المركزي الأوروبي متمسك بخفض نسبة التضخم إلى 2% ومستعد لرفع أسعار الفائدة لتحقيق ذلك

قالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن البنك يريد «بشكل مطلق» تجنب أن يؤدي معدل التضخم المرتفع إلى ضغوط مفرطة على الأجور، وأنه يجب أن تكون الزيادات الأخيرة في أسعار الفائدة إشارة إلى إصرار البنك على خفض معدل التضخم إلى المستوى المستهدف.
وتبلغ نسبة التضخم المستهدفة من البنك المركزي الأوروبي على المدى المتوسط 2 في المئة، غير أن اندلاع الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة تعتبر المحركات الرئيسية لارتفاع التضخم إلى مستوياته الحالية.
وكان معدل التضخم في منطقة اليورو قد وصل خلال آب/أغسطس الماضي إلى مستوى قياسي قدره 9.1%، نتيجة ارتفاع كبير في أسعار الطاقة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن على البنك المركزي الأوروبي التحرك لمنع الزيادات واسعة النطاق في الأسعار من التحول إلى أمر راسخ، حسب تصريحات لاغارد خلال مشاركتها أمس الجمعة في مؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس.
وقالت لاغارد «لدينا مشكلة في جانب العرض أكثر منها في جانب الطلب، ولدينا مشكلة في الجانبين، لذلك فنحن ملزمون بالتحرك للتعامل مع هذا المزيج المعقد من مشكلات العرض والطلب».
وأضافت «لذلك فالواجب علينا كبنك مركزي أن نركز على تحقيق استقرار الأسعار حيث يكون معدل التضخم عند مستوى 2% على المدى المتوسط… لذلك علينا استخدام كل أدوات السياسة النقدية المتاحة لدينا للوصول إلى هذا الهدف».
في الوقت نفسه صرح نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي جيندوس، أن البنك سوف يضطر إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، لمواجهة التضخم في منطقة العملة الأوروبية الموحدة.
وقال في مقابلة مع صحيفة «إكسبرسو» الأسبوعية البرتغالية أمس أن «التباطؤ الاقتصادي لن يتولى أمر التضخم من تلقاء نفسه، فلابد أن مواصلة تطبيع السياسة المالية، وهو أمر ينبغي أن يفهمه الجميع».
وبعد فترة طويلة من التأخير، رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي في تموز/يوليو الماضي، ثم رفعه مرة أخرى الشهر الجاري إلى 25ر1 في المئة، ومن المتوقع أن يرفع الفائدة مجددا خلال الشهور المقبلة.
وقال دي جيندوس «الواقع أن التضخم يبلغ حالياً 9.1 في المئة في حين أن نسبة التضخم المستهدفة تصل إلى 2 في المئة على المدى المتوسط… وهناك فارق كبير بين النسبتين».
وأشار أيضاَ إلى وجود درجة كبيرة من الغموض بشأن تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا، موضحاً أنه «لهذا السبب نريد أن نتحلى بالمرونة قدر المستطاع حتى نستطيع الاستجابة لهذا النوع من المواقف».