أبرزرأي

العراق ومديات المواجهة مع داعش

محمد حسن الساعدي, خاص – “رأي سياسي“:

لا يمكن التنبوء بالأحداث المتسلسلة على الارض سواءً على الجبهة اللبنانية او السورية بنسختها الجديدة او حتى الجبهة العراقية التي هي الأخرى تستعد لما هو قادم،وبحسب التقارير والأخبار الواردة من الجبهة السورية فان جند الشام(جبهة النصرة) سابقاً والعصابات المتحالفة معهم بدأوا بهجوم شامل على عدة جبهات على مدينة حلب وريفها،حيث استطاعت من السيطرة على بعض النقاط التي كان الجيش السوري يتمركز بها،ولعدم قدرة وجاهزيته في لحظتها استطاعت هذه العصابات من الوصول إلى الثكنات العسكرية للجيش السوري،والذي تراجع إلى داخل حلب وهو يعد أول هجوم واسع تقوم به العصابات الارهابية بعد الاستقرار الأمني والسياسي الذي فرضه الواقع في المنطقة على سوريا وجعلها تتنفس الصعداء،وهذا ما انعكس سلباً على الواقع الأمني في المنطقة وينتقل التهديد بسرعة إلى الحدود العراقية مع سوريا .


العراق عاش تحت وطأة الحرب مع داعش لسنتين وطول هذه الفترة اكتسب الجيش العراقي وجميع القوى العسكرية المنضوية معه مهارات عسكرية كانت كفيلة بان يكون قادر على الوقوف بوجه التحديات الخطيرة القادمة، لذلك ومع استشعار العراق بالتحرك والتهديد الذي قد تسببه هذه العصابات على الحدود العراقية،ووجود مخيم الهول للاجئين والذي يحوي عشرات الارهابيين وعوائلهم ،الأمر الذي يسبب تهديدا مباشرا على امن العراق ويهدد استقرار المحافظات الغربية(الأنبار،صلاح الدين،الموصل)، إذ ومنذ اشهر عملت الحكومة العراقية على تحصين حدودها الغربية مع سوريا من خلال بناء الخنادق وتحصينها بالاسيجة الكونكريتية واجهزة المراقبة الحرارية،وتفعيل دور الطائرات المسيرة على طول الحدود مع سوريا، وهو الأمر الذي يجعل خفة التهديد تتراجع قليلا وتعطي فسحة للقوى الامنية العراقية القيام بعمليات عسكرية على الحدود مع سوريا .


ربما سيعمد القوى الارهابية المتحالفة إلى التحرش بالحدود العراقية او ضرب المقار الامنية هناك، ولكن عليها المرور بالقوات الكردية الديمقراطية والتي تنتشر على طول الحدود مع العراق والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ما يعني ان المواجهة ستكون مع واشنطن،وهو الأمر الذي يبعد خطر ضرب او الدخول إلى الأراضي العراقية وبالتالي فان احتماليات اختراق الحدود اصبح بعيد المنال عن هذه الجيوب،وأن عمليات الصد والمواجهة ستكون في حماه والتي ستكون الأكثر ضراوة وشراسة لما لهذه المدينة من اهمية إستراتيجية لسوريا، وتبقى العمليات النوعية التي يقوم بها الجيش السوري لصد هذا الهجوم هي الفيصل في إنهاء المعركة .


المنطقة بشكل عام تمر بحالة من التغيير في الخارطة والتي ستنعكس على مجمل الأوضاع الدولية في المنطقة والعالم عموماً، خصوصاً مع التقارب الكبير بين بوتين وترامب وإصرارهما على أيجاد التوافق سواء على الجبهة الاوكرانية او جبهة الشرق الاوسط، وإعادة ترتيب اوراقها من جديد، وتبقى المنطقة عموماً مفتوحة على ملف آخر عندما يحين الوقت له .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى