قمة عربية في ١٩ أيار في الرياض..هل ستحضر سوريا؟

تيريز القسيس صعب.
خاص رأي سياسي…
بعد الاتفاق السعودي الايراني، دارت عجلة الاتصالات العربية – العربية بشكل اوضح على مختلف الصعد، وبات من المؤكد ان تداعيات هذا الاتفاق قد تنعكس على دول المنطقة وتحديدا الدول التي لها علاقات استراتيجية مع ايران لاسيما لبنان ، سوريا والعراق.
وقد شكل هذا الاتفاق بحسب المراقبين انجازا متقدما ومهما في تقوية العلاقات العربية الاقليمية، وبدأت تظهر ملامحه عبر سلسلة من الإجراءات اتخذتها المملكة لتبيان حسن النوايا وجدية هذا الامر ،عبر الدعوة التي وجهها ولي العهد السعودي الملك سلمان للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لزيارة الرياض، والاهم في كل ذلك، الكلام عن عودة العلاقات السورية – السعودية بعد عيد الفطر.
هذا الامر تلقفته مراجع ديبلوماسية بإيجابية بعد مقاطعة عربية لسوريا منذ العام ٢٠١١. وقالت ل “رأي سياسي”ان خطوة إعادة فتح السفارات في كلى البلدين من شانه ان يصحح الانقسامات والتشرذم العربي- العربي نحو السكة الصحيحة، حتى ان كانت الامور تسير بشكل بطيئ لكنها ستصب بالتاكيد في اعادة تمتين وترتيب الوضع العربي بشكل عام.
الا ان هذا الامر وعلى الرغم من ايجابياته، لن تكون تداعياته وخطواته متجانسة .بمعنى آخر فإن عودة سوريا إلى ملئ مقعدها في الجامعة العربية لم تكتمل عناصرها بعد. فذلك يتطلب مزيدا من الاتصالات والمشاورات مع عدد من الدول العربية المعارضة لهذه العودة حتى الساعة، مثل الكويت والمغرب وقطر…. على الرغم من الإشارات المشجعة التي تصل إلى مجلس جامعة الدول العربية.
وفي هذا الإطار، اكدت المراجع انه علينا التمييز بين إعادة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية سوريا، وبين عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.واكدت أنه على الرغم من التطورات الايجابية من هذه العودة ،الا ان المتابعين لهذا الملف يستبعدون مشاركة سوريا في القمة العربية المنتظرة في ١٩ من أيار المقبل في الرياض، لانتفاء الاجماع العربي، حتى الساعة.
الاّ ان الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط وبالتشاور مع الحكومة السعودية يحاول عبر اتصالاته مع باقي الدول العربية تذليل عقبات العودة.
المتابعون لمجريات الاتصالات اعتبروا انه في حال استمرت الاتصالات العربية بوتيرة عالية ومتقدمة، فإن رجوع سوريا إلى الحضن العربي قد لا يكون قبل الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب في أيلول المقبل في الجامعة العربية، والذي يسبق اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك في النصف الثاني من ايلول.
وعلى خط مواز، عوّل مرجع ديبلوماسي في الجامعة العربية أهمية كبرى على اللقاء الذي سيجمع قريبا وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان وايران حسين أمير عبد النهيان خلال الايام المقبلة.
واعتبر ان هذا اللقاء من شأنه ان يضع اولويات النقاط الاساسية والرئيسية للحوار السعودي الايراني والذي من شأنه ان يعالج ازمات المنطقة ويخفف من وتيرة الأحداث والتشنجات السياسية والعسكرية .
وختم بالقول الأمور تسير في اتجاه إيجابي ومتقدم وبوتيرة عالية إنما بالتمهل لا بالتسرع…