هل تستخدم واشنطن طالبان ضد إيران؟
كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، مقالا جاء فيه:
هددت القيادة الإيرانية حركة طالبان بالتخلي عن سياسة حسن الجوار معها إذا لم تمتثل الجماعة المتطرفة التي تسيطر على أفغانستان للقانون الدولي. جاء التحذير بعد اشتباكات في المناطق الحدودية. وعلى الرغم من حقيقة أن طهران تحافظ على اتصالات مع طالبان، بل وسماحها لهم بفتح سفارة على أراضيها، فقد تفاقمت العلاقات بين الجارتين مؤخرًا بسبب مشكلة المياه.
ليس لدى إيران مجال كبير للمناورة: البلد يعاني من نقص شديد في الموارد المائية. تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 270 مدينة وبلدة في الجمهورية الإسلامية تعاني من نقص حاد في المياه، حيث انخفضت مستويات المياه في السدود بدرجة شديدة، وفقًا للسلطات المحلية. وأثناء زيارته لإحدى مقاطعات سيستان وبلوشستان الأكثر تضررًا في مايو، أصدر الرئيس إبراهيم رئيسي بيانًا صريحًا عن أن كابول يجب أن تأخذ جميع التحذيرات على محمل الجد، “حتى لا تشكو لاحقًا”. وبحسب رئيسي، فإن طالبان ملزمة بأن تتيح للخبراء الإيرانيين القدوم إلى أفغانستان والاطلاع على وضع احتياطات المياه.
ومع ذلك، استعرضت طالبان نموذجًا تصادميًا للغاية في السلوك، ردًا على هذا النداء.
يشار إلى أن جولة جديدة من التصعيد الحدودي بين إيران وطالبان، فضلا عن الخلاف المتبادل، حفزت نظريات مؤامرة جديدة حول قرار الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن سحب القوات من أفغانستان. فقد رأى منظرو المؤامرة في الانسحاب الفوضوي في العام 2021، والذي أدى إلى وقوع كثير من الأسلحة الأمريكية بأيدي طالبان، عنصرا من عناصر خطة واشنطن، التي تمثلت في البداية في نقل السلطة إلى طالبان، ثم خلق منطقة من عدم الاستقرار بالقرب من الحدود الإيرانية.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.