صدى المجتمع

السيول تجتاح شمال شرقي أميركا وتحذيرات لربع السكان من حر شديد.

تستعد منطقة نيو إنغلاند الأميركية لهطول مزيد من الأمطار الغزيرة، فيما لقي أربعة أشخاص في الأقل حتفهم جراء السيول، وأصدرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات لنحو ربع السكان من ارتفاع شديد في درجات الحرارة.

وقالت خدمة الأرصاد الجوية إن أجزاء من منطقة نيو إنغلاند ومناطق إقليم الأطلسي الأوسط ستضربها عواصف قد تكون مصحوبة بأمطار غزيرة، قبل تعرضها لرياح باردة قادمة من جهة الغرب. وتشمل المناطق المعرضة للخطر مدناً كبرى مثل نيويورك وبوسطن وفيلادلفيا.

وطلبت حاكمة نيويورك كاثي هوكول، أمس الأحد، من السكان في الولاية تجنب السفر لحين انتهاء هطول الأمطار، قائلة “يمكن لسياراتكم أن تنتقل من مكان آمن إلى آخر محفوف بالمخاطر” إذا جرفتها السيول.

وقالت الشرطة المحلية في بيان مكتوب إن أربعة أشخاص في الأقل لقوا حتفهم بعد أن جرفتهم سيول السبت في بلدة ميكفيلد العليا في بنسلفانيا على بعد 30 كيلومتراً تقريباً شمال شرقي فيلادلفيا.

وقال عمال الإنقاذ، أمس الأحد، إنهم يبحثون عن ثلاثة أشخاص آخرين، بينهم رضيع عمره تسعة أشهر وشقيقته البالغة من العمر عامين وامرأة.

وصدرت التحذيرات من الحر القائظ لمناطق شاسعة تمتد من شمال غرب المحيط الهادئ إلى كاليفورنيا، وعبر الجنوب الغربي وصولاً إلى أقصى الجنوب، الذي يعرف بالجنوب العميق، وحتى فلوريدا.

مستويات قياسية

واستيقظ أكثر من 80 مليون أميركي، أمس الأحد، على تحذيرات أو توصيات بسبب ارتفاع الحرارة في أنحاء الولايات الغربية والجنوبية، إذ تجاوزت درجات الحرارة مستويات قياسية.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من “موجة حر واسعة النطاق وشديدة الوطأة” في قسم كبير من غرب البلاد وجنوبها، مع توقع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الأسبوع المقبل، مما يزيد المخاطر الصحية على ملايين السكان.

وقالت الهيئة في تقرير صباح الأحد “من المتوقع تسجيل درجات حرارة عالية قياسية على نطاق واسع، فضلاً عن درجات حرارة دنيا يومية تحطم المستويات القياسية في أجزاء من الجنوب الغربي، على طول ساحل الخليج الغربي، وفي جنوب فلوريدا”.

وفي أحد مواقع البناء في هيوستن بولاية تكساس، يحاول خوان (28 سنة) العمل على رغم الحر الشديد.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية “عندما لا أشرب سوى الماء، أشعر بالدوار، وأشعر برغبة في التقيؤ جراء الحرارة، أحتاج إلى مشروبات أخرى كالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة الباردة لأتمكن من العمل”.

تقنين الكهرباء

وطلب من سكان المدينة الحد من استعمال الكهرباء من الساعة الثانية عصراً حتى العاشرة مساءً من السبت إلى الإثنين، في محاولة للتخفيف من ارتفاع الطلب.

بدورهم، شهد سكان جنوب كاليفورنيا، السبت، درجات حرارة راوحت في ذروتها 41-43 درجة مئوية، وهم يستعدون ليوم ثانٍ من القيظ، إذ يتوقع أن تبلغ درجات الحرارة 46 درجة في أجزاء من كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا، وفق هيئة الأرصاد الجوية.

وعصر السبت، وصلت الحرارة إلى 51 درجة في وادي الموت الشهير في كاليفورنيا، وهو أحد أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض، ويتوقع أن ترتفع إلى 54 درجة.

