رأي

هل الحرب في غزة ضد «حماس» فعلاً؟!

كتب علي الفيروز في صحيفة الراي.

ماذا يجري في قطاع غزة، هل هي الحرب بين المحتل الإسرائيلي و«حماس» أم مع المدنيين الأبرياء، فإن كانت القضية بين المحتل الصهيوني و«حماس»، إذاً لماذا نشاهد قتل المدنيين في غزة ورفح ويتم هدم بيوتهم لتهجيرهم قسراً؟

… وإذا كانت الحرب ضد «حماس»، فلماذا يطلب الاحتلال من مصر فتح المعابر لاستقبال الفلسطينيين لبقائهم في سيناء، ثم لماذا نشاهد هدم المساجد والمستشفيات والمدارس، ولماذا يمنع الاحتلال وصول المساعدات من غذاء وماء ودواء عن المدنيين العزّل، ولماذا نشاهد قتل المرضى من المدنيين وهم يرقدون في المستشفى، ناهيك عن قتل الأطفال الرضع والصغار الذين يموتون في كل يوم بسبب قلة الغذاء والدواء وهجرة الطاقم الطبي من المستشفى بعد أن قصفه الاحتلال.
ولماذا يمنع الاحتلال دخول أي مساعدات غذائية إلى قطاع غزة، ويتعمّد بتضييق الحصار على جميع الأهالي الساكنين حتى تنتشر المجاعة في غزة، فهل المدنيون هم قوات «حماس» أم ضحايا من المدنيين الذين يريدون العيش على أراضيهم بسلام، في حين جدّدت الأمم المتحدة تحذيرها من خطر المجاعة بغزة وأفادت إذا لم يتغير شيء بالمستقبل، فسيموت أكثر من 200 شخص من الجوع يومياً في غزة، وقالت الصحة العالمية أيضاً إن الأطقم الطبية بدأت تلاحظ آثار المجاعة بشكل أكثر وضوحاً، كما أوضحت الخارجية الأميركية أن المجاعة ربما تكون موجودة بالفعل، فيما أكدت وكالات الإغاثة أن قطاع غزة يحتاج الى 600 شاحنة مساعدات يومياً… إذاً هل هناك ضمائر عالمية تتحرك في هذا الاتجاه؟!

لذلك، فالأسطوانة المشروخة التي تستخدمها قوات الاحتلال ضد «حماس» أصبحت أكذوبة الحرب، فاليوم وبعد ظهور فضائحكم لا عذر لكم، فأنتم لا تريدون القضاء على «حماس» ولكنكم تريدون إبادة شعب بأكمله، فالواقع ظهر لنا جلياً أن الحرب الواقعية اليوم هي حرب طاحنة للقضاء على الشعب الفلسطيني، ومعظم المشاهد الموثقة تبرهن ان هناك رهاناً على الإبادة الجماعية لشعب يُطالب البقاء والعيش على أرضه المحتلة منذ عشرات السنين بسلام، وبالتالي فالذي يريد القضاء على «حماس» لا يقصف البنية التحتية للقطاع ولا يهجّر أهاليها من المدنيين الذين لا ذنب لهم في هذه الحرب الى أماكن أخرى، فلا يهدم المساجد على المصلين ولا يقصف المستشفيات على رؤوس المرضى المدنيين والأطفال الأبرياء!

إن المشاهد التي بثتها معظم القنوات الإعلامية فضحت المستور من خلال توثيق جرائم جنود الاحتلال وهم يقتلون بدم بارد هؤلاء الأفراد المدنيين العزّل وهم يرفعون شارات بيضاء، وكذلك ما تم من اغتيال لعوائل مدنيين يرفعون شارات بيضاء لعبورهم إلى مناطق أخرى لهو دليل قاطع على مدى إجرام جنود الاحتلال على سكان غزة الأبرياء، وآخرها كان مشهد آخر بثته قناة الجزيرة والتي وثقت جريمة جنود الاحتلال وهم يقتلون شابين مدنيين أعزلين بدم بارد رغم أنهما كانا يرفعان شارات بيضاء تدل على الاستسلام ولكن يتم تجريف جثمانيهما بجرافة بناء لإخفاء جريمتهم، وبالتالي هي دليل اضافي آخر على حجم إجرام هؤلاء الفاشية.

الإجرام الذي يحكم السلوك الصهيوني المريض في سياق حرب الإبادة العنصرية الوحشية على الشعب الفلسطيني في القطاع، والتي تحدثت عنها قبل أيام قليلة السيدة/ فرانشيسكا البانيزي، المقررة الأممية لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبّرت فيها عن شعورها تجاه قساوة إعدام مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة إلى شمال القطاع عبر شارع الرشيد الوحيد، وظهور جنود الاحتلال وهم يدفنون جثث الشهداء في الرمال وبين القمامة.

وهكذا تدور الاحداث وتعكس هذه الجريمة تعنت قوات في منع الناس الابرياء من العودة إلى ديارهم شمالي قطاع غزة وذلك بند تصر المقاومة على إقراره في أي اتفاق مقبل، والتأكيد على أن يعود الناس وبالأخص المدنيون إلى منازلهم آمنين دون أن يلاقيهم رصاص الاحتلال…

ومن خلال هذه الجرائم الوحشية الموثقة، نتساءل على الصمت المريب للأمم المتحدة والمؤسسات القضائية الدولية كافة وعلى رأسها الجنائية الدولية عن منهجية الاحتلال الصهيوني، وأين هم الآن من هذه الأفعال الاجرامية وسفك الدماء، فلماذا لا تتحرك قوات التحالف الدولي، وأين ذهبت جمعيات حقوق الإنسان في العالم من هذه الجرائم، ألا يفترض عليهم التحرك العاجل لوقف نزيف الدم وعمليات القتل الممنهجة لأبناء الشعب الفلسطيني وبالأخص المدنيون الأبرياء، أين ذهبت الأمم المتحدة في محاسبة هذا الكيان الغاصب، ألا يفترض اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمحاسبة مَنْ يريق الدماء ويقتل الأبرياء من الأطفال بدم بارد؟!!

ماذا ننتظر بعد حصيلة العدوان الصهيوني التي وصلت الى 32555 شهيداً و74990 مصاباً مدنياً منذ السابع من أكتوبر الماضي؟! فماذا ينتظر العالم، هل أصبحت الأمم اليوم بلا ضمير، لماذا هذا التواطؤ المريب مع كيان غاصب لا يحترم حتى قرارات مجلس الأمن الدولي، أين ذهب مشروع القرار الأممي الذي يدعو لوقف إطلاق النار الفوري على غزة، فهل مسودة القرار أصبحت حبراً على ورق؟! ألا يفترض أن يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وقفاً فورياً وتحترمه جميع الأطراف خلال شهر رمضان، ما يفضي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، أم هو غير ملزم التنفيذ وإنما للي الذراع فقط.

ما يُثير الاستغراب هنا أن هناك خبراء شككوا في إمكانية تنفيذه على أرض الواقع رغم الروح الإيجابية التي ينطوي عليها!

ولكل حادث حديث،،،

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى