كتب جيم نيويل في صحيفة نيويورك تايمز.
بعد إعلان الحاكم السابق لولاية ماريلاند لاري هوغان، ترشحه لمجلس الشيوخ، بات من المؤكد أن استطلاعاً للرأي سيصدر في وقت ما سيثير قلق الديمقراطيين، وقد جاء هذا الاستطلاع قبل عيد العمال مباشرةً.
ففي استطلاع للرأي أجراه فريق من الحزبين، بتكليف من جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP)، تساوى هوغان والمديرة التنفيذية في إحدى المقاطعات الديمقراطية أنجيلا ألسبروكس، في سباق مجلس الشيوخ في ماريلاند بنسبة 46 في المائة لكل منهما، وأظهر الاستطلاع أن هوغان لا يزال يتحدَّى المنطق بشكل ملحوظ في الولاية التي تبلغ فيها نسبة الديمقراطيين للجمهوريين 2 إلى 1.
كما أظهر الاستطلاع نفسه أن هاريس، تتقدم على ترمب، في السباق الرئاسي بنسبة 2 إلى 1 (64 في المائة إلى 32 في المائة).
وقد أصبحت نسبة 2 إلى 1 للديمقراطيين حقيقة واقعة في السباقات للمناصب الفيدرالية على مستوى الولاية في ماريلاند، إذ هزم الرئيس الأميركي جو بايدن، منافسه الجمهوري (ترمب) في الولاية بنسبة 66 في المائة إلى 32 في المائة في عام 2020. وفاز السيناتور كريس فان هولين بإعادة انتخابه بنسبة 65 في المائة إلى 34 في المائة في عام 2022، وفاز السيناتور بن كاردين، الديمقراطي المتقاعد الذي يسعى ألسبروكس وهوغان لاستبداله، بنسبة 65 في المائة إلى 30 في المائة في إعادة انتخابه عام 2018، وإذا كان هناك أي شيء مؤكد، فهو أن هوغان قد يكسر هذا الاتجاه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وبعد استطلاع (AARP)، تم إجراء استطلاع آخر أظهر أن ألسبروكس تتمتع بهامش أكبر قليلاً من هوغان، إذ يُظهر الاستطلاع الأحدث، الذي أصدرته شركة «غونزاليس ريسيرش»، هذا الأسبوع، أن ألسبروكس تتقدم بنسبة 46 في المائة إلى 41 في المائة.
وكانت مشاركة ألسبروكس في وقت التحدث الرئيسي خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، في يوليو (تموز) الماضي، جزءاً من الجهد الأكبر لتقديمها ليس على المسرح الوطني فحسب، ولكن في ماريلاند نفسها، لكنها لا تزال غير معروفة نسبياً بين الناخبين مقارنةً بهوغان.
وما كان مثيراً للدهشة دائماً بشأن أرقام هوغان أيضاً هو أنها عادةً ما تكون متساوية تقريباً عبر مختلف الآيديولوجيات، حيث ينظر إليه الجمهوريون والديمقراطيون والمستقلون بشكل إيجابي بهامش متساوٍ تقريباً.
وعلى الرغم من تمتع ألسبروكس بأرقام تأييد إيجابية أيضاً، فإنها أقل شهرة بكثير بين الناخبين، ففي حين كانت نسبة تأييدها 41 في المائة إلى 16 في المائة في استطلاع «غونزاليس ريسيرش»، فإن 34 في المائة من الناخبين لم يتعرفوا على اسمها في الاستطلاع.
لكنَّ هذا ليس خبراً سيئاً بالنسبة لألسبروكس، لأنه يشير إلى أنها لديها فرصة للنمو، فإذا كان أفضل ما يستطيع هوغان تقديمه هو التعادل في الوقت الذي يتمتع فيه بالشهرة الواسعة والتأييد واسع النطاق، فإلى أين سيذهب عندما تلحق به ألسبروكس؟
وفي ولاية غير متوازنة مثل ماريلاند، فإنه لا يمكن لهوغان أن يفوز في الانتخابات بمجرد الفوز بأصوات المستقلين، فهو يفوز بهم بالفعل، ولكنَّ هذا لن يكون كافياً، فكما قالت كرومر: «طريق النصر يمر عبر الحزب الديمقراطي، إذ لن يستطيع هوغان الفوز من دون الحصول على ما بين 25 و30 في المائة من أصوات الديمقراطيين هناك»، وهذا ما تؤكده الاستطلاعات، ففي استطلاع (AARP) المتساوي، فاز هوغان بنسبة 26 في المائة من أصوات الديمقراطيين، وفي استطلاع «غونزاليس ريسيرش»، الذي كان متراجعاً فيه، فاز بنسبة 21 في المائة من أصوات الديمقراطيين.
ولكي يحصل هوغان على الحصة الديمقراطية التي يحتاج إليها، فإنه ذهب في إعلاناته إلى ما هو أبعد من مجرد تعريف نفسه بأنه جمهوري معتدل، لكنه انحاز إلى الديمقراطيين في بعض القضايا الرئيسية، ووصف نفسه بأنه «مؤيد للحق في الإنجاب»، وفي أحد أحدث إعلانات حملته، وصف نفسه أيضاً بأنه «منتقد لترمب» وواحد من الجمهوريين القلائل الذين «لم يستسلموا للرئيس السابق قط»، بينما تحدث عن كيفية إرساله الحرس الوطني في ماريلاند للمساعدة خلال «رعب أحداث السادس من يناير (كانون الثاني)».
إن جوهر رسالة حملة ألسبروكس هو أنه حتى لو كنت تصدق ما يقوله هوغان بشأن الحق في الإجهاض، وهو ما لا تعتقد الحملة أنه يجب على الناخبين تصديقه، فهذه ليست القضية الأساسية، بل القضية هي أنه إذا فاز هوغان، فمن المؤكد تقريباً أن الجمهوريين سيفوزون بالسيطرة على مجلس الشيوخ، وحينها لن يتم حتى طرح التصويت على حماية الحق في الإنجاب.
وسواء كان الحديث عن لاري هوغان في ماريلاند أو السيناتور الديمقراطي جون تيستر في مونتانا، فإن الفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في منطقة حزبية معادية، في عام انتخابات رئاسية مع نسبة إقبال عالية، يتطلب في النهاية مهارة خاصة، إذ لا يوجد أي قدر من الوعود بالاستقلال يمكنه تغيير حقيقة أن انتخاب أي منهما يمكن أن يوفر لحزبيهما السيطرة على مجلس الشيوخ.
ألسبروكس والديمقراطيون في ماريلاند يقدمون الحجة الصحيحة، لكنهم بحاجة فقط إلى التأكد من مدى استيعاب الناخبين لهذه الحجة، وفي الوقت الحالي يتفوق هوغان في استطلاعات الرأي بشكل تنافسي لأن عدداً غير ضئيل من الديمقراطيين ينظرون إليه بشكل إيجابي، ويحبون سماع أصوات مزيد من الأشخاص ذوي العقلية المستقلة في مجلس الشيوخ، لكنهم لا يفكرون في مسألة السيطرة على المجلس هذه.
وتقول كرومر: «لا أعتقد أن سكان ماريلاند العاديين سيفكرون في مسألة السيطرة على مجلس الشيوخ في أثناء ذهابهم إلى صناديق الاقتراع، فهذه القضية ليست ضمن أولوياتهم».