أبرزرأي

أزمة النفايات تطرق الابواب من جديد ..

كارول سلوم .

خاص رأي سياسي …

تعود أزمة  النفايات إلى الواجهة من جديد بعد تلويح شركات جمع النفايات في جبل لبنان وبيروت  بالتوقف عن العمل نهائيا جراء عدم نيلها مستحقاتها المالية المتراكمة منذ  أشهر وبعضها منذ عام  والتي قدرت بملايين الدولارات .  وشهدت بعض شوارع  مناطق العاصمة والمتن  انتشارا للنفايات ما دفع بالسكان إلى رفع الصوت ، وهذا المشهد من شأنه أن يتوسع ليشمل مناطق واحياء أخرى ما يعيد إلى الأذهان صور تكدسها على أبواب فصل الصيف منذ فترة ليست ببعيدة .

 ليس في الأمكان فصل هذه الأزمة عن أزمات أخرى في البلاد لاسيما أن الحلول لم تخرج بشكل متكامل ، وملف النفايات بالتحديد عجزت الحكومات المتعاقبة عن معالجته بشكل نهائي كما يجب،  مع العلم ان بعض الوزراء ابدوا رغبة في ذلك وهناك ممن أخذ على عاتقه وضع خطط تفادبا للوقوع في المحظور الا أن المشكلة اتخذت طابعا سياسيا وماليا في الكثير من الأحيان. 

أما اليوم فإن السبب مالي بامتياز.. ففي الوقت الذي حذر فيه وزير البيئة ناصر ياسين من هذه الأزمة ، لم يخف خشية من تفاقمها على اعتبار أنها تشكل جزءا من الأزمة الكبرى في البلد. وكان سبق للوزير أن اعد خطة متكاملة للنفايات تنطلق من الفرز من المصدر بهدف التخفيف والتوفير وتحويل جزء جيد لمخلفات يمكن استخدامها ضمن الاقتصاد الدائم وتأسيس العديد من مراكز استلام ” المفروزات” ، معلنا أنه نال وعدا  وموافقة من البنك الدولي  لتحسين الواقع الزراعي خاصة في المناطق الريفية ووضع ٢٠ مليون دولارا لرفع مستوى المنشآت الموجودة التي تفرز النفايات للأنطلاق بعملية التنفيذ في أواخر العام ٢٠٢٤ .

  ويرى مراقبون أن الوقائع على الأرض لم تتغير ، فالحلول جزئية والسياسة السليمة لإدارة النفايات غائبة كما أن دور البلديات يتراجع لا بل يكاد يختفي ، فضلا عن أن ملف المطامر الصحية بقي عالقا مع العلم ان هناك مناطق مثل جبيل تمكنت من ايحاد حلول لمشكلة النفايات . ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن شركات جمع النفايات لم تعد قادرة على مواصلة العمل بفعل تقاضيها شيكات بدل اتعابها.

 شركة “رامكو” أبلغت  مجلس الانماء والاعمار عدم قدرتها على الاستمرار في تنفيذ عقدها وتعذرها عن متابعة الأعمال لرفع وجمع وكنس النفايات في قضاءي المتن وكسروان، بسبب التأخير في دفع المستحقات المالية، وعدم قدرتها على استبدال المبالغ المقبوضة بأوراق نقدية لبنانية او دولار نقدي.

وتبلغ قيمة المستحقات المالية المتراكمة  من بلدية بيروت ومجلس الإنماء والإعمار أكثر من ٩٠ مليون دولار ، وفق ما يؤكد مدير عام شركة رامكو  وليد بو سعد لرأي سياسي، لافتا إلى  أن “هناك صعوبة كبيرة في مواصلة العمل والضغط على العمال لأنجاز عملهم فضلا عن انعدام قدرتنا على تقديم هذه الخدمات من دون تحديد آلية محددة للدفع ،فالكل يعلم أن الفواتير التي ندفغها “كاش” وهي في العملة الصعبة .”

 لم يعلن عن موعد نهائي لتوقف  الشركات عن عملية جمع النفايات بانتظار قرار المعنيين . إلا أن ما يخشى منه هو توقف شركات أخرى عن العمل أسوة بنظيراتها، بحسب مصادرمتابعة ، مشيرة في الوقت نفسه إلى  أن العمال لم يتبلغوا بأي توجه بعد .

وفي حديث لرأي سياسي، قال مدير مشروع النظافة في شركة “سيتي بلو”  المسؤولة عن جمع النفايات في  عالية والشوف والشويفات  عصام حجار، إن ما من  قرار في الوقت الراهن للتوقف عن العمل وإن الشركة تقوم بواجبها كالمعتاد ونحن ننتظر نهاية الشهر الحالي كي يصار إلى دفع  الأموال للشركة على أن المشكلة تكمن في مسألة الشيكات كاشفاً أن هناك مستحقات مالية متراكمة للشركة منذ أكثر من عام .

إذا الترقب سيد الموقف .. فهل يُفرج عن أموال هذه الشركات ،ام تتكدس النفايات في شوارع لبنان من جديد؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى