التفاهم واقف على “إجر ونصف”
كان الرئيس عون قد نأى بنفسه عن التدخل من أجل ترطيب الأجواء بين باسيل والحزب، علما انه جرى التداول مؤخرا، بمعلومات حول سعيه للقاء السيد نصر الله بحضور باسيل، بعد الحملة الإعلامية التي تناول فيها الأخير الحزب، لكن اللقاء لم يحصل.
ويبدو ان الرئيس السابق، كان ينتظر زيارة المعايدة من كتلة نواب «الوفاء للمقاومة» كما درجت العادة، لكن الحزب اكتفى بالاتصال الهاتفي، الذي عكس منسوب توتر العلاقة مع التيار، وجاءت زيارة الوفد القيادي الى بكركي، بمنزلة رسالة إضافية الى عون وباسيل، فحواها ان المرجعية المسيحية هنا، وليس في أي مكان آخر.
ويرمي النائب باسيل من خلال مواقفه المستفزة لشريكه في «تفاهم مار مخايل»، الى استعادة الشارع المسيحي مجددا، والذي ابتعد عنه بعد سنوات حكم عون الستة، التي اقترنت بتحالفه مع حزب الله، وذلك من خلال العودة الى الشعارات الشعبوية، كحقوق المسيحيين وصلاحيات رئاسة الجمهورية والظهور بمظهر المخاصم لحزب الله، والعازم على الانسحاب من «تفاهم مارمخايل» معه، بالقول: «ان هذا التفاهم واقف على إجر ونصف».
ولاحظت المصادر المتابعة، ان باسيل يعتمد خطوات الرئيس السابق ميشال عون عام 1989، رهانا منه على زعامة مسيحية راسخة، عبر التمرد على الواقع السياسي المستجد، بعد انتهاء ولاية عون الرئاسية. وفي السياق، كشف باسيل ان «التيار» بات قريبا من إعلان اسم مرشح «ثالث»، غير سليمان فرنجية وجوزاف عون.
وقد بدأ النقاش في هذا الشأن داخل التيار ومع البطريرك بشارة الراعي. خلاصة المشهد السياسي خلال الأسبوع الأول من العام الجديد رئاسيا أن لا بوادر حلحلة، لأن كل طرف يسعى الى رئيس على قياس مصالحه.
أما حكوميا، فستبين الأيام المقبلة، مصير دعوة حكومة تصريف الأعمال الى الاجتماع، لإقرار مراسيم يراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ضرورة مقابل تريث حزب الله بالموافقة على الجلسة، حتى لا يستفز التيار، ومعه البطريرك الراعي، الذي انضم في عظته الأخيرة يوم الأحد الى رافضي مثل هذه الاجتماعات، كونها تمس بصلاحيات لصيقة برئاسة الجمهورية كما قال.