والسبت أيضاً، تجاوزت الحرارة في بلدة إيدلوايلد شرق لوس أنجليس والواقعة على ارتفاع نحو 1645 متراً، مستوى الحرارة القياسي السابق مسجلة 38 درجة.

أما في مدينة إمبريال في كاليفورنيا، فقد بلغت الحرارة المستوى القياسي البالغ 46 درجة.

ناقوس الخطر

وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن الحرارة هي سبب الوفاة الرئيس المرتبط بالطقس في الولايات المتحدة، وحضت الأميركيين على أخذ هذه المخاطر على محمل الجد. وأضافت “إجمالاً، من جنوب فلوريدا وساحل الخليج إلى الجنوب الغربي، لا يزال أكثر من 80 مليون شخص تحت تحذير من الحرارة المفرطة أو تحذير من الحرارة حتى وقت مبكر من هذا الصباح”.

ودقت السلطات ناقوس الخطر منذ أيام، وأوصت الأميركيين بتجنب الأنشطة الخارجية في النهار وتجنب الجفاف، الذي يمكن أن يصبح قاتلاً بسرعة في هذه الحرارة.

وفي ولاية أريزونا، سجلت مدينة فينيكس على مدى 16 يوماً متتالياً حرارة تزيد على 43 درجة، ووصلت عصر السبت إلى 48 درجة ولم تنزل عن 32 درجة ليلاً.

مراكز تبريد

ونشرت المدينة متطوعين لتوجيه السكان إلى مراكز تبريد وتوزيع قوارير المياه والقبعات، لكن رئيس البرنامج ديفيد هوندولا قال لمحطة “أي بي سي” المحلية إن جدول العمل الممتد على ثلاثة أيام في الأسبوع “من الواضح أنه… غير كافٍ”.

وتكررت موجات الحر بوتيرة أسرع وبشكل أكثر حدة في مدن أميركية كبرى، بمعدل ست مرات سنوياً خلال العقدين الأولين من القرن الحالي مقارنةً بموجتين سنوياً خلال ستينيات القرن الماضي، وفق وكالة حماية البيئة الفيدرالية.

وقال مكتب هيئة الأرصاد الجوية في لاس فيغاس عبر “تويتر” إن “موجة الحر هذه ليست حرارة صحراء معتادة”، مشيراً إلى أن “طول مدتها، ودرجات الحرارة القصوى خلال النهار، والليالي الدافئة” غير مألوفة.

وفي كندا التي تشهد درجات حرارة دافئة إثر أشهر من هطول الأمطار بمعدل دون المتوسط، بلغت مساحة الأراضي التي دمرتها حرائق الغابات مستوى سنوياً قياسياً وصل حتى السبت إلى 24.7 مليون هكتار.

وقالت السلطات الكندية، أمس الأحد، إن رجل إطفاء ثانياً لقي حتفه خلال مكافحة أحد الحرائق الضخمة التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، بعد يومين على مصرع إطفائية.

وقالت جيسيكا ديفي كوانتيك من خدمات الإغاثة في الأراضي الشمالية الغربية “ببالغ الحزن نبلغ عن الوفاة المأسوية لرجل إطفاء إثر جروح أصيب بها أثناء مكافحة حريق غابات في منطقة فورت ليارد بعد ظهر السبت”.

وقضت إطفائية في غرب كندا الخميس، وكانت أول حالة وفاة في الميدان منذ بدء موسم الحرائق التاريخي الذي تشهده كندا.

وقال الباحث في وزارة الموارد الطبيعية الكندية يان بولانجيه “نسجل هذا العام أرقام أسوأ من أكثر التوقعات تشاؤماً”.

وعلى رغم صعوبة عزو حدث مناخي معين إلى تغير المناخ، يشدد العلماء على أن الاحترار العالمي المرتبط بالإنسان مسؤول عن تزايد موجات الحر وتكثفها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى