افتتاحية اليوم: حفظ الأمن يتطلب قرارات جريئة

من المتوقع ان يصدر محافظ بيروت قرارًا ينظم سير الدراجات النارية ضمن محافظة بيروت، بحيث يُمنع تنقلها من الساعة 7 مساءً حتى 5 صباحًا نظرًا للظروف الأمنية.
ويُستثنى من هذا القرار العاملون في القطاعات الصحفية والطبية والاستشفائية، إضافة إلى عناصر الشرطة البلدية، والقوى الأمنية، وفوج الإطفاء، والدفاع المدني، وكافة الأجهزة العسكرية.
أما الأشخاص الذين يضطرون لاستخدام الدراجات النارية خلال ساعات الليل، فعليهم تقديم إثبات أو إفادة رسمية للحصول على ترخيص خاص من المحافظة.
مما لا شك فيه أن مثل هذا القرار هو ضروري وملّح في هذه الظروف غير المستقرة، ولكن هل سيسلك طريقه الى التنفيذ، أم أنه سيكون كالقرارات السابقة وهي كثيرة اتخذت بهذا الشأن وبعد أيام قليلة يصبح القرار وكأنه لم يكن وتعود الأمور الى ما كانت عليه؟
ما يأمله الشعب اللبناني في مختلف المناطق هو أن ينفذ هذا القرار بحسم، وأن يكون شاملًا، وان لا يعود الى الأدراج اسوة بقرارات سابقة، سيما وأن غالبية هذه الدراجات تستخدم لغاية النشل أو القتل اللذين ارتفع منسوبهما في الاسابيع الماضية.
وحبذا لو أن قرار الحد من حرية حركة الدراجات النارية ليلًا، يتبعه قرار من وزير الداخلية يبلغه للوزراء والنواب واصحاب النفوذ بأن يمنع بموجبه السماح بـ”تفييم” زجاج السيارات للمحسوبين على هذه الشخصية أو تلك، أو الحصول على القرار عن طريق دفع مبلغ من المال للسماسرة أو المحضيين في الوزارة المعنية، لأن هذه العملية لها سلبياتها على المستوى الأمني، وتحمل اصحابها على البهورة حتى على بوليس السير الذي عادة لا يجرؤ على توقيف السيارات ذات الزجاج الداكن الا نادرًا وغالبًا خلال القيام بيوم امني.
واخيرًا كلمة لوزير الداخلية: إنك تسطيع بقرارات بسيطة أن تفرض الأمن والأمان وتعيد للقانون هيبته وتخفف من المشاكل.. قم بهذه الخطوات ولا تخضع لرغبات البعض من اهل السياسة التي لا هّم لهم الا ارضاء أزلامهم والحفاظ على مكتسباتهم ومواقعهم ولو كان ذلك على حساب البلاد والعباد.