يلين تحث المصارف الألمانية على تعزيز الامتثال للعقوبات على روسيا
حثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين المسؤولين التنفيذيين في المصارف الألمانية يوم الثلاثاء على تكثيف الجهود للامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا ووقف الجهود للتحايل عليها لتجنب العقوبات المحتملة التي من شأنها أن تمنع الوصول إلى الدولار.
وقالت يلين، التي تجتمع مع كبار المسؤولين التنفيذيين في المصارف خلال زيارة لفرانكفورت قبل حضور اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في إيطاليا هذا الأسبوع، إن السلطة الجديدة لوزارة الخزانة قامت بفرض عقوبات ثانوية على المصارف بسبب معاملات تتعلق بالجيش الروسي وساعدت في إحباط جهود روسيا لشراء السلع اللازمة لحربها في أوكرانيا، لكن هناك حاجة لمزيد من العمل، وفق «رويترز».
وأضافت: «تواصل روسيا شراء السلع الحساسة وتوسيع قدرتها على تصنيع هذه السلع محلياً. يجب أن نظل يقظين وأن نكون أكثر طموحاً. أحث جميع المؤسسات هنا على اتخاذ إجراءات مشددة للامتثال وزيادة التركيز على محاولات التهرب الروسية».
وفي تحذير مباشر على نحو غير معتاد، طلبت من المديرين التنفيذيين مراقبة الامتثال للعقوبات بين الفروع الأجنبية والشركات التابعة لمصارفهم والتواصل مع عملاء المصارف الأجنبية المراسلة للقيام بالشيء نفسه، خاصة في المناطق ذات المخاطر العالية.
وقالت يلين: «روسيا تسعى جاهدة للحصول على السلع الحيوية من الاقتصادات المتقدمة مثل ألمانيا والولايات المتحدة. يجب أن نظل يقظين لمنع قدرة الكرملين على إمداد قاعدته الصناعية الدفاعية، والوصول إلى أنظمتنا المالية للقيام بذلك».
ويأتي تحذير يلين بعد وقت قصير من نجاح وزارة الخزانة الأميركية في الضغط على مصرف «رايفايزن» النمساوي، وهو أكبر مصرف غربي في روسيا، للتخلي عن صفقة تشمل رجل أعمال روسياً.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تراجع مصرف «رايفايزن» الدولي عن عرض لشراء حصة صناعية بقيمة 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) مرتبطة بقطب الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا بعد ضغوط أميركية مكثفة.
ويمثل انهيار الصفقة انتكاسة جديدة للمصرف الذي يواجه انتقادات بسبب علاقاته مع موسكو بعد مرور أكثر من عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا. كما أبرزت الضغوط رغبة واشنطن في مساءلة المصارف الأوروبية بشأن علاقاتها مع روسيا.
وقال شخص اطلع على هذه المراسلات لـ«رويترز» إن وزارة الخزانة الأميركية حذرت مصرف «رايفايزن إنترناشيونال كتابياً» من إمكانية تقييد وصوله إلى النظام المالي الأميركي بسبب تعاملاته مع روسيا.
وفي 6 مايو (أيار)، أرسل نائب وزير الخزانة والي أدييمو رسالة إلى مصرف الاحتياطي الهندي، أعرب فيها عن قلقه بشأن وجود الاحتياطي الهندي في روسيا بالإضافة إلى صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار.
وجاء إعلان الاحتياطي الهندي بعد أسابيع من الضغوط بشأن خطته لشراء حصة في مجموعة البناء «ستراباغ»، وهي خطوة تهدف إلى إطلاق سراح أموال المصارف المجمدة في روسيا.
أسئلة الاستقرار المالي
وقالت يلين إنها تريد آراء كبار المسؤولين التنفيذيين في البنوك بشأن الاقتصاد العالمي واستقرار النظام المالي. وأشارت إلى أنها تعتقد أن الاقتصاد العالمي يتمتع بالمرونة، ويتجاوز التوقعات، مع موازنة المخاطر على نطاق واسع وتخفيف الأوضاع المالية منذ الاضطرابات المصرفية العام الماضي.
وأضافت: «نحن أيضاً في حالة تأهب لنقاط الضعف المحتملة، بما في ذلك المستويات المرتفعة لديون الشركات، وعدم تطابق الرفع المالي والسيولة في القطاع غير المصرفي، والضغوط في أسواق العقارات التجارية».