شؤون لبنانية

العلاقات اللبنانية الخليجية…رهن هذه الشروط

كتبت ماريان طوق في “السياسة”:

من استقالة جورج قرداحي إلى مؤتمر وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، محاولات لوضع لبنان على السّكة المستقيمة لاستعادة علاقاته مع محيطه العربي عامة والخليجي بشكل خاص.

بيد أنّ هذه المحاولات لن تكون حاسمة إلّا إذا ترافقت مع اجراءات فعليّة وفعّالة، فثقة الدول بلبنان كُسرت ولن تُبنى من جديد إلّا عندما تتبدل الأقوال بأفعال.

فما المطلوب اليوم؟

أكّد رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللّبنانية الخليجية إيلي رزق، أنّ الكرة في ملعب الحكومة والقوى السياسية اللبنانية، هناك لائحة مطالب يجب على مجلس الوزراء تنفيذها كلّها تتعلق بالسيادة وفرض سلطة الدولة لمنع استعمال لبنان كممر لتهريب المخدرات.

وتابع ” ثانيًا، على الحكومة أن تتخّذ الاجراءات الآيلة لمنع تحويل لبنان إلى منبر اعلامي للتهجّم على قيادات المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وثالثًا، يجب أن يتمّ التأكيد على أنّ لبنان عربي الهوية ويلتزم بالقرارات الدولية في ما يتعلّق بتطبيق الـ 1701 و الـ 1559 والقرارات الدولية الأخرى”.

وبعكس ما ظنّ البعض، استقالة جورج قرداحي من منصبه كوزير للإعلام لم تكن الحلّ السحري للأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج العربي.

وفي هذا السياق، لفت رزق إلى أنّ الاستقالة كانت بمثابة المفتاح لبدء المفاوضات التي لم يكن هناك إمكانية للانطلاق بها من دون هذه الخطوة. واعتبر أنّه وكما الحال في كلّ المفاوضات كافة سنشهد أخذًا وردًا وسيضع الطرفان مطالبهما.

أمّا على الصعيد اللّبناني الداخلي، فلاحظ رزق وجود تنازل ما من قبل حزب الله للذهاب إلى تسوية. ولكنّه أشار إلى “وجود شقّ لبناني يتعلّق بعودة الحكومة إلى الاجتماع وهو أمر يرتبط بالمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار”، مؤكدا أنّ هذا الشأن لبناني لا علاقة للسعودية فيه.

ورأى رزق أنّ لبنان اليوم على مفترق طرق خطر جدًا، وهو ليس مهدّدًا فقط بلقمة عيش المواطن بل بأمنه واستقراره وكيانه أيضًا.

ولفت إلى أنّه إذا لم يكن هناك جدية من قبل مختلف القوى السياسية لإعلاء مصلحة لبنان واللّبنانيين أولًا ولتحييد البلد عن الصراعات الإقليمية وإبعاده عن طاولة مفاوضات فيينا، فسيدخل دائرة الدول التي سيتم الاقتصاص على حسابها وحساب مصالح شعبها وأمنها واستقرارها. وختم رزق “الشاطر يفهم”.

إذًا، دول الخليج تلقّنت الدرس من تجاربها السابقة ولن تعطي فرصًا إضافية للبنان. ويبدو أنّها هي التي تريد ضمانات اليوم بعدما كان قرداحي هو الذي اشترط الضمانات سابقًا لتقديم استقالته.

المصدر
السياسة

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى