصول الى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في اقرب وقت ممكن، فإنه من الواضح أن ما يحصل لا يعدو كونه تعبئة للوقت، لأن العلة التي تمنع انتخاب رئيس معروفة، وهي تتعلق بالنكد السياسي الموجود، واصرار البعض من السياسيين على ربط مصير ومسار الاستحقاق الرئاسي بظروف واستحقاقات خارجية، كالحرب في غزة والانتخابات الاميركية في الخريف المقبل على سبيل المثال، علما أن ما يجري في غزة يجب ان يكون دافعا اكبر للبنان من اجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس ، وأن الانتخابات الأميركية بغض النظر عمن سيصل الى البيت الأبيض لن تفيد لبنان بشيء لأن السياسة الأميركية تجاه الخارج غير مرتبطة بأشخاص، بقدر ما هي مرتبطة بالمصلحة الأميركية أولاً وآخرا.

من هنا فإن التعويل على حصول متغيرات خارجية لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في لبنان أمر ليس في محله، وهو إن دّل على شيء فانه يدل على أن المسؤولين اللبنانيين ممن يفترض بهم أخذ القرار لم يبلغوا سن الرشد السياسي، وهم ما زالوا يتكلون على الخارج لمساعدتهم على انجاز استحقاقاتهم الداخلية، وهذا للأسف الشديد يؤدي دائما الى رهن القرار اللبناني بيد الخارج الذي لا يسعى إلا الى تحقيق مصلحته الخاصة.

ووفق المعطيات فإن مبادرة “الاعتدال” التي تقوم على عقد لقاء تشاوري حول الملف الرئاسي، يشارك فيه نائب أو اثنان من كل كتلة وتطرح الأسماء المرشحة للرئاسة، وفي المحصلة يكون التفاهم على حضور ٨٦ نائبا جلسة الإنتخاب ويتم التوجه إلى الرئيس بري من أجل فتح المجلس النيابي وعقد جلسات متتالية، لم تجد طريقها الى القبول من أكثر من طرف سياسي، كما ان “الخماسية” حتى الآن لم تتناول اسماء وهي تعمل للوصول الى موقف واحد وخارطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية وهي بدورها لم يحرز أي تقدم، مما يعني مبادرة ” الاعتدال الوطني” وحراك “الخماسية” لم يفتحا بعد أي كوة في جدار الازمة الرئاسية، وهو ما يعني أن مشوار الاستحقاق الرئاسي ما زال طويلا، لأن المفاوضات الجارية حوله إن في الداخل أو الخارج ما تزال كمن ينحت جبل من صخر بإبرة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